|
لم يقم بتفعيل العضويه
|
Saudi Arabia
|
المشاركات: 379
|
#2
|
بقيه الموضوع..
فمنها إنه انسان ، فتكررت كلمة الإنسان في القرآن 58 مرة منها قوله تعالى ، ولقد خلقنا الإنسان من حمأ مسنون ، سورة الحجر آية 26
وقال إنه بشر فتكررت كلمة بشر 22 مرة منها قوله تعالى ، وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديرا ، سورة الفرقان آية 54
وقال ناس ، وقد تكررت الكلمة ناس في القرآن 182 مرة منها قوله تعالى
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ(3)سورة فاطر
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سمى الإنسان بشر وذلك في قوله عليه الصلاة والسلام ، يا أم سليم أما تعلمين أني اشتركت على ربي فقلت إنما أنا بشرٌ أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طوراً وزكاةً وقربةص تقربه بها منك يوم القيامة ، حديث صحيح مسند الإمام أحمد عن أنس مختصر مسلم 1826 ، أنظر صحيح الجامع 7856 ،
فما أروع هذه التسمية التي وردت في القرآن إنها تكريم من الله لعباده فسبحان الله إنه محسن إلى عبده مع غناه عنه ، يريد به الخير ويكشف عن الضر لا لجلب منفعة إيه من العبد ، ولا لدفع مضرة ، بل رحمة منه وإحساناً ، فهو سبحانه لم يخلق خلقه ليتكثر بهم من قلة ، ولا ليعتز بهم من ذلة ، ولا ليرزقوه ولا لينفعوه ، ولا ليدفعوا عنه بل ليعبدوه ، قال الله تعالى ، وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56)مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ(57)إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ(58) سورة الذاريات ، وقال الله تعالى ، وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا(111) سورة الإسراء ، فهو سبحانه لا يوالي من يواليه من الذل ، كما يوالي المخلوق المخلوق ، وإنما يوالي أولياءه إحساناً ورحمة ومحبة لهم ، أما قول الله تعالى ، وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ(38) سورة محمد 38 ، ففيها إشارة إلى العباد فهم لفقرهم وحاجتهم إنما يحسن بعضهم إلى بعض لحاجته إلى ذلك وانتفاعه به عاجلاً أو آجلاً ، في الحقيقة يسعى الإنسان منا غلى خدمة نفسه والإحسان إليها ، وجعل إحسانه إلى غيره وسيلة وطريقاً إلى وصول نفع ذلك الإحسان إليه ، فإنه إما أن يحسن |إليه لتوقع جزاءه في العاجل ، إلى ذلك الجزاء ، أو معاوضة بإحسانه ، أو لتوقع حمده وشكره ، وهو أيضا إنما يحسن إليه ليحصل منه ما هو محتاج إليه من الثناء والمدح ، فهو محسن إلى نفسه بإحسانه إلى الغير ، وإما أن يريد الجزاء من الله تعالى في الآخرة ، فهو أيضاً محسن إلى نفسه بذلك ، وإنما أخر جزاءه إلى يوم فقره وفاقته ، فهو فقير ومحتاج ، وفقره وحاجته أمر لازم له من لوازم ذاته ، ولم لا يعود الإنسان لقول الله تعالى فيما رواه عنه رسوله الله صلى الله عليه وسلم ، يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، ولن تبلغوا ضري فتضروني ، ياعبادي ، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ، فكن حذراً أيها القارئ فالمخلوق الآخر المقيم مثلك على سطح الأرض ، والذي تراه الآن مخلصاً لك ، هو نفسه الذي يؤرقك في يوم آخر ، وما أروع الحكيم الذي قال ، الإخوان إثنان ، فمحافظ عليك عند البلاء ، وصديق لك في الرخاء ، فاحفظ صديق البلاء وتجنب صديق العافية فإنه أعدى الأعداء
إنها المنفعة ، فالمخلوق لا يقصد منفعتك بالقصد الأول ، بل يقصد انتفاعه بك ، أما الله تعالى فهو خالقك ، ويريد نفعك لا انتفاعه منك ، وهي منفعة محضة لك خالصة من المضرة ، بخلاف إرادة المخلوق الذي إن نفعك ، فإنه قد يكون فيه مضرة عليك ، ولو بتحمل منته ، وصدق قوله تعالى ، وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ(18) سورة النحل ، فلم لا نحصي نعم الله علينا بدلا من أن نحضي همومنا ومتاعبنا
لم لا تتدبر أيها القارئ صحة هذا القول ، وتفر إلى الله سبحانه وتعالى للتخلص من هموم الدنيا وما فيها من خوف وقلق
لذا عليك أن لا ترجو أو تطلب منفعة من مخلوق دون الله عز وجل ، فالمخلوق يريد انتفاعه بك لا نفعك فقط ، وهذا حال الخلق كلهم مع بعضهم البعض ، إلا من رحم الله ، وهذا هو حال الولد مع والده ، والزوج مع زوجه ، وحال المملوك مع سيده ، والشريك مع شريكه ، فالسعيد من عاملهم لله تعالى لا لهم ، وأحسن إليهم لله تعالى ، وخاف الله تعالى فيهم ولم يخفهم مع الله تعالى ، ورجا الله تعالى بالإحسان إليهم ، ولم يرجهم مع الله ، ولم يحبهم مع الله كما قال الله عز وجل ، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا(9) سورة الإنسان
وعليك أيها القارئ أن تتذكر أن أغلب الخلق إنما يريدون قضاء حاجتهم منك ، وإن أضر ذلك بدينك ودنياك ، فهم إنما غرضهم قضاء حوائجهم ولو بمضرتك ، أما الله فيريدك لك ، ويريد الإحسان إليك لك لا لمنفعته ، ويريد دفع الضرر عنك ، فكيف تعلق أملك ورجاءك وخوفك بغيره ؟ وعليك أيضا أن تعلم أن الخلق كلهم لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، ذلك تصديقا لقوله تعالى ، قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ(51) سورة التوبة
وعليك أيضا ً أن تتذكر أن المخلوق ليس عنده نفع ولا ضر ، ولا عطاء ولا منع ، ولا هدى ولا ضلال ، ولا نصر ولا خذلان ، ولا خفض ولا رفع ، ولا عز ولا ذل ، إلا بإذن الله لذا فالله لذا فالله وحده الذي يملك ذلك كله ، فهو سبحانه وتعالى الذي يقول ، مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(2) سورة فاطر
وقوله سبحانه ، إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ(160) سورة آل عمران
وقوله سبحانه ، وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(107) سورة يونس
قال الله سبحانه ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ(73) سورة الحج
ويذكر أن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى بعض أنبيائه ، أدرك لي لطيف الفطنة ، وخفي اللطف ، فإني أحب ذلك ، قال : يارب وما لطيف الفطنة ؟ قال : إن وقعت عليك ذبابة فاعلم أني أنا أوقعتها فاسألني أرفعها ، قال : وما خفي اللطف؟ قال : إذا أتتك حبة فاعلم أني أنا ذكرتك بها ، فهو سبحانه وحده الذي يكفي عبده وينصره ويرزقه ويكلؤه
....
...
..
.
|
|
04-01-2002 , 02:01 AM
|
الرد مع إقتباس
|