الاسئلة المحرمة في اعتقال صدام: القوات الاميركية تستعين بالغاز
الوطن - واشنطن -وكالات - تضاربت الانباء والتحاليل عن قصة اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين, كما تضاربت في التاسع من أبريل الماضي عندما سقطت بغداد دون مقاومة.
فهناك مازالت استفسارات لم يجد الشارع اي ايضاحات لها ومنها هل فعلا تم القبض على الرئيس العراقي السابق في هذا اليوم الذي اعلن فيه ام انه تم القبض عليه قبل ذلك بكثير؟
ولماذا لم تصور القوات الامريكية عملية الاعتقال لحظة حدوثها وهي قادرة على ذلك؟
ولماذا تم نشر لقطات قليلة جدا للرئيس المعتقل؟
واين الانباء الذي كانت ترددها الادارة الامريكية عن صدام انه يغير هيئته يوميل ويتنكر, مع ان طول لحيته يدل على انه لم يقصها منذ التاسع من ابريل اي منذ سقوط بغداد, وكيف يقود المقاومة وهو في جحر صغير لا يتسع الا لشخص واحد فقط؟!
وكيف يسلم صدام نفسه للقوات الامريكية دون مقاومة؟ هل كان يظن انه سينجو ام انه سيقنع الادارة الامريكية ان تعيده للحكم؟!
صدام قال اكثر من مرة وحسب التصريح الذي أدلى به الصحاف انه يفضل الموت على الاستسلام, وقال الصحاف انه لم يفاجأ باعتقال صدام ولكنه لم يتوقع اتقاله حيا.
وتضاربت الانباء حيث قال مواطنون عراقيون من قضاء الدور قرب مدينة تكريت ان معركة حقيقية دارت رحاها في مزارع تلك المنطقة بين الرئيس صدام حسين ورفاقه في مواجهة القوات الامريكية التي
استعملت الطائرات وكل انواع الاسلحة , حتى المحرم منها دوليا .
وقال شهود عيان ان الطائرات المروحية وطائرات الاباتشي لم تغادر سماء المنطقة طوال فترة المعركة التي استمرت اكثر من ثلاثين ساعة. على حسب ما أفادوا لبعض المصادر.
في السياق نفسه قال الدكتور محمد ابراهيم الدوري ان القوات الاميركية ذهبت الى اطلاق قنابل تحمل انواعا من الغازات المخدرة, مستغلة تفوقها التكنولوجي , ولم تكن معلوماتها حتى تلك اللحظة تشير الى وجود الرئيس صدام حسين في تلك المنطقة , لكنها ارادات اسكات مصادر النيران التي اوقعت في القوات الاميركية خسائر فادحة .
وقال ان الغاز الذي انتشر سريعا في الهواء اثر على قدرة المقاتلين وافقدهم وعيهم , الامر الذي مكن القوات الاميركية من القاء القبض عليهم وهم فاقدوا الوعي , ومن بينهم الرئيس صدام حسين , وهذا ما اكده كل المنصفين الذين شاهدوا الاكذوبة التي عرضتها القوات الاميركية في بغداد ظهر يوم الرابع عشر من كانون الاول .
واضاف الدوري ان طبيعة المعركة التي دارت في تلك المنطقة المليئة بمزارع النخيل تؤكد كذب الرواية الاميركية وسذاجتها في الوقت نفسه , وتؤكد ان الرئيس صدام حسين هو الذي قاد المعركة.
على صعيد متصل قال قيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي ان الرئيس العراقي هو مناضل بعثي قبل ان يكون رجل سلطة , لذلك فان اعتقاله او اغتياله كان امرا وارادا , سواء في ذهن الرئيس او اذهان رفاقه , وان غياب الرئيس صدام حسين عن المشهد السياسي الميداني في العراق اليوم , لن يؤثر على تماسك الحزب , ولا على قيادة الحزب للمقاومة العراقية الباسلة , فحزب البعث حزب ثوري انقلابي حسب تعبيره.
واكد المسؤول البعثي ان المقاومة لن تتراجع , بل ان اجندة المقاومة ستتصاعد انتقاما لحرية وكرامة الرئيس التي تمثل حرية وكرامة الشعب والامة .
ومن جهة اخرى قال المزارع العراقي عبود مصطفى الذي يملك حقلا للدواجن في المنطقة , ان عدة الاف من الدجاج الذي يملكه في حقله الذي يعتاش منه , قد ماتت فجأة وبدون اي اعراض مسبقة , وهو ما فسره اطباء بيطريون بانه جاء نتيجة قوة الغاز الذي اطلقته القوات الاميركية في المنطقة , اثناء محاولتها القاء القبض على الرئيس المخلوع صدام حسين.
وهو الشيء نفسه الذي تحدثت عنه الحاجة سهام جبار التي اكدت ان اثنين من الخراف التي تملكها العائلة في بيتها الريفي ماتا بسبب قوة الغاز الذي اطلقته القوات الاميركية في المنطقة .
وفي تعليقه على الطريقة التي اعلنت بها القوات الاميركية اعتقالها للرئيس صدام حسين قال الدكتور مانع مهدي استاذ علم الاجتماع في جامعة تكريت ان الادارة الاميركية تريد ان توجه اهانة نفسية ليس للرئيس صدام حسين فقط , بل لجماهير الشعب والامة الذين تعلقوا بشخص الرئيس صدام , ورأوا فيه بطلا قوميا وفارسا غيورا من فرسان الامة . وان الادارة الاميركية تريد ان تسحب منا رموزنا السياسية والتاريخية , وان المثال لحكام مهزومين يعيشون تحت المظلة الاميركية , فالرئيس صدام حسين هو من قال لا للادارة الاميركية , وهو من ضرب الكيان الصهيوني في العمق , وهو من بنى القاعدة الصناعية وجيش العلماء في العراق , وهو من جعل الثروات الوطنية العراقية عصية على اعداء الامة , لذلك تجمع كل رجال الاستخبارات وعلماء النفس في الادارة الاميركية لصياغة مشهد الاهانة لهذا الرمز التاريخي , الذي يمثل الامة في حاضرها ومستقبلها كما قال.
هذه كلها أقاويل وشهادات تعود لاصحابها وروايات مختلفة عن الرواية الامريكية.
وهناك رواية أخرى تناقلتها وسائل الاعلام وهي عن دور ايراني في عملية القبض على الرئيس السابق صدام حسين, وعن صفقة تمت بين ايران وامريكا, والظاهر منها هو اتخاذ قرار طرد مجاهدي خلق من العراق, بعدما ابرمت الادارة الامريكية اتفاقا مع مجاهدي خلق في بداية الحرب الامريكية على العراق.
مهما كانت الرواية الحقيقية وراء اعتقال الرئيس السابق صدام حسين , وهل قاوم ام استسلم ولماذا لم يقتل نفسه او يطلق الرصاص على الجنود حتى يبادلوه النار فيقتلوه , لان لديهم تعليمات صريحة بالقبض عليه حيا او ميتا.. تبقى الحقيقة الوحيدة في الموضوع كله ان صدام وقع في الاسر وان الامة العربية كلها ضربت ضربة قوية في كرامتها, ليس لان صدام بطل او رمز او انه قائد هذه الامة, بل لان صدام هو رئس دولة عربية وقاد تلك الدولة لثلاثة عقود كاملة وكان رؤساء العالم كله يدخلون عليه في قصوره التي اصبحت الان تعيبه, والان يقتاد من قبل قوات أجنبية وليس قوات عراقية..
لو كان الشعب العراقي هو من قام ضد الرئيس وخلعه وحاكمه وعلق جثته في وسط بغداد لكان أهون على الامة العربية والاسلامية من هذا الموقف الذي يشكل عار على جبين كل الحكام العرب والامة العربية.
وعلى الادارة الامريكية معاملته كأسير حرب كما قال
دونالد رامسفلد لشبكة سي.بي.اس الاميركية: أن صدام حسين الذي لا يبدي تعاونا سيعامل مثل اسير حرب وسيحظى بالحماية التي توفرها اتفاقية جنيف.
واوضح رامسفلد "لقد منح الحماية التي يحصل عليها اسير الحرب وسيعامل بموجب معاهدة جنيف".
ويجب ان لا ينسى وزير الدفاع الامريكي ان معاهدة جينيف تنص ايضا على منع تصوير اسرى الحرب وعرضها امام الناس, وان يحترم الاسير ويعامل معاملة انسانية لائقة به, وان يفرج عنه فور انتهاء الحرب, فلا يحق لامريكا محاكمة صدام او غيره من اسرى الحرب لانها دولة احتلال.
بل يجب الافراج عنه بعد انتهاء حالة الحرب وعن غيره من المعتقلين, وبعدها يمكن محاكمته في بلده اذا بلده اختارت ذلك او في محكمة دولية.الوطن
|