-
التعقيب التالي كنت قد كتبته لك في أعقاب موضوع آخر
ولكني رأيت أنه يمكن إعادته هنا ... لسببين :
أولا : لأن موضوعك هذا يناسبه أيضا هذا التعقيب تماما ..
وهي فرصة مواتية لأصحح بعض الأخطاء التي وقعت هناك ولم أستطع تصويبها

والثاني وهو الأهم :
لأن التعقيب تناول قضية هامة للغاية .. فلا بأس أن ( نكرر لنقرر ) ..
= =
-
أخي الحبيب / غريب نجد
........... أعلى الله مقامك في الدارين
ابتداء .. اسأل الله أن يغمر هذا القلب المملوء طيبة بالنور ..
حتى يذوق هذا القلب حلاوة الأنس بالله ولذة الإقبال على الطاعة
أخي الكريم الحبيب ..
لعلي أنظر إلى الأمور من زاوية أخرى ..
أحسب _ بل قناعتي _ :
أنها هي الزاوية الأصلية والحقيقية بل والوحيدة ..
والحقيق بأن يهتم بها المسلم وينظر من خلالها إلى كل حدث ، وإلى كل قول أيضا ..
أخي حين يتجه المرء بكلية قلبه إلى ربه ..
ويعيش من أجله ، ويتعب تعبه في الحياة : لتحصيل رضا مولاه ،
ويجعل بؤرة شعوره أن يزداد قربا من الله جل في علاه
ويصبح محور حياته هو أن يرضى الله عنه ..
مثل هذا الإنسان لن يعنيه كثيرا مواقف الناس منه ..
إنما يعنيه ابتداء انه قام بما يمليه عليه واجبه_ على ضوء العلم _
ثم ليرضى من يرضى ، وليسخط من يسخط ..
وشيء آخر أن إرضاء الناس غاية لا تدرك ..
ومسكين هذا الذي يسعى ليرضي الناس جميعا .
إن الناس جميعا لم يرضوا عن ربهم جل جلاله ولا عن رسله عليهم السلام ..!!!
فكيف يتوهم متوهم أنه يستطيع أن يجعل الناس يرضون عنه !! .. هذه حماقة ..
أما لماذا مواقف الناس هكذا بإزاء إنسان غايته أن يرضي الله عنه .. فتلك قصة أخرى .. قصة قديمة متجددة ..
لعل المتأمل في كتاب الله يجد عزاءه الكبير
وهو يستعرض مواقف كل نبي مع قومه ..!!
ألم تقرأ قول الله عز وجل حاكيا عن كثير من الأنبياء ( ولكن لا تحبون الناصحين ) ..؟
أخي الكريم ..
سؤال واحد هو الذي ينبغي أن يكون شغل العاقل في أي موقف من مواقف الحياة :
كيف يريد الله لي أن أكون في هذا الموقف .. على حسب طاقتي وإمكاناتي وظروفي ..
وعلى ضوء هذا يمضي ..
ناصحا إن كان الموقف يتطلب منه أن يقدم نصيحة حتى لو لم يقبلها المنصوح بل وحتى لو سخر منها .. !!!
عطاء ومساعدة إن كان الموقف يقتضي ذلك .. حتى لو ضرب يدك من تعطيه .. !!
أو حتى لو أخذ منك ما تعطيه ، ثم شتمك بعدها مباشرة وافترى عليك الافتراءات !!!
وهكذا وهكذا .. وعلى هذا قس ..
لا يعنيه مواقف الناس منه ، وان تعددت وتلونت وتضاربت ..
المهم والأهم :
أنه أدى ما عليه _ على ضوء العلم الصحيح أو الفتوى البصيرة _
وبعد ذلك لا ينبغي أن يلتفت إلى ردود فعل الآخرين منه ..
بهذه الروح سيريح ويرتاح .. !
ثم وطن نفسك تماما على هذه القاعدة :
اجعلِ اللهَ صاحبا .. ودعِ الناسَ جانبا ..
ومن عامل اللهَ ، فليبشر بكل خير ..
معذرة على الإطالة ولكنها قضية تحتاج منا أن نضع النقاط على حروفها ..
جزاك الله خير الجزاء . وبارك الله فيك ..
ولا تنسني من دعائك يا أخي ..
= = =