لأول مرة منذ عام 2003، بدأت تسع قطع حربية أمريكية تتبع الأسطول الخامس، بعبور مضيق هرمز الآن باتجاه الخليج، وقالت مصادر إعلامية: إن القطع الحربية التسع تضم حاملات الطائرات "نيميتز" و"جون ستنيس" و"بونهوم ريتشارد" بالإضافة إلى عدد من المدمرات، وعلى متنها نحو 17 ألف فرد من عناصر البحرية الأمريكية، وهي في طريقها إلى منطقة الخليج الآن، حيث سيكتمل عبورها مضيق هرمز ظهر اليوم.
ويأتي هذا التحرك الأمريكي، الأول من نوعه في وضح النهار، في إطار تدريبات حربية جرت في بحر العرب ؛ تهدف إلى استعراض طرق الدعم المباشر للعمليات العسكرية في العراق، وبرر نائب قائد الأسطول الخامس هذه المناورات بأنها تأتي من أجل اكتساب الخبرة ولا تهدف إلى تهديد أي دولة أو أحد، وجاء في بيان صادر عن الأسطول الخامس الأمريكي: "إننا نُجري هذه التدريبات بهدف اكتساب الخبرة بمشاركة عدد كبير من القطع الحربية ، كما تُظهر التزامَنا بأمن منطقة الخليج واستقرارها، وتجاه شركائنا الإقليميين، وقال نائب الأدميرال، كيفين كوسغريف، في البيان: إن توقيت هذه التدريبات يجب ألا يتم ربطه بالأحداث في المنطقة، كما أنها غير موجّهة ضد أي دولة.
وكانت البحرية الأمريكية قد أفادت في السابع من مايو الجاري أنها ستحافظ على حشودها العسكرية العالية الراهنة في الخليج والاستمرار في نشر حاملتي طائرات بالمنطقة وسط التوتر القائم مع إيران، وقال القائد البحري في قيادة الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين، كيفين آندال: إن حاملة الطائرات "نيميتز" ومجموعة سفنها البحرية المهاجمة، ستحُلّ محلّ الحاملة "دوايت أيزنهاور."
وأوضح أن فترة نشر الحاملات في الخليج ستستغرق ما بين ستة إلى ثمانية أشهر، مما يعني أن الحاملتين ستظلان في المنطقة حتى ما بعد فصل الصيف.
وكانت البحرية الأمريكية قد بدأت، في السابع والعشرين من مارس الماضي، بتنفيذ مناورات عسكرية في الخليج، هي الأكبر منذ غزو العراق عام 2003، بمشاركة العديد من القطع البحرية، فيما قد يعتبر استعراضاً لعضلات واشنطن قُبالة سواحل إيران.
من جهته، حذّر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال زيارته الأخيرة إلى دولة الإمارات العربية، من عواقب توجيه أي ضربة عسكرية إلى بلاده، معتبراً أن الرد الإيراني سيكون "قاسياً وسيدفعهم للندم" كاشفاً أن موعد ومكان الاجتماع المقرر بين ممثلين عن حكومته والولايات المتحدة لم يحدَّد بعد، مرجحاً أن يتم اللقاء في بغداد بحضور الحكومة العراقية.
وحمّل نجاد الولايات المتحدة مسؤولية التوتر في المنطقة دون أن يسمها قائلاً: "إن من يضع العراقيل هم الذين أتَوْا من على بُعد آلاف الأميال إلى المنطقة وقد فشلوا في العراق وبدل أن يتقبلوا مواجهة ضعفهم وهوانهم، يحاولون تبرير هذا الفشل بوضع العراقيل".
وكان نائب الرئيس الأمريكي، ديك تشيني، قد حذر في الثاني عشر من مايو الجاري، إيران، من على متن حاملة الطائرات "جون ستنيس" في الخليج، ملوحاً أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيمنعون إيران من إعاقة حركة الملاحة في المنطقة وامتلاك سلاح نووي، وحذر قائلاً، من على بعد نحو 150 ميلاً عن السواحل الإيرانية، "نرسل إشارات واضحة إلى الأصدقاء والخصوم معاً ، سنحافظ على الممرات المائية مفتوحة.