قبل ثلاثة أيام... و في وقت استراحة الغداء.. رن هاتفي المتحرك... ليظهر لي رقم متصل من الإمارات الحبيبة!!
رقم غريب لأول مرة أراه!! كذلك لم أتعود أن يتصل علي من الإمارات في مثل هذا الوقت لأنه ليس وقت تخفيض المكالمات!! (بيني و بينكم.. لم أتعود أن يتصل بي أحد من الإمارات سواء في أوقات التخفيض أو غيره!!:().. رددت على المكالمة و أنا خائف و مرتبك.. خير إن شاء الله.. من هذا الذي يتصل فيك يا مدردش؟
أهو مسؤولك في الشركة.. يعاتبك على كثرة غيابك عن الدراسة في الآونة الأخيرة.. و قضائك جل أوقاتك في سوالف!! لا لا.. لقد زارنا مسؤولان من الشركة للتو.. و قدموا إلينا قبل ساعة من هذا الاتصال!!
أم أحد صار لهم مكروه.. و اضطروا لمهاتفتك؟
سنرى؟!!
ألوو (صوت نسائي): مدردش؟
مدردش (بارتباك): نعم.....هو بعينه و أنفه و أذنه!!
الصوت النسائي : كيف الحال؟
مدردش.: الحمدلله في أحسن حال!
الصوت النسائي: أنا أم فلان...
مدردش (بارتياح نسبي): آآه.. أهلا و سهلا يا أم فلان بن فلتان!!
أم فلان: هل من الممكن أن تعطيني رقم ابني فلان.. بارك الله فيك؟
مدردش (بدهشة!!): و الله.. حاليا.. لا يتواجد الرقم عندي.. هل لا اتصلت بعد فترة؟
أم فلان: حسنا.. سأتصل بك بعد ساعة... تابلشاب-سخحعه
توت توت توت.....
((((((((ينقطع الخط)))))))))))))))
اتصلت في أحد الشباب مباشرة .. و أخذت منه رقم فلان بن فلتان..
يرن الهاتف مرة أخرى.. لكن بدون أن يظهر أي رقم هذه المرة
مدردش: ألو
أم فلان: عفوا لقد انقطع الخط.. لكني سأتصل بك بعد ساعة
مدردش: الرقم بحوزتي حاليا.. تريدينه؟
أم فلان: حسنا فعلت.. أعطني إياه
مدردش: كذا كذا.. كيت و كات... كتكات.. كتكات... مارس و بونتي
أم فلان: شكرا...لك يا مدردش..لكن عندي طلب الله يخليك!!
مدردش (بارتباك): تفضلي يا أم فلان
أم فلان: فلان لم يتصل بنا منذ فترة طويلة.. و قام بتغيير رقمه.. لا أدري مالذي حصل له.. قام بتغيير رقم هاتفه.. أصبح لا يحبني.. و لا يطيق الحديث معي..و و و و و و و...أرجوك.. انصحه و اهتم بأمره..
مدردش (باستغراب): لا لا. فلان ولد طيب.. لابد أنه مشغول بشء ما.. لا عليك يا أم فلان.. مشاغل الدراسة كثيرة.. و و.... (محاولا تهدئتها)!
أم فلان (بحزن شديد): لا لا.. ابني فلان تغير علي... أصبح يكرهني.. أخبرني بالله عليك أين يسكن الآن؟ و كيف حاله؟
مدردش: يسكن حاليا مع أحد أصحابه (كذبت في هذه و الله:( فهو ساكن مع..... و أسأل الله أن يغفر لي.. فالحقيقة مرة.. :() و هو بخير.. اراه دائما معنا في الكلية..لا بد أن ظرفا ما قد حصل له.
أم فلان: أرجوك.. تقرب إليه و لا تبخل عليه بالنصح.. أنا متأكد أنه مسحور... أرجوك اقرأ عليه القرآن إن شاهدته؟!
مدردش: لا عليك يا أم فلان.. و لن يصير إلى الخير.. ما عليك إلا الدعاء..و إن شاء الله.. سأتقرب إليه و أنصحه.. بقدر المستطاع..
أم فلان: بارك الله فيك.. و جزاك الله خيرا.. لا أدري ماذا أقول لك.. لكن أتمنى أن لا تخبر ابني بما قلته لك.. لأنه سيغضب بالتأكيد.. و ربما يزداد الوضع سوءا.........مع السلامة
مدردش: إن شاء الله.. و مرة أخرى.. إن شاء الله كل شيء سيعود إلى نصابه..مع السلامة
((((((( إلى هنا انتهت المكالمة !!))))))))
هذا مثال بسيط لقلب الأم...التي لا ترتاح و لا يهدأ لها بال إلى عندما تطمئن على ابنها.. حتى و إن كان بجانبها.. فما بالكم إن كان يبعد عنها آلاف الأميال؟
ما رأيكم في هذا الابن الذي لم يتصل في أهله منذ حوالي الشهر
و ما رايكم في هذه الأم؟
هل ما فعلته صحيح؟ أم؟
تحياتي
عرض نسخة للطّباعة |
ارسل هذه الصفحة لصديق]
