العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > سـوالــف إســلامــيـة > الذلّـة وتشريدهم في الأرض
المشاركة في الموضوع
أبو لـُجين ابراهيم أبو لـُجين ابراهيم غير متصل    
عميد المنتديات العربية  
المشاركات: 694
#1  

الذلّـة وتشريدهم في الأرض

وهذه عقوبة ربانية ويلحظها ويدركها كل من نظر في تاريخ يهود ، إن الله قد كتب عليهم التشريد في الأرض ، والضياع بين الأمم والشعوب الأخرى .

يخبرنا القرآن عن هذا الحكم الرباني والعقوبة الإلهية بقوله : ( ضُربت عليهم الذلّةُ أينما ثُقِفوا إلا بحَبل من الله وحَبل من الناس * وباؤوا بغضب من الله ، وضربت عليهم المسكنة ) آل عمران 112 .

الذلة ضربت عليهم وأوقعت بهم ، أينما ثقفوا ووجدوا وحلوا ، في أي زمان ومكان ، كلّ ظفر بهم أذلهم ، وكل من أدركهم أذلهم ، وكل من أقاموا معه أذلّهم ، إنها الذلّة مع التشريد والمسكنة مع الضياع .

إنها رحلة ، رحلة مضنية شاقة يقطعها يهود ، رحلة تشريد وضياع بين الأمم ن رحلة ممزوجة بالذلّة والمسكنة ، ولكن الألم من هذا هو أوبتهم وعودتهم بغضب من الله ( وباؤوا بغضب من الله ) .

ويشاء الله أن يرفع عنهم هذه العقوبة والذلة أحياناً ، عن طريق بعض الناس الذين يمدون ليهود حبالاً من التمكين والقوة والمدد والمساعدة ( إلا بحبل من الله وحبل من الناس ) .

وتخبرنا سورة الأعراف في آيتين صريحتين عن التشريد الذي حلّ بيهود ولازمهم في كل تاريخهم : ( وإذَ تأذّنَ ربك لَيبعثنّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب * إنّ ربك لسريعُ العقاب وإنه لغفور رحيم * وقطّعناهم في الأرض أمماً * منهم الصالحون ومنهم دون ذلك ، وبلَوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون ) الأعراف 167.

هذا حكم الله عليهم وإذن الله فيهم ، ليبعثنّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ، إن الله هو الذي يسلّط على يهود من يعذّبهم ، وإن هذا التسليط والبعث والإرسال مستمر إلى يوم القيامة ، يعني أن التشريد والعذاب مستمران عليهم إلى قيام الساعة طيلة تاريخهم كله .

أما الآية الثانية فتخبرنا أن الله قد شتتهم وفرقهم : ( وقطّعناهم في الأرض أمماً ) أي فرقناهم في بقاع الأرض ، ومزقناهم شر ممزق وأوقعنا بهم هذا التشريد والضياع ، فتحوّل اليهود من أمة واحدة إلى أمم كثيرة .

والتاريخ يخبرنا عن هذه الحقيقة القرآنية : فبعدما ارتكب يهود ما ارتكبوا من الكفر والفسوق والعصيان ، أخرجوا من الأرض المقدّسة وتفرّقوا في بقاع الأرض ، وبعث الله عليهم في كل حين من يسومهم سوء العذاب ، وشتتوا في البلاد وتفرّقوا بين الأمم والشعوب ، وراحوا يجترون الآلام والمصائب ويعيشون على العذاب والذلّ ، وانزووا داخل ( الجيتو ) اليهودي في كل بقعة ، وانكمشوا على أنفسهم ، وتمكن منهم الحقد والبغض والعداء للإنسانية ، وضمرت المعاني الإنسانية في نفوسهم ونفوس أبنائهم ، وصاروا ينشّئون الأنباء والأحفاد على معاني الكره والحقد والبغضاء ، فيخرجون نسخة طبق الأصل من الطبعة اليهودية المشوّهة الخالية من المعاني الإنسانية .

وهذا المعنى تقرره سورة الإسراء : ( وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض ، فإذا جاء وعدُ الآخرة ، جئنا بكم لَفيفاً ) . الإسراء 104 .

اسكنوا الأرض : أي تفرّقوا في الأرض ، وتشتتوا في بقاعها ، فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً ، أي إذا جاء وعد الإفساد الثاني لكم ـ الذي ذكر في أول سورة الإسراء ـ جمعناكم من كل بقاع الأرض ، وجئنا بكم إلى الأرض المقدسة ، وحشرناكم فيها ليتم هلاككم وقتلكم ، وبها ينتهي تاريخكم .

ولعلّه قد قربت نهاية يهود إن شاء الله ، حيث قد بدأ تجميعهم في هذا العصر في الأرض المقدسة ـ أرض فلسطين ـ ونجحوا في إقامة دولتهم ، وصاروا يتوسعّون على حساب جيرانهم من العرب ، ويهزمونهم في حروبهم معهم ، لتخلي العرب عن إسلامهم ، ولكنها فترة لا بدّ أن تمضي ، ثم يحلّ باليهود القتل والهلاك عندما يعود العرب والمسلمون إلى دينهم ، ويجاهدون به أعدائهم .

المرجع : الشخصية اليهودية من خلال القرآن الكريم .

أبو لـُجين ابراهيم غير متصل قديم 23-10-2000 , 06:58 AM    الرد مع إقتباس
جيون جيون غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,505
#2  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي أبو لـُجين ابراهيم

على هذا البيان ..

ونسأل الله العلي العظيم أن يعجل بنهاية يهود ويمكن عباده الصالحين منهم ..

جيون غير متصل قديم 25-10-2000 , 02:45 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.