|
عضو فائق النشاط
|
|
المشاركات: 587
|
#1
|
هذه موعظة للإمام الزاهد التقي النقي، ابن جوزي زمنه، الذي يلقى كلامه قبول القاصي والداني، وهو الشيخ عبد العزيز بن محمد السلمان حفظه الله ورعاه وبارك في عمره، وقد جاوز التسعين من عمره على ما بلغني، وله مؤلفات عديدة كلها توزع مجاناً في المملكة العربية السعودية.
وقد اخترت لكم هذه الموعظة من أحد مؤلفاته وسميتها: "ولكن كونوا ربانيين .." وقسمتها أقساماً ثلاثة لتجنب الإطالة.
قال حفظه الله تعالى:
اعلم أن للعالم العامل بعلمه حقيقة علامات وأمارات تفرِّقُ بينه وبين علماء اللِّسان المخلِّطين المتَّبعين للهوى، المؤثِرين للدُّنيا على الآخرة، المحبِّين للظُّهور والشُّهرة. فمن علامات العالم الحقيقي الرباني أن يكون متواضعاً، خائفاً، وَجِلاً، مُشفِقاً من خشية الله، زاهداً في الدنيا، قانعاً باليسير منها، بعيداً عن الحسدِ والعُجبِ والغيبةِ والنميمةِ والمداهنةِ، ملتمساً للفقراء المتمسكين بدينهم الخالية بيوتهم من الملاهي والمنكرات، الذين ليس لهم موارد ولا مساكن ليُسعِفهم بما يقدِر عليه من مالٍ وجاهٍ، ناصحاً لعباد الله، شفيقاً عليهم، رحيماً بهم، آمراً بالمعروف، فاعلاً له، ناهياً عن المنكر، مجتنباً له، مسارعاً في الخيرات، ملازماً للعبادات، دالاً على الخير، داعياً إلى الهدى، ذا صمتٍ وتَؤُدَةٍ ووقارٍ وسكينةٍ، حَسن الأخلاق، واسع الصدر, ليِّن الجانِب, مخفوض الجناح للمؤمنين, لا متكبراً، ولا متجبراً، ولا طامعاً في الناس، ولا حريصاً على الدنيا، ولا مؤثراً لها على الآخرة، ولا منهمكاً بجمع المال، ولا غشَّاشاً، ولا مقدماً للأغنياء على الفقراء، ولا محباً للولايات، فيكون متصفاً بجميع ما يحثه عليه الكتاب والسنة. وهذه صفات ينبغي أن يتَّصِفَ و يتحلى بها كل مؤمن، إلا أن العالم وطالب العلم أولى أن يتصفا بها، ويحافظا عليها، ويدعوا إليها. وينبغي للعالم أن يكون حديثُهُ مع العامَّة في حال مخالطته لهم في بيان الواجبات والمحرمات ونوافل الطاعات، وذكر الثواب على الإحسان والعقاب على الإساءة، ويكون كلامه بعبارة يعرفونها ويفهمونها، ويبين لهم الأمور التي هم ملابسون لها، ولا ينبغي له أن يسكت حتى يُسأل وهو يعلم أنهم محتاجون إليه أو مضطرون له، والله الموفق.
|
|
16-05-2001 , 12:26 AM
|
الرد مع إقتباس
|
|
مبدع
|
|
المشاركات: 2,068
|
#2
|
اخي ولد دبي
جزاك الله خير علي هذه الموعضه الجميله وبارك الله لنا فيك
حرف
|
|
16-05-2001 , 12:55 AM
|
الرد مع إقتباس
|
|
عضو فائق النشاط
|
|
المشاركات: 604
|
#3
|
بارك الله فيك....
موعظة قيمة... شملت جميع ما يجب أن يتصف به العلماء وطلبة العلم....
فجزاك الله خيرا....
وشكرا على هذه المواضيع القيمة.... 
|
|
16-05-2001 , 01:06 AM
|
الرد مع إقتباس
|
|
عضو شرف
|
|
المشاركات: 2,324
|
#4
|
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خير الجزاء أخي و الفاضل و بارك الله فيك
نصائح ثمينه ....
|
|
16-05-2001 , 08:25 AM
|
الرد مع إقتباس
|
|
عضو فائق النشاط
|
|
المشاركات: 587
|
#5
|
واعلموا أن صلاح الأمة وفسادها بصلاح العلماء وفسادهم. وبعض العلماء رحمة على الناس، يسعد من اقتدى بهم، وبعض العلماء فتنة على الأمة يهلك من تأسى بهم. فالعالم إذا كان عاملاً برضوان الله، مؤثراً للآخرة على الدنيا، فأولئك خلفاء الرسل عليهم السلام، والنُّصحاء للعباد، والدُّعاة إلى الله، فيسعد من أجابهم، ويفوز من اقتدي بهم، ولهم مثل أجر المتأسِّينَ بهم. قال تعالى: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين). يا قوم، فبمثل هذا العالم اقتدوا وتأسوا فتسعدوا. فإن صنفاً من العلماء رضوا بالدنيا عوضاً عن الآخرة، فآثروها على جوار الله تعالى، ورغبوا في الإستكثار منها، وأحبوا العلو فيها, فتأسى بهم جمع من الناس، وافتتن بهم خلق كثير، أولئك أسوأ فتنة على الأمة, تركوا النصح للناس كيلا يفتضحوا عندهم. لقد خسروا، ولبئسما اتَّجَروا، واحتملوا أوزارهم وأوزار المتأسين بهم فهلكوا وأهلكوا، أولئك خلفاء الشيطان ودعاة إبليس، أقلَّ الله في البرية من أمثالهم. قال بعض العلماء: "من ازداد بالله علماً فازداد للدنيا حباً، ازداد من الله بعداً. وقال: "إذا كان العالم مفتوناً بالدنيا، راغباً فيها، حريصاً عليها، فإن في مجالسته لفتنة تزيد الجاهل جهلاً. وبفتنة العالم يزيد الفاجر فجوراً، ويفسُدُ قلب المؤمن". قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "إني لأرحم ثلاثةً، عزيز قوم ذل، وغنياً افتقر، وعالماً تلعب به الدنيا". وأنشد بعضهم:
عَجِبتُ لِمُبتاع الضَّلالة بالهُدى : ومن يشتري دنياه بالدِّينِ أعجَبُ
وأعجَبُ مِن هاذين من باعَ دينهُ : بدُنيا سِواهُ فهو مِن ذَينِ أعجَبُ
|
|
16-05-2001 , 11:19 PM
|
الرد مع إقتباس
|
|
عضو فائق النشاط
|
|
المشاركات: 587
|
#6
|
وقال أحد العلماء: "أقل درجات العالم أن يدرك حقارة الدنيا وخستها وكدورتها وانصرامها، ويدرك عظم الآخرة وصفاءها ودوامها. وأن يعلم أنهما متضادتان وضرَّتان، متى أرضيت واحدة أسخطت الأخرى. وأنهما كِفَّتا ميزان، متى رجحت إحداهما خفت الأخرى، وأنهما كالمشرق والمغرب، متى قربت من أحدهما بعدت عن الآخر". ومن علم ذا كله ثم آثر الدنيا على الآخرة فهو أسير الشيطان، قد أهلكته شهوته، وغلبت عليه شقوته. فكيف يُعَدُّ من العلماء من هذه درجته، وحقاً لأعجب من عالم يجعل علمه سبيلاً إلى حطام الدنيا وهو يرى كثيراً من الجهَّال وصلوا من الدنيا ما لا ينتهي هو إليه، فإذا كانت الدنيا تُنالُ مع الجهل، فما بالنا نشتريها بأنفس الأشياء، وهو العلم. فينبغي أن يقصد بالعلم وجه الله تعالى. وختاماً فقد تقدم ما ينبغي أن يتصف به العالم وما ينبغي أن يتجنبه، لأن المعصية مع العلم تكون أعظم من المعصية مع الجهل، ولذلك يزل بزلة العالِم عالَم لأنه قدوة، ولذلك كان بعض العلماء يتفقد نفسه ولا يَظهر لتلاميذه والناس إلا على أشرف الأحوال خوفاً أن يُقتدى به في سيئها أو يُساء الظن به فلا ينتفع به. فعلىالعالم أن ينكفَّ عن الكبائر والصغائر. قال بعض العلماء:
أيها العالم إياك الزَّلل : واحذرِ الهفوةَ والخطبَ الجـَـلـَـلْ
هفوةُ العالم مُستَعظـَـمَـة ٌ : إذ بها أصبَحَ في الخلقِ مَـثـَـلْ
لا تَـقـُـل يَستـُرُ عِلمي زلـَّـتي : بل بها يحصُلُ في العِلمِ الخـَـلـَـلْ
إنْ تَكـُـن عِندَكَ مُستَحقَرَة ً : فهي عند الله، والله، جَبَلْ
ليس من يَتبَعُهُ العالـَـمُ في : كلِّ ما دَقَّ منَ الأمرِ وجَلّ
مثلُ مَن يَدفـَعُ عنهُ جَهلـُـهُ : إنْ أتى سُوءاً قيلَ قـَـدْ جَهـِـلْ
فكذا العالِمُ في زلـَّـتِهِ : يَفتِنُ العالـَـمَ طـَـرَّاً ويُضِـلْ
وعلى زلـَّـتِهِ عُمدَتهم : فبـِـها يحتَجُّ من أخطأ وزَلْ
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
|
|
18-05-2001 , 11:17 PM
|
الرد مع إقتباس
|
|
عضو نشيط جدا
|
|
المشاركات: 232
|
#7
|
موضوع حلو،
إقرأووووه
ويثبت أنه في علماء مب زينين في الدنيا،
ولازم المسلم يبحث عن العلماء الزينين ويستفتيهم،
مب أي حد، كل من هب ودب،
وحتى اللي عالم بس يجري وراء الدنيا، كما قال ولد دبي
أيها العالم إياك الزلل .......
يوم العالم يغلط المشكلة كبيرة، وإذا كان العالم يجري خلف الدنيا والمناصب يفتي بالعجائب ....
|
|
20-05-2001 , 07:08 PM
|
الرد مع إقتباس
|
|
عضو شرف
|
|
المشاركات: 4,732
|
#8
|
رحم الله الشيخ السلمان
أخي في الله ولد دبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الفاضل على ما تقدمه لنا من درر في هذا الموقع .
أخي إنه ليحزنني أن أنقل لكم خبر وفاة الشيخ العالم الزاهد عبدالعزيز بن محمد السلمان يوم الاحد الماضي الموافق 19/2/1422هـ وقد صلي عليه جمع كبير من أهل العلم يتقدمهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة .
وللشيخ مؤلفات عدة منها : ـ
1 الأنوار الساطعات لآيت جامعات
2 ـ الكواشف الجلية عن معاني الواسطية
3 ـ المناهل الحسان في دروس رمضان
ومعلوم أن كتب الشيخ وقف لله تعالى .
رحم الله الشيخ وجعل ماكتب في موازين حسناته .
أخوكم في الله ( البراء )
|
|
21-05-2001 , 02:53 PM
|
الرد مع إقتباس
|
|
كاتب فعال
|
|
المشاركات: 1,082
|
#9
|
ولد دبي يعجبيني تميزك
بارك الله فيك يا ولد دبي ونفع الله بك وادخلك الجنة
|
|
21-05-2001 , 05:18 PM
|
الرد مع إقتباس
|
|
عضو فائق النشاط
|
|
المشاركات: 587
|
#10
|
إنا لله وإنا إليه راجعون،
لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراق الشيخ العلامة لمحزونون.
أحسن الله عزاءكم في الشيخ، أحسن الله عزاءكم في الشيخ، أحسن الله عزاءكم في الشيخ.
نسأل الله أن يحفظ لنا ما بقي من علمائنا، نسأل الله أن يبارك في أعمارهم وأن ينسأ في آجالهم.
إن الخطب جلل، إن فقد كل شيء يعوض بأسهل ما يكون، ملك، سفير، مهندس، طبيب، تاجر،
ولكن (إخواني) كيف نعوض مثل هذا العالم؟ من أين نأتي بمثله والناس قد أكلتهم الدنيا أكلاً.
قست القلوب، وذهلت العقول، وإلقي على الناس الوهن.
اللهم قيض لدينك أحبائك وأصرف عنه من لا خير فيه، (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين).
ماذا خسر الشيخ؟ وماذا استفاد غيره ممن ملك القصور والمزارع والمباني العظيمة؟
لو كانت تعدل عند الله جناح بعوضه ما زواها للمعرضين عنه ولو كان فيها خيراً ما منع أصفياءه منها.
اللهم أرنا الخير خيراً وأرنا الشر شراً، اللهم أرنا طرق السمو واصرف عنا طرق الخذلان والانحطاط.
سامح الله من كان سبباً في عدم لقاءنا بالشيخ قبل في الصيف الماضي.
|
|
22-05-2001 , 12:08 AM
|
الرد مع إقتباس
|
|
عضو نشيط
|
|
المشاركات: 81
|
#11
|
جزاك الله اخي الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه
والله ياأخي لقد ذكرت وبلغت ورشدت على الخير كله واقول لك ما
قاله الحبيب المصطفى عليه افضل الصلاة وازكى التسليم الدال على
الخير كفاعله. ما علينا في هذا الزمان الذي انغمس فيه الناس
في ملذات الدنيا وشهواتها الفانية ,إلا اللجوء الى الله سبحانه.
ثم ملازمة الاخيار كما وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله
(المرء على دين خليله فالينظر أحدكم من يخالل)
فالعلماء العاملين ورثث الأنبياء من اراد السلوك الى الله عز وجل
واراد سلوك طريق الاحسان والربانية فما عليه الا ان يشمر على
سواعده.وان يبحث لنفسه علىاخوان ربانيين ,مجاهدين ليس على
على القاعدين يكون معهم. هذه المعية تكون كمعية الصحابة مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم.فالتربية الربانية الصحيحة لا تتحقق
الا بلزوم جماعة مؤمنة غير غافلة عن الله سبحانه.فالقرآن هو خير
دليل لنا يدلتا على الطريق الصحيح في سورة الكهف يقول الله عز
وجل آمرا (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدواة والعشي
يريدون وجهه, ولا تعد عيناك عنهم تريد زينةالحيواة الدنيا ,ولا
تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرناواتبع هواه وكان امره فرطا.)
اسأل الله ان يعيننا على ذلك انه نعم المولى ونعم النصير
|
|
22-05-2001 , 01:00 PM
|
الرد مع إقتباس
|
|
عضو فائق النشاط
|
|
المشاركات: 587
|
#12
|
جزاك الله خيراً أخي الحبيب،
وأنبه تنبيهاً سريعاً (دفعاً للشبهات، وتوضيحاً لما قاله أخي أبو هاجر حتى لا يسيء أحد فهم كلامه الطيب)
فالمقصود من كلام الأخ الفاضل هو أن يستعين الأخ على المعروف بإخوانه ويبتعد عن المنكر بمساعدتهم ونصحهم وإرشادهم، وليس أن يقيم معهم ولاءاً وبراءاً خاصاً أو عهداً على الإلتزام معهم أو عهداً على الطاعة أو يقدم منهم من أخره الله، أو يؤخر عنهم من قدمه الله.
فالمسلمون مأمورون بأن يجتمعوا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن لا تفرقهم مباديء دخيلة (سواء كانت بشعارات إسلامية أو بشعارات إلحادية). ويزيد الولاء والبراء بينهم بزيادة ما يظهر من إيمانهم، وينقص بما يظهر نقصانه من إيمانهم. فلا نوالي أصحاب البدع أكثر من أهل الإتباع، إنما نواليهم ولاءاً بقدر ما عندهم من إسلام، وننصرهم على الكفار ولا ننصرهم على أهل السنة والجماعة (إذا لم تكن بدعهم مكفرة).
وقاعدة التقديم والتأخير والرفع والخفض هي قوله تعالى: إن أكرمكم عند الله أتقاكم.
هذا ما أردت بيانه على اختصار حتى لا يفهم أحد كلام أخي الحبيب خطأ فيتهمه بالباطل والزور.
أخوكم المحب،
ولد دبي
|
|
22-05-2001 , 11:17 PM
|
الرد مع إقتباس
|
|
|