الأخلاق
قد تتسائل لحظة من اللحظات ماهي الأخلاق؟ مما الأخلاق؟ ولما الأخلاق؟.....ولكن لن تعرف الجواب ولو دهى الأرض اضطراب.
لأن الأخلاق هي قدرة إلهية, وليست من عمل بشري او نحت صخري.
ولكن الأخلاق كتاب قديم متهالك ومايحتويه اجمل ماقد تراه العين من قصور وممالك, فلا يغرنك ظاهره فإنك لن تعرف الكتاب الا بعد ان تبحر مابين الدفتين, وتقرأ ماكتب على الشمال واليمين, فطوبى والله طوبى لمن يملك هذا الكتاب, فقد نجى من سهر وعذاب.
قليل منهم من يمتلك هذا الكتاب الثمين , وهناك من يملكه ولكن للأسف لم يقدروه حق قدره, فقد تطايرت اوراقه مع الزمن, وتمزقت صفحاته من الامبالاة, حتى يأتي اليوم الموعود, وترى الكتاب على الرف مسنود, فلا قارئ له, ولامستفيد له يعود.
الأخلاق الحميدة تتعدى الكرم وتتعدى الإيثار, وتتعدى كل مايخطر على البال من صور وافكار؛ فإجعل ابن عبدالله *صلى الله عليه وسلم *مرآة لأخلاقك لأنه *عليه الصلاة والسلام* المثل الأعلى, والقائد المقتدى, والمدرسة الكبرى للأخلاق الحميدة.
فخلقه *صلى الله عليه وسلم *اكبر من ان يضاهيه كرم او جود وايثار, يكفيه شرفاً ان الله سبحانه قد ذكر خلقه في مصحفه الشريف بقوله (وإنك لعلى خلق عظيم).
اما آن لنا ان نقتدي به؟ وما آن لنا ان نحتذي حذوه؟ام غطى الصدأ عقولنا, وملأت الأهواء قلوبنا, اما زلنا في نشوة تفرعنت على ارواحنا؟ فقد ضاع الشريف بين سرب اللئام, وامسى الضعيف بلا مرقد او منام.
فكلما نرى هذا المنظر المفجع,الذي تخنق العبرات انفاسه, وتشل الآلام حركاته, فلنرجع الى كتاب رسول الله نتصفحه, نتفهمه, ندنو اليه ونقبله.
فالأخلاق الحميدة صعبة المنال, ولكن من طلب العلا سهر الليال, فاحسن الى والديك, وافعل مايرضي الله ويرضيك, فوالله تحسن اخلاقك, وتكثر خصالك, ولن يزول ذلك الخلق السميح, فيا جبل هل تهزك الريح؟
ولهذا اطبق جفنيك, وابسط راحتيك, وادعو الله مليا, مصبحاً كنت او مسيا,عسى الله يستجيب الدعاء, ويجعلك من اصحاب الراحة والهناء.
فوالله مهما تكلمت, ومهما اطلت واكثرت,فلا تسعفني الكلمات لأعبر عن هذة المعجزة السماوية, فالأخلاق تعبر عن نفسها من سيدها, وانما كل مايسعني ان اقول: من الله سلام, ومن المسك الختام, فقد قال ابن عبدالله حبيب الله سيد الأنام (انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وصدق رسول الله
|