من أكثر الأخطاء التي نشاهدها في أي حوار أو مناقشة سواء كان هذا الحوار كلامياً أو كتابياً، محاولة أحد أطراف الحوار معرفة نية وقصد الطرف الآخر، فتجده يقول أو يكتب: أنت تقصد كذا وكذا، أو أنت تعني كذا وكذا...
وبهذا فهو يحاول اكتشاف نية الطرف الآخر، والنية محلها القلب ولا يعرف ما في هذه القلوب إلا خالقها، لكن يصر البعض على أن يفسر حديثك بما لا يحتمل من معنى، فينشأ من ذلك سوء فهم يؤدي بدوره إلى أزمات نحن في غنى عنها.
وسوء الفهم هو سبب 90% من المشاكل ولا أبالغ إن قلت 99%، فانظروا إلى المشاكل العائلية، أو المشاكل بين شخصين، أو المشاكل في العمل، تجدها نشأت من سوء الفهم، وسوء الفهم هذا نتج من أن كل طرف في العلاقة يظن بأن الآخرين يقصدون شيئاً معيناً، ولا يقوم أطراف العلاقة بنقاش النيات لأنهم يظنون بأنها واضحة ولا تحتاج إلى توضيح، لكن ما أن تبدأ المشاكل حتى يبدأ إلقاء اللوم على الآخرين، واتهامهم بأنهم غير صريحين.
ولحل هذه المشكلة علينا أن نكون أكثر دقة في كلامنا، وأكثر دقة في توجيه أسئلتنا، فالنيات والمقاصد يجب أن تكون واضحة من البداية، حتى يعذر كل طرف الآخر، وإلا فإن الفرد سيحمل الظن السيء بالآخر!
وهناك شيء أخير، ألا وهو الاستماع، لكي نفهم علينا أن نحسن الاستماع، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة والأسوة، فهو الذي كان يستمع للمشركين ولكلامهم السخيف، لكنه لا يقاطعهم، مع أن كلامهم سخيف.
فلكي لا ينشئ سوء تفاهم علينا أن نحسن الاستماع!
