أنا عاصٍ و ليـس عاصٍ بِعِصْمَةْ
حولي السَّيلُ والسّـــماءُ الجَهمَةْ
وبكفّي اليمين مقبــض ســيفٍ
ذاب حـدّاه مِـن قراعِ الأئمـةْ
أقلعـي، لسـتُ قادما ً، سمّرَتني
غايـة تجعـلُ المنيّةَ رَحمَـــةْ
أنـا ماضٍ لأجلهــا ، حملت لي
نعمةً في ضلوعهــــا أو نقمةْ
أنا في عينيَ الحيـاةُ خِيــــارٌ
بين لَحْــدٍ مقـدّسٍ أو قِمَّـــةْ
لمْ أُعَمّـد علـى طريقـة (( زينو
ن )) وليس التعميد بالغُسل حِكـمَةْ
فعمــادي دمٌ ، رفعـت المراسي
فيه خلف الحقيقـة المستحمّـــةْ
إن للخمــرِ ذِمّــةٌ غير أنّــي
قد وجدتُ النّدمــان من غير ذمّةْ
هـاتفٌ مـن هزيعِ تلك الليــالي
مات صـدّاحـه فكـانت قِسمــةْ
واصلوا سيركم فلا شـيء قطعـاً
مسـتحيلٌ علـى إرادة أمّــــةْ
سـمع الخـالدون فاهتزَّ ســيفٌ
نسج الأرض كالسَّـــدى واللُّحْمَةْ
ثـمّ لـمّــا تـوارثتــْهُ أكُــفٌّ
دمُهـــا بــاردٌ تحـوَّل عَظْمَةْ
هذه شــفرتي ، أبا الغوثِ فاحلقْ
لا تُبَسْـــمل عند احتزاز اللمَّـةْ
حلبةُ الرّقص لاتناســــب بطناً
أثقلته بعد العشـــــاء التُّخْمَةْ
علّمتني عيونُكمْ لغــةَ الشَّــكِّ
فآنَسْــتُ فـي قوافـيَّ عُجْمَـةْ
طالَ عهـدُ الفطـام بالوطن الطفلِ
ولمْ تُحْســــن المراضع فَطْمَهْ
جفَّ صدرُ التّاريخ من لوثة الحَلْبِ
وأَدْمَتْـهُ حلمـةً بعــدَ حَلْمـَةْ
رُبّما تُصنَعُ الحَضــارة صُنعـاً
دونَ إرثٍ لكنَّهـــا محضُ همّةْ
واهمٌ يخلقُ المخـــاوف خلقـاً
بالتراضي ، والخوفُ يخلقُ وهْمَهْ
احقني بالدّم الجديد الشـــرايين
ففيهـا قـد أفرغ الوغـلُ سُمَّـهْ
ليس بيتي الرِّيـاح يا قـوم لوطٍ
إن إحســـانكم تجاوز حَجْمَـهْ
أسُّ بيتي هـام المــلوكِ تلولٌ
فوق صلعاتهـا سـأنصبُ خيمةْ
أنتَ حرٌّ يا ربُّ بالطين فانفـخْ
تاج ملكٍ فيه أو انفـخ جَـزمَةْ
أنتَ حـرٌّ لكنّنـي في اختياري
كنتُ حُرَّ الهوى برفض القِسمةْ
يا سـجين الكـلامِ يا حلمي الفارّ
يتيماً من شـمّـةٍ أو ضـمَّــةْ
أنت رهنُ الشيخ من قيس عيلان
ومازال طائفـــاً ذو الرّمَّــةْ
دمُ ليـلاي ما يـزال يغنّــي
في العناقيد ، وهي في البالِ كَرْمَةْ
دمُ ليـلاي في عـروق المـوالي
حلَّفَتـنـي بحبِّهــا أن ألُمّـَهْ
يولَدُ الشِّـعـر حين ينتفخُ القلبُ
احتقاناً من صدمـةٍ إثرَ صدمَـةْ
كلُّ وجهٍ بعد الأصـيل قنــاعٌ
يجنحُ الفكر خلفه كي يضـمَّـهْ
الشّريف الرضيُّ همزةُ وصـلٍ
كل قطعٍ بعد الشريفِ مذمَّــةْ
وطنٌ حلمُـهُ يفـــوقُ قُـواه
وهو في وجبة الصراعات لُقْمةْ
نحـنُ والمعتدي نُسـيءُ إليـه
نحـن والمعتدي نحاولُ هضمَهْ
كمْ توسـلتُـك اختزالَ الليـالي
يا فتـاةً مخلوقـةً من ظُلْمَـةْ
ليلةٌ عُرْيهــا يضاهي هواها
في التّجلّي بعض التعرّي حِشمَةْ
المرايا عيناك ، شـاهدت نفسي
أستقي فيهما حشــاشة غيمَةْ
شردتني إليك من شــردتني
قدرٌ فاجــعٌ ونفسٌ ملمَّــةْ
مخلبٌ حولنـا الحيــاةُ ونـابٌ
فأضيئـي دربـي إليهـم ببسمَةْ
توجِزُ الشّعـرَ والملاحـمَ والفنَّ
وتطوي نـهـايــةً للمهـمَّـةْ