PDA

View Full Version : اللوحة المجهولة ...


الدكتور ريان
23-04-2001, 01:23 AM
في صباح يوما باكر مشرق ...حدثت هذة القصة ..



بدأت .....تلك الفراشات تتلون بالوان زاهية وجميلة وبدأ..ذلك الطفل يرسم حولها الازهار والازهار ,فقاطعته معلمته :لمن تهدي هذة اللوحة ياعماد هل تعطيها أبلة مي ؟؟؟
رد الطفل :لن استطيع ان اعطيكي هذة اللوحة يابلة ..انها لامي الحبيبة !!فأبتسمت له معلمته وربت على رأسه الصغير وجأت تهمس في أذنه :انها رائعة وسوف تعجبها فأنت ترسمها من الصباح حتى الان ...فأبتسم ثغره الصغير وأخذ يرسم المزيد والمزيد من الفراشات ,حتى جاء موعد انصرافه من روضة الاطفال .فركب الباص بسرعة ...وأخذ يخرج لوحته ..لكي يسلمها امه ..عند اول وصوله ..ومان توقف الباص ..حتى هرع عماد يقفز منه ويشير بيديه ليودع اصحابه ..وأخذ يقفز ويقفز حتى يدق الجرس لكي تفتح له امه الباب الخارجي ........وانتظرها اكثر من نصف ساعة وهو بالشمس والحر يزيده تعبا’’حتى تكرمت والدته وفتحت الباب ..فأخذ يريها اللوحة ولكنها اختفت بسرعة للداخل بعد أن اّمرته ان يقفل ذللك الباب الخارجي ورائه ...
فدخل الى المنزل ..وجاء الى والدته يقبل يدها ويريها اللوحة ..ولكنها اشارت له ان ادخل غرفتك ولاتتكلم لان بيدي سماعة الهاتف ..فدخل غرفته وهو متحطم جدا"..واخذ يرى امه وتراه من جزء باب غرفته وأخذ يسترق النظر اليها بحزن ..رغم انه تعب ..جدا" ويشعر بالجوع ....لكنه مصر على ان يري والدته الفراشات ,أستمرت تلك التي تسمي نفسها أم ساعتين تتحدث ثم تذكرت أن زوجها سيأتي .بعد نصف ساعة من الان ..فقامت لتحضير الغداء ..(أخيرا )ففرح عماد لان امه أخيرا اقفلت السماعة ....فذهب عماد الى امه بالمطبخ ..وأخذ يشد ثوبها برقة وادب ..فنظرت اليه بحقد :عماد ...ياابله ..لاتشدني من ثوبي !!!فهمت !! نعم مالذي تريده الان نعم نعم ؟؟؟؟
أخذ عماد اللوحة من وراء ظهره واراها والدته ..التي لم تلمحها اصلا حتى اخذتها ورمت بها في اخر المطبخ :وقالت له : أذهب ياحمق وأاتينا ..بخبز لوالدك من البقالة ؟نظرلها عماد نظرة ثم خرج مسرعا الى البقالة ,فصادفه على خروجه سيارة والده ..واستقبلها بفرح ..وجاء يريد ان يقبل يد والده (ذلك الكائن الذي يمشي وكأنه قطار او مصنع متنقل للتدخين الذي يسمي نفسه أب )وبالمرة يريه اللوحة ولكن الوالد استقبل عماد بصفعة قوية فرقت بينه وبين لوحته على الارض !!وقال له والده وهو يشده من الارض ويشده من قميص رقبته ويدخله البيت :ألم اقول لك ياحمق مليون مرة لاتلعب بالشارع ..في فترة الظهيرة ....ثم دخل الوالد الى البيت ويقول لزوجته التى عادت تكلم التلفون :ألم أقلك الاتدعين هذا الاحمق يخرج بالشارع في فترة الظهيرة ..فأشارت اليه ...ان دعني اكلم الهاتف بهدوء ثم ارد عليك ..لكن الزوج لم ينتظر وأخذ السماعة وقفلها (ردها بمكانها )وأخذ يقول لها الم تسمعين يابلهاء ....وايضا لم تحضري الغداء ...أين غدائي ؟؟؟؟؟فردت عليه بصراخ انتا اليوم تجيىء مبكرا" و لم تعطيني أي فرصة لتحضير الغداء !!!!!وبدأت تلك الكتل اللحمية البشرية ..تتخاصم وتتقاذف الشتائم والصراخ ..اما م أعين عماد !!!فذهب عماد يجري خائفا ..الى غرفة الخادمة بالاعلى ...واخذ يحتضن الخادمة بقوة ..ويبكي بصمت وقهر على كتفها ..واصبحت هي تحتضن جسمه الصغير الملىء بالتعب وتربت على رأسه ..وتمسح دموعه الساخنة مثل جسمه وهي تأمره بالتوقف ..والهدوء ..حتى نام وهو يبكي على كتفها ...فأخذته ووضعته في سريره واخذ يتأوه ويتعذب حتى في نومه ....

وماهي الادقائق ..حتى ازعجه نهيق عال !!!ايقظه من النوم ..كان صوت والده يصرخ وينادي بأسمه ..فنزل الى والده في الطابق الاسفل ..ليرى انه ترضى مع والدته ..وظن ان والده يناديه كي يتسامح معه ويراضيه ....لكن ماان وصل الى والده ...حتى انقض عليه ومسكه مسكة مؤلمة من اذنه وهو يقول له :عندما اناديك تجبني على الفور ..اياك ان تتجاهلني مرة اخرى !!!الان بسررعة تذهب وتحضر لنا خبز بسررعة الهواء ..وإياك !!! إياك !! ان تتأخر !!
خاف عماد وأخذ يجري بسرعة حتى انه خرج من منزله وهو لم يلبس حذائه في تلك الشمس الحارة وتلك الشوارع الساخنة ...حتى وصل البقالة ..واشترى ذللك الخبز ...وهاهو يعود مسرعا والالام الحر تؤلم رجله الرقيقة ...حتى احس بألم شوكة في رجله ..فتوقف ..ليخرجها ...لكنه لم يستطع ان يراها ......أخر مارأه عماد هو صورة قرص الشمس ...وأخر ماأحس به هو حرارة ذلك الاسفلت ...فاضت روحه البريئة النقية الرقيقة ..تاركة بركة من الدم خلفها ومعه الوحة التى لم يرها احد ...لقد اصطدم عماد بسيارة مسرعة وماهي الاثواني حتى مات بكل هدوء .....بأي ذنب قتل عماد ؟؟؟؟من قتله ؟؟؟وهل تلك المسوخ البشرية لهم سبب بالموضوع (والديه )

أسير الليل
23-04-2001, 12:41 PM
أه..أه..دكتور ريان..والله انا اكثر مايغيضني..تحصل الاب والام
خارج المنزل في قمة المثاليه..

عذرا..دكتور ريان..مانسيت اصبح عليك..لكن القصه....
استاذي الفاضل..طاب صباح صباحك بالخير..

سبحان الله دكتور..اناالان مجهز موضوع راح اكتبه عن الاساليب
الخاطئه في التربيه..

لكن قصتك..اوقفتني..اتاملها بكل حرقه..قتل فرحة الطفل..
بكل سهوله..الابلة..تمسح على رأسه وتشجعه..وهي في قمة الاجهاد
اكيد تدريس 20 طالب ماهو سهل.

تلك الخادمه...تجلت فيها مشاعر الام الحقيقيه..برغم خدمتها
وانشغالها بعمل المنزل اكثر من الام..

عزيزي..المشاعر..والحنان..والعواطف..هبة من الله..مسكين من
فقد هذه المشاعر..

استاذي..رب ضارة نافعه..برغم حجم الخساره وفقدهم..فهي درس
لن في حياتهم..

صديقي..عذرا على الاطاله..

لك كل احترامي..

شاهيناز
23-04-2001, 04:16 PM
دكتور ريان قصه حزينه....قرئتها وانا اتصور وجه الطفل ومشاعره..احب الاطفال كثير واكبر جريمه قسوه الاهل على اطفالهم....... الام التلفون عندها والصديقات اهم من ابنائها والاب كذلك عمله واصدقائه الاهم.......

وبعد ذلك نتسائل عن اسباب انحراف الاطفال والمراهقين.....

زهر الليالي
23-04-2001, 04:29 PM
تصدق خنقتني العبره يوم قريت قصتك :(

معقول فيه ناس بهذه القسوة ؟؟
حرام والله :(:(

فعلا طفولة معذبة :(

الدكتور ريان
23-04-2001, 11:33 PM
يسعد اوقاتكم بكل خير ...


أسير اليل :

ياهلا فيك واعذرك على مشاعر ك وعلى فكرة ...القصة ..شدت غضبي (فأعذرني على ماسأقوله لبعض الاباء )عندما لاينتبه هؤلاك الاباء لابنائهم ويقتلون فرحتهم ويحطمونهم لكي يقولو ماشاء الله رجال وماشاء الله أمرأة ونعم ...ويعرفون اساليب التربية ويأبون الا تدمير ابنائهم في هذا السن ..الذين يحتاجون لهم فيقتلون تلك الورود النضرة ويحولها الى مجرمين او مرضى نفسيين فقدو من حنان الاسرة ...هؤلاء في نظري فشلة ولا يستحقون ان يكونو ابأء ..مثلهم كمثل اليهود الذين يقتلون اطفال الفلسطينين ولكن الفرق ان من يقتل ابنائنا وويدمر مجتمعنا هنا هم مسلمون مثلنا ومن المقربون ....يهيومن الاباء ويهتمون في امور تافهة وينسون اغلى شيء بالوجود واجمل شيء في الحياة ..لم يتعلمو من الرسول صلى الله عليه وسلم كيف كان يفعل بالاطفال ويجلسهم على حجره ويركبهم على ظهره ويأكلهم بنفس التمر ليمضغوه ...وتجداحدهم نعم الرجل خارج بيته المثقف المتعلم ..وداخل بيته الوحش الشرس البدائي الذي لايفهم حتى ابجديات الحياة ....رجال ونساء من هذة الشكلية اتمنى ان اغرقهم بماء البنزين واحرقهم احياء ..كي يعرفون ممامعنى انكسار شعور طفل ..ومامدى تأثير الوحدة والانعزالية لطفل بهذا السن ...(فقدت السيطرة على كلامي تماما لحبي للاطفال)..شكرا عزيزي ..


شاهيناز :
ياهلا فيك ..هذا الواقع المر ...والمراهقين ضحايا اكثر من انهم متهمين ..في نظري ..


زهر الزهور :
خنقتك العبرة ...انا دموعي غطت الشاشة والنظارات وكل شيء حولي ...ماتصورت ان مايفعل هذا الشيء بشر ...شكرا لك .

بشرى
24-04-2001, 01:01 AM
مساء الخير دكتور ريان

سلمت على ما قدمت لنا لكن القصة حزينة جدا جدا
وما شاء الله على أسلوبك في السرد ...

دكتور هناك الكثير من الآباء والمربون يسعون بقصد أو بدونه إلى تدمير تلك الزهور اليانعة التي زين بها تعالى هذه الحياة
والدليل هذه القصة

ماذا كان سيحدث لتلك التي تدعى " أما " لو احتضنت ذلك العصفور الجميل منذ دخوله إلى البيت لتزيل عنه التعب الذي عاني منه طوال يومه .... ماذا سيحدث لو القطت تلك الرسمه الجميلة وعبر عن جمالها وروعتها وحتى لو لم تكن كذلك ومسحت على جبينه بيديها الحانية وطبعت قبلة على خده الناعم تعبيرا عن امتنانها لصنيعه ... الا يكفيها أنها رسمت خصيصا لها :(

لم يكن يحتاج منها عماد سوى خمس دقائق بل أقل لكي تسمع إلى ما يريد وإلى ما يود أن تعبر عنه :(

ثم يأت دور ذلك الوحش المتسلط الذي لم تدرج كلمة رحمة ومحبة في قاموس حياته بتاتا حتى الآن ...
لا يعرف من فيض الأبوه إلا الاسم فقط ... وما أكثرالذين على شاكلته في هذه الحياة ...

الذي أتعجب منه فعلا لجوء الأهل إلى ضرب الأطفال الصغار جدا والذين لا يعون حتى معنى الضرب بينما يمتلكون مئة وسيلة أخرى يعبرون بها عن عدم رضاهم نحو سلوك معين صدر من الطفل

دكتور ريان تحياتي لقلمك المبدع :):)
وإلى ما تتحفنا به على الدوام

الدكتور ريان
24-04-2001, 04:02 AM
يسعد اوقاتك بكل خير ...

اشكرك على مشاعر الراقية وكلماتك الرائعة واتفق معك ..

ماذا يضرهم لو جلسو مع عماد ...خمس دقائق بس !!!!!

لكن يبدو ان العادات الجاهلية مازالت مترسخة فالبعض ..زمان كانو كفار قريش يوؤدون بناتهم ...في جيلنا الحالي يوؤدونهم ..ببطأ ..ويتخلو عنهم بسهولة ..متى يزورنا الحب ويدخل قلوبنا مرة اخرى ؟؟؟؟؟

تحياتي بشرى.