قالت لصديقتها بضيق، متي اتخلص من هالعجوز التي تتعبني إقامتها عندي، بدهشة من صديقتها، ومن هي هذه العجوز؟..
قالت ومن هناك غيرها إنها والدة زوجي.

يا حسرة يا زوجة الإبن.. هل هذه العجوز أصبحت متعبة، أليس هي التي باركت لك بالزواج، ألم تكن هي التي اختارتك
زوجة لإبنها، وأيضا أليس هذه العجوز المسنة تمثل لك والدتك؟

ضاقت قلوبنا، لا نتحمل غيرنا وحتي إن كانوا جزءا من كياننا الأسري، الدم لا ينقلب إلي ماء، لكن في هذا الزمن يمكن أن
يحدث كل شيء ولا داعي للاستغراب من ذلك.

ربما غدا أو بعد غد يمكن لهذه الزوجة أن تؤثر علي زوجها تجبره علي ان يطلق سراح والدته من المنزل، وبشكل طبيعي
يقول لها لا نرغب وجودك معنا، أمر طبيعي سيتحدث عنها وسوف يطاوعه قلبه أن يترك والدته تائهة في الشارع.

ليس غريبا، أن تنصدم الأم من جحود ابنها، فلذة كبدها لأنه في الأصل لا قيمة لها عنده ولا عند زوجته، هو مسيّر ولا
اختيار لديه سوي أنه ينفذ أوامر زوجته.

صورة من واقعنا اليومي، أمٌ تتشرد بأمر من إبنها، جحود يضع أمامنا قضية اجتماعية خطيرة وتمثل في كيفية الأبناء
والبنات وأسلوب النكران الذي تسرب في علاقاتنا، الأب والأم والأبناء.

تتكرر هذه الصورة، وتكبر هذه المأساة، لأن النكران والجحود صار طبيعة حية في الإنسان، يفقد مشاعره، وإحسانه
وعلاقته الطيبة مع والديه.

خرجنا عن العلاقة المتينة، وفقدنا انسانيتنا في زمن التمدن حتي أصبحت للأسف الأم ضائعة والأب لا يعرف ما هو مصيره
بينما الأبناء والبنات يعيشون في ترف الحياة.