http://www.youtube.com/watch?v=ajUq...feature=related
(( ربوع بلادي .. علينا بتنادي
تقول تعالوا .. شفوني يا ولادي ..
بلادي .. بتنادي .. بلادي .. بتنادي ..
يا ولادي . ))
يا الله ما أجملها من أنشودة .. ما أروعها من ذكرى ..
يا الله ما إن سمعت تلك الأغنية حتى شعرت بالشجن والحنين ..
شعرت بالشجن والحنين لتلك الأيام الجملية .. لتلك الذكريات السعيدة ..
أعادتني هذه الأنشودة إلى أيام الطفولة وما أجملها من أيام ..
أعادتني إلى ذكرى جميلة عندما كنا نفرش فراشنا في حوشنا الكبير في وسط منزلنا الشعبي البسيط – ببساطة حياتنا في تلك الأيام - وما بيننا سفرة عامرة بما لذ وطاب من إفطار شهر رمضان وقد وضع جهاز التلفاز على طاولة ونحن نتابع بشغف هذا البرنامج آمنين مطمئنين بلا مشاكل أو هموم ولا يعكرها أي معكر !!
لست أذكر عن البرنامج الشيء الكثير ما عدى أنه برنامج يعرض مناطق وبلدان من مملكتنا الحبيبة ، لكنني الذي لا أنساه أبداً هذه الأغنية التي بقيت عالقة في حافظتي حتى يومنا هذا فاستمعت لها على الرابط فأعادت لي الكثير من الذكريات الجميلة ..
حدثت أخي الأكبر عن هذا الرابط وعن تلك الأنشودة فأخذنا نتحادث معاً عن الذكريات الجميلة عن تلك الأيام السعيدة أيام المحبة وصفاء النفوس !
قلت له وقد وصل حديثنا إلى ذكرى الرياضة وشهر رمضان والتي لا زالت عالقة بذكراي حتى الآن : لا زلت أذكر مباراة في كأس العالم في شهر رمضان لمنتخب ألمانيا وفريق لا أذكره !
فأخذ يحدثني عن تلك الأيام قال لي : توفي الملك خالد بن عبد العزيز يرحمه الله قبل أن تقام كأس العالم عام 1982 م قبلها بأسبوعين أو أكثر وكان هناك حداد على وفاته فلم تنقل مباريات كأس العالم في البدء على التلفاز السعودي فقد كان الجميع حزيناً على وفاة الملك خالد !!
ما أن أخبرني أخي بذلك حتى تذكرت وفاة الملك فهد يرحمه الله فقد كنت بعدها بليلة في أحد المتنزهات بالمدينة ، كانت الحياة في تلك الليلة طبيعية والكل يضحك ويلعب ويمرح وكأنه لم يمت ملك خدم هذا البلاد في ذلك اليوم رحمه الله وأسكنه فسيح جناته !!
ربع قرن من الزمن تغيرت فيه القلوب والأنفس وتبدلت فيه الأهواء والميول وبعد أن كان الحب والاحترام والعطف والولاء ما يجمعنا في هذا الوطن ومن أجل الوطن ، تبدل كل ذلك في هذا الزمن إلى مجرد مصالح مشتركة وأطماع شخصية أو روابط أخرى ليس لها علاقة بوحدة الوطن ولا مصالحه ، أصبح الوطن مجرد اسم لا يحمل الكثير من القيمة ، فحرم الوطن والمواطن من تلك المحبة ومن ذلك الاحترام ولم يولد هذا إلا الكره والسخط في القلوب !!
ما الذي جرى لنا ؟!
ما الذي حول القلوب من قلوب محبة إلى قلوب فاترة إن لم تكن ساخطة .. لم أصبح الكره والبغض هو الغالب علينا .. لم قل الاحترام والتقدير والعطف بيننا في هذا الوطن .. لم كثرت المشاكل والمصائب في هذا البلاد .. لم كثر الفساد والخيانة في هذا البلد .. لم أصبحت حياتنا بغيضة كئيبة بهذا الشكل .. ولم تردى حالنا ووصلنا إلى هذا الحال !!!!
مهما يكن من أمر ومهما صعبت الإجابة على هذه الأسئلة أو اختلفت إجاباتها فالذي اعتقده يقيناً أن ذكرى تلك الأيام السعيدة وذكرى تلك الأنشودة الجميلة والتي تترنم بحب الوطن لا زالت عالقة في عقول الكثير ممن عاصر تلك الأيام ، وما أحوجنا في هذا الزمن من أن نترنم بها ونستعيد أيامها الجميلة .. ولعلى وعسى نعيد ذلك الزمن الجميل !!
(( ربوع بلادي .. علينا بتنادي
تقول تعالوا .. شفوني يا ولادي ..
بلادي .. بتنادي .. بلادي .. بتنادي ..
يا ولادي . ))