كان من فعل الخوارج أنهم يأتون بالنص القطعي الثبوت ويرون أي نص مقابله غير قطعي الثبوت أو غير قطعي الدلالة ، والنص غير قطعي الثبوت كأحاديث الآحاد يعتبر معاونا في شرح الأدلة القطعية الثبوت والدلالة.

كذلك الفكر المطروح حاليا والذي يقضي بأن كل ما يقول به النص هو المعمول به ، وهذا يذكرنا بفكر الخوارج ، فيأتيك ويقول بأنه لا مانع من أن يقتل مقابل الجندي الأمريكي مجموعة من الشعب السعودي ، وأن الأصل تطبيق النص بعيدا عن أي مؤثرات خارجية.

والعالم الحاذق والفقيه المميز ليس من يستطيع أن يطبق النص القطعي الدلالة القطعي الثبوت ، لأن هذا يتفق فيه العالم الحاذق والعالم البسيط ، العالم الحاذق هو من يصدر الفتوى وفق دراسة الظروف والملابسات المحيطة بالفتوى.

لذلك لم نشهد حتى هذه اللحظة من أفتى بجواز ما حدث في السعودية ، بل حتى العالم الذي كان له صولة وجولة خلال السنوات الماضية وهو الدكتور يوسف القرضاوي ، وهو بعيد عن أية ضغوط ، والذي اعتبرته أمريكا مصدر إزعاج وقلق وساهمت في طرده من بعض الدول العربية طردا نهائيا ، أفتى بحرمة الانفجارات التي تعرضت لها الرياض ، وما نشاهده في منتدى سوالف أو في غيرها من المنتديات هم من الشباب حديثي السن ممن لا ناقة لهم ولا جمل في مجال الفتوى وميدانها.

طبعا سيأتينا من يقول بأني أدافع عن الأمريكان وأني متأمرك ، الحمد لله بل هم أبغض خلق الله لي ، إذا غاب العقل انتكست الفتوى.