انا ابختار.....ابو صابر

الحمار مخلوق مسكين للغاية ، مسالم وضعيف ، مغلوب على أمره ، لا يؤمن بالعنف أو المظاهرات إذا قلت له شييييييييييييي ، قال : هااااااااااااااااااااااا وانطلق يؤدي عمله بكل أمانةٍ وإخلاصٍ دونما أي اعتراض
صبور للغاية ، ولذا أطلق عليه اسم الأستاذ أبو صابر ، فأبو صابر هو الحمار والحمار هو أبو صابر ، على أية حال ولو لبس الحمار ثياب خزٍ ....... لقال الناس يالك من حمار ، يعني لا أبو صابر ولا أبو غابر ، هو حمار والسلام
الحمار مخلوق مظلوم ومضطهد ، فإذا لم يعجبنا شخص ما نحن العرب ، قلنا عنه إنه حمار لا يفهم ، في الشارع مثلاً يشتم الواحد منا الناس ، أو يشتم بالضم من قبل الناس فيقال له يا حمار شف قدامك ، انتبه يا حمار ، أو يابن الحمار طريق
والحمار يا سادة يا كرام حمار بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، لكنه متهم بغير دليل في كثيرٍ من الأحيان
أسألكم بالله العظيم أيهم أعقل الحمار أم ((...))؟؟؟؟؟ من أراد الجواب فليكن منصفاً على الأقل


وذات يومٍ كنت أسير في الشارع بسيارتي ، فقال لي شخص ما : يا حمار هكذا شتمني لوجه الله تعالى من دون أية أسبابٍ معلومةٍ لدي ، فقلت له من شدة الغيظ : يا كلب وكدت أن أبطش به ، لولا أن الرجل كان بعيداً لا بد له من الدوران حتى نصفي حساباتنا المعلقة
وعندما تركته ضحكت وضحكت وضحكت مثل المجنون ، وذلك لأمور أولا ً عندما قال لي يا حمار ، تخيلت حماراً يقود السيارة ، فضحكت على هذا المنظر ، ثم تخيلت شكل الحمار المسكين وضحكت أيضا ، ثم تذكرت أن الرجل قال عني يا حمار وقلت له يا كلب ، فكان الأمر أشبه بشخصٍ يقول لك السلام عليكم وتقول له أنت وعليكم السلام ، نعوذ بالله من سوء الخلق
والحمار مخلوق غير محترم لدى كثيرٍ من الناس ، الفراعنة مثلاً خلدوا الكثير من الحيوانات مثل القطط والأفاعي والطيور وابن آوى ، لكن الحمار المسكين لا مكان له من الإعراب فلم يخلد بمعني لم يتكرر رسمه مثل بقية الحيوانات عند الفراعنة
أقول صوت أبي صابر غاية في النكارة ، فهو يسحب الهواء بقوة ، ويخرج زفير الهواء المسحوب بصوتٍ مشروخ مثل الكنداسة المفقوعة ، وصوته مكون من مفردتين اثنتين فقط الأولى هي قوله ( هيييييييييع ) عند الشهيق ، والثانية ( هااااااااااااااااع ) عند الزفير
ونحن نحتقر الحمار فنقول إذا تحدثنا مع بعضنا البعض ( الحمار أكرمك الله ) بينما هو غير نجس مثل الكلب أكرمكم الله
على أية حال اقدم اعتذاري لك أيها الحمار ، فقد أخطأت في حقك كثيراً ، وشبهتك ببعض المخلوقات الغريبة التي لا ترقى إلى مستواك الفكري والعملي أيها الحمار المسكين ، تحياتي الحارة إليك ، فأنت عند الله أفضل من كثيرٍ من بني البشر ، أصحاب الرقي الفكري أو الرقي الأدبي الممجوج
