العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > سـوالـف الـسـيـاسـيـة > أجمل ما قيل عن الإنفجار
المشاركة في الموضوع
المشتاق المشتاق غير متصل    
عضو جديد  
المشاركات: 8
#1  

وردني على إيميلي

لن أحلل ! ..ولن أدلل ! ..ولن أمثل !..فلقد كفاني الكثير من الناس ذلك ! ..لكنني أقف على أعتاب ذلك المبنى


الذي كان ! ...وتلك الأسطورة التي مادت !...وقفتُ أمام تلك البقايا أتأمل ...وللحق لم تتحمل رجلاي نظرات


عيني ولا سرعة دقات قلبي فانثنت بي حزنى !..فجلستُ أمام الأنقاض انظر ...انقاض منكفئة على نفسها ,


تخرج من ثناياها أعمدة وكأنّها رماح اغمدت في صدر المبنى!..رائحة الرماد تملأ المكان ...لا يهزمها الا


رائحة الجثث المحترقة ! ..أشلاء ممزقة لا تستطيع التفريق بينها وبين الرذاذ الاسمنتي وكأنّ ابن آدم عاد


تراباً !...منظر مؤلم ....مأساوي ...يدعو للغثيان والتقزز ...كلّمتُ جلدي ...صرخت به : هيّا تقزز ...


هيّا ارتعش !...لكنه لم يفعل ! ...مع أن كل ما فيني كان يستجديه أن يفعل ! لكنّ جلدي كسب الجولة ووجد


عوناً من ذاكرتي حين عادت بي الى وجه محمد الدرّة المختبىء خلف ظهر والده !...عادت بي الى صورة


إيمان حجو والطبيب يعمل مشرطه لستر ما انفتق من ظهرها ! ...عادت بي الى صور المسئولين الأمريكيين


وهم يباركون كل عملية اغتيال تقوم بها اسرائيل !..لقد اغمضتُ عيني التي يبدو أنّها انضمت الى حزب


جلدي وذاكرتي وأنا اتذكر أطفال العراق الأبرياء الذين تتلقف اجسادهم أكفانهم بسرعة لا يضاهيها الا سرعة


تلقف القبور أجسادهم !....


كان الحطام كبيراً جداً ...وأنا جالس أرى عن بُعد ذلك الهوائي الذي كان يعتلي قمة المبنى وقد عاد كالعرجون


القديم ..وقد ترنح كما ترنح مبنى هيئة الأمم المتحده في لبنان في مجزرة قانا الجريحة ! ذلك المبنى الذي لم


يحمي عشرات الأطفال !...يا الله ...لقد انضمت يدي ورأسي الى حزب جلدي وذاكرتي وعيني ..هأنذا اخفض


رأسي ...أدسه بين كفيّ كي لا أرى جثة تلك الفتاة الشقراء بين الحطام الذي أمامي وهي تذكرني بجثة تلك


الفتاة اللبنانية في مذبحة قانا !...تلفّت يميناً ويساراً فلم أرَ الا الهلع يملأ الوجوه ..والخوف يمسك بالخناق ..


والصدمة تقيد الأرجل قبل العقول !...اخذت حفنة من تراب ذلك الحطام ..وتذكرت قول النبي صلى الله عليه


وسلّم وهو يحثوه في وجه الكفّار قائلاً : " ألا شاهت الوجوه " ...أردت أن اعمل الشيء نفسه لكنني لم أعلم


من الجاني حتى أنثره على وجهه ..أو حتى على ضريحه إن كان يملك واحداً ...ولم أعرف من الضحية !


من شُوِه وجهه ومن شاه وجهه !! ..حاولتُ أن اتحرر وأقضي على حزب المعارضة داخلي ...وأتجرد


للحق فقط !...لكنني لم استطع !..وكأن الحق قد اختفى تحت الحطام !...لقد حاولت ان أحزن من أجلهم


كثيراً ...لكنني حتماً لن أفرح من أجلنا كثيراً ! ...نقط وابتسامة صفراء ..


لا أدري أأفرح أن غطرسة القوة قد سقطت ؟؟..أم أحزن أن ضريبة ذلك كانوا أبرياء ؟؟!.. رفعتُ رأسي


الى السماء استجدي التجرد ...لكنني فوجئتُ أن رأسي قد انشق عن حزبي وانحاز الى معارضتي !


فانخفض رأسي وسقطت عيناي على بعض حطام الطائرة ..فتذكرتُ ربّانها ...أتُرى مختطفها كان بطلاً


أم مجرماً ؟؟...لكن متى كانت البطولة في قتل الأبرياء ؟...لكن على الجهة الأخرى متى كان الإجرام


تضحية بالنفس من أجل قضية عادلة؟ ... بل يا ليت شعري من يحدد البطل من المجرم ..والشهادة


من الإنتحار المجرم ..؟..أين رجل متجرد غيري لم تتلطخ يداه ولا عقله ولا لسانه بجريمة ليخبرنا


من الصادق ومن الكاذب ...من المصيب ومن المخطىء ؟؟!...يا الله ...لقد اختلطت عليّ الأوراق


بشدة ..فانقسمت نصفين ..من قمة رأسي الى أخمص قدمي !..عينٌ تدمع وعينٌ جذلى , يد تصفق فرحة


وأختها حزنى , نصف عقلي لي ونصفه الآخر عقّ !!...


يوم الثلاثاء ..كان هناك ركام على الأرض ...وركام من التساؤلات يخترق جمجمتي فينفذ الى عقلي


فيستنطق أناملي ...!....أتراكم حيرى مثلي ...


السلام عليكم ...


المشتاق غير متصل قديم 17-09-2001 , 12:12 AM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.