العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > سـوالــف إســلامــيـة > كيف غسلنا الكعبة
المشاركة في الموضوع
البراء البراء غير متصل    
عضو شرف  
المشاركات: 4,732
#1  
كيف غسلنا الكعبة
بقلم: الأستاذ/ محمد العوضي‎ .

بدعوة من إمارة مكة دعيتُ مع الدكتور طارق السويدان للمشاركة في غسل الكعبة‎
المعظمة يوم الأربعاء الماضي حيث جرت العادة أن يتشرف أمير مكة في غرة شعبان‎
بهذه المهمة العزيزة‎.
يبدأ الضيوف بالتوافد على الكعبة منذ الساعة السابعة صباحاً بالدخول من باب‎
الملك عبدالعزيز ومع كل ضيف بطاقة خاصة وزعتها الامارة على المدعوين وحتى لا‎
يتكدس الجميع في ساعة واحدة في جوف الكعبة والمدعوون بالمآت وزع الوقت مع‎
توزيع المجموعات الزائرة, ولحسن الحظ كان دورنا من أوائل الناس دخولاً، في‎
البداية يطوف الضيوف في البيت وحول الكعبة على بعد (15) متراً شريط من الأمن‎
يحجزون عامة الناس من التدافع جهة بوابة الكعبة منعاً للفوضى، للمرة الأولى‎
أطوف الكعبة وأحظى بتقبيل الحجر الأسود في كل طواف، ثم بعد ذلك نُصلي ركعتي‎
الطواف في حجر اسماعيل, وأخذنا الدور مصطفين لدخول الكعبة مع الزائرين، ولم‎
نعلم بفتح باب الكعبة إلا عندما سمعنا صوتاً جماعياً يدوي في الحرم لفت‎
انتباه الجميع واذا بالمسلمين يهللون بالتوحيد لا إله إلا الله,, لا إله إلا‎
الله,, الله أكبر وأياديهم ترتفع مشيرةً الى الكعبة وبعضها يحمل المصاحف،
ويكبرون في مشهد جماعي خاشع، فعلمنا أن جميع من في الحرم كبر لأن سادن‎
الكعبة «أي خادمها» قد فتح الباب، ليس في الكعبة جواهر توزع، ولا دراهم‎
تهدى، ولا أي مكسب من مكاسب الدنيا، فلماذا هذه الأشواق العظيمة، من الناس‎
تجاه هذه الحجارة الصلدة؟ لأنه بيت الله تعالى، وأخذ شرفه ومكانته من نسبته‎
الى خالقه سبحانه، وبدأنا نتزاحم على السلم الخشبي الذي يرتقي بنا الى باب‎
الكعبة، وعلى الباب شاهدت رجلاً في الخمسين من عمره، اغرورقت عيناه بالدموع‎
وهو يُطمئن المحتشدين ويقول كلكم سيدخل، ودخلنا الكعبة العظيمة، فلا ترى إلا‎
ساجداً أو داعياً أو باكياً,,, جوٌ من التجلي الإيماني، والخشوع الذي يفصلك‎
عن الأرض ويصلك بالسماء، هناك لا تسمع إلا همساً، وليس الهمس إلا ألسنة تلهج‎
بذكر الرحمن الرحيم وقلوب تخفق بحب رب العالمين، داخل الكعبة المكان الوحيد‎
الذي يجوز لك أن تصلي في أي اتجاه، استقبلت جهة حجر اسماعيل من داخل الكعبة‎
وصليت، كل الذين زاروا ودخلوا قالوا انتابنا شعور لم يمُر علينا من قبل،
يعجز اللسان وينهزم البنان في التعبير عن حقيقته وأنى للكلمات أن تجسد ما‎
يعتلج في مسارب النفس في هذه اللحظات يمر عليك شريط التقصير والمخالفات التي‎
ارتكبتها في حق الله تعالى وحقوق خلق الله، فاللهم غفراً غفراً يارب‎
العالمين,,, بعد الصلاة يوزعون عليك قطعة قماش صغيرة لتشارك في تنظيف الكعبة‎
من الداخل، ولكن الكعبة نظيفة جداً، فلا ترى على أرضها إلا قطرات من دموع‎
التوبة والشوق والندم، الدكتور سويدان ومعه ابناه محمد ومهند أخذوا ينظفون‎
اسطوانات «الأعمدة» التي داخل الكعبة، وهويت على أرض الكعبة أمسحها بين‎
أقدام الرجال, للمرة الأولى أتمنى أن أكون خادماً وفراشاً وكناساً، لم ينته‎
الحديث فأكثر الناس يسألون وماذا داخل الكعبة وكيف هي, فإلى المقال المقبل‎
انتهى


ببابك لن أغادره ولن أســـعى إلى غيرك
سأنسج بالرضا ثوبي وأشرف أنني عبدك

البراء غير متصل قديم 13-11-2001 , 10:12 AM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.