أخي الفاضل / أسير ..
ابتداء أقول لك ..
كونك أخي فذلك شيء مقرر ( رغم أنفك المتورم
)
لأن من يقرر ذلك هو الله سبحانه لقوله تعالى :
( إنما المؤمنون أخوة )
إلا إذا كنت قد أخرجتني من دائرة الإيمان بالكلية ، بسبب هذا الشجار ؟
فتلك إذن كارثة والله ..!!
وعليك إذن : أن تتعلم " أبجديات " هذا الدين !!
وكوني أصفك بأنك فاضل .. فذلك ( والله ) ظني فيك ..
حتى لو رفضت أنت ذلك ( تواضعا ) منك ، متمثلاً بقول القائل :
أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي ** وإن كنا سويا في البضاعة
إذا كان ذلك كذلك ، فهذا ما يزيدني قناعة أنك من خيار الصالحين .
اسأل الله أن تكون كذلك ...
ولكن هل يعني هذا أن نسلم لكل صالح بما يقول ؟
وأن نردد وراءه ( آمين ) لكل ما يطرح ؟!
هذه واحدة .. أما الثانية ..
كنت قد أعددت لك طبقا ملون الأشكال ، مما يفتح شهيتك لمزيد من الكلام
زورت فيه الكلام تزويراً ، وبهرجت وزخرفت ، وأعددت ..
واستفرغت فيه جهدا كبيرا ، وأضناني العمل فيه ، لحاجة في نفسي ..
أقول : ولكن بعد أن قرأت تعقيبك قبل الأخير ..
طويت تعبي ذلك كله ، وقلت : فيم العناء .. وصاحبنا لم ينتفع بما يرى ويسمع !!
والنقطة الثالثة ستوضح لك المقصود :
ثالثا :
أنصحك نصيحة لوجه الله تعالى
( وأرجو أن تسأل أقرب إنسان ، هل فيما أقوله لك الآن
نصيحة محب ،، أم هي نصيحة مبغض ) ؟؟
نصيحتي لك أيها الفاضل كالتالي :
إذا اشتعل حوار بين أطراف ، ورأيت أنت أن هؤلاء يمتلكون لغةً رصينة ،
وبيانا عذبا ، ومحاولة للرقي بأذواق القارئ .. ونحو هذا ..
فأنصحك والحالة هذه :
أن لا ترمي نفسك في اللجة ، بهذه اللغة الركيكة التي تكتب بها ، فإنها لغة الشارع العام !!!
ذلك لأنك تعرض نفسك للسخرية ، وأنا أربأ بك عن هذا والله ...
فكثرة كاثرة _ إن لم أقل كل _ من يتابع وقائع هذا العزف المتداخل ،
سواء أكانوا مع ، أو ضد ، أو على الحياد ..
هؤلاء وفي تلقائية ، وبلا شعور ، وبعملية نفسية معقدة ..
سيجدون أنفسهم يعقدون مقارنة واضحة بين لغة ولغة ، وبيان وبيان ..!!
فإذا هم يجدون طرفاً يسمو بهم إلى سماء بعد سماء ( على الأقل من ناحية جمالية )
وطرف آخر يعجز عن أن يرفعهم شبرا عن الأرض التي هم عليها !!
يجدون طرفاً يثري مخزونهم اللغوي ، وينمي رصيدهم البياني ، ويعينهم على تحسين تعبيرهم ، ويحبب إليهم لغتهم العربية .. ونحو هذا كثير ...
وطرف يتكلم كما يتكلمون ، ويسف فيه أكثر مما يسفون !!
وشتان بين .. وبين !!
ومن ثم يا عزيزي .. حين يكون الحوار ( الكتابي ) بين أطراف من اللون الأول
فنصيحتي لك أن لا تعرض نفسك لسخرية الساخرين !!!
أما إذا كان جميع أطراف الحوار " سداح مداح " ويتحدثون بلغة الشارع العام ،
فلك عندها أن تشمر لتخوض مع الخائضين حتى الركب ..!!
ومن ثم :
فلغة الشارع العام ، يمكن ان تكتب بها موضوعا عاما تضعه في المنتدى
وهناك سنقول لك :
لا فض فوك ! أحسنت وأجدت ، ولك منا الدعاء .
وأما لماذا إذن رددت عليك من قبل في هذا الحوار .. ؟
فذلك من باب التجاوز ريثما يأتي آخرون ..!
أو لعلك تتعلم كيف يكون الحوار بلغة راقية ، ولما رأيتك فشلت في التقاط الدرس نفضت يدي منك ..!!
ثالثاً :
دع عنك هذه ، فإنما أردت بها النصيحة لوجه الله ، وإليك ما هو أهم ..
أخي ..اعلم أنني أسير في هذه الرحلة على سواء السبيل ..
(وخذ هذه الفائدة على الطريق ، وهي ستنفعك حين تقرأ القرآن الكريم )
سواء السبيل : هو الطريق في وسط الصحراء ، تسير عليه القوافل ،
فمن حاد عنه ، أكلته الصحراء !!
من حاد عنه ، تاه ، وضاع وضل ، ومات حيث لا يدري عنه إلا الله ..
ومن ثم ..
فأنا أسير في هذه القضية على سواء السبيل .. ولن أحيد عن خط السير هذا
حتى لا يضيع الطريق من تحت قدمي .. وأتوه في شعاب الجبال !!
لن ألتفت إلى منعطفات الطريق ، ولا إلى بنياته ، ولا إلى منعرجاته ..
قضيتي واضحة ، كالشمس وضحاها ، والقمر إذا جلاها !!
سؤال محدد واضح طرحته ... ولم أتحصل على إجابة عليه ..
فإذا حصلنا على جواب ، بعدها أنا على استعداد أن أقول بالفم الملآن :
أني كنت مسيئا وسيئا في طريقة عرضي ..!!!
أو لنقل : بعدها يكون لكل حادث حديث ..!!
وأضيف فأقول :
في حال حصولي على إجابات مقنعة ،
( أقذفها في وجوه جمهرة أغمضت أعينها وتابعت الناعق بلا وعي !! )
عندها يمكن أن أقلب الشريط ، وأغير الموجة .وأوقف اللعبة ، واصفر العداد تماماً !
ومن ثم :
فوفر على نفسك ، ولا تجهد حالك لتجر رجلي إلى خارج حدود الدائرة
التي رسمتها لنفسي ، والمربع الذي قررت أن أكون فيه ..
ملحوظة :
إذا جاء خطابك القادم بنفس لغتك الركيكة ، فأعلم :
كأنك لم تقل ، وكأنا لم نسمع !!
ولك أن تصيح حتى ينشق حلقك !!
أما إذا قررت أن تتعلم ألف باء الحوار ( الكتابي ) وفنونه ..
فستجدني أطرب لمحاورتك ، وأحسب عندها أنه سيتيسر لك أن تقول لي في براعة :
كش ملك !! ( يا ملك !! )
== =
قالوا في الحكمة :
اتق غضبة الحليم !!!