وانظر إلى هذه الخريطة التي تبين لك الآثار المباشرة لها:
وهذه خريطة أخرى :
الرمادي = مدمر ، والأحمر = مهدد بالانهيار ، والأزرق = ضرر رئيس ، والأصفر = متضرر ولكن في حالة مستقرة ، والبيج = بحاجة تنظيف .
إلا أن مرادنا هنا هو في الآثار غير المباشرة لهذه الرمية ؛ فهي التي لا نزال ننهل من معينها إلى اليوم ، ومن هذه الآثار :
1- ما حصل لاقتصاد أمريكا من تدهور وكساد ، وانهيارات متتابعة لكثير من الشركات الكبرى إلى هذا الوقت ، وانخفاض سعر الدولار ، وهرب الاستثمارات منها إلى الخارج ، وغير ذلك ، مما يؤذن بأفول هذه الدولة عن قريب إن شاء الله لأنها قائمة على الاقتصاد.
2- دخول كثير من الكفار في الإسلام ، بل تضاعف عدد الداخلين فيه بعد هذه الغزوة أربع مرات كما صرحت بذلك وسائل إعلامهم ، حتى بلغ عدد من أسلم في أمريكا وحدها أكثر من أربعة وثلاثين ألفاً حسب تصريح السي إن إن ، ودخل كثير من كفار أفريقيا في الإسلام كما أخبرني بعض الدعاة هناك .
3- انتشار معرفة الدين الإسلامي في جميع أصقاع المعمورة ، حتى أن أكثر من ستة عشر ألف مكتبة عامة في أمريكا وحدها زودت بكتب كثيرة عن الإسلام والمسلمين ، وخصصت وزارة الخارجية البريطانية دورات للعاملين فيها لتعريفهم بدين الإسلام ، ونفدت نسخ ترجمة القرآن من بريطانيا وفرنسا ، وخصص وقتاً أسبوعيا في بعض الدول الإسكندنافية للتعريف بالإسلام أيضاً ، وزاد الإقبال على المراكز الإسلامية في اليابان ودول شرق آسيا ، ولو أردت أن تجيش جيوشاً من الدعاة والداعيات والمراكز بميزانيات دول لتحقيق هذه النتائج ما تحققت إلا أن يشاء الله ، وهذا ما دعا بعض أشد المعارضين للضربات أن يعترف بأن الإسلام كسب بعد هذه الغزوة في أقل من سنة أكثر مما كسبته الدعوة خلال أربعين سنة !!.
هذا بالإضافة إلى إحياء روح الولاء والبراء في نفوس المسلمين ، وتعريفهم بواقع معاداة الكفار لهم ، فقد أبرزت هذه الضربات العداء الكامن في نفوس الصليبيين ، فنبه ذلك من كان غافلاً أو مغفلاً من المسلمين ! ، و أحيت روح الجهاد في سبيل الله ، والآثار كثيرة جداً ، ولا تزال تظهر تباعاً ، وإنما هذه إشارة إلى بعضها.
الآية الرابعة :
قوله تعالى (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) :
تغنت العرب منذ القدم بوفاء السموأل ، فقالت في أمثالها (أوفى من السموأل) ، وقال شاعرهم :
سعيت بمن أحياك من بعد ميتة وأدّى وفاء ماوفاه السموأل
وقال آخر :
جزاء سنمار جزاني على الهوى وكان يمنيني وفاء السموأل
وإنما ضحى السموأل بابنه من أجل أن يحفظ ما اؤتمن عليه ! فعظم في عين العرب.
وتالله إنه لوفاء !.
ولكنه يتضاءل حتى يكاد يتلاشى إذا قرنته بوفاء (الملا محمد عمر) حفظه الله وسدده ونصره !.
وأين يبلغ وفاء السموأل عنده ؟ وإنما هو ابن واحد !.
وماذا يساوي أمام التضحية بالسلطان ، والملك ، والأهل ، والبلد ، والأمن ، وبجميع ما يملك ! .
فلئن كان زمننا هذا زمن الخيانات والنفاق ، فإن مثال (الملا عمر) الفريد ينقلنا إلى زمن الصحابة وأولئك الأعلام .
ولسان حاله يقول :
فليتك تحلو والحياة مـــريــــرة وليتك ترضى والأنام غضاب
ولـــيـت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبـيـن العالمين خراب
إذا صح منك الود فـالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب
فهذا الوفاء النادر ، والثبات العظيم ، جاء في وقت قام فيه كثير من الطواغيت بالتقرب إلى الطاغوت الأكبر باصطياد من يشتبه بمجرد سلامه على (إرهابي!) ، ويودون لو كان (الفاكس) يرسل (الرجال) كما يرسل (الأوراق) ليقوموا بإرسالهم فوراً إلى الطاغوت الأكبر بلا تأخير ! .
فنحسب الملا عمر - والله حسيبه - ممن يصدق فيهم قول الله تعالى (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله).
الآية الخامسة :
قول الرسول صلى الله عليه وسلم (نصرت بالرعب) :
فهذه ما تسمى بأعظم دولة في العالم تحشد سبعة ألاف طائرة حربية في سمائها خوفاً من الساكنين في (كهوف أفغانستان) ، وتقوم بوضع (الباتريوت) و (الستينجر) حول مصالحها على مدار اليوم ، وتعلن الطواريء خوفاً من هجمات إرهابية! أكثر من مرة ، ويصاب أكثر من ربع سكانها بأمراض نفسية بعد الضربة ، ولا يخرج زعيم الاختباء العالمي (تشيني) من مخبأ إلا ليدخل في مخبأ ثاني ، ولا يزال مسلسل الرعب مستمراً ، ونحسب أن هذا كله من إبرار الله سبحانه لقسم شيخ المجاهدين أبي عبد الله - نصره الله - بأن لا يهنأ الأمريكان بالأمن ؛ فإن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره!.
الآية السادسة :
قول الرسول صلى الله عليه وسلم – بالمعنى – (واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) :
ومن يجادل في عظمة هذه الآية ؟.
فإن الشيخ المجاهد أبا عبد الله أسامة بن لادن حفظه الله ونصره اجتمعت عليه الأمم من أقطارها ، على اختلاف أديانهم ، وألوانهم ، من صليبيين ، ويهود ، وهندوس ، وبوذيين ، ومنافقين ، وخونة ، وغيرهم ، في مشارق الأرض ، ومغاربها ، بجميع ما بأيديهم مما بلغته علومهم ، من الأسلحة ، والطائرات ، والأقمار الصناعية ، وأجهزة التجسس ، والمراقبة ، ومع أن صورته انتشرت في الأرض انتشار النار في الهشيم ، فصار يعرفه القاصي والداني ، والصغير والكبير ، والمسلم والكافر ، والرجل والمرأة ، ومع هذا كله لم يعثروا له على أثر ، ولا وقفوا له على خبر ، ولا يدرى تحت أي سماء هو ؟!. نسأل الله سبحانه أن يحفظه منهم ، وأن ينصره عليهم ، وأن يقر عيوننا بهزيمة أمريكا وأحلافها ! .
وبقيت آيات أخرى ، سأذكرها في مقال آخر إن شاء الله تعالى .
وصلى الله على نبينا محمد .
كتبه
ناصر بن حمد الفهد
السبت 14/7 /1423