س407 :
لعلكم يا شيخنا سمعتم بما قام به البطلان المجاهدان الكندري والهاجري في الكويت
ضد القوات الأمريكية الغازية ,
وقد أثار بعض الناس شبهة أن هؤلاء الأمريكيين في عهد وأمان مع المسلمين لا يجوز الاعتداء عليهم ,
وأن ما قام به الكندري والهاجري خطأ ,
وقد حصل جدال بين الإخوان حول هذه المسألة ,
فنرجوا منكم التفصيل ، وبيان وجهة الحق فيما حصل , وجزاكم الله خيراً ؟
الجواب :
الحمد لله رب العالمين .
الذي قام به المجاهدان الكندري والهاجري - رحمهما الله تعالى - من عمل جهادي
ضد القوات الأمريكية الغازية والمحتلة للكويت وغيرها من بلاد المسلمين هو جهاد مشروع ,
وهو من الجهاد في سبيل الله , وهو خطوة في الاتجاه الصحيح ,
نسأل الله تعالى أن يتقبلهما شهداء ، مع الصديقين والأنبياء .
والقول بأن القوات الأمريكية الغازية والمحتلة للكويت وغيرها من بلاد المسلمين ,
بأنها قوات مستأمنة , لا يجوز الاعتداء عليها لأنهم في عهد وأمان مع المسلمين , قول غير صحيح ,
لا يقول به إلا كل جاهل بما يتم به العهد والأمان , أو مرجف منافق خبيث !
المعاهد المستأمَن : هو الذي يدخل بلاد المسلمين مسالماً طالباً للأمن والأمان والجوار ,
فيعيش في كنف السلطان المسلم ، وأمانه ، وحمايته ,
ما بقي مسالماً غير محارب , وما لم يُظاهر العدو المحارب على المسلمين وبلاد المسلمين ,
فهذا الذي يجب أن يوفى عهده وأمانه إلى مدته ,
فإذا انقضى الأجل المفروض له أعيد إلى مأمنه ومسكنه من دون أن يُمس بسوء !
كما قال تعالى: إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً
فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ . التوبة 4
أي لم ينقصوكم شيئاً من الأمان والسلم الذي عاهدوكم عليه ,
ولم يُظاهروا عدوكم المحارب عليكم ,
فهؤلاء أتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم المتفقة معهم ,
فإن لم يلتزموا لكم بذلك فلا عهد لهم ولا أمان .
ونحو ذلك قوله تعالى : وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ
ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ . التوبة 6
والسؤال : هل القوات الأمريكية الغازية المحتلة للكويت وغيرها من دول الخليج ,
والموجودة - في تلك البلاد وغيرها - بقواعدها العسكرية الضخمة , وجيوشها الجرارة
التي تتجاوز عشرات الآلاف, هي كذلك ؟!
الجواب : يعرفه كل إنسان منصف , بأنْ لا ..
وذلك من أوجه :
منها : أن أمريكا كدولة فهي تتزعم محاربة الإسلام والمسلمين في جميع أمصارهم وأماكن وجودهم ,
وهي تُجاهر بذلك بكل وضوح ووقاحة , تحت عنوان وذريعة محاربة الإرهاب , زعموا !
فهي لم تُظاهر العدو وحسب , بل هي العدو ذاته ,
ولا يُجادل في ذلك إلا جاهل مغفل أو مرجف منافق !
ومنها : أن المعاهد المستأمن , يدخل مستجيراً ومسالماً ,
بينما القوات الأمريكية الرابضة في الخليج العربي وغيره , هي قوات غازية ومحتلة ,
لها أطماعها ومآربها الخاصة بها , وهي تهدد مصالح المسلمين وهم في بلدانهم ,
وتقوم بمهاجمتهم , وقتلهم , وتهديم منازلهم على رؤوس الآمنين من نسائهم وأطفالهم ,
منطلقة من تلك القواعد العسكرية !
و منها : أن المعاهد المستأمَن .. السلطان المسلم هو الذي يحميه ويدافع عنه ، ويمنع عنه الاعتداء ,
بينما القوات الأمريكية في تلك البلدان , هي التي تحمي السلطان وتدافع عنه ,
وهي التي تُباشر - كقوات مسلحة ومستقلة - الدفاع عن نفسها , وحماية مصالحها في المنطقة ,
مما يدل ( على ) أنهم دولة ضمن دولة ,
وأن الكلمة أولاً وآخراً لهم لا لغيرهم , وهذا هو المعاين والمشاهد !
ومن كان هذا وصفه من الكافرين لا يجوز أن يُعطى له العهد والأمان ,
ومن يعطهم العهد والأمان وهم على هذا الوصف المتقدم - سواء كان حاكماً أو محكوماً -
فهو خائن للأمة , وخائن لدينه , وهو منهم , وعدو مثلهم !
فإذا كان من يأوي إليه محدِثاً من المسلمين فيحميه ويمنع عنه القصاص العادل
فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين كما ورد ذلك في الحديث الصحيح ,
فما يكون القول فيمن يأوي إليه القتلة من الكافرين المجرمين المحاربين ,
ويمنع عنهم سيوف الحق من أن تأخذ طريقها إليهم ,
لا شك أنه أولى باللعن والطرد من رحمة الله!
وعليه فإن الذي قام به الأخوان المجاهدان الكندري والهاجري - رحمهما الله - عمل مشروع وجائز ,
كان ينبغي أن يكون منذ زمن , وليس الآن وحسب !
وإني لأعجب من إخوانٍ .. العدو المحارب غزاهم في عقر دارهم , ومنذ زمن ,
ويعيش بين أظهرهم , ينتهك حرماتهم , وينهب خيراتهم ,
وينطلق من أرضهم لمحاربة بقية المسلمين في أمصارهم المختلفة ,
ثم يسألونني أين نجاهد ؟!
هل ترى لنا أن نذهب للجهاد في الشيشان أو أفغانستان ؟!
وكأن الجهاد محصور في الشيشان وأفغانستان ,
والعدو المحارب لا يتواجد إلا في الشيشان وأفغانستان ,
ولا حول ولا قوة إلا بالله ؟!
أبو بصير - عبد المنعم مصطفى حليمة
------------التوقيع------------
الجهاد سبيلنا
|