هؤلاء معروفون بشبهاتهم .. فهم خوارج على الدعاة ومرجئة مع الحكام .. وهم يدّعون السلفية والسلف منهم براء .. وهم من تسبب في شق صفوف شباب الصحوة في فتنة 1415 هـ والتي تم فيها سجن الكثير من المشائخ من أبرزهم سلمان العودة وسفر الحوالي وناصر العمر وسعيد آل زعير وغيرهم كثير وكثير .. وقد جالستهم عند زيارتي الأخيرة للمدينة المنورة عند أحد من علمائهم على حدّ قولهم .. وكنت أعلم عن هؤلاء من خلال قراءتي لشبكة الإنترنت .. وقد أحسنت الظن وقتها وقلت بأن هؤلاء ربما يكونون شبابا متحمسا .. ولكن عندما جالست من يسمونه عالم عندهم علمت أنهم سواء هم وكبرائهم!! .. ففي تلك الجلسة ( اغتاب ) هؤلاء مع عالمهم سبعة من أهل السنة والجماعة .. من المجاهدين والدعاة المخلصين .. نحسبهم كذلك والله حسبيهم .. وعندما تم فتح باب الحديث عن الرافضة تم إغلاق باب الحوار بسرعة والرجوع إلى الكلام في سفر وسلمان وعائض !!!!!
وهؤلاء يدّعون بأنهم يحاربون الحزبية .. وهم في الحقيقة متحزبون لحزب يسمّونه السلفية زورا وبهتانا .. وهو عموما اسم فقط يتسمّون به ولايطبّقونه !! ..
وقد وقال فضيلة العلامة الشيخ محمد الصالح بن عثيمين – رحمه الله - :
" السلفيَّة هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؛ لأنهم سلفنا تقدموا علينا ، فاتِّباعهم هو السلفيَّة ، وأما اتِّخاذ السلفيَّة كمنهج خاص ينفرد به الإنسان ويضلل من خالفه من المسلمين ولو كانوا على حقٍّ : فلا شكَّ أن هذا خلاف السلفيَّة ،
فالسلف كلهم يدْعون إلى الإسلام والالتئام حول سنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يضلِّلون مَن خالفهم عن تأويل ، اللهم إلا في العقائد ، فإنهم يرون من خالفهم فيها فهو ضال .
لكن بعض من انتهج السلفيَّة في عصرنا هذا صار يضلِّل كل من خالفه ولو كان الحق معه ، واتَّخذها بعضهم منهجاً حزبيّاً كمنهج الأحزاب الأخرى التي تنتسب إلى الإسلام ، وهذا هو الذي يُنكَر ولا يُمكن إقراره ،
ويقال : انظروا إلى مذهب السلف الصالح ماذا كانوا يفعلون في طريقتهم وفي سعة صدورهم في الخلاف الذي يسوغ فيه الاجتهاد ، حتى إنهم كانوا يختلفون في مسائل كبيرة ، في مسائل عقديَّة ، وفي مسائل علميَّة ، فتجد بعضَهم – مثلاً – يُنكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى ربَّه ، وبعضهم يقول بذلك ، وبعضهم يقول : إن الذي يُوزن يوم القيامة هي الأعمال ، وبعضهم يرى أن صحائف الأعمال هي التي تُوزن ، وتراهم – أيضاً – في مسائل الفقه يختلفون ، في النكاح ، في الفرائض ، في العِدَد ، في البيوع ، في غيرها ، ومع ذلك لا يُضلِّل بعضهم بعضاً .
فالسلفيَّة بمعنى أن تكون حزباً خاصّاً له مميزاته ويُضلِّل أفرادُه سواهم : فهؤلاء ليسوا من السلفيَّة في شيء .
وأما السلفيَّة التي هي اتباع منهج السلف عقيدةً ، وقولاً ، وعملاً ، واختلافاً ، واتفاقاً ، وتراحماً ، وتوادّاً ، كما قال النَّبي صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثَل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسهر " ، فهذه هي السلفيَّة الحقَّة . " لقاءات الباب المفتوح " ( السؤال رقم 1322 ) .
وقال فضيلته رحمه الله :
" يا اخواني فكروا في الأمر ، اتقوا الله في أنفسكم ، اتقوا الله في هذه الصحوة وفي هذه النهضة ، اجمعوها على كلمة واحدة ، اغفروا لإخوانكم ما أخطئوا فيه ، وناصحوهم فيما بينكم ... أما أن تتكلم فيه من وراء الجدر ، من وراء الكواليس ، وتقدح فيه ، وتحمل قلوب الناس حقدا وغضبا وبغضا له ، فهذا والله إنك لمسؤول عنه وانك لمجانب للصواب ومجانب لمذهب أهل السنة والجماعة .
أهل السنة والجماعة عندهم في قلوبهم سلامة وفي ألسنتهم سلامة لأهل الحق ، يتناصحون فيما بينهم ولا يتفاضحون ، يببشرون ولا ينفرون ، كما أمر النبي .
أما أن ننفر الناس بمثل هذا الأسلوب فإن الإنسان سيكون مسؤولا عنه . "
الرابط :
http://www.jahra.org/free/amza/o3.rm
وقال رحمه الله : " إنني أوجه الموعظة لهؤلاء الذين ابتلوا بهذا الداء أن يتوبوا إلى الله عزوجل ، أن يتوبوا إلى الله ويستغفروه ، وأن لا يفتحوا في الأمة باب النزاع والتفرق ، وأن يعلموا أنهم مخطئون على كل تقدير لأنه بدل من أن تنصب أقوالهم وغيبتهم وسبهم على أهل الباطل من المنافقين والملحدين ستنصب على اخوانهم ممن يشاركونهم في الدعوة .
يا سبحان الله ! إذا انصبت أقوالهم على أهل الدعوة وقلت ثقة الناس بهم فستقل ثقة الناس بهؤلاء الآخرين الذين سبوهم سواءا دافع أولئك عن أنفسهم أم لم يدافعوا
سيكون الناس الآن بين طرفين كل واحد منهما يضلل الآخر ويقدح فيه ، وحينئذ ينفرد لقيادة الأمة من ليس أهلا للقيادة لا في علم ولا في دين
وحينئذ يفرح هؤلاء المنافقون من العلمانيين وغيرهم بما جرى بين أهل الصحوة ويقولون :
الحمدلله الذي كفانا ، كفانا أن يقدح بعضهم في بعض وأن بعضهم يسب بعضا فإن هذا هو الذي نتمناه ونسهر الليل والنهار لنحققه . "
الرابط :
http://www.jahra.org/free/amza/o2.rm