السلام عليكم
ما أدهشني حقاً في ماحدث اليومين الماضيين بعد تشكيل مايسمى بمجلس الحكم الانتقالي في العراق ، هو أن أول قرار - الذي على مايبدو أنه من صناعة أمريكية - هو اعتبار يوم سقوط بغداد عيداً وطنياً للعراق ، ، ليسجل التاريخ بذلك أن العراق عاد من حيث أتى منذ البداية ، فكلنا يتذكر أن صدام (الارهابي) هو نفسه قد جاء فوق قطار أمريكي إلى العراق ، وهاهم من تلاه في أول ( محاولة ) حكم هم أيضاً جاؤا برعاية أمريكية وفوق دبابتها ... إذاً الشعب العراقي عاد من نقطة البداية ، وانطبق عليه المثل القائل ( كالمستجير في الحر من الرمضاء بالنار )..
على كل حال كانت القرارت الثلاثة الأولى التي أصدرها المجلس بعد قرار العيد الوطني الجديد للعراق وهو يوم سقوط بغداد كالتالي ، وأرجوكم ركزوا جيداً على التالي:
1-
إنشاء هيئات ومحاكم جديدة --> لمحاكمة عناصر الحكم السابقة التي لها أياد في الجرائم التي حدثت في عهد صدام
2-
استرجاع كل الأموال (المغتصبة) في العهد السابق من العناصر التي كانت معارضة للنظام --> ركزو معي كم سيسبب هذا من مشاكل وخيمة بعد أن تم حرق كل الدوائر الحكومية المدنية في العراق وتخريبها.
3-
تشكيل لجان (لاجتثات) حزب البعث من ( جذوره ) --> ولا ندري مامعنى هذه الكلمة بالذات
بالتالي كانت أول ثلاثة قرارت أصدرها مجلس الحكم الانتقالي و هي بالضبط ماقرأتموها أعلاه ، والذي نطق بها للصحافيين الناطق باسم (الكلبي) عضو مجلس الحكم ورئيس المؤتمر الوطني الديمقراطي العراقي (المتهم بتهم سرقة كبيرة في الأردن) ، وكلنا يعرف من يكون هذا الشخص لأمريكا كانت كلها قرارت من النوع الخاص ، والخاص جداً
من القرارات التي قرأنا لايوجد أي واحد منها يتعلق بالشئون الحياتية اليومية العراقية ، لاقرار بشأن صرف رواتب المبعدين من القوات العسكرية أو حتى العاطلين عن العمل ، لا قرار بشأن اتخاذ إجراءات في استرجاع الطاقة الكهربائية والمياه لطبيعتها ، والأهم لا قرار يتعلق بارساء دعائم الديمقراطية في العراق كما وعدت قوات التحرير سابقاً الاحتلال حالياً..
كل ماصدر هو انتقام من النظام السابق وتصفية حسابات وإرساء دعائم لأقدام القادمين من المنفى لحكم العراق لتثبت أقدامهم أكثر وأكثر .. فكلنا سمعنا الكلبي غداة انهيار الحكم في بغداد وهو يقول لاأريد أي منصب ، ولكنه أول من تم تعيينه في منصب جديد ضمن أول قرار (افترضنا) أنه سيتم تسليم السلطة فيه للعراقيين...
بذلك ، وبتحليل بسيط نجد أن الحكومة الأمريكية تحاول أن تعيد المعارضة العراقية للأضواء ، فرمت لهم بقطعة اللحم هذه حتى تسكتهم ليقوموا بدورهم المناط بهم أصلاً وهو لجم الشعب العراقي المطالب وبقوة بطرد الاحتلال ، حيث لاحظنا في البداية بعد أن أهملت الحكومة الأمريكية المعارضة كيف أن هذه الأخيرة سكتت على أعمال المقاومة ووقفت في الحياد ( تقريباً ) فلم تندد بها ولم تستنكرها بوضوح ، حتى أن الكلبي هذا العميل المقرب صرح بتصريحات تعتبر خطيرة ضد أمريكا عندما قال "إن أمريكا أخلت بوعودها معنا ، (فنحن لم نتفق معها على ذلك) "
ولكن وبعد أن أعيد له جزء مما كان يحلم به الآن (بتعيينه) عضو في مجلس الحكم الانتقالي سمعناه يقول بأعلى الصوت :
"مايحدث في العراق ليس بمقاومة ، إنما هي أعمال مستنكرة من قبل الشعب وهي أعمال تخريبية " ، وبذلك رأيتم انقلاب حاله رأساً على عقب ، وسنرى المزيد من هذا المجرم الذي لن يقل دموية عن صدام.
كما قلت فإن الحكومة الأمريكية وبعد دراسة وضعها التي تردى كثيراً في العراق وتساقط جنودها جيفاً الواحد يلي الآخر كل يوم ، رأت أن الحل الوسط هو إرضاء عملاءها من المعارضين الذين تربوا على أيديها ويقعون تحت أعينها على الأقل لتكسب ودهم من جديد وليكونو صوتها الذي قد يكون مسموعاً في العراق من قبل بعض المتخاذلين ، وأيضاً لتضفي صبغة الشرعية على قمع الشعب العراقي وليوكنوا الحجة لها.
فهل تنطلي هذه الحيلة ( المكشوفة أصلاً ) على الشعب العراقي؟
لاأعتقد ذلك فقد أعلن زعماء عشائر بعض المحافظات العراقية ومنها الفلوجة رفضهم لهذه المسرحية الساخرة ، وقالوا أنهم لن يرضوا بمجلس حكم عراقي من انتقاء الأعين أمريكية ، وأن مجلساً كهذا يجب أن ينتخب أعضاءه كما وعدت أمريكا ضمن وعودها الزائفة بتحقيق الديمقراطية..
والأهم من كل ذلك يجب أن يتم الاهتمام بالحاجات الضرورية اليومية للعراقيين وأن تصرف رواتب تعيل العائلات التي حرمت من قوت يومها هناك ، أو أنها بالكاد تجد مايسد الرمق ، بدل أن يعطى كما قال أحدهم في الشاشات المرئية "يعطى مرتب لشخص غير مؤهل ولاحامل لشهادة أضعاف الدارس والمتخرج من الكليات الحربية العراقية فقط لكونه أحد عناصر المعارضة" وذلك بعد أن تم فك الجيش وإبعاد من قيل أنهم غير مرغوب بهم
يبدو ان القادم للعراقيين أسوأ بكثير من السابق وإن كنا نكره السابق ولكننا لانرضى لهم بهذا الواقع المزري..
أحد الذين تم تعيينهم في هذه المسرحية الساخرة ، في مؤتمر صحفي قال ، إن قناة الجزيرة واحدة من القنوات التي تحرض الشعب على المقاومة ، فيجب أن تكف عن التحريض وأن يتركوننا وشأننا وكفاكم..
وهنا صفق له كل المعينين في مجلس الحكم...