العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > سـوالــف إســلامــيـة > حسان عبد المنان وصنيعه بكتاب شيخ الإسلام أبى زكريا النووى (( رياض الصالحين ))
المشاركة في الموضوع
أبو محمد الألفى أبو محمد الألفى غير متصل    
عضو جديد الإسكندرية  
المشاركات: 6
#1  
حسان عبد المنان وصنيعه بكتاب شيخ الإسلام أبى زكريا النووى (( رياض الصالحين ))
حسان عبد المنان وصنيعه بكتاب شيخ الإسلام أبى زكريا النووى (( رياض الصالحين ))
تابع المقال السابق على الوصلة التالية :
http://www.swalif.net/sforum1/showt...threadid=185844
وذكر أبو زكريا النووى فى كتابه البديع (( رياض الصالحين ))
3 : باب الصبر
(43) عن أنس رضى الله عنه قال قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَـوْمَ الْقِيَامَةِ )) . وقـالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِنَّ عِـظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ )) .
رواه الترمذى ، وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ .

وذكره حسان عبد المنان فى ذيل (( تهذيب رياض الصالحين )) له ، وضعَّفه براويه عن أنس : سعد بن سنان الكندى ، فقال : (( سعد بن سنان هذا منكر الحديث ، قاله ابن سعد والنسائى وابن حبان . وقال الجوزجانى : أحاديثه واهية . وقال الإمام أحمد : تركت حديثه لأنه مضطرب غير محفوظ . وقال مرة اخرى : يشبه حديثه حديث الحسن ، لا يشبه حديث أنس . قلت : فلا عبرة بتوثيق ابن معين وحده ، لا سيما وأن فيه جهالة أو بعض جهالة )) كذا قال بنصه .

قـلت : ولنا أولاً وقفة مع قول الشيخ حسان ـ سامحه الله ـ (( لا عبرة بتوثيق ابن معين )) ، فأقول : هل سبقك أحد من الأئمة المؤتسى بأقوالهم وأحكامهم إلى مثل هذه العبارات ، التى تحمل فى طياتها كبراً وعلواً وآنفة عن قبول الحق من أهله وأعرف الناس به ، ونصحيتى لك ، ولجميع نبغاء الوقت وشيوخ العصر : رفقاً بأنفسكم وبنا ، فقد أنهكتنا أمراض الزهو والكبر والغرور والخيلاء ، وفاتنا الكثير من واجب التوقير والإحترام لرفعاء الأئمة ، وكبراء علماء الأمة . ولن أسترسل مع خواطرى فى هذا المعنى ، لكى لا أخرج عن المقصود هاهنا ، ولكنى أنصح طلبة العلم ، وشيوخ العصر قبلهم ؛ بقراءة كتاب أخى وحبيبى فى الله الشيخ محمد إسماعيل السكندرى (( حرمة أهل العلم )) ، فقد أوفى على الغاية . ثم ثانياً : أين أمانة النقل وتحرى الصدق ، فقد نسب الإمام ابن حبان إلى تضعيف سعد بن سنان ، وليس كما زعم ، فالإمام ابن حبان ممن وثقه ، كما سيأتى بيانه بالنقل من كتابيه (( الثقات )) و (( مشاهير علماء الأمصار )) .

والقصد الآن : بيان الرد على تضعيف حدبث أنس المذكور :
والذى أخرجه الترمذى (2396) قال : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) .
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ )) .
قَالَ أَبو عِيسَى : (( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ )) .
وأخرج الأول كذلك أبو يعلى (7/247/4254،4255) ، وابن عدى (( الكامل ))(3/355) ، والدارقطنى (( مجلس إملاء فى رؤية الله تبارك وتعالى ))(180) من طرق عن ليث بن سعد عن يزيـد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك قَالَ قَالَ رَسُـولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، ... )) الحديث .
وأخرجه الحاكم (4/651) من طريق ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك به .
وأخرج الثانى ابن ماجه (4031) ، وأبو يعلى (7/247/4253) ، وابن عدى (( الكامل )) (3/356) ، والدارقطنى (( مجلس إمـلاء فى رؤية الله تبارك وتعالى ))(244) ، والقضاعى (( مسند الشهاب ))(1121) ، والبيهقى (( شعب الإيمان ))(7/144/9783) من طرق عن ليث بن سعد عن يزيـد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك به .
وأخرجه البيهقى (( شعب الإيمان ))(7/144/9782) من طريق ابن وهب أخبرني ابن لهيعة وعمرو بن الحارث والليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك به .
قـلت : هذا إسناد مصرى حسن ، رجاله موثقون كلهم ، غير أنهم اختلفوا فى اسم التابعى راويه عن أنس ، كما اختلف عليه غيرُهم على ثلاثة أقوال :
( الأول ) سـنان بـن سعد ، هكذا يقوله عن يزيـد بن أبى حبـيب : عمرو بن الحارث ، وابن لهيعة ، ومحمد بن إسحاق ، وابن أبى ذئب ، وسعيد بن أبى أيوب ، والليث من رواية عبد الله بن صالح عنه .
( الثانى ) سعد بن سنان ، هكذا يقوله عن يزيد بن أبى حبيب : الليث بن سعد من رواية معظم أصحابه عنه ، ولا يتابع عليه .
( الثالث ) سعيد بن سنان ، هكذا روى محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عنه عدة أحاديث سمَّاه في بعضها سعيد بن سنان ، وفي بعضها سعد بن سنان ، وفي بعضها سنان بن سعد ، قاله أبو بكر الخطيب فى (( موضح أوهام الجمع والتفريق ))(2/168) .
وأصح ما في هذه الأسماء وأصوبه أولها (( سنان بن سعد )) ، كما صـوَّبه البـخارى وابن حبـان وابن يونس وابن شاهين وجماعة .
قال أبو عيسى الترمذى : (( وسَمِعْت مُحَمَّدًا ـ يعنى البخارى ـ يَقُولُ : وَالصَّحِيحُ سِنَانُ ابْنُ سَعْدٍ )) .
وقال ابن حبان فى (( مشاهير علماء الأمصار ))(ص122) : (( سنان بن سعد . من جلة المصريين ، وهو الذي يخطىء الرواة فيه ، منهم من قال سعد بن سنان ، وقال بعضهم سعيد بن سنان . والصحيح سنان بن سعد والله أعلم )) .
وقال فى (( الثقات ))(4/336/3210) : (( سنان بن سعد . يروى عن أنس بن مالك . حدث عنه المصريون ، وهم مختلفون فيه ، يقولون سعد بن سنان ، وسعيد بن سنان ، وسنان بن سعيد . وأرجو أن يكون الصحيح (( سنان بن سعد )) . وقد اعتبرت حديثه ، فرأيت ما روى عن سنان بن سعد يشبه أحاديث الثقات ، وما روى عن سعد بن سنان وسعيد بن سنان فيه المناكير كأنهما اثنان فالله أعلم )) .
وقال أبو حفص بن شاهين (( تاريخ أسماء الثقات ))(ص104) : (( قال أحمد بن صالح : سنان بن سعد ثقة ، ليس في قلبي من حديثه شيء ، هو من أهل البصرة )) .
وقال الأمير ابن ماكولا (( الإكمال ))(4/443) : (( سنان بن سعد الكندى عن أنس وعن أبيه روى عنه : يزيد بن أبي حبيب ، ومحمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي . وقيل فيه : سعد بن سنان . قال أبو سعيد بن يونس : وسنان بن سعد أصح )) .
ولهذا الاختلاف والاضطراب فى اسمه ، تكلم فيه من ضعَّفه من الأئمة . قـال أحمد بن أبي يحيى سمعت أحمد بن حنبل يقول : لم أكتب أحاديثه ، لأنهم اضطربوا فيها ، فقال بعضهم سعد بن سنان ، وبعضهم سنان بن سعد . وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه : تركت حديثه ، لأنه حديث مضطرب ، وسمعته يقول : يشبه حديثه حديث الحسن ، ولا يشبه أحاديث أنس . وقال السعدي : أحاديثه واهية لا تشبه أحاديث الناس عن أنس . وقال النسائي : منكر الحديـث .
وأما من رجَّح الوجه الأول من أسماءه ، فلم يتردد فى توثيقه وقبوله . فقال أبـو بكر بـن أبى خيثمة : سئل يحيى بن معين عن سنان بن سعد الذي روى عنه يزيد بن أبى حبيب ، فقال : ثـقة .
وقال العجلى فى (( معرفة الثقات ))(1/390/564) : (( بصرى تابعي ثـقة )) . وذكـره ابن حبان فى (( كتاب الثقات ))(4/336/3210) ، وقال فى (( مشاهير علماء الأمصار )) (ص122) : (( من جلة المصريين )) . وقال أبو حفص بن شاهين (( تاريخ أسماء الثقات )) (ص104) : (( قال أحمد بن صالح : سنان بن سعد ثقة ، ليس في قلبي من حديثه شيء ، هو من أهل البصرة )) .
وقال ابن حجر فى (( التقريب )) : ((1/231/2238) : (( صدوق له أفراد )) .
وأما الحافظ الذهبى ، فقد أسند فى (( سير الأعلام ))(8/138) حديثه عن أنس أنَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، يَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا )) ثم قال : (( هذا الحديث حسنٌ عالٍ ، أخرجه الترمذي عن قتيبة ، فوافقناه بعلوٍ )) .
وفيما ذكرناه من النقول عمن وثقه واعتمده ، رد على قوله الخاطئ : (( فلا عـبرة بتوثيق ابن معين وحده )) . وفيما قاله الأمير ابن ماكولا فى ترجمته ، رد على الخطأ الثانى : (( لا سيما وأن فيه جهالة أو بعض جهالة )) !! .

قـلت : وجملة ماله من الحديث خمسة عشر حديثاً ، المذكور منها فى (( الكتب الستة )) عشرة أحاديث ، هاكها :
( الأول ) و ( الثانى ) السالف ذكرهما .
( الثالث ) قال ابن ماجه (3987) : حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِنَّ الإِسْلامَ بَدَأَ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ )) .
( الرابع ) وقال (4056) بهذا الإسناد أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا : طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَالدُّخَانَ ، وَدَابَّةَ الأَرْضِ ، وَالدَّجَّالَ ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ )) .
( الخامس ) وقال (4214) بهذا الإسناد رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا ، وَلا يَبْغِي بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ )) .
( السادس ) قال ابن ماجه (273) : حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ ثَنَا أَبُو زُهَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( لا يَقْبَلُ اللهُ صَلاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ ، وَلا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ )) .
( السابع ) قال أبو داود (1585) ، والترمذى (646) كلاهما : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا اللَّيْثُ بنْ سَعدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( الْمُعْتَدِي الْمُتَعَدِّي فِي الصَّدَقَةِ كَمَانِعِهَا )) .
وقال ابن ماجه (1808) : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ به مثله .
( الثامن ) وقـال الترمذى (987) بإسناده السالف أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( الصَّبْرُ فِي الصَّدْمَةِ الأُولَى )) .
وقال ابن ماجه (1596) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ به مثله .
( التاسع ) وقال الترمذى (2197) بإسناده السالف أنَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، يَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا )) .
( العاشر ) قال ابن ماجه (205) : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ ثَـنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : (( أَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ فَاتُّبِعَ ، فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ أَوْزَارِ مَنِ اتَّبَعَهُ ، وَلا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا ، وَأَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى هُدًى فَاتُّبِعَ ، فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ أُجُورِ مَنِ اتَّبَعَهُ ، وَلا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا )) .
قـلت : ومتون هذه الأحاديث أكثرها صحاح محفوظة ، وليس فيها ما ينكر ، بل وبعضها مخرَّج فى (( الصحيحين )) من غير حديث أنس ، مما يشهد لها بالصحة والقبول .
ولهذا قال أبو أحمد بن عدى (( الكامل ))(3/356) : (( وهذه الأحاديث ومتونها وأسانيدها ، والاختلاف فيها ، يحمل بعضها بعضا ، وليس هذه الأحاديث مما يجب أن تترك أصلا ، كما ذكروا عن أحمد بن حنبل أنه ترك هذه الأحاديث للاختلاف الذي فيه من سعد بن سنان وسنان بن سعد ، لأن في الحديث وفي أسانيدها ما هو أكثر اضطرابا منها في هذه الأسانيد ، ولم يتركه أحد أصلا ، بل أدخلوه في مسانيدهم وتصانيفهم )) .
وقد ذكر البخارى سنان بن سعد الكندى فى (( الأدب المفرد )) ، وأخرج له حديثين :
( الأول ) قال (401) : حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب أخبرني عمرو عن يزيد بن أبى حبيب عن سنان بن سعد عن أنس أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : (( ما توادَّ اثنان في الله جلَّ وعزَّ أو في الإسلام ، فيفرق بينهما أول ذنب يحدثه أحدهما )) .
( الثانى ) قال (424) : حدثنا أحمد بن عيسى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بـن أبى حبيب عـن سنان بن سعد عـن أنس عـن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : (( المستبان ما قالا ، فعلى البادىء حتى يعتدى المظلوم )) .

أبو محمد الألفى غير متصل قديم 20-03-2004 , 01:12 AM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.