|
|
عضو نشيط
|
|
المشاركات: 92
|
#2
|
تابع مخيم جنين
حادثة فريدة :
ومن حالات الاستدراج التي تمت للجنود ما حدث في محيط منزل الشهيد محمود طوالبة والذي يقع على اطراف المخيم ، حيث تمركز من 4-6 جنود صهاينة في محيط المنزل وبعد اشتباك قصير تمركزوا في داخل البيت ، وعندها قام المقاومون ومن ضمنهم الشهيد طوالبة بحفر احد جدران المنازل المجاورة لادخال عبوة كبيرة الى داخل منزل طوالبة الذي يتواجد فيه الجنود ، وفي نفس الوقت كان المقاومون مشتبكين مع الجنود لاجبارهم على البقاء داخل المنزل ، والجنود يستغيثون بالمقاتلين ويقولون " يا شيخ ، يا حج " ويلحون بالعفو وذلك بعد ان نفذت ذخيرتهم ولم تتمكن الفرق الاخرى من الوصول اليهم لشدة نيران المقاومة ، والمقاومون اذ ذاك يكبرون تكبيرة العيد بشكل جماعي وهم يمطرون الجنود بالرصاص حتى ان احد شبان المقاومة اصيب في يده وهو يطلق النار على الجنود هناك ، الا انه استمر في اطلاق النار ويده تنزف ورفض الانسحاب من موقعه ، وبعد ان تمكن المقاومون من القاء العبوة الكبيرة الى داخل المنزل وتفجيرها هدات الاصوات وعم السكون على المكان وانسحب المقاومون بعد ان غنموا عددا من الاسلحة و"مهدة باطون " وادوات اسعاف اولية، وبعد حوالي نصف ساعة تم اخراج الجنود من داخل المنزل وحسب من راوها فقد كانت ما بين اربة الى ستة اكياس سوداء .
ويضيف : التفخيخ كان السمة البارزة لكل ازقة المخيم فما ان يتم استدراج الجنود الى احد الازقة حتى ينسحب منه المقاتلون ويتم تفجيره بالجنود وهذا ما حدث في زقاق بيت الوشاحي يوم السبت رابع ايام المعركة ، حيث قتل الجنود بالعبوات وسط اطلاق كثيف للنيران عليهم ،
اما عن القائد الرجل يوسف ريحان قبها " ابو جندل " فقال في حقه:
" لقد قام ابو جندل ونتيجة خبرته العسكرية بالاشراف على عملية تقسيم المقاتلين على المحاور ، وكان ذو حنكة شديدة ، اذ كان يحدد لكل مقاتل موقعه ، ويخبره انه من الناحية العسكرية لا بد ان يمر الجنود الصهاينة من هذا المكان ، وعليه فان عليكم التمركز هنا لمباغتتهم ، وكانت جميع توقعاته صائبة وكانه على علم دقيق بتحركات الصهاينة ، ويقول هذا المقاتل انه في احدى المرات وبينما كان ابو جندل يتمركز ومجموعته في احد الاحياء ، دخل احد الجنود الصهاينة الى زقاق الحارة بعد ان كشف عدم وجود مقاتلين في المنطقة ، وهو يعطي ظهره للخلف ، وعندها تجهز المقاتلون لقنصه ، فامرهم ابوجندل بالا يطلقوا رصاصة واحدة ، فاغتاظ المقاومون ، وما هي الا لحظات حتى دخل جندي ثان وبنفس الطريقة ، وعندها امرهم ابو جندل ايضا بعدم اطلاق النار ، حتى ان احد المقاتلين اخذته الشكوك في ابي جندل ، وما هي الا لحظات حتى دخلت الفرقة كاملة الى الزقاق وتوغلت فيه ، فامرهم حينها ابو جندل بامطارهم بالرصاص والعبوات ، فقد كان رجلا عسكريا محنكا وشجاعا.
رحم الله شهداءنا ، وابدلنا فيهم خيرا ، وما هي الا مرحلة من رحلة طويلة من الجهاد الفلسطيني المشرق ، لا بد وان تكلل في نهاية المطاف بالنصر والتمكين. " ولينصرن الله من ينصره " .
مقاتل قسّامي يروي قصصاً حية عن بطولات معركة مخيم جنين وهزيمة الصهاينة
هذا لقاء توثيقي مع أحد كوادر كتائب القسام والذي شارك في معركة مخيم جنين حيث خصنا بهذا اللقاء في ظروف أمنية بالغة السوء تلك التي يمر بها أبناء شعبنا الفلسطيني ولا سيما المطاردون منهم ،يتحدث خلالها عن الأيام الأربعة الأولى من المعارك :
بذكريات ممزوجة بالفخر والحزن في آن واحد يبدأ هذا المقاوم الحديث عن معركة جنين البطولية التي تكاتفت فيها جهود فصائل المقاومة كافة لتلقين العدو الصهيوني درساً قاسياً في المقاومة ، وقد حاولنا معه تسجيل معايشته لهذه المعركة والتجربة التي خاضها خلال تلك الأيام وتركنا له الحديث على النحو الذي يريد فقال :
في اليوم الأول :
من أيام الاجتياح حاول الجيش اقتحام المخيم من منطقة الجابريات وكان ذلك في حوالي الساعة العاشرة صباحاً حيث كانوا يستخدمون غطاءاً كثيفاً من الدخان في محاولة للوصول إلى منزل الشهيد مهند أبو الهيجا الكائن في تلك المنطقة والاستيلاء عليه ، وعندها تصدت لهم المجموعة المتواجدة في تلك المنطقة وتمكنت من إجبارهم على التراجع ، بعد أن دب الهلع والخوف في صفوف الفرقة المهاجمة حتى إن أحد الجنود ألقى بسلاحه وهرب ، وبعد اندحار الفرقة قام بزيارة موقعنا الشهيد زياد العامر " قائد كتائب شهداء الأقصى " والذي كانت مهمته القيام بزيارات تفقدية للمواقع وتزويد المقاتلين بما ينقصهم ، وما أن وصلنا الشهيد زياد ونحن في حارة الدمج ومعه أربعة من مرافقيه ، حيث كان بحوزتهم سلاح يدعى "ناتو " ، حتى أصر زياد على الحصول على قطعة السلاح التي تركها الجندي عند هروبه ، وعندها نصحه الإخوة بألا يفعل لأن ذلك قد يكون طعما من الجنود لاستدراج المقاتلين وقنصهم إلا أنه أصر على أخذها غنيمة ، وبعد ثلاث دقائق من وصوله إلينا ذهب لإحضار القطعة ، فكان ما توقعناه حيث استشهد لدى اقترابه من الموقع و أصيب برصاصة من طائرة و أخرى من قناص صهيوني ، وذلك عندما حاولوا اجتياز إحدى الأزقة وكان زياد يسبق رفاقه ليكشف لهم الطريق ، فلما وصل إلى وسط الشارع انهال عليه الرصاص الصهيوني ولم يتمكن أحد من إسعافه وبقي ينزف حتى نال الشهادة ، وقد سبق استشهاد زياد في ذلك الموقع استشهاد امرأة من مخيم نور شمس في تمام الخامسة صباحاً عندما كانت تقف على شرفة منزل أختها التي أتت لزيارتها .
اليوم الثاني :
لقد حاول الجيش بداية وفي أول يومين من اقتحام المخيم عن طريق حارة الدمج حيث تصدى لهم المقاومون ببسالة و أجبروهم على التراجع ، وقد تركزت حدة الاشتباكات حينها في محيط مسجد عمر بن الخطاب حتى إن بعض المواطنين العاديين من غير المقاتلين خرجوا لمطاردة فلول الجيش الصهيوني الهاربين إلى منطقة تدعى خلة الصوحة ، وفي هذه الجولة غنم المقاتلون قطعة سلاح من أحد الجنود من نوع "ب7 " ، ولقد كان للوحدة الوطنية التي تجسدت بين المقاتلين من مختلف التنظيمات إضافة إلى شوق الجميع إلى الشهادة الأثر البالغ في كسب هذه الجولة ، وفي منع تقدم فريق المشاة إلى داخل المخيم .
اليوم الثالث :
في هذا اليوم جاءت قوة كبيرة من المشاة الصهيونية محاولة اقتحام حارة الدمج عن طريق حاجز الأمن الفلسطيني في تلك المنطقة والذي كان عليه عدد من الإخوة من بينهم الشهيد "طه الزبيدي " من سرايا القدس ، وإخوة آخرون لا نستطيع ذكر أسمائهم لأن الله من عليهم بالسلامة ، وقد حاول هؤلاء الإخوة التصدي للفرق المهاجمة إلا أن كثافة النيران أجبرتهم على التراجع قليلا ، فاستولى الجنود على ساحة أحد المنازل الذي كان في طابقه العلوي عدد من الإخوة المسلحين من بينهم الشهيد محمود طوالبة ، وعندها قرر المقاتلون داخل المنزل شن هجوم معاكس على الجنود المتواجدين داخل المنزل بعد أن حوصروا ، فهجموا على جنود الوحدة الصهيونية بالمتفجرات وسط إطلاق كثيف للنيران ، فما كان من الجنود سوى الانسحاب من داخل المنزل ، وعندها تمكن الإخوة من الانسحاب بسلام ، وفي تلك اللحظات كانت المواجهات بين شبان المقاومة وجنود العدو.
و تتم وجها لوجه ولا يوجد فواصل بين المقاومين والجنود الصهاينة ، وكان المقاتلون في أوج حماسهم حتى إن أحد المقاتلين المتحمسين حمل جرة غاز و ألقى بها تجاه الجنود ، ومن ثم أطلق عليها رصاصة فانفجرت و أصيب عدد من الجنود فيما لم يصب هو بأذى حسب ما تأكد لنا لاحقا ، وفي هذه الأثناء بدأت الجرافات الصهيونية بهدم المنازل على من فيها وشق طريقها على أنقاضها بدءا بحارة الدمج التي تركزت فيها المقاومة الشرسة ، فما كان من المقاومين إلا الانسحاب قليلا باتجاه مسجد الأنصار حيث رابطوا هناك ، وسط قصف مكثف من أربع طائرات صهيونية مدعومة بقصف عشرات الدبابات على تلك المنطقة إلا أن ذلك لم يكن ليؤثر على معنويات المقاتلين ، حيث أننا استفدنا من تجاربنا السابقة، وتم التعميم على المقاتلين بعدم استخدام الشوارع في التنقل إلا للضرورة القصوى على عكس المرات السابقة ، وتمت الاستعاضة عن ذلك بفتح جميع البيوت على بعضها و إنشاء ممرات داخلية وهذا ساعد كثيراً في تقليص عدد الشهداء والجرحى بن صفوف المقاومة .
اليوم الرابع :
في هذه الأثناء كانت تجري معارك لا تقل ضراوة عن معارك حارة الدمج في الحارة الغربية من المخيم ، ففي مساء اليوم الرابع ولدى عودة فرقة من المقاتلين إلى بيت في حارة الحواشين بغرض الصلاة وشحن البطاريات والتزود بالغذاء ، حيث كانت هناك كميات من التموين معدة لهذا الغرض وكانت النساء تساعد في إعداد الطعام ، وفي تلك الفترة تمكنت فرقة من المقاومين من محاصرة 12 جنديا في منزل يدي بيت دار الجندي في غرب المخيم وتم عزل الجنود عن باقي الفرقة وعن محيط الدبابات المرافقة لهم ، وعندها التام المقاتلون على هؤلاء الجنود و بدؤا بإطلاق سيل من الرصاص نحوهم إضافة إلى إلقاء العبوات المحلية " الأكواع " نحوهم حتى إن الجنود بدؤا بالصراخ والاستجداء قائلين " نرجوكم يوجد لدينا أطفال نريد العودة إليهم ، وقد تم تصوير هذه الحادثة على شريط فيديو ، وقد استمرت عملية محاصرتهم عدة ساعات ، لم يفلح خلالها الصهاينة في كسر الطوق إلا بعد تدخل الطائرات التي باشرت في إطلاق الصواريخ بكثافة مدعومة بقذائف الدبابات المركز ، حيث تمكنوا من إخراج عشرة من الجنود وبقي اثنان داخل المنزل وهم ينزفون داخل البيت حتى أن الطائرات بدأت تطلق الصواريخ بطريقة عشوائية ، وعندها انسحب المقاتلون من المكان وقام الجنود بانتشال الجثتين المتبقيتين داخل المنزل ،وما إن انتهت عملية انتشال الجنود حتى قصفت طائرة أباتشي منزلا قريبا من الموقع كان يتواجد به عدد من المقاومين فاستشهد مصطفى الشلبي وثلاثة من أفراد الأمن الفلسطيني .
|
|
16-09-2002 , 06:20 PM
|
الرد مع إقتباس
|