العودة سوالف للجميع > سوالف شخصيه وثقافيه ادبيه > سوالف الأدب والثقافة > زمنٌ تباعُ بِـهِ القلوبُ وتُشْـتَرَى
المشاركة في الموضوع
بنت الماضي بنت الماضي غير متصل    
مطرود  
المشاركات: 140
#1  
زمنٌ تباعُ بِـهِ القلوبُ وتُشْـتَرَى
جاءني بدون عنوان على ايميلي فأعجبني جداً ولا أدري من كتبه لذا سأختار له عنوان ( زمنٌ تباعُ بِـهِ القلوبُ وتُشْـتَرَى )

=======

عندما يبكي الرجـالُ ـ في زمن ٍ تباعُ بِـهِ القلوبُ وتُشـترى ـ تكونُ الكارثة ، كارثة إنسانية وعاطفية أن ترى الزوجةُ زوجها يبكي ، حصنها المنيع يبكي ! ، كارثة أن ترى الفتاةُ أباها يبكي ، مُعجِبها الأول يبكي ! ، كارثة أن ترى رجلاً يبكي أمامك في حين أنكَ تعدُه الأقوى عزماً والأربط جأشاً والاشد تحملاً في هذا العالم ، يبكي أمامك بكاءً بلا صوت ، زفراتٌ تخرجُ من بين أضلعهِ تكادُ أن تهشمَ صدره ، تعقبها دمعاتٌ متساقطة كأنها حبات البرد. إنها كارثة بما تعنيهِ الكلمة. ما رأيتُ أبي يبكي قط إلا في موقفين ، الموقفُ الأولُ حينما كنتُ أرافقه في الحجِ وكنت في السادسة عشر من عمري أنذاك ، رأيتُ الدمعَ يتساقطُ من عينيهِ ، فسألته لِمَ يا أبي تبكي ! فقال تذكرتُ ساعةَ المحشر فوجدتُ اباكَ ضعيفاً لا يقوى على أهوالِ ذلك اليوم فما تمالكَ نفسه ، وأمّـا الموقف الثاني فكان يوم أن ماتتْ جدتي ، فبعد أن أنزلها قبرها ـ رحمها الله ـ وتولى المشيعون بقى أبي لوحدهِ عندَ قبرها ، عدتُ ادعوه فوجدتـُه قائماً يدعو لها والدمعُ قد بللَّ لحيته ، غفرَ اللهُ لأبي ولجدتي ورحمَـهما وكلَّ المسلمين والمسلمات. بكاءُ الرجُلِ العظيم ليس عيباً لكنه نادر ، والأعرافُ القبلية والعادات المتوارثة وحتى التركيبة الخَلْـقية للرجل تجعله قوياً شديداً لذا يُقال بين الناس " لا تبكي فالبكاء للبنات " ، وللبكاء حالات كما أن للفرح حالات ، فبكاء الرجلُ العظيم ليس كبكاء الخائف الذليل أو كبكاء المرأة ولهذا يُقالُ " دمعة الرجل غالية " . تختلف دمعاتُ الرجال بإختلافِ أحوالهم وصفاتهم وتلعبُ قوةُ العظيم وقوةُ الحدث الدورَ الأبزر في مسألة كتمان هذا البكاء ، وفي هذا يقولُ أبو الطيب المتنبي : بادٍ هواكَ صَـبَرت أَم لم تصبِرا ، وبُكاكَ إن لم يَجْـرِ دَمْعُكَ أَو جَرَى .. كم غَرَّ صَبرك وابتسـامُكَ صاحِباً ، لَمَّا رآهُ وفي الحَشا ما لا يُرَى . اليوم وقد كنتُ اتذكرُ بعضاً من صروفِ الدهر رأني ابني عبدالرحمن ( باكياً ) ، فقال أتبكي يا أبي؟! قلتُ أوَ تشك لحظةً أن أباك يبكي (أمــرَ الفُـؤادُ لِسـانَه وجفونَـه ، فكَتَمنهُ وكَفَى بِلفظِكَ مُخْـبرا ) ! فقـال : بكى الرسولُ وبكى الصحابة ، قلتُ : بكى أبي و معلمي ايضاً ، وأخبرته سبب الدمعات التي رأها على خديِّ ابيه. إيه يا هــاذي الدنيا ماضيكِ جميلٌ مندثر ، وحاضركِ كئيبٌ مستقر ، ومستقبلكِ مجهولٌ منتظر ، (بِـأَبي وأُمّـي واضحٌ فـي نهجكِ ، زمنٌ تباعُ بِـهِ القلوبُ وتُشْـتَرَى ).

بنت الماضي غير متصل قديم 05-09-2003 , 11:17 PM    الرد مع إقتباس
شرود شرود غير متصل    
عضو نشيط جداً  
المشاركات: 448
#2  

كلام مؤثر ورصين

إلا أني لو كنت مكانك لما اخترت له هذا العنوان ووسمته بـ

....مثل: بكاء الرجال أو الدمعة الغالية أو النادرة

جزيت خيرا

شرود غير متصل قديم 06-09-2003 , 06:45 AM    الرد مع إقتباس
إرث أحزان إرث أحزان غير متصل    
مبدع نجد .... الرياض  
المشاركات: 2,203
#3  

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن ما يحتقر عليه الرجل بكاؤه على العشق او الهوى

اما البكاء من خشية الله فليس بكاء ضعف وانما بكاء قوة

فلولا قوة الايمان ما بكى وليس يكسبه ذلة ولكن عزة ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )

جزاك الله خيرا اختي الكريمة

تحياتي

إرث أحزان غير متصل قديم 07-09-2003 , 04:45 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.