|
|
عضو نشيط جداً
|
الإمارات العربية المتحدة
|
المشاركات: 367
|
#1
|
حينما تتكلم الدمــــــــــــــوع !
ليس من انسان إلا وقد مرت به لحظات ينعقد فيها
لسانه ويلجم فمه ليدع مجالاً للدموع أن تتكلم لتعبر
عن مشاعر النفس بأبلغ بيان , وربما يعجزأن يفصح عنه اللسان لو نطق
فدموع الفرح ودموع الحزن والفراق , ودموع الخشوع أفضل
ترجمان لتلك الأحوال , ولذلك كانت برهاناً واضحاً على صدق الإحساس
بتلك المشاعر وبلوغها مرحلة القمة في النفس البشرية .
وقد بكى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه ابراهيم
وبكى على بعض أصحابه , وبكى صديق الأمة فرحاً بخبر الهجرة
وفي الناس منهم جفاة الطبع , غلاظ الأكباد , لاترق لهم قلوب ولاتقطر لهم دمعة ,
ولايحرك فيهم ساكناً مايدور حولهم من محن ورزايا
وحينما تسمع أو تشاهد أمراً مؤلماً ولاسيما فيمن حولك , يرق قلبك
وتدمع عيناك , ولكن هذه الحالة لاتلبث أن تزول لتطوي
عليها الأيام صفحات من النسيان والغفلة , ذلك النسيان الذي
هو في حقيقة الأمر محنة ومنحة , فلولاه لما طاب لنا عيش ,
ولابقي حبيب بعد حبيبه , ولولاه أيضاً لبقينا في ظلال تلك الشفافية دهرنا كله
ومهما نسينا من تلك الدموع ما نسينا , فإن دمعة غالية عند الله
ثقيلة في الميزان , يجب ألا تهجر مآقينا وعلينا أن
نعتصرها من حين لآخر .
وفي الحديث "عينان لاتمسهما النار : عين بكت من خشية الله
وعين باتت تحرس في سبيل الله "
لتحلق بنا تلك الدموع في آفاق سامية من التفكير السليم
نحو مستقبل مشرق بإذن الله
عندها فقط سنشعر أننا بحاجة إلى أن نمنحها فرصة أكبر
لتتكلم وتتكلم
|
|
03-09-2002 , 11:55 PM
|
الرد مع إقتباس
|