|
|
مبدع متميز
|
|
المشاركات: 3,523
|
#4
|
قصة الملائكة
وحين أراد الله عز وجل إهلاك أولئك الخبثاء الأشرار من قوم لوط الذين كانوا أرذل وأخبث أمة في ذلك الحين، أرسل إليهم الملائكة ليقلبوا عاليها سافلها وكانت لهم قرى خمسة ويزيد عددهم على 400 ألف كما يذكر ذلك المؤرخون.
فمروا في طريقهم على إبراهيم الخليل فبشروه بغلام حليم وأخبروه أنهم ذاهبون للانتقام من قوم لوط الذي هم أهل (سدوم وعامورة) وأن الله قد أمرهم بإهلاك جميع أهل القرى الذين كانوا يعملون الخبائث فتخوف إبراهيم على أبن أخيه لوط إذا قلبت بهم الأرض أن يكون ضمن الهالكين فأخذ يناقشهم ويجادلهم وقال لهم : إن فيها لوطا فأخبروه بأن الله سينجيه وأهله ومن معه من المؤمنين.
خرج الملائكة من عند إبراهيم وجاءوا إلى لوط فدخلوا عليه في صورة شباب مرد حسان تشرق وجوههم بنضارة الشباب والجمال ولم يخبروه بحقيقتهم فظن أنهم ضيوف جاءوا يستضيفونه فرحب بهم ولكن أغتم من دخولهم عليه في وقت الظهيرة لأنه خاف عليهم من أولئك المجرمين الأشرار لا سيما وأنهم في منتهى الحسن والجمال. ووقع في نفسه أن لا بد أن يكون قد رآهم أحد من قومه حين دخلوا عليه.
فلا بد أن يمسوهم بأذى، لذلك فقد أشفق عليهم وخاف من قومه أن يسمعوا بقدومهم فيعتدوا عليهم بالفتك في أعراضهم وهناك أخذ يفكر ماذا سيصنع لو أرد المجرمون أن يعتدوا على ضيوفه وسرعان ما وقع ما كان يخشاه فقد أقبل رجال القرية من قوم لوط يريدون أن يتحرشوا بأولئك الضيوف واخذ لوط عليه السلام يجادلهم بالحسنى ويناقشهم باللطف واللين ، لعل فيهم من يرتدع عن غيه وضلاله ويخجل عن خيانته في ضيفه ودعاهم إلى أن يتزوجوا ببنات القرية فإن ذلك أكرم وأفضل واشرف وأطهر.
ولكن الخبثاء صارحوه بغرضهم السيء وأنهم لا يرغبون إلا في أولئك الشباب المرد الحسان فازداد همة وغمه وشعر الملائكة بذلك فأخبروه بحقيقتهم الأمر وأنهم ليسوا بشر إنما هم ملائكة قدموا لإهلاك هذه القرية بأمر من الله لأن أهلها كانوا ظالمين.
وأخبروه بحقيقتهم وبمهمتهم التي جاءوا من أجلها وبأن القوم لن يستطيعوا الوصول إليهم وأمروه أن يخرج من ارض قومه مع أهله ليلا قبل طلوع الصبح لأن موعد إهلاكهم سيكون في وقت الصبح وسيكون ذلك الوقت موعد تدميرهم وإهلاكهم عن بكرة أبيهم.
|
|
31-05-2000 , 01:50 AM
|
الرد مع إقتباس
|