-
نحتاج إلى زاد كثير
وكبير .. ومتنوع .. لرحلة طويلة .
رحلة طويلة غير أنها ممتعة ..نعم .. للغاية ممتعة ..
رغم عذاباتها الكثيرة ، وجراحاتها المتنوعة ..!! وأشواكها التي تعترض ‍‍!!
لسبب بسيط . ذلك لأننا فيها نكون مع .. مع .. مع الله
مع الله .. ... مع الله جل جلاله ..
الله ما لك الملك ، وملك الملوك ؟.؟.
يا إلهي ماذا أقول ؟؟
.. مع من …؟؟!! ....... مع الله جل جلاله….!!
سبحان الله ..!!
**
حين نكون في معية مخلوق ذي سلطان .،
وجاه وعز وصوله .. وصولجان ..وهيل وهيلمان !!!
حين نكون في صحبة إنسان هذا شأنه .
.فما أروع الحياة في عيوننا يومها ..!!!!
ومن مثلنا في عيون الدنيا ساعتها !!!
لا مكان للهموم ..!! لا مكان لأي غم ..!!
لا مكان لحزن ..!! لا مكان لقلق !!
الله أكبر .. لا إله إلا الله ..
**
سبحان الله ، ثم سبحان الله ..
فما بالنا حين نكون في معية رب الأرض والسماء ،
لا نستشعر هذه المشاعر كلها ..
هذه المشاعر التي تجعل قلوبنا تهتز ، وأرواحنا تطير ،
وأنفسنا تكاد ترقص طرباً ...!!

يا الله .... يا الله .. يا الله ...!
حين نكون في معيتك .. تغيب عنا الرؤى ..!!؟
وتتشوش علينا المعالم .. وتضيق علينا أنفسنا .. !!؟
وتتخطفنا طير القلق من كل مكان ….!!؟
وتمتصنا ألوان من الهموم والغموم !!؟
وحين نكون مع مخلوق _ ممن وصفنا _لا نحس بشيء من ذلك كله .. !!
بل نعيش ورؤوسنا تهتز فوق أكتافنا !!

ما هذا ؟! سبحان الله .! سبحان الله هذا بهتان عظيم ..
يا الله لطفك ..!
يا الله سترك ..! يا الله مغفرتك .!
رحمتك يا رب .. ثم رحمتك يا رب ..
**
أما الزاد الكثير الذي نحتاجه في رحلتنا هذه فهو :
زاد ( ذكر الله ) الكثير .. الكثير .. الكثير ..
بحيث لا نغفل عن ربنا جل جلاله ..
ذكر لله على مدار الساعة ،
فكما يرزقنا مع الأنفاس ، فمن حقه ، أن نذكره مع الأنفاس !!
فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ..؟
والذكرُ أعظمُ بابٍ أنت داخلهُ *** للهِ ، فاجعلْ لهُ الأنفاسَ حُراسا
ومن الذكر :
الإقبال على تلاوة القرآن مع التدبر والتفكر في آياته ومعانيه .
ومن الذكر :
الدعاء والإلحاح فيه ..والمناجاة والضراعة مع الانكسار
وإظهار الافتقار ،والسخاء بالدموع ..
ومن الذكر :
أذكار الصباح والمساء
وأذكار المناسبات
والأذكار المطلقة
ومن الذكر :
الدعوة إلى الله .. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والنصيحة والتوجيه والإرشاد ..الخ
**
ولا ننسى أن الخط الموازي للذكر الكثير
هو طلب العلم الصحيح من مظانه ..
خطان متوازيان لا ينفكان
والعلم نور ..
ونور العلم سيفتح بين أيدينا أبوابا كثيرة من الخيرات
وأولها باب : إطلاق الفكر في رحاب الكون ،
وفي النفس البشرية.. وفي أحوال الحياة والأحياء
لتحصيل مزيد من المعرفة بالله سبحانه ..
( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ
وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً
سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
**
نسأل الله سبحانه باسمائه الحسنى أن يرحم ضعفنا ويتجاوز عن تقصيرنا
ويمن علينا بقلوب سليمة تتذوق حلاوة الأنس به ، ولذة الإقبال عليه ..
اللهم آمين .. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
**

ماشاء الله تبارك الله

جزاك الله خيرا أخي الكريم : بوعبدالرحمن

ماأجمل ماخطت يداك أخي في الله .. وماأروع ماعبَّرت به .. والذي كان مضمونه بمثابة غيث ترتوي منه القلوب الضامئة إذ قليل هم أصحاب الأذواق الرفيعة والأحاسيس المرهفة الذين تطمئن قلوبهم و تزكوا أرواحهم بتلك الأذكار العظيمة التي أوضح النبي صلى الله عليه وسلم فيها الطريق .. غير أن السالكين قلَّة عند التحقيق وأهل الإدعاء كثر ..

قال الله تعالى ( والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعدَّ الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً ) الأحزاب : 35

وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( مثل الذي يذكر ربه والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت ) رواه البخاري

يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى : الذكر للقلب مثل الماء للسمك .. فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ؟!

ذكر الله هو جِلاء القلوب وسِقالها وهودواؤها وشفاؤها إذا غشيها اعتلالها ..
ذكر الله جلَّ وعلا باب مفتوح بين العبد وبين ربه مالم يُغلقه العبد بغفلته ..

يقول الحسن البصري رحمه الله ( تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة , وفي الذكر , وفي قراءة القرآن .. فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مُغلق )

إن الله سبحانه قد أرشدنا إلى دعائه بعد كثرة ذكره لأنه مظنة الإجابة والقبول ..

جزاك الله خيرا أخي الفاضل .. ذكرني موضوعك بقول ابن القيم رحمه الله تعالى:

أرض الفطرة رحبة قابلة لما يُغرس فيها , فإن غرست شجرة الإيمان والتقوى أورثت حلاوة الأبد , وإن غرست شجرة الجهل والهوى فكلُّ الثمر مُرّ .

أخي الفاضل .. بو عبد الرحمن

حياك الله وبياك .. ومن كل ما سألته أعطاك .. وجعل الجنة مأوانا ومأواك ...

موضوع جميل .. ما شاء الله لا قوة إلا بالله ..

أخي ..

ذهبت إلى رحلات متنوعة .. وأماكن جميلة رائعة ..

ولكن .. لا توجد أجمل ولا أبهى من هذه الرحلة العجيبة .. رحلة

سامية .. رحلة ترقى بها إلى الأفضل .. رحلة تملئ القلب سعادة

وسكينة ..

كيف لا ؟!!

وهي رحلة مع الحبيب القريب ..

سبحان الله !!


أخي ..

هل من المتعة أن تذهب في رحلة واحدة وعلى نمط واحد ؟

بالطبع لا .. فالنفس تمل وتسأم ..

وكيف تسأم الأنفس وهي بمعية الله !!!! ..

سبحان الله !!

أستاذي الفاضل ..

رحلتناهذه هي في الحقيقة رحلات متنوعة .. تفوق روعة وجمال ...

نعم ... رحلات في رحلة واحدة .. ومقصود واحد .. وغاية

واحدة ..


رحلة في صلاتك ..

رحلة في صيامك ..

رحلة في قيامك ..

رحلة في دعائك ..

وما أكثر الرحلات وأشد تنوعها ..


فاختر لنفسك وتخيّر ما لذ منهاو طاب ...

ولا تنسنا من صالح دعائك ..

-
أخي الحبيب / عزيز
....... أعزك الله بالإسلام قائما وقاعدا وحيث ما كنت

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية
والتي اسأل الله أن يدخر لك أجرها مضاعفاً يوم القيامة

لقد أجدت وأفدت ، وابدعت .. ما شاء الله تبارك الرحمن

تعقيبك أيها الفاضل قطعة أدبية رائعة
والحق أنه أصبح هو الأصل وموضوعي تفريع لذلك الأصل ليس إلا

واسمح لي أن أضيف هذا التعقيب الرائع وهذه الكلمات المؤثرة
إلى الموقع كما هو هنا تماما ..

ومن حهة أخرى أطالبك أخي الكريم
أن تفرد هذا التقيب كموضوع مستقل
لعل كثيرين لم يمروا عليه هاهنا ، ومن حقهم عليك
أن تعرضه عليهم لعل بعضهم ينتفع به ...
وسأنتظر رؤيته كموضوع منفرد تحت عنوان جديد ..
تقبل تحياتي وخالص دعواتي ..
= =

-
الأخت الفاضلة الجليلة / هايدي
............ رحم الله والديك ...

اعتذر مرتين ..
أولها عن تأخري في الرد على تعقيبك الرائع
الذي قرأته اليوم وكأني لم أقرأه من قبل ..!\

والثانية .. عن كوني ساؤجل الرد على تعقيبك لأكتب عنه ما يليق به
وإنا فتحت الموضوع اليوم ، لأن خاطرة تتعلق بنفس الموضوع جاشت في نفسي .. فأردت أن أسوقها كوصل للموضوع هنا ..
وهذه هي الخاطرة الجديدة .. لعل الله ينفع بها ..
ولي عودة _ إن شاء الله _ للرد على تعقيبك الرائع ..

= =
كنت في أحد المنتديات فرأيت أن هذا الموضوع لم يحظ بالإقبال عليه ..
في الوقت الذي وجدت زخما من الإقبال على هذر القول ، ولغط الكلام ..
فكتبت على الفور ( كوصل لهذا الموضوع )

فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين ..

ما أحوجنا أن نتذاكر مثل هذه المعاني ..
فهي ما نحتاجه في رحلتنا إلى الدار الآخرة ..
ولا باس أن نستعلي على هذر القول يوما أو يومين ..!
فكل لفظة تحصى .. وكل همسة تسجل .. وكل حرف يقيد
في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ..
حتى البسمة .. فضلا عن القهقهة ..
حتى الإشارة .. فضلا عن العبارة ..

وسيكون الحساب عسيراً للغاية .. لأنه حساب على مثاقيل الذر ..
( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ )

والعاقل من هيأ جوابا للسؤال قبل القدوم على قاعة الامتحان !!!
نسأل الله أن يلطف بنا ، ويرحمنا ، وينير قلوبنا ..
ويذيقنا حلاوة الأنس به .. ولذة الإقبال عليه ..

حيث لا نعيم يتصور فوق هذا النعيم مع الله جل في علاه ..

إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ..
نسأل الله أن يرزقنا قلوبا واعية حية منفعلة مع نصوص الوحي .
- --

-
الأخت الفاضلة الجليلة / هايدي
............... رفع اللهُ قدركِ في الدارين

ابتداءٍ .. اعتذرُ لكِ عن تأخري في الرد ..
ثانياً ..
جزاكِ اللهُ خيرَ الجزاء على هذهِ المشاركةِ المتميزةِ
بهذهِ الكلماتِ المختارةِ بعنايةٍ فائقةٍ
والتي تدلُ على أنكِ قرأتِ الموضوعَ أكثرَ من مرةٍ
حتى خرجَ بين يديكِ بفضلِ اللهِ هذا التعقيبُ الطيبُ

هزني تعبيرُكِ التالي والله :
( كيف لا وهي رحلةٌ مع الحبيبِ القريبِ )
وقولكِ : ( كيفَ تسأمُ النفسُ وهي في معيةِ الله جل في علاه )
سبحانَ اللهِ ..
أن من الكلماتِ ما يأتي وفيها سحرٌ حلال

ثم لتعلمي أيتها الفاضلةُ
أنكِ بهذا التعقيبِ قد فتحتِ أمامي آفاقاً لم تكن تخطرُ لي على بالٍ
لقد كنتُ أعني بالرحلةِ شيئاً وحدداً فحسب .. وهي الرحلة إلى الدار الآخرة ..

وجاء تعقيبُكِ ليقولَ لي باسماً :
لا يا أخي .. ايها المعلم تعلّـم ..
هناكَ ألوان أخرى ومذاقاتُ مختلفة .. فلا تحجرْ عليها
دعني ألفتْ نظركَ إلى الآتي :
وشرعتُ أقرأُ لكِ كلاماً رائعاً حول رحلاتٍ متنوعةٍ شفيفةٍ
رحلة الصلاة .. رحلة القيام .. رحلة الدعاء .. رحلة الصيام ....الخ

يالله !! ...
للهِ درُكِ .. وللهِ درُ والديكِ ..
فعلاً تعقيبٌ رائعٌ
باركَ الله فيكِ .. وأكرمكِ بكرامةِ أوليائهِ المقربينَ
جزاكِ اللهُ خيراً مصاعفاً على تلكَ الدعواتِ الطيباتِ المباركاتِ
= = =

أخي ومعلملي الفاضل .. بو عبد الرحمن

جزاك الله عني و عن المسلمين خير الجزاء .. وبارك الله لك في علمك وعلّمك فوق علمك علما ...

نعم أخي .. حياتنا مع الله عبارة عن رحلات متنوعة بيدك أنت أن تحدد هوية هذه الرحلات .. ممتعة أم متعبة .. حلوة أم مرة ..

نعم بيدك أنت .. وبنيتك .

أخي ..

أذكرك ونفسي بتصفية النيات في كل شيئ .. صغيرة كانت أم كبيرة ..
فبتصفية النيات تجعل رحلاتك أمتع مما تتصوره ...

لا تنسنا من صالح دعائك ...