اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلوبنا على طاعتك ..
إنه زمن الفتن أخي كاسر النسر .. حيث سادت الواسطة .. وأصبح لمال في يد القلة .. وغير ذلك من الفتن التي نعوذ بالله منها ..
وحقاً لولا رحمة الله ثم ديننا العظيم وتذاكرنا لسيرة أولئك النفر  .. لجرفنا بحر الفتن كما جرف تسونامي الناس والجزر  .. 
والدنيا هينة وحقيرة أخي الفاضل لا تستحق أن نحزن على فوات شيء منها .. 
فلم نحزن على دنيا لا تساوي جناح بعوضة ..
حين أشعر بأسى على شيء فاتني من الدنيا أتذكر الحديث الذي يبين هوان الدنيا على الله :
حيث كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يسير مع بعض أصحابه ، فرأى في موطنٍ ناءٍ جدياً أسك ميتا - جدياً مقطوع الأذن ميتاً - فقال عليه الصلاة والسلام : أيكم يشتري هذا بدرهمين ؟ فسكت الصحب الكرام ، قال : أيكم يشتريه بدرهم ؟ فسكتوا ، ثم قال أحدهم : يا رسول الله والله لو كان حياً لكان عيبه صارفاً عنه ! فقال صلى الله عليه وسلم بعد هذه اللفتة الذكية ، وبعد هذا السؤال الأريب : ( والله لهوان الدنيا على الله أهون من هذا على أحدكم ) .
وما علينا أخي الفاضل إلا أن نطلب رضا الله .. ونتقيه ونعمل لما بعد الموت ..
قال الله تعالى :
"ومن يتَّقِ الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكَّل على الله فهو حسبه"
http://www.islamonline.net/eman/ara...hquestionID=689
ويقول رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم :
 (( لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً)) {رواه الترمذي وصححه الألباني}. 
http://www.islamicaudiovideo.com/doc_html/altawakl.htm
كما قال صلى الله عليه وسلم :
" من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة . ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ".رواه الترمذي .
وقال أيضا : " تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم ، فإنه من كانت الدنيا أكبر همه أفشى الله ضيعته وجعل فقره بين عينيه . ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع الله له أموره ، وجعل غناه في قلبه ، وما أقبل عبد بقلبه على الله عز وجل إلا جعل الله قلوب المؤمنين تفد إليه بالود والرحمة ، وكان الله إليه بكل خير أسرع " . رواه البيهقي .
وسمع النبي عليه الصلاة والسلام رجلا يقول : اللهم إني أسألك الصبر . فقال :
" سألت الله البلاء فسله العافية " . رواه الترمذي .
ولا شك أن علاج الهموم يمكن في الرضا بما قدر الله ، والصبر على الابتلاء واحتساب ذلك عند 
الله ، فإن الفرج لا بد آت . قال الشاعر :
روح فؤادك بالرضا                   ترجع إلى روح وطيب
لا تيأسن وإن ألـح                  الدهر من فرج قريب
وتذكر قصة موسى عليه السلام كما يصفها الشاعر : 
كن لما لا ترجو من الأمر أرجى      منك يوما لما له أنت راج
إن موسى مضى ليطلب نارا          من ضياء رآه والليل داج
   فأتى أهله وقد كلم اللــ       ـه وناجاه وهو خير مناج       
 وكذا الأمر كلما ضاق بالنا         س أتى الله فيه ساعة بانفراج
وتذكر قول الإمام الشافعي رحمه الله في قصيدة من أجمل قصائده :
ولا تجزع لحادثة الليالي                فما لحوادث الدنيا بقـــاء
فلا حزن يدوم ولا سرور            ولا عسر عليك ولا رخــاء
ويقول أبو العلاء المعري :
قضى الله فينا بالذي هو كائن        فتم ، وضاعت حكمة الحكماء
وهل يأبق الإنسان من ملك ربه     فيخرج من أرض له وسمــاء
فما من شدة إلا وبعدها فرج قريب كما يقول أبو تمام :
وما من شدة إلا سيأتي                من بعد شدتها رخــــاء
وقال آخر :
دع المقادير تجري في أعنتها           ولا تبيتن إلا خالي البــال
ما بين غفوة عين وانتباهتها           يغير الله من حال إلى حـال
http://www.khayma.com/chamsipasha/Irda.htm
نسأل الله أن يغير حالنا إلى أفضل حال ..
ومع الابتلاء..يمنح العبد ..طهرا خاصا ورقة في المشاعر..يعطى لغة واسعة للتسامح..
- تذكر..من كان بلاؤءه اكثر فثوابه وجزاؤه اعظم..
(ان اعظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط) رواه الترمذي.
http://www.da3ya.net/mag/modules.ph...=article&sid=17
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على هذا الدين العظيم .. وأن يقوي إيمانك .. وأن يفرج كربك ..
وألا يحرمنا من موضوعاتك الطيبة 
 
معذرة للإطالة .. ولكن لمست الجرح .. ومن منا خالي من الهم ؟
نسأل الله أن يجعل همنا الآخرة ..
وأرجو ألا يفوتك الاطلاع على ما في الروابط 
