|
كاتب فعال
|
|
المشاركات: 1,329
|
#1
|
إلتفاتة مودع
- عام أتى وآخر لم شتاته وفات .. ومازلت ألهث خلف الهتاف والفتات .. الرعب يزرع مخالبه في يدي ولساني .. ينتهك حريتي وجزيل شعري .. ليرميني على ردهات الألفية الثالثة .. ألفية الحضارة الزائفة .. والتي تتخذ من قول جاهل قال ذات يوم أن الظلم أساس العدل .. أخشى حبر قلمي حين ينتشر على أوراق مذكراتي .. كدم طفل فلسطيني ينتشر ويبحر عبر أرصفة مدينة مقدسة كل يوم ..
- أتابع شاشات التلفاز .. وأرى عمليات التغييب والتعتيم والتعقيم .. التي يمارسها طواغيت الأمة الذين استحلوا دمائنا وأموالنا وثرواتنا .. ونحن نبحر في عالم التيه الوردي .. لهث وراء الدرهم والدينار .. والمباح والمكروه وما قد يكون حرام .. ومازلنا نبدي استعداداً لتقبل الحقيقة المستحيلة .. والتي يراهن لصوصنا على تحقيقها .. في زمن تسيطر فيه دولة الصليب على حقولنا قبل عقولنا .. تسيرنا كقطع لعبة شعبية دربنا على تعلمها .. تمارس الآن علينا بحجم أكبر وتصور أعظم .. بين توهم إنسان بأنه مسير غير مخير .. وبين لا مبال يرى أننا نقبع في مستنقع المؤامرة نعول كل قضايانا عليها ..
- أرى واقع الشارع وأحزن لمنظر شبابنا وفتياتنا .. تصرفات صبيانية وهتك أعراض .. وحمى غزل لبست بستار الحب والوله .. تبرج وسفور واستعراض أجسام ستوقد بها نار جهنم .. دنس وسفه يودي بمجتمع عرف الشرف أياماً وتباهى به سنيناً .. أطباق على المنازل لتستقبل الغث والسمين وليس على موائدنا أطباق نقتات منها زادنا .. موضة وفوضى تداهم عقولنا المقننة .. تجدف في أمواج سفه رأب عنها سلفنا وقدواتنا من شباب الأمة الأوائل أمثال أسامة بن زيد وابن مسعود وابن المبارك وصلاح الدين و سيف الاسلام خطاب .. لنبقى نذرف الدموع على عيشنا المتهالك ..
- أرى عقيدتنا تنتهك وديننا يسفه .. ولست أعني حملة الصليب وعباد نجمة داوود .. فهذا طبعهم .. أعني من لبسوا جلودنا .. وتحدثوا لغتنا .. ونهجوا شرعنا .. لكنهم تماسيح تدمع عيونها بعد التهامها ضحيتها .. أعطوا أنفسهم حق الجدل في شرع الله .. وأبرزوا أنفسهم موقعين عن رب العالمين .. تجرءوا على النار .. فكانت مآلهم .. حاربوا الجهاد .. وسفهوا الحجاب .. استنكروا الولاء والبراء .. هاجموا الملتزمين .. وعانقوا الصليب .. فكانت حقيقتهم واضحة .. وسريرتهم موكولة إلى علام الغيب .. كشروا عن أنيابهم .. ولتسحقن عما قريب .. زعموا صناعة الحياة .. لكنهم نسوا أو تناسوا أنهم مرتزقة في أحد حوانيت المجوس ..
- فلسطين والشيشان .. أفغانستان وإندونيسيا .. كشمير والفلبين .. جروح غائرة في ذاكرة تاريخ المسلمين .. أدمت قلوبنا .. وقرحت عيوننا .. وما زلنا نتساءل عن أهمية النفور لمساعدتهم .. والعمل على غوثهم .. والعراق يدفع ثمن مأساة صمتنا .. والبقية تأتي .. وإسرائيل ترتع في حضانة أمها أمريكا كطفلة مدللة .. تتسلى بأطفال الانتفاضة كلعب ملت الترفيه بها ..
- هل أنا متشائم .. قد .. ولكن بين جوانحي يخفق أمل عظيم واثق بالله تعالى .. أراه كنور ساطع يخرج من رحم ظلمات تراكمت على مر السنين .. أراه مطراً بعد غبار امتزج بالأفق .. بشرى رواها المختار منذ عشرات العقود ..
- لا أجد أبلغ من كلام الإمام حسن البصري رحمه الله .. أختم بها تعزيتي لجيلي المأمول .. يا ابن آدم ما أنت إلا أيام ، فإذا ذهب منك يوم ذهب بعضك ..
|
|
16-02-2005 , 02:09 AM
|
الرد مع إقتباس
|