بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم

في الصباح الباكر يبدأ عمله بهمه ونشاط قبل ان تشرق الشمس وترمي علينا خيوط اشعتها الذهبية

يبدأ يومه بصلاة الفجر بعد ان ينهيها يأخذ كرتونه المعتاد ومكنسته ويبدأ التنظيف من جانب المسجد

يعمل بجد ونشاط يمشط كل مهازل الليل التي حدثت بالشوارع بمكنسته القديمة ... يحمل من هنا ورقه ومن هنالك علب فاضية رماها اناس عقولهم فاضيه ...

وهنالك في الجانب تحت الجدار اعقاب سجائر يبدو ان هذا المكان وكر جديد لمراهقين يتعلمون التدخين في هذة الحارة...

يقف قط ينظر الى الزبّــال لا يعيره اهتمام يكمل عمله ....
يمر بائع الجرائد والمجلات يتبادلان التحية ويمضي كل الى عمله
الصمت يلف المكان .... هدوء لاتكاد تسمع سوى صوت السيارات البعيده

البرد قارص في الفجر ... يلبس قفازيه ويغطي رأسه بشكل جيد

يقف بجانب بيت للعزاب الباب مفتوح كالعاده ... وآثار عشاء الامس قريبه من الباب قط سمين يسكن معهم ياله من محظوظ ..
يبدو لي انه قد دفع ايجار المسكن ليحظى بهذا المكان الذي لايخلو من الاكل الزائد طوال اليوم ...

مالذي اراه اليوم ؟!؟
بيت القاذورات نظيف ؟ يالها من مفاجأه ... غير معقول هذا البيت
الذي اشقاني طوال 3 سنوات نظيف ماذا حدث هل هي كذبة إبريل ؟
اين جبل القاذورات الذي اراه في كل صباح ؟؟ هل اختفى ام غمرته مياه السيل ؟

اين زجاجات الخمر التي غالبا ماتكون مكسوره وعليها آثار دماء من مشاجرات الليل؟ .... اين سياره صاحب البيت التي غالبا مايركنها في موقف جيرانه عندما يأتي سكرانا في اواخر الليل

يمضي صديقنا الزبّـال ... ويترك هذة الامور لأهلها ...
بعد نصف ساعة تأتي الشرطة و تغلق ابواب البيت بالشمع الاحمر
عجباً للقوم .... اين ذهبوا ؟؟ لم يفعلوا شيئاً يستحقوا عليه السجن
يالهم من ابرياء.........

يستمر صديقنا الزبّـال في عمله وبعد قليل يتوقف ليشرب شاي الصباح الدافئ الدخان يتطاير من كوبه كم هو شهي هذا الكوب في الصباح البارد...

يمضي في عمله ويخرج احد المتطفلين من بيته ويرمق صاحبنا بنظرات لاتخلوا من الشك والريبة
يهمس صاحبنا في نفسه ماذا يريد هذا الشاب المتعجرف ؟ ايحسدني على عملي الشريف هذا
يخيّل لي كذلك .. انه ابن صاحب البنك الكبير الذي يتعامل بالربا ويأكل اموال الناس بالباطل وينهب المحتاج
ويزيد الفقر في مجتمعنا .... يقول في نفسه يالك من متخلف لم يعد الامر كذلك ان هذا البنك يسهم في تشغيل المواطنين البائسين ويسهم في تقدم المجتمع ويفتح آفاق جديدة للتعامل الحضاري بين الشعوب
يدخل بيته ....
ينهي صاحبنا عمله في وقته المعتاد وبشكل رائع ونظيف جدا
استطاع ان ينظف الشارع من المخلفات والقاذورات ولكن بقت هنالك سخافات بشريه لا تستحق كلمة قاذورات في المجتمع

15 فبراير 2003

مقطوعة رائعة أخي الكريم، استمتعت بها كثيراً
بالتوفيق.

السلام عليكم

شكرا جزيلا يا اخت طيور الشوق

هذا نوع من الادب الساخر موضوع الزبال عادي والذي هو غير عادي الاجناس المختلفه واطباعها الغير سويه

تحياتي للجميع