في أحد المرات طلب الشيخ من كل واحد من تلاميذ ه ، أن يحضر معه

كيس من البلاستيك النظيف ، ثم طلب منهم ، أن يضعوا ثمرة من

البطاطس في الكيس النظيف عن كل ذكرى مؤلمة في حياتهم اليومية

لا يرغبون في أن ينسوها، وأن يكتبوا اسم الذكرى

وتاريخها على ثمرة البطاطس ....


عملوا بوصية الشيخ وأصبح البعض منهم يحملُ كيساً ثقيلا جدًا

لكثرة ما يحمل في داخله من ذكرى مؤلمة.. وبعدد ما يحمل

من ذكرى وضع البطاطس في الكيس.


ثم طلب منهم أن يحملوا كيس البلاستيك بما أصبح فيه من

ثمرات البطاطس معهم أينما ذهبوا لمدة أسبوع،

وأن يضعوه بجوار فراشهم فى الليل ،

وبجوارهم في مقعد السيارة عند ركوبها ،وبجوار هم دائماً...


إن عبء حمل هذا الكيس طيلة الوقت أوضح أمامهم، العبء الروحي الذي يحملونه لذكراهم المؤلمة... وكيف أنهم يهتمون بها طول الوقت

خشية نسيانها في أماكن قد تسبب لهم الحرج ....

وطبيعي تدهورت حالة البطاطس وأصبح لها رائحة كريهة ،

وهذا جعل حملها شيء غير لطيف .

فلم يمر وقت طويل حتى كان كل واحد منهم قد قرر أن التخلص

من كيس البطاطس أهم من حمله فى كل مكان يذهب إليه.


هذه قصة رمزية ، تعبر عن الثمن

الذي ندفعه بسبب احتفاظنا بما يؤلمنا، وبالأمور السلبية الثقيلة ! .

غالباً نحن نعتبر أن النسيان شيء سيء ولكن الحقيقة أن النسيان هو لصالحنا نحن

جميل جميل جداً

حسناً، تساؤل يطرحه البعض، يقولون: نحن لا ننسى، نريد أن ننسى أحزاننا لكن لا نستطيع، كيف ننسى؟ أعرف بعض الأشخاص، يتذكرون كافة الأحزان المؤلمة قديمها وجديدها، أقول لهم: إنسوها لا تفكروا فيها، يقولون: لا نستطيع، كيف ننسى؟

النسيان

نحن البشر لا ننسى إنما نتناسى ولولا وجود هذه النعمة لا أدري ما يمكن أن يحدث للبشرية!

ولكي نتناسى لابد من التحكم في أمرين وهما :

الوقت الفارغ ، و البقاء وحيداً ..ولتغلب عليهما انصح بالتالي:

1ــ قراءة القرآن الكريم.

2ــ الصلاة على المصطفى عليه الصلاة والسلام.

3ــ العمل .

4ــ التغيير مثلاً ( المنزل ، أثاث المنزل ، أسلوبنا في الحياة ، السيارة ، الوظيفة ، ...الخ )

5ــ الخروج مع الأصدقاء.

6ــ السفر.

7ــ ممارسة الرياضة.

بمعنى مختصر استفد من الوقت المتاح فيما ينفعك ، ويفيد الجميع .

ولا تحاول البقاء وحيداً حيث أنهُ يجعل الإنسان يفكر في أحزانه…..

وتذكر قوله تعالى ( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ، لا تقنطوا من روح الله )..صدق الله

العظيم.