العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة > الخليفة المعتضد العباسي وتحقيقاته البوليسية !
المشاركة في الموضوع
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#1  
الخليفة المعتضد العباسي وتحقيقاته البوليسية !
بلغت الخلافة بعد مقتل الخليفة المتوكل سنة 247هـ مرحلة كبيرة من الضعف فقد ثارت الشكوك حول سبب موت المنتصر هل تم قتله مسموماً من قبل الأتراك أم مات بسبب المرض وآين يكن الأمر فقد تولى بعده ثلاثة خلفاء [ المستعين و المعتز والمهتدي ] تعرضوا جميعا للقتل بسبب الأتراك والاضطرابات التي حدثت في ذلك العصر !
وعندما تولي المعتمد الخلافة في سنة 256هـ هجري استتب الأمر واستمر في الحكم حوالي 23 سنة !

لم تكن مدة هذه الحكم نتاج سياسة هذا الخليفة وليس نتاج قوة حكمه فقد اشتهر بحبه للغناء والترف وضعف حيلته ولكن سبب هذا هو ظهور وبروز شخصية قوية من البيت العباس وهو أبو أحمد الموفق [ طلحة بن المتوكل ] الذي قاد الجيوش العباسية وسيطر نوعا ما على الأتراك وبلغ به الأمر حتى أن ذكر أسمه مع إسم أخيه على المنابر !

وقد تكون لثورة أو عصيان الزنج سبباً أخر في استتباب الأمر وعدم العصيان من قبل الأتراك بعد أن استفحل خطر الزنج على أطراف العراق وتعرض الجيوش العباسية والتي يقودها ويسيطر عليها الأتراك للهزائم المتتالية من قبل الزنج ..

وكان عبث الزنج وتدميرهم وتشريدهم للكثير من المدن والقرى في العراق وغيرها من المناطق المجاورة [ الأهواز وواسط والبطائح والبصرة وغيرها ] سبباً في إزدياد السخط على الأتراك المتحكمين بالخلافة فأضعف هذا من دورهم وقلل من اضطرابهم ..

وقد ظهرت دعوات ما بين الجيش ليقود الجيوش العباسية قائد من العباسيين وكان ذلك هو أبو أحمد الموفق الذي كان له دور في إخماد هذا التمرد والقضاء عليه سنة 270هـ لذلك ازدادت شعبية هذا الأمير العباسي الذي اعتبره البعض الخليفة الحقيقي في بغداد ..

وكان لأحمد بن طلحة [ من عرف فيما بعد بأبي العباس المعتضد بالله ] دور كبير في مؤزرة ولده وقيادته للجيوش العباسية في حروبه ضد الزنوج والأعراب رغم صغر سنة ..

ورغم الخلاف مع والده وسجنه من قبل والده قبل وفاته إلا أن شعبيته ما بين الجيش والقادة العباسيين مكنته من خلافة والده والقيام بدوره بعد وفاته سنة 278هـ ..

ولما توفي الموفق تغلب وسيطر أبو العباس المعتضد على تصريف أمور الخلافة العباسية بعد والده
وبرغم أن الأمر كان بيد الموفق من قبل إلا أن ولاية العهد كانت بيد المفوض بن المعتمد ولم يغتصبها الموفق !

وفي سنة 279هـ [ في المحرم منها ] وبعد أقل من سنة من وفاة الموفق [ يقول ابن كثير أن وفاته قبل وفاة أخيه المعتمد بـ 6 أشهر ، وقد توفي المعتمد في رجب أي وقد ذكر ابن كثير وفاته في حوادث سنة 278هـ أي أنه توفي في ذو الحجة من سنة 278هـ وعزل المفوض في محرم ويعني أنه عزل من ولاية العهد بعد حوالي شهر من سيطرة المعتضد على الامور بعد وفاة الموفق !!! ] إلا ويعزل المفوض بالله من ولاية العزل ويعين المعتضد بالله ولياً للعهد من بعد المعتمد !

ولا أعلم هل كان هذا العزل نتاج ضغط من قبل المعتضد على عمه المعتمد أو هو نتاج رأي المعتمد بعد ما لاقاه وعاينه من أخيه الموفق من استبداد وسيطرة وتحكم في أمور الخلافة حتى أصبحت الخلافة ليس له فيها إلا الاسم و الأمر كله بيد الموفق ولخوفه من أن يلقى ابنه المفوض بالله من المعتضد ما لقاه من الموفق .

ومهما يكن الأمر فلم تمضي عدة أشهر إلا ويتوفي المعتمد بالله العباسي في رجب من سنة 279هـ عن خمسين سنة وعدة أشهر [ من المصادفات الغريبه أنه أكبر من أخيه الموفق بستة أشهر وتوفي بعده بستة أشهر ] ولا نعلم عن سبب وفاته شيء إلا ما قيل أنه ((حين مات أحضر المعتضد القضاة والاعيان وأشهدهم أنه مات حتف أنفه )) كما يذكر ابن كثير بينما ينقل المسعودي قصص وأقاويل يظهر أنها انتشرت عن تعمد أن مقتل المعتمد كان مدبراً ورغم أنه يذكر حضور شهادة العدول وأن مقتله بسبب مداومة شرب النبيذ !

وبذلك يبدأ عصر [ تولي الخلافة من سنة 279هـ إلى سنة 289هـ ] المعتضد العباسي الذي أعاد للخلافة العباسية هيبتها وسطوتها بعد أن تحكم فيها المتغلبون على الخلافة ..

فقمع الثورات وقضى على الشغب في العراق وما جاورها وجعل أمراء الجند مسؤولين عن أعمال إتباعهم كما يقول الزركلي ..

ولم نرى ونسمع في عهده بأمراء الأتراك وقادتهم الذين ظهروا من قبله ومن بعده والذي برزت أسماءهم حتى تحكموا بالخلافة [ كايتاخ وموسى بن بغا وبغا الكبير والصغير وصالح بن وصيف ووصيف التركي ومؤنس الخادم ] وهذا ليس غريب فقد ذكر المسعودي في مروج الذهب [ ج 4 ص 233 في بداية حديثه عن المعتضد بالله العباسي ] من أصناف التعذيب لقادته ما جعل هؤلاء القادة يهابونه ويخافونه ..

وأصلح من بيت المال وبعد أن كان خاوياً لا شيء فيه ما لا يزيد عن دينارين ففضل في سنين خلافته ما بلغ تسعة عشر ألف ألف دينار !

وقد أعاد المعتضد بعض المجد للدولة العباسية حتى قيل ((قامت الدولة بأبي العباس وجددت بأبي العباس ))
واعتبره البعض أحد الرجال الخمسة في الدولة العباسية


وقد كان المعتضد شديد الهيبة شديد القسوة [ ومن ذلك بناءه للمطامير وهي شبيه لمعتقلات التعذيب في زماننا ] وله قصص كثيرة تحكى عن قسوته وشدته في الأمور يذكرها المسعودي في مروج الذهب ..

وقد ذكر المسعودي بعض القصص المثيرة التي تتحدث عن قسوته وقلة رحمته كما قال ورغبته في التمثيل بمن يقتله يقول المسعودي في مروج الذهب :

((وكان مع ذلك قليل الرحمة، كثير الِإقدام، سفاكاً للدماء، شديد الرغبة في أن يمثل بمن يقتله.
وكان إذا غضب على القائد النبيل، والذي يختصه من غلمانه أمر أن تحفر له حفيرة بحضرته ثم يدلى على رأسه فيها، ويطرح التراب عليه، ونصفه الأسفل ظاهر على التراب، ويداس التراب، فلا يزال كذلك حتى تخرج روحه من دبره.
وذكر من عذابه أنه كان يأخذ الرجل فيكتف وَيُقَيده فيؤخذ القطن فيحشى في أذنه وخيشومه وفمه، وتوضع المنافخ في دبره حتى ينتفخ ويعظم جسده ثم يسد الدبر بشيء من القطن، ثم يفصد، وقد صار كالجمل العظيم، من العرقين اللذين فوق الحاجبين، فتخرج النفس من ذلك الموضع، وربما كان يقام الرجل في أعلى القصر مجرداَ مُوثَقاً ويرمى بالنشاب حتى يموت.
واتخذ المطامير، وجعل فيها صنوف العذاب، وجعل عليها نجاح الحرمي المتولي لعذاب الناس ))

وقد ذكرت للمعتضد قصص تظهر ذكاءه في التحقيق مع اللصوص والقتلة والمجرمين وتبين موهبة في التحقيق الجنائي يقول المسعودي في مروج الذهب :

((ومما ذكر من خبر المعتضد وحزمه في الأُمور وحيله أنه أطلق من بيت المال لبعض الرسوم في الجند عشرِ بدَرٍ، فحملت إلى منزل صاحب عطاء الجيش ليصرفها فيهم، فنقب منزله في تلك الليلة، وأخذت العشر البدر، فلما أصبح نظر إلى النقب ولم ير المال، فأمر بإحضار صاحب الحرس، وكان على الحرس يومئذٍ مؤنس العجلي، فلما أتاه قال له: إن هذا المال للسلطان والجند، ومتى لم تأت به أو بالذي نقبه وأخذ المال ألزمك أمير المؤمنين غرمه، فجد في طلبه، وطلب اللص الذي جَسَرَ على هذا الفعل، فصار إلى مجلسه، وأحضر التوابين والشرط، والتوابون: هم شيوخ أنواع اللصوص الذين قد كبروا وتابوا، فإذا جرت حادثة علموا مِنْ فِعْل مَنْ هي، فدلُّوا عليه، وربما يتقاسمون اللصوص ما سرقوه، فتقدم إليهم في الطلب، وتهدَّدهم، وأوعدهم، وطالبهم، فتفرق القوم في الدروب والأسواق والغرف والمواخير ودكاكين الرواسين ودور القمار. فما لبثوا أن أحضروا رجلاً نحيفاً ضعيف الجسم رث الكسوة هين الحالة فقالوا: يا سيدي هذا صاحب الفعلة وهو غريب من غير هذا البلد، وأطبق القوم كلهم على أنه صاحب النقب ولص المال، فأقبل عليه مؤنس العجلي فقال له: ويلك!! مَنْ كان معك. وَمن أعانك؟ وأين أصحابك؟ ما أظنك تقدر على عشر بدر وحدك في ليلة، ما كنتم إلا عشرة سة، فأقر لي بالمال إن كان مجتمعاً، وعلىِ أصحابك إن سم، فما زاده على الِإنكار شيئاً، فأقبل يترفقُ به ويَعِدُه أن ظم جائزته، ويعده بكل جميل على رده والِإقرار به، ويتوعده مكروه وهو على جحوده وإنكاره، فلما غاظه ذلك وأنكره ويئس من إقراره أخذ في عقوبته ومساءلته، فضربه بالسوط والقلوس والمقارع والدرة على ظهره وبطنه وقفاه ورأسه وأسفل رجليه وكعابه وعضله، حتى لم يكن للضرب فيه موضع، وبلغ به ذلك إلى حالة لا يعقل فيها ولا نطق، فلم يقر بشيء، فبلغ ذلك المعتضد، فأحضر صاحب الجيش، فقال له: ما صنعت في المال؟ فأخبره الخبر، فقال له: ويلك!! تأخذ لصاً قد سرق من بيت المال عشر بدر فتبلغ به الموت والتلف حتى يهلك الرجل ويضيع المال، فأين حيل الرجال قال: يا أمير المؤمنين ما أعلم الغيب، ولم تكن لي في أمره حيلة غير ما فعلت، قال: أحضرني الرجل فأتي به وقد حمل في جل، فوضع بين يديه وقد قل، فسأله فأنكر، فقال له: ويلك!! إن مُت لم ينفعك، وإن برئت من هذا الضرب ونجوت لم أدعك تصل إليه، فلك الأمان والضمان على ما تصلح به حالتك ويحمد به أمرك فأبى إلا الإنكار، فقال: علي بأهل الطب، فأحضروا، فقال: خذوا هذا الرجل إليكم فعالجوه بأرفق العلاج، وواظبوا عليه بالمراهم والغذاء والتعاهد، واجتهدوا أن تبرئوه في أسرع وقت، فأخذوه إليهم، وأخرج مالاً مكان المال وأمر بتفريقه على الجند، فيقال: إنه بريء وصلح في أيام يسيرة، ثم واظبوا عليه بالطعام والشراب والوطاء والطيب حتى صَحَّ وقوي جسمه وظهر لونه ورجعت إليه نفسه، ثم ذكر به، فأمر بإحضاره، فلما حضر بين يديه سأله عن حاله، فدعا وشكر، وقال:
أنا بخير ما أبقى اللّه أمير المؤمنين، ثم سأله عن المال، فعاد إلى الِإنكار، فقال له: ويلك!!! لست تخلو من أن تكون أخذته وحدك كله أو وصل إليك بعضه، فإن كنت أخذته كله، فإنك تنفقه في أكل وشرب ولهو، ولا أظنك تفنيه قبل موتك، وإن مت فعليك وزره، وإن كنت أخذت بعضه سمحنا لك به، فأقر لنا به، وأقر على أصحابك، فإني أقتلك إن لم تقر، ولا ينفعك بقاء المال بعدك، ولا يبالي أصحابك بقتلك، ومتى أقررت دفعت إليك عشرة آلاف درهم، وأخذت لك من أصحاب الجسر مثل ذلك، ورسمتك من التوابين، وأجريت لك في كل شهر عشرة دنانير تكفيك لأكلك ؤشربك وكسوتك وطيبك، وتكون عزيزاً، وتنجو من القتل، وتتخلص من الِإثم، فأبى إلا الِإنكار، فاستحلف باللّه فحلف وأظهر له مصحفاً واستحلفه فحلف عليه، فقال: إني سأظهر على المال، فإن أنا ظهرت عليه بعد هذه اليمين قتلتك ولم أستبقك، فأبى إلاَّ الِإنكار، فقال له: فضع يدك على رأسي واحلف بحياتي، فوضع يده على رأسه وحلف بحياته أنه ما أخذه وأنه مظلوم متهم، وأن التوابين قد تبرءوا به، فقال له المعتضد: فإن كنت قد كذبت قتلتك وأنا بريء من دمك. قال: نعم، فأمر بإحضار ثلاثين أسود بحيثَ يراهم ويرونه، وأمرهم أن يتناوبوا في ملازمته، فأتت عليه أيام وهو قاعد لا يتكئ ولا يستند و لا يستلقي ولا يضطجع، وكلما خفق خَفْقَاً وجئ فكه وقمع رأسه، حتى إذا ضعف وقارب التلف أمر بإحضاره، فأعاد عليه ما كان خاطبه به واستحلفه باللّه وبغير ذلك من الأيمان، فحلف على ذلك كله وبما لم يستحلفه به أنه ما أخذ المال ولا يعرف من أخذه، فقال المعتضد لمن حضر: قلبي يشهد أنه بريء، وأن ما يقول حق خَفْقَةً، وأن التوابين قد عرفوا صاحبه، وقد أثمنا في هذا الرجل، وسأله أن يجعله في حِلً، ففعل، ثم أمر بإحضار مائدة عليها طعام، وأحضر بارد الشراب، وأمره بالجلوس والأكل والشراب، فأقبل يأكل ويشرب، ويُحَثّ على الأكل، ويلقم ويعاد الشراب عليه ويكرر، حتى لم يبق للأكل والشراب موضع، ثم أمر ببخور وطيب فبخر وطيب، وأتى له بحشية ريش فوطئ له ومهد، فلما استلقى واستراح وغفا أمر بإزعاجه وسرعة إيقاظه، فحمل من موضعه حتى أقعد بين يديه وفي عينيه الوَسَنُ، فقال له: حدثني كيف صنعت: وكيف نقبت: ومن أين خرجت؟ وإلى أين ذهبت بالمال؟ ومَن كان معك؟ قال: ما كنت إلا وحدي، وخرجت من النقب الذي دخلت منه، وكان مقابل الدرا حمام له كوم شوك يوقد به، فأخذت المال ورفعت ذلك الشوك والقماش والقصب فوضعته تحته وغَطَّيته، وهو هنالك، فأمر برده إلى فراشه، فردوه وأضجعوه عليه، ثم أمر بإحضار المال، فأحضر عن آخره، وأحضر مؤنس العجلي، وأحضر الوزير والجلساء، وقد غطى المال بالبساط ناحية من المجلس، ثم أمر بإيقاظ اللص وقد اكتفى في النوم وذهب عنه الوَسَنُ، فقال له بحضرة الجميع مثل قوله الأول، فجحد وأنكر، فأمر بكشف البساط، وقال له: ويلك!! أليس هذا المال؟ أليس فعلت كذا وكذا. يصف له ما كان حَدَّثه به، فأسقط في يد اللص، ثم أمر فقبض على يديه ورجليه وأوثق، ثم أمر بمنفاخ في دبره، وأتي بقطن فحشي في أذنيه وفمه وخيشومه، وأقبل ينفخ، وخلى عن يديه ورجليه من الوثاق؛ وأمسك بالأيدي وقد صار كأعظم ما يكون من الزِّقاق المنفوخة، وقد ورم سائر أعضائه وعظم جسمه، وعيناه قد امتلأتا وبرزَتَا، فلما كاد أن ينشقَّ أمر بعض الأطباء فضربه في عرقين فوق الحاجبين، وهما في الجبين، فأقبلت الريح تخرج منهما مع الدم ولها صوت وصفير إلى أن خمد وتلف، وكان ذلك أعظم منظر رؤي في ذلك اليوم من العذاب. ))

وتذكر المصادر قصة أخرى تتحدث عن تتبع المعتضد للجريمة واهتمامه بكشف فاعلها ففي الأذكياء ( ص 54 55 ) يذكر ابن الجوزي قصتين متتاليتين يقول بعد أن يذكر أن غلام أقام بجرم واندس مع الغلمان بعد مشاهدته للمعتضد :

(( فجاء المعتضد فجعل يضع يده على فؤاد واحد بعد واحد إلى أن وضع يده على فؤاد ذلك الفاعل فإذا به يخفق خفقاناً شديداً فركزه برجله فقعد واستدعى آلات العقوبة فاقر فقتله ))

ستعتقد بعد ذلك أن المعتضد هو أحد المحققين المشهورين أو أحد أبطال القصص البوليسية كبوارو بطل أجاثا كريستي أو شرلوك هلمز المحقق الشهير في القصص البوليسبة !!


أما القصة الأخرى فهي (( قال المحسن وبلغنا عن المعتضد بالله أن خادماً من خدمه جاء يوماً فأخبره أنه كان قائماً على شاطئ الدجلة في دار الخليفة فرأى صياداً وقد طرح شبكته فثقلت بشيء فجذبها فأخرجها فإذا فيها جراب وأنه قدره مالاً فأخذه وفتحه فإذا فيه آجر وبين الآجر كف مخضوبة بحناء قال فأحضر الجراب والكف والأجر فهال المعتضد ذلك وقال قل للصياد يعاود طرح الشبكة فوق الموضع وأسفله وما قاربه قال ففعل فخرج جراب آخر فيه رجل قال فطلبوا فلم يخرج شيء آخر فاغتم المعتضد فقال معي في البلد من يقتل إنساناً ويقطع أعضاؤه ويفرقه ولا أعرف به ما هذا ملك قال وأقام يومه كله ما طعم طعاماً فلما كان من الغد أحضر ثقة له وأعطاه الجراب فارغاً وقال له طف به على كل من يعمل الجرب ببغداد فإن عرفه منهم رجل فسله على من باعه فإذا دلك عليه فسله المشتري من اشتراه منه على خبره أحدا قال فغاب الرجل وجاءه بعد ثلاثة أيام فزعم أنه لم يزل في الدباغين وأصحاب الجرب إلى أن عرف صانعه وسأل عنه فذكر أنه باعه على عطار بسوق يحيى وأنه مضى إلى العطار وعرضه عليه فقال ويحك كيف وقع هذا الجراب في يدك فقلت أو تعرفه فقال نعم اشترى منى فلان الهاشمي منذ ثلاثة أيام عشرة جرب لا أدري لأي شيء أرادها وهذا منها فقلت له ومن فلان الهاشمي فقال رجل من ولد على بن ريطه من ولد المهدي يقال له فلان عظيم إلا أنه شر الناس وأظلمهم وأفسدهم لحرم المسلمين وأشدهم تشوقاً إلى مكايدهم وليس في الدنيا من ينهي خبره إلى المعتضد خوفاً من شره ولفرط تمكنه من الدولة والمال ولم يزل يحدثني وأنا أسمع أحاديث له قبيحة إلى أن قال فحسبك أنه كان يعشق منذ سنين فلانة المغنية جارية فلانة المغنية وكانت كالدينار المنقوش وكالقمر الطالع في غاية حسن الغناء فساوم مولاتها فيها فلم تقاربه فلما كان منذ أيام بلغه أن سيدتها تريد بيعها على مشتر قد حضر بذل فيها ألوف دنانير فوجه إليها لا أقل من أن تنفذيها إلى لتودعني فأنقذتها إليه بعد أن أنفذ إليها حذرها لثلاثة أيام فلما انقضت الأيام الثلاثة غصبها عليها وغيبها عنها فما يعرف لها خبر وادعى أنها هربت من داره وقالت الجيران أنه قتلها وقال قوم لا بل هي عنده وقد أقامت سيدتها عليها المأتم وجاءت وصاحت على بابه وسودت وجهها فلم ينفعها شيء فلما سمع المعتضد سجد شكراً لله تعالى على انكشاف الأمر له وبعث في الحال من كبس على الهاشمي وأحضر المغنية وأخرج اليد والرجل إلى الهاشمي فلما رآهما انتقع لونه وأيقن بالهلاك واعترف فأمر المعتضد بدفع ثمن الجارية إلى مولاتها من بيت المال وصرفها ثم حبس الهاشمي فيقال أنه قتله ويقال مات في الحبس. ))

وأنا أشهد أننا في زماننا هذا نستحق هذا الخليفة المحقق وكنت والله أتمنا على الأقل أن يكون له شبيه ولو من بعض شرطتنا الذين بلغ بهم عدم الاهتمام مبلغ اقتصر فيه دورهم على تسجيل الشكوى أو الحادثة دون التحقيق فيها ولا التحري والبحث والتتبع والمقارنة ناهيك عن رفع البصمات الذي لم يطبق بعد في كثير من مناطق مملكتنا الحبيبة !!

ويذكر المسعودي قصة أخرى في مروج الذهب عن سطوة المعتضد وشدة عذابه في حديثه عن اعتقاله لأحد الذين يعملون للتخطيط لعمليه انقلابية فيقول ((
وفي سنة ثمانين ومائتين أخذ ببغداد رجل يعرف بمحمد بن الحسن بن سهل ابن أخي في الرياستين الفضل بن سهل، يلقب بشميلة، ومعه عبيد اللّه بن المهتدي، ولمحمد بن الحسن بن سهل هذا تصنيفات في أخبار المبيضة، وله كتاب مؤلف في أخبار علي بن محمد صاحب الزنج حسب ما ذكرنا من أمره فيما سلف من هذا الكتاب، فأقرَّ عليه جماعة من المستأمنة من عسكر العلوي وأصيبت له جرائد فيها أسماء رجال قد أخذ عليهم البيعة لرجل من آل أبي طالب، وكانوا قد عزموا على أن يظهروا ببغداد في يوم بعينه، ويقتلوا المعتضد، فأدخلوا إلى المعتضد، فأبى مَنْ كان مع محمد بن الحسن أن يقروا وقالوا: أما الرجل الطالبي فإنا لا نعرفه، وقد أخذت علينا البيعة له ولم نَرَهُ، وهذا كان الواسطَةَ بيننا وبينه، يعنون محمد بن الحسن، فأمر بهم فقتلوا، واستبقى شميلة طمعاً في أن يدلّه على الطالبي، وخلّى عبيد الله كل، المهتدي لعلمه ببراءته، ثم أراد المعتضد باللّه بمحمد بن الحسن بجميع الجهات أن يدلّه على الطالبي الذيَ أخذ له العهد على إلى جال، فأبى، وجرَى بينه وبين المعتضد خطب طويل، وكان في مخاطبته للمعتضد أن قال: لو شَوَيْتَنِي على النار ما زدتك على ما سمْعتَ مني، ولم أقر على مَنْ دعوت الناسَ إلى طاعته وأقررت بإمامته، فاصنع ما أنت له صانع، فقال له المعتضد: لسنا نعذبك إلا بما ذكرت، فذكر أنه جعل في حديدة طويلة أدخلت في دبره وأخرجت من فمه وأمسك بأطرافها على نار عظيمة حتى مات بحضرة المعتضد وهو يسبه ويقول فيه العظائم، والأشهر أنه جعل بين رماح ثلاثة وشُدَّ بأطرافها وكتف وجعل فوق النار من غير أن يماسها وهو في الحديدة يدار عليها ويشوى كما يشوى الدجاج وغيرها إلى أن تفرقع جسمه، وأخرج فصلب بين الجسرين من الجانب الغربي. ))



والمعتضد ولشدة اهتمام بهذا الجانب ولشدة حرصه على الأمن فهو يرى بعض الرؤى التي تكشف له بعض الجرائم التي تحدث في مملكته ، يقول ابن كثير وفي البداية والنهاية (( وروى ابن الجوزي عن بعض خدم المعتضد قال: كان المعتضد يوما نائما وقت القائلة ونحن حول سريره فاستيقظ مذعورا ثم صرخ بنا فجئنا إليه فقال: ويحكم اذهبوا إلى دجلة فأول سفينة تجدوها فارغة منحدرة فأتوني بملاحها واحتفظوا بالسفينة.
فذهبنا سراعا فوجدنا ملاحا في سميرية فارغة منحدرا فأتينا به الخليفة لما رأى الملاح الخليفة كاد أن يتلف، فصاح به الخليفة صيحة عظيمة فكادت روح الملاح تخرج فقال له الخليفة: ويحك يا ملعون، أصدقني عن قصتك مع المرأة التي قتلتها اليوم وإلا ضربت عنقك قال فتلعثم ثم قال: نعم يا أمير المؤمنين كنت اليوم سحرا في مشرعتي الفلانية، فنزلت امرأة لم أر مثلها وعليها ثياب فاخرة وحلى كثير وجوهر، فطمعت فيها واحتلت عليها فشددت فاها وغرقتها وأخذت جميع ما كان عليها من الحلى والقماش، وخشيت أن أرجع به إلى منزلي فيشتهر خبرها، فأردت الذهب به إلى واسط فلقيني هؤلاء الخدم فأخذوني.
فقال: وأين حليها ؟ فقال: في صدر السفينة حتى البواري.
فأمر الخليفة عند ذلك بإحضار الحلى فجئ به فإذا هو حلى كثير يساوي أموالا كثيرة، فأمر الخليفة بتغريق الملاح في المكان الذي غرق فيه المرأة، وأمر أن ينادى على أهل المرأة ليحضروا حتى يتسلموا مال المرأة: فنادى بذلك ثلاثة أيام في اسواق بغداد وأزقتها فحضروا بعد ثلاثة ايام فدفع إليهم ما كان من الحلى وغيره مما كان للمرأة، ولم يذهب منه شئ.
فقال له خدمه: يا أمير المؤمنين من أين علمت هذا ؟ قال: رأيت في نومي تلك الساعة شيخا أبيض الرأس واللحية والثياب وهو ينادي: يا أحمد يا أحمد، خذ أول ملاح ينحدر الساعة فاقبض عليه وقرره عن
خبر المرأة التي قلتها اليوم وسلبها، فأقم عليه الحد.
وكان ما شاهدتم. ))



وقد عرف المعتضد بشدة هيبته وحتى في وقت وفاته يقول المسعودي في مروج الذهب :

((وفاة المعتضد
وكانت وفاة المعتضد لأربع ساعات خلت من ليلة الاثنين لثمانٍ بَقِينَ من ربيع الآخر سنة تسع وثمانين ومائتين، في قصره المعروف بالحسني، بمدينة السلام، وقيل: إن وفاته كانت بسمّ إسماعيل بن بلبل قبل قتله إياه، فكان يَسْرِي في جسده، ومنهم من ذكر أن جسمه تحلل في مسيره في طلب وصيف الخادم على ما ذكرنا، ومنهم مَنْ رأى أن بعض جواريه سًمَتْهُ في منديل أعطته إياه يتنشَّفُ به، وقيل غير ذلك مما عنه أعرضنا.
وقد كان أوصى أن يُدْفَنَ في دار محمد بن عبد اللّه بن طاهر، في الجانب الغربي من الدار المعروفة بدار الرخام، فلما اعتراه الغَشْيُ ووقع للموت شَكُوا في وفاته، فتقدم الطبيب إلى بعض أعضائه فجسه فأحس به وهو على ما به من السكرات، فأنف من ذلك وَرَكَلَه برجله فقلبه أذرعاً، فيقال: إن الطبيب مات منها، ومات المعتضد من ساعته، وسمع ضجة وهو على ما به من الحال، ففتح عينيه، وأشار بيديه كالمستفهم، فقال له مؤنس الخادم: يا سيدي، الغلمان قد ضجوا عند القاسم بن عبيد اللّه، فأطلقنا لهم العَطَاء، فقَّطب وهمهم في سكرته، فكادت أنْفُسُ الجماعة أن تخرج من هَيْبته، وحمل إلى دار محمد بن عبد اللّه بن طاهر، فدفن بها. ))

ورغم ذلك فقد تجرأ أحد الخدام على خداع المعتضد وحرسه من أجل جارية ، ولم يكشف أمره في إلا بعد وفاة المعتضد وفي زمن خلافة ابنه المقتدر يقول المسعودي في مروج الذهب :

((وفي هذه السنة [ سنة 284هـ ] ظهر للمعتضد شخص في صور مختلفة في داره، فكان تارة يظهر في صورة راهب في لحية بيضاء وعليه لباس الرُّهْبَان، وتارة يظهر شاباً حسن الوجه ذا لحية سوداء بغير تلك البِزَّة، وتارة يظهر شيخاً أبيض اللحية ببِزَّة التجار، وتارة يظهر بيده سيف مسلول، وضرب بعض الخدم فقتله، فكانت الأبواب تؤخذ وتغلق فيظهر له أين كان في بيت أو صحن أو غيره، وكان يظهر له في أعلى الدار التي بناها، فأكثر الناس القول في ذلك، واستفاض الأمر، واشتهر في خواص الناس وعوامهم، وسارت به الركبان، وانتشرت به الأخبار والقول في ذلك على حسب ما كان يقع لكل واحد منهم، فمن قائل: إن شيطاناً مَرِيداً صمد له يظهر فيؤذيه، ومنهم من يقول: إن بعض مؤمني الجن رأى ما هو عليه من المنكر وسَفْك الدماء فظهر له رادعاً وعن المنكر زاجراً، ومنهم من رأى أن ذلك بعض خدمهِ كان قد هوى بعض جواريه فاحتال بحيلة فلسفية من بعض العقاقير الخاصة فيضعها في فمه فلا يحرك بحاسة البصر، وكل ذلك ظن وحسبان، فأحضر المعتضد المعزمين، واشتدَّ قَلَقُه، واستوحش، وجاز عليه أمره، فقتل وغرق جماعة من خدمه وجواريه، وضرب وحبس جماعة منهم، وقد أتينا على الخبر في ذلك وما حكي عن أفلاطون في هذا المعنى، وعلى خبر شغب أم المقتدر باللّه والسبب الذي من أجله حبسها المعتضد وأراد قطع أنفها والتشويه بها في كتابنا أخبار الزمان. ))

ولم يكشف أمر هذا الخادم إلا في زمن المقتدر حيث يقول ابن كثير في البداية والنهاية في حوادث سنة :

((قال: وفيها كان يتبدى في دار الخلافة شخص بيده سيف مسلول في الليل فإذا أرادوا أخذه انهزم فدخل في بعض الاماكن والزروع والاشجار والعطفات التي بدار الخلافة فلا يطلع له على خبر، فقلق من ذلك المعتضد قلقا شديدا وأمر بتجديد سور دار الخلافة والاحتفاظ به، وأمر الحرس من كل جانب بشدة الاحتراس فلم يفد ذلك شيئا، ثم استدعى بالمغرمين ومن يعاني علم السحر وأمر المنجمين فعزموا واجتهدوا فلم يفد ذلك شيئا فأعياهم أمره، فلما كان بعد مدة اطلع على جلية الامر وحقيقة الخبر فوجده خادما خصيا من الخدام كان يتعشق بعض الجواري من حظايا المعتضد التي لا يصل إليها مثله ولا النظر إليها من بعيد، فاتخذ لحا مختلفة الالوان يلبس كل ليلة واحدة، واتخذ لباسا مزعجا فكان يلبس ذلك ويتبدى في الليل في شكل مزعج فيفزع الجواري وينزعجن وكذلك الخدم فيثورون إليه من كل جانب فإذا قصدوه دخل في بعض العطفات ثم يلقي ما عليه أو يجعله في كمه أو في مكان قد أعده لذلك ثم يظهر أنه من جملة الخدم المتطلبين لكشف هذا الامر، ويسأل هذا وهذا ما الخبر ؟ والسيف في يده صفة من يرى أنه قد رهب من هذا الامر، وإذا اجتمع الحظايا تمكن من النظر إلى تلك المعشوقة ولاحظها وأشار إليها بما يريده منها وأشارت إليه، فلم يزل هذا دأبه إلى زمن المقتدر فبعثه في سرية إلى طرسوس فنمت عليه تلك الجارية وانكشف أمره وحاله وأهلكه الله. ))

الطارق غير متصل قديم 17-08-2007 , 05:57 PM    الرد مع إقتباس
البحاري البحاري غير متصل    
مبدع فائق التميز السعودية  
المشاركات: 6,857
#2  
مساء الورد .. الطارق
مبدعنا كالعادة تميز في المواضيع ..

لا أدري وأنا أقرا شعرت بأن هناك نوع من المبالغة في وصف الأحداث
ربما لتشيع المسعودي دور في وصفة للوقائع التي جرت

فمثلا الطبيب الذي يقال انه مات إثر رفصة أو ركلة أو زبطة المعتضد تدل على مبالغة
سأحاول انا أطلع الكامل في التاريخ واقارن بين ما حدث خلال هذا التاريخ

تحياااااااااتي لك أيها المبدع .. طارق سوالف

البحاري غير متصل قديم 18-08-2007 , 05:39 PM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#3  

حياك الله البحاري ..
ومرحبا بك

ربما تكون هناك بعض المبالغات بالفعل وخاصة أن المسعودي عرف عنه التشيع ومن مصلحته ونتيجة لتشيعه الطعن في البيت العباسي ، وإن كان المعتضد عرف عنه بعض التشيع أيضا وهو من الخلفاء العباسيين الذين مالوا إلى الطالبيين مثله مثل المأمون والواثق والمنتصر ..

كما أن قول المسعودي (( فيقال: إن الطبيب مات منها )) تضعف من حجية الرواية وحتى عند المسعودي نفسه فهي على شاكلة [ يقولون ] وقول الناس ما أكثره

بالنسبة للبحث في كتاب الكامل عن هذه الحادثة بالذات فلا انصح به فمؤلف الكامل هو ابن الأثير وقد توفي في القرن السابع الهجري ويعتبر كتاب مروج الذهب من مصادر كتاب الكامل في التاريخ ولا استعبد أن تجد مثل هذه القصة في ذلك الكتاب .

ومن الأفضل أن يتم البحث في تاريخ الطبري [ تاريخ الأمم والملوك] فالطبري أحد شيوخ المسعودي ومعاصر لزمن المعتضد نفسه ..

إلا أن يكون المقصود هنا مطالعة الكامل في التاريخ في حوادث تاريخ ذلك الزمن فأنا أيد هذا تمام فالكامل في التاريخ أفضل مؤلف في التاريخ العربي الإسلامي جمع فيه حوادث تلك الفترة في جميع مناطق العالم العربي والإسلامي في جميع الأقاليم ويعتبر المصدر الأول لحوادث التاريخ الإسلامي حتى وفاة مؤلفه ..


تحياتي لك ملك السوالف

الطارق غير متصل قديم 18-08-2007 , 09:48 PM    الرد مع إقتباس
البحاري البحاري غير متصل    
مبدع فائق التميز السعودية  
المشاركات: 6,857
#4  
صباح الورد .. الطارق
اتفق معك فيما ذكرته .. وإن شاء الله أجاااااااااااهد نفسي وأطلع على المصدرين .. لأن القراءة تحتاج لجهاد كبير مع النفس .. الله المستعان ..
كل هذه المصادر موجودة عندي بحكم التخصص لكنها موجودة في دولاب الكتب

البحاري غير متصل قديم 20-08-2007 , 02:03 AM    الرد مع إقتباس
مدردش متقاعد مدردش متقاعد غير متصل    
مبدع فائق التميز جزيرة الدردشة  
المشاركات: 5,614
#5  

حيا الله مؤرخنا المبدع دوما..

بصراحة موضوع دسم و شيق جدا.. لم أقرأ سوى نصف نظرا لتأخر الوقت.. و لي عودة إن شاء الله

مدردش متقاعد غير متصل قديم 21-08-2007 , 01:34 AM    الرد مع إقتباس
بشاير بشاير غير متصل    
مراقبة سوالف الاصدقاء قلب زايد  
المشاركات: 7,838
#6  

ما شاء الله عليك أخي الطارق ... باحث ممتاز في التاريخ

الله يبارك فيك ويزيدك من علمه الواسع

بشاير غير متصل قديم 21-08-2007 , 10:27 AM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#7  

حياك الله أخي البحاري ..

أي والله اخي الكريم اتفق معك خاصة البحث في الكتب فهو صعب جدا خاصة في الكتب التي بلا فهارس فيتضاعف البحث فيها أضعاف مضاعفة ..
وان كان سهل الآن من الأمر بعض البرامج الخاصة بالكتب ففيها معظم أمهات الكتب في جميع المجالات وأهمها الموسوعة الشاملة الأصدار الأول والثاني ..

بالنسبة لتواجد الكتب الحق يقال أن بعض مواقع الكتب سهلت من الحصول على الكثير من الكتب فمثلا كتاب الطبري لا يوجد لدي في مكتبتي - والتي يقلب عليها الفوضى والتناثر - إلا جزئين لكنه لدي جميع أجزاءه في جهاز الكمبيوتر وبالفهارس أيضاً ، وإن كان من الصعب البحث في هذه الحالة بسبب صعوبه مقابلة جهاز الكمبيوتر لساعات مع ما تتعرض له العين من الأرهاق والتعب لذلك فدوما أفضل الكتاب الورقي على الكتب الألكترونية !!!

تحياتي أخي البحاري

الطارق غير متصل قديم 21-08-2007 , 10:33 PM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#8  
يا هلا ومرحبا بشيبتنا المدردش :)
الله يرضى عليك أخي مدردش متقاعد
ويسعدني تواجدك وتعليقك الذي قطعاً سيثري الموضوع وسيزيد من قيمته ..

تحياتي أخي العزيز ..

الطارق غير متصل قديم 21-08-2007 , 10:36 PM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#9  

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك أختي الفاضلة على هذه الدعوة المباركة ..

الطارق غير متصل قديم 24-08-2007 , 06:27 PM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#10  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل / الطارق ... رحم الله والديك الكريمين ورفع الله قدرك

رائع أنت بكل ما تعني كلمة رائع ...

فهذه الدرر التي تنثرها لابد أن تجد لها مساحة في قلب وعقل من يمر بها يوما

ويبقى أجرك مذخورا .. عرفت بذلك أم لم تعرف ...

ولكني أحسب أنك ستفاجأ يوم القيامة بكم الحسنات الهائل الي ستجده بين يديك

يبقى عليك هنا ..
أن لا تيأس ... ولا تتضجر .. ولا تتأفف .. بل اعمل العمل لله ثم لا تلتفت إليه ..

المهم أنه وقع عند الله بمكان ...هذا هو مطلوبنا ....

أما الناس ... فإن أقبلوا على ما فتح الله به علينا ... فذلك فضل الله أيضا علينا

وأما إذا لم يقبلوا علينا ، فحسبنا أننا أردنا منفعتهم .. وحسبنا أننا أردنا رضا الله

بهذه النيات وأمثالها ... يتضاعف الرصيد بشكل مبهر ..

أنا أعلم تماما أنك تعرف كل هذه المعاني ..

ولكنها الذكرى .. التي أمرنا الله بها ( إن الذكر تنفع المؤمنين )

جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك
= = =
فقط عندي مجرد ملاحظة عابرة ..
ليتك في الموضوعات الطويلة ( وأغلب موضوعاتك كذلك )

لو تقسمها على شكل مجموعات .. ثلاث أو اربع مجموعات

لأننا لاحظنا أن أكثر الناس بمجرد أن يرى طول الموضوع ينصرف عنه تماما

فما ضرنا لو رمينا لأمثال هؤلاء ( طُعم )

فتكون الحلقة الأولى من الموضوع قصيرة ( نسبيا ) .. والتي تليها أطول قليلا .. وهكذا

مجرد اقتراح لأنه يحز في نفسي أن مثل هذه الموضوعات قد ينصرف عنها كثيرون بسبب طولها

وبارك الله فيك حيثما كنت ..ونفع بك أينما حللت ونزلت .. اللهم آمين

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 31-08-2007 , 10:37 AM    الرد مع إقتباس
بشاير بشاير غير متصل    
مراقبة سوالف الاصدقاء قلب زايد  
المشاركات: 7,838
#11  

أخي ابو عبدالرحمن

هذا ما نرجوه دائما من معلمنا الفاضل أبوعبدالرحمن ... يشارك ويشجع ويرفع من معنويات من حوله من الإخوة والأخوات

جزاك الله خير أخي الفاضل وجعلك مبارك أينما كنت

بشاير غير متصل قديم 31-08-2007 , 08:02 PM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#12  
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك أخي الفاضل بو عبد الرحمن
وجزاك الله خير الجزء على هذه الدعوة الطيبة المباركة ..
وندعو من الله عز وجل أن يعم خيرها جميع من بالموقع وعلى من يعز عليهم
وأن يغفر لنا ويرحمنا برحمته التي وسعت كل شيء ..

وجزاك الله خيرا على التذكر والتنبيه ومهما يكن فإن النفس أحيانا
قد يعتريها بعض من هذا فجزاك الله خير أخي الحبيب على التذكير ..

أما عن الملاحظة فقد لاحظ بعض الأخوان والأخوات مثل وطلبوا مني تقسيم الموضوع
وقد حاولت أن أصنع مثل هذا في موضوع القصص الشعبية وسأحوال بإذن الله أن أتبع هذا
بل إني كنت أرغب في فعل ذلك في موضوعي هذا لولا أن الظروف حتمت
علي أن أضعه على هذا الشكل دون تقسيمه أو حتى ترتيبه
لعلمي بقرب إنقطاعي عن النت لمدة فوضعته على عجل حتى أتمكن من الرد قبل الإنقطاع

وسـأتبع هذه الطريقة وهذا النهج في باقي مواضيعي كما صنعت في القصص الشعبية إن كان الموضوع على هذا الشكل وبهذا الطول ..

وأشكرك أخي الفاضل على التذكير والتنبيه وعلى هذه الكلماات الطيبة المشجعة
وعلى اقتراحك النبيل وملاحظتك الصادقة فكثير منا للأسف يقع في مثل هذا بما فيهم أنا :( ..

وجزاك الله عنا خير الجزاء وبارك الله فيك أخي الفاضل ..

الطارق غير متصل قديم 03-09-2007 , 10:41 PM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#13  

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة بشاير
أخي ابو عبدالرحمن

هذا ما نرجوه دائما من معلمنا الفاضل أبوعبدالرحمن ... يشارك ويشجع ويرفع من معنويات من حوله من الإخوة والأخوات

جزاك الله خير أخي الفاضل وجعلك مبارك أينما كنت


وجزاك خيرا أختي الفاضلة على تعقيبك الكريم
و تشجيعك ومشاركتك المتميزة في هذا الموقع ..

الطارق غير متصل قديم 03-09-2007 , 10:48 PM    الرد مع إقتباس
البحاري البحاري غير متصل    
مبدع فائق التميز السعودية  
المشاركات: 6,857
#14  

هلا الطارق

عن نفسي احتفظ بالمضوع واقراه كاملا .. هذا ايام الاتصال العادي
بس بعد الدي اس ال مافي غير اتسمر اقرا الموضوع كاااااااامل

ربنا يعيطك الصحة والعافية ويخليك لمن يحبك ..

البحاري غير متصل قديم 04-09-2007 , 02:56 PM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#15  
الله يرضى عليك البحاري
حياك البحاري ..
على البركة أخوي أخيراً
والله يا البحاري لا تدري كم معاناتنا من الاتصالات قدمت منذ شوال أو القعدة طلب الدي اس ال
وحتى الآن لم يأتينا الواد المخفي بتاع الاتصالات المسمى بالدي اس ال !!! :(

وكم من مرة اتصلت بهم ولا أجد منهم إلا مواعيد عرقوبية !!
للأسف وحسبما علمت من احد موظفيهم السابقين أن تأجيلهم وتسويفهم متعمد وعن قصد
ولا أدري ما الحكمة من ذلك !!! يظهر شكلهم يستربوحن أكثر بهذه الطريقة !

وكم كلفني هذا الكثير خاصة وأنا أحمل الكثير من الملفات من النت ، ولذلك
يكثر انقطاعي عن الموقع

بالمناسبة بشر أخوي عسى جاكم التثبيت

الطارق غير متصل قديم 04-09-2007 , 08:46 PM    الرد مع إقتباس
علي عبدالله علي عبدالله غير متصل    
مشرف سوالف السيارات قطر  
المشاركات: 2,612
#16  

بصراحة بعض انواع التعذيب التي كان يستخدمها الخليفة المعتضد ..فيها قسوة كبيرة جدا
انها اساليب مرعبة للغاية ..
خصوصا موضوع نفخ الجسد حتى يصبح مثل البالون !



ومن ناحية اخرى

ان حس التحري الذي يمتلكه مثير للاعجاب فعلا
في السابق لم اكن اهتم كثيرا بالخلفاء العباسيين الذين تولوا الخلافة بعد المعتصم ..
بحجة ضعفهم وقلة حيلتهم
لكن يبدو اني لم اكن مصيبا ..وانه موضوع يستحق الدراسة والبحث

جزاك الله خيرا على هذه الروايات التاريخية النادرة

علي عبدالله غير متصل قديم 05-09-2007 , 07:32 AM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#17  

حياك الله أخي علي عبد الله

المعتضد من الحكام الذين ملكوا العراق فقسوا في الحكم ، ولا أدري لما ابتلي العراق بمثل هؤلاء الحكام ؟!

بالنسبة للخلفاء العباسيين بعد المعتصم ، لا يمكن أن نقول عنهم أنهم ضعفاء لكن الظروف التي حدثت في عصرتهم سببت هذا لوضع ، مثلا لا يمكن ان نعتبر المهتدي مثلا خليفة ضعيف فرغم سيطرة القادة الأاتراك إلا أنه حاول إصلاح الحال لكنه فشل في ذلك بسبب سيطرة الأتراك على الجيش وتحكمهم ..

وكذلك القاهر وهو من ابن المعتضد فقد نجح في التخلص من بعض قادة الاتراك لكنه فشل في ذلك وعزل وسمل بعد ذلك حتى أنه وصل به الحال أن يسأل الناس في الطرقات !!

ونجح المقتفي بعد الراشد في نهاية حكم السلاجغة من التفرد بالحكم بعد سيطرة البويهيين والسلاجغة واثبت قدراته القياديه بمعونة وزيره ابن هبيرة ..

مشلكة الخلفاء العباسيين بعد المعتصم ان المعتصم اعتمد على الأتراك واستبد بالأمر وهو تطور طبيعي ان يستبد السلطان بالحكم كما يذكر ابن خلدون وأضعف من العصبية العباسية والدعوة العباسية فتحكم الأتراك بالأمور وأصبحت الأمور في يدهم ففسد حال الدولة بسبب سياسة هؤلاء وستبدادهم بالأمور واضطربت الأمور حتى تغلت الطامعين في أقليم الدلوة العباسية وبلغ بالأمر أن دول الأطراف أصبحت تطمع حتى في السيطرة على الخلافة حتى تغلب البويهيين على حكم العراق من بعد ذلك ..


تحياتي أخي الكريم ..

الطارق غير متصل قديم 05-09-2007 , 01:25 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.