إلى الطفل الفلسطيني المغدور محمد جمال الدرة
:
عذرا محمد..لا أنتظر منك أن تصفح عني و لا أنتظر منك أن تسامحني . فقد خذلتك
كما خذلتك الأمة العربية.
عذرا محمد ..كل طفل في العالم من حقه أن يعيش ،و له الحق في الحياة .و الحياة
في سلام .. إلا أنت أيها الشهيد.كل طفل في العالم له الحق في أن ينمو و أن يكبر
إلا أنت أيها البريء.لا لذنب جنيته و لكن لأنك فلسطيني تعيش تحت يد ظالم طاغ لا
يتورع أن يفتك بجسدك الغض الطري ..أربع رصاصات في جسد طفل صغير توضح بجلاء صورة
الحقد اليهودي الدفين الذي ظهر بوجهه القبيح . ما ذنب طفل لم يجد من الموت مفر
و هو في حضن أبيه .
عذرا محمد ..منظرك و أنت ممدد في حجر أبيك بلا روح و بلا حياة ،أيقظت كل مشاعر
القهر و الظلم الذي يتعرض له طفل في مثل عمرك،احتمى بجسد أبيه.. لكنك أنت و
أبيك العزّل لم يغفر لكما أنكما بريئين غير مسلحين ،و أن أباك حاول الدفاع عنك
بما يملك من الحياة،لكنه لم يجد لديه سوى جسده ليحميك به . فقتلوك و أفرغوا
حقدهم في جسدك وجسد أبيك .ثمان رصاصات لأبيك وأربع لك يمكن أن تقتل أكثر من
اثنين ،لكنه الشر الكامن في نفوسهم الدنيئة المنحطة. كيف لمواجهة غير
متكافئة،غير عادلة ،غير متوازنة أن تقوم ؟؟ أنت لا سلاح في يدك و لا حتى حجر و
لا شيء معك سوى الرعب القادم...سوى الموت المنتظر و المتربص لك في بنادق و
رشاشات و صواريخ وجميع أسلحة العدو في قتلك و قتل كل الأبرياء العزل!!
عذرا محمد ..لقد بكيتك و لا أملك لك -مع الأسف-إلا الدموع ،و الدعاء،و طلب
الرحمة و المغفرة لك و لأبيك و لي ،لأني خذلتك.
عذرا محمد.. صورتك في عقلي و قلبي و ضميري، منعتني من النوم و الراحة .لا شيء
بيدي إلا القلم .. وهاأنا أنعيك.
عذرا محمد..قد يكون عمرك قصيرا هاهنا .لكنك بإذن الله ستكون خالدا في جنات
النعيم ..و خالدا في ذهن العربي المقهور الذي لا يملك أن يمد لك حتى يد العون .
عذرا محمد ..قد جردوك من كل الحقوق حتى حق أن يدافع عنك أبوك.
عذرا محمد ..قد غطيت وجهك رعبا من الموت ،لكنني لا أستطيع أن أغطي وجهي و أشيح
به عن منظرك و أن أدفن رأسي في التراب كالنعام .
عذرا محمد..قد سألني ابني الذي يقارب عمره من عمرك : لماذا يا أمي يقتلون طفلا
لم يفعل شيئا؟؟
عذرا محمد..فقد احترت في الإجابة، فأنا لا أملك حتى الجواب لمعركة مجنونة
حاقدة كريهة يشعلها الإسرائيلي في جسد طفل بريء...
عذرا محمد ..لعل من خلالك يرى العالم ما يفعله اليهودي الصهيوني الآثم -الذي
ينتمي لسلالة دراكولا- بالشعب الفلسطيني و مواطنيه ..
عذرا محمد ..فقد كنت كبش الفداء ..ومثلك كثيرون ..ستظل أجسادا بريئة غضة في عمر
الورود تسقط و تتهاوى تحت دبابات العدو ،لكن فلسطين ستنجب بدلا منهم أكثر ممن
استشهدوا فداء لها .
عذرا محمد ..أي طفل في العالم ستجده يلعب مع رفقائه ..إلا أنت فقد لعب معك
الموت لعبة مرعبة شنيعة قتلتك في ثوان تحت نظر و سمع العالم ..هذا العالم الذي
لا يرى و لا يسمع .
عذرا محمد ..فقد قتلوك باسم السلام المزيف..
عذرا محمد ..لا أعلم عن ضمير العالم أو ذاكرته شيئا ..لكنني متيقنة أنك لن تبرح
ضميري و ذاكرتي بسهولة.
عذرا محمد ..فقد خذلتك ..كدوم ..
التوقيع : هدى ( أم عربية )
:( :( :( :( :( :( :( :( :( :(
عذرا محمد ..أي طفل في العالم ستجده يلعب مع رفقائه ..إلا أنت فقد لعب معك
الموت لعبة مرعبة شنيعة قتلتك في ثوان تحت نظر و سمع العالم ..
:( :( :( :( :( :( :( :( :( :(
لا أملك ما اقوله سوى دموع قد تتساقط ..
اطفالا يلعبون في ارمال يبنون بيوتا وهميه للعب
واطفال تبحث عن رمال واراضي تكون لهم ملجأ وبيت يعيشون فيه
:(
عرض نسخة للطّباعة |
ارسل هذه الصفحة لصديق]
