|
عضو نشيط جداً
|
|
المشاركات: 307
|
#1
|
هذه القصيدة لم يقلها الشاعر عند سقوط الأندلس النهائي، ولكن قالها بعد سقوط القواعد الكبرى: كقرطبة وبلنسية واشبيلية...
فليت شعري ما كان يقول حين سقوطها النهائي؟...
أورد لكم مقتطفات للقصيدة......
فهي كما أعلم 42 بيتاً كما في ((نفح الطيب))، ولكن أعوزني المصدر وإلا لكنت أوردتها كاملة.
وهي من أفضل ما رثيت به البلدان إن لم تكن الأفضل.....
يقول الرندي:
((لكل شئٍ إذا ما تمَّ نقصان
فلا يغرَّ بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ
منْ سره زمنٌ ساءته...أزمان
وهذه الدار لا تبقي على أحدٍ
ولا يدوم على حالٍ لها شان
يمزق الدَّهر حتماً كل سابغةٍ
إذا نبتْ مشرفياتٌ وخرصان
أين الملوك ذوو التيجان من يمنٍ
وأين منهم أكاليلٌ....وتيجان
أتى على الكل أمرٌ لا مرد له
حتى قضوا فكأنَّ القوم ما كانوا
وصار ما كان من ملْكٍ ومن... ملكٍ
كما حكى عن خيال الطيف وسنان
فجائع الدهر أنواعٌ ..منوعةٌ
وللزمان مسراتُ......وأحزان
وللحوادث سلوانٌ....يسهلها
وما لما حلَّ بالإسلام سلوان
دهى الجزيرة أمرٌ لا مرد له
هوى له أُحدٌ وانهدَّ ثهلان
فسأل بلنسيةً ما شأن مُرسيةً
وأين شاطبةٌ أم أين جيَّان
وأين قرطبةٌ دار العلوم فكم
من عالمٍ قد سمى فيها له شان
قواعدٌ كن أركان البلاد ..فما
عسى البقاء إذا لم تبق أركان
تبكي الحنيفية البيضاء من أسفٍ
كما بكى لفراق الإلفِ....هيمان
على ديارٍ من الإسلام...خاليةٍ
قد أقفرت ولها بالكفر عمران
حيث المساجد قد صارت كنائس ما
فيهنَّ إلا نواقيسٌ......وصلبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدةٌ
حتى المنابر ترثي وهي عيدان
يا غافلاً وله في الدهر موعظةً
إن كنت في سِنةٍ فالدهر يقظان
يا راكبين عتاق الخيل ضامرةً
كأنها في مجال السبقِ عقبان
وحاملين سيوف الهند مرهفةً
كأنها في ظلام النقعِ نيران
وراتعين وراء البحر في دعةٍ
لهم بأوطانهم....عزٌ وسلطان
أعندكم نبأٌ من أهل أندلسٍ
فقد سرى بحديث القوم ركبان
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم
قتلى وأسرى فما يهتزُّ إنسان
ماذا التقاطع في الإسلام بينكمُ
وأنتمُ يا عباد الله....إخوان
ألا نفوسٌ أبياتٌ لها....هممٌ
أما على الخير أنصارٌ وأعوان
بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم
واليوم هم في بلاد الكفر عبدان
فلو تراهم حيارى لا دليل لهم
عليهمُ من ثياب الذلِّ...ألوان
يا رُبَّ أمٍ وطفلٍ حيل... بينهما
كما تفرَّقَ أرواحٌ......وأبدان
وطفلةٍ مثل حسن الشمس إذ طلعت
كأنما هي ياقوتٌ......ومرجان
يقودها العلجُ للمكروه مكرهةً
والعين باكيةٌ والقلب حيران
لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ
إن كان في القلب إسلامٌ وإيمان)).
.....همسات عابرة:
رأيت الذُّنوبَ تميت القلوبَ وقد يورث الذُّل إدمانها
وترك الذُّنوبِ حياة القلوبِ وخيرٌ لنفسك....عصيانها
وهل أفسد الدين إلا الملوكُ وأحبارُ سوءٍ..ورهبانها
........شيخ الإسلام عبد الله ابن المبارك((رضي الله عنه)).
|
|
22-01-2001 , 11:24 PM
|
الرد مع إقتباس
|