_
أخي الحبيب / حرف
......... رحم الله والديك الكريمين ورفع الله قدرك في الدارين
كم يسعدني أن أراك متابعا لأخيك .. تلقتط فوائده ، ولا تسكت عن زلله ..
ولا يحملك عدم السكوت على انتهاز الفرصة لإساءة الأدب ..
بل تبقى متحليا بكامل الأدب حتى وأنت تعترض !!
فلله درك ...
ثانيا .. أقول وارجو أن يتسع صدرك العامر بفيض الإيمان لما سيقوله أخوك الأصغر ( ربما سنا ) أما مقاما فلا شك أنه اصغر ..رغم أنفه
سبحان الله ..
لو غيرك قال هذا ؟!
لو سواك ابدى هذا التساؤل ؟؟
أما أنت فقد كنت أحسبك ممن يقرأ ( الكلمة ) ويعرف على الفور ما تخفي وراءها !!
ويمر ( بالعبارة ) ويدرك غور ما فيها ..
ويسمع إلى ( الخطبة ) فيفهم منها أكثر وابعد وأعمق مما يفهمه الآخرون !!
بل كنت أعدك مما يقرأ ( الكلمة) ويمر ( بالعبارة ) ويسمع ( الخطبة ) وليس فيها سوى ما هو ظاهرها ،
لكنه يذهب إلى أبعد مما أراد قائلها ...فيستخرج فوائدها ..
ويعرض ما فيها من بدائع واسرار ولطائف ، وأن صاحبها اراد بها كذا وكذا
ولعل صاحبها لم يخطر بباله شيئ من ذلك !!
وهذا وهذا حين تكون ( الكلمة ) لا توحي بأن وراءها شيئاً اصلا !!
ولا في ( االعبارة ) غير ما يظهر منها ، مجرد خاطرة فحسب ..!!
ولا في ( الخطبة ) ما يشير أنها قد تعطي أكثر من كونها صف كلمات أو مجموعة مواعظ !!!
فما بالك إذن حين تكون ( الكلمة ) واضحة المعنى .. و( العبارة ) بينة المقصد ..
و( الخطبة ) يتجلى فيها أهدافها راي العين ..!؟
وعلى كل حال ..
مع هذا كله .. فإني أحسبك ممن ينطبق عليه ما جاء في الحديث الشريف
( فعجبنا له .. يسأله ويصدقه )
لأني على ثقة تامة أنك قد وقفت على ما أريد أن أدفع القارئ إليه وأحثه عليه ..
ولكنك ببراعة اسلوبك تريد أن تسوق السؤال بلسانك عن غيرك
على اعتبار أن هناك من قد يلتبس عليه الأمر ...
فيثور في ذهنه السؤال ولكنه يتحرج أن يسأل ..
فتطوعت أنت بالنيابة عنه لتسأل مع أنك أعرف بالإجابة
ولهذا لا باس سأجاريك في هذا وأجيب عن سؤالك الذكي
اقول لك : ما معنى سردي لكل هذه الايات.. وتعليقي عليها ؟؟
(.. ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) >>
نعم بما كسبت أيدينا مع سبق الإصرار والترصد ..!!
وقال تعالى : ( .. إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) ..
ونحن لم ننصر الله في ذوات أنفسنا .. لا زلنا في ( أسر ) الشهوات مكبلين أذلاء !!
وقال تعالى :
(..وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
.. نعم .. نسينا الله .. وهو المحسن إلينا ، المنعم علينا .. القريب منا !!!
(.. فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) ..
زاغوا ، وقد كانوا على الطريق الموصل لهم إلى كل خير !!!
وقال تعالى :
(.. أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ؟؟
فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ..!!
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) ..
يا لها من آية ، يرتعش لها ومعها القلب الحي !!
وقال تعالى :
(.. وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) ..
فهذا الذي نذوقه ليس سوى العذاب ( الأدنى ) ...!!! فكيف بالعذاب الأكبر !!
يا لطيف ..!
والآيات كثيرة جداً لمن أراد حقا أن يبحث عن إجابات شافية ..........
بل .. ماذا تفهم من قولي بكل صراحة ووضوح :
فهل بحثنا عن إجابة لأسئلتنا التي تحيرنا في طيات كلام ربنا الجليل ..
هذا القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..
أليس في هذا وهذا ( دعوة صريحة واضحة جلية أن ):
نقطة البداية الصحيحة للخروج من المأزق الذي نعيشه هو :
العودة الصادقة الحميمة . والإقبال بهمة على كتاب الله تعالى
ألم يقلها رسول الله بكل وضوح
حين تحدث عن الفتن المتلاطمة التي تدع الحليم حيران
( وأحسبه صلى الله عليه وسلم كان يصف فتن هذا الزمان )
حين سئل ما المخرج منها يا رسول الله ؟
قال : كتاب الله .. عليكم بكتاب الله ..._ أو كما قال _
ولم يضع خطة خمسية ولا عشرية

ولم يطولها وهي قصيرة ..
ولم يتفلسف كثيرا ، ولكنه اختصر الطريق في كلمات ..
عليكم بكتاب الله ..
وهذا بالضبط ما هدفت إليه .. وما أردت أن اسوق القارئ إليه
أن يقبل على كتاب الله سبحانه .. اقبال المحب ، أو اقبال الجندي في الثكنة !!
للأسف الشديد أخي الكريم أنك تجد كثير ممن ( ينظرون ) وتحدثون طويلا عن ( الحلول )
تجد اقبالهم على كتاب الله ضعيفا للغاية !!!!!
وهذا بعكس السنة النبوية تماما ..
لايتحدث عن الحلول إلا إنسان ( انصهر ) مع كتاب الله حتى (( توهج )) قلبه
عندها سيخرج كلامه من مشرقا مقبولا مؤثرا ..
فقد قالوا وصدقوا :
كل كلام يخرج وعليه كسوة القلب الذي منه خرج
بمعنى : حين يكون القلب منورا يكون الكلام منورا ..
ولا تنوير للقلب إلا بالإقبال الشديد على كتاب الله .. قراءة وتدبرا ودراسة ومدارسة وتفهما وعملا ..
ما لم نقبل على كتاب الله فسنتعب كثيرا .. ونبقى في المتاهة لزمن أطول ..
وكل الحلول الأخرى .. قناعاتي أنها تكون تفريعاً لهذا الأصل ..!
أحسب بهذا أنني أجبت صاحبك الذي جاء سؤالك بلسانه
ولك مني أعطر تحية ، ,اجمل سلام ، وأخلص دعاء
ولا تنسني ايها الطيب الفاضل من دعائك الكريم المبارك