العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة > أسئلة الفطرة التي تبحث عن جواب
المشاركة في الموضوع
أسد الدين شيركوه أسد الدين شيركوه غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 214
#1  
أسئلة الفطرة التي تبحث عن جواب
لماذا وجدتُ ؟
وما مهمتي ..؟
وما رسالتي في الحياة ؟

أسئلة واجب على كل إنسان أن يسألها لنفسه ،
إن كل جهل _ مهما عظمت نتائجه _ قد يغتفر ، إلا أن يجهل الإنسان سر وجوده ، وغاية حياته ،
ورسالته المكلف بها على هذه الأرض ..

إن أكبر العار على هذا الكائن الذي أوتي العقل والإرادة ، أن يعيش غافلاً .
يأكل ويشرب ويتمتع كما تأكل الأنعام ! لا يفكر في مصيره ، ولا يدري شيئاً عن حقيقة نفسه ،
ويجهل طبيعة دوره في هذه الحياة ، حتى يوافيه الموت بغتة ، فيواجه مصيره المجهول ،
دون استعداد له ، ويجني ثمرة الغفلة والجهل والانحراف ، وحيئذٍ يندم حين لا ينفع الندم ، ويرجو الخلاص بعد فوات الأوان .

لهذا كان لزاماً على كل إنسان عاقل أن يبادر فيطرح على نفسه تلك الأسئلة :
لماذا خلقت ؟ وما غاية خلقي؟

وقبل الإجابة ينبغي أن يطرح على نفسه سؤالين ، حتي تتبين له الحقيقة كاملة مشرقة :
السؤال الأول : من أنا ؟ ومن أين جئت ؟ ومن أوجدني !؟
السؤال الثاني : ماذا بعد الموت ، وما مصيري ..؟

ويعبر بعض المفكرين عن هذه الأسئلة بهذه الكلمات الموجزة :
من أين ؟ وإلى أين ؟ ولمَ ؟

وهذه هي الأسئلة التي يسمونها :
أسئلة الفطرة ، وهي التي شغلت الناس منذ قديم الزمان ، ولا تزال تصاحب الإنسان حيثما كان ،
إنها الأسئلة الخالدة ، التي حيرت أكثر المتفلسفين :
من أين جئت ؟ ومن جاء بي ؟ ولماذا ؟ وإلى أين أذهب بعد الموت؟

وتتضح لك تلك الحيرة الموجعة في مثل هذه الأبيات :

جئتُ لا أعلم من اين ولكني أتيتُ
ولقد ابصرتُ قدامي طريقاً فمشيتُ
وسابقى ماشياً إن شئتُ هذا أم أبيت
كيف جئتُ؟ كيف أبصرتُ طريقي ؟
لست أدري !
ولماذا لستُ أدري ؟؟ لستُ أدري !!

حيرة قاتلة ، وللأسف أنك تجد كثيرا من أبناء وبنات المسلمين يعاون مثل تلك الحيرة

مع أن نصوص القرآن والسنة قد وضعت النقاط على الحروف على تلك الأسئلة ،
والمؤمن الصادق تتجلى له الإجابات بوضوح ، ويعرف طريقه في هذه الحياة .

وفي جولة أخرى بعون الله سنكمل الموضوع ..

أسد الدين شيركوه غير متصل قديم 19-03-2006 , 08:06 PM    الرد مع إقتباس
افكر كثير افكر كثير غير متصل    
كاتب فعال جداً الكون - كوكب الأرض - قارة اسيا - الجزيرة العربية --------->  
المشاركات: 1,738
#2  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


اخي الكريم جميل ماتطرقت اليه فيما يخص فطرة الانسان .


جزاك الله خير على هذا الطرح مازلت انتظر التكمله .


اخوك افكر كثير.

افكر كثير غير متصل قديم 20-03-2006 , 01:22 AM    الرد مع إقتباس
أسد الدين شيركوه أسد الدين شيركوه غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 214
#3  
شكرا لك أخي الفاضل / أفكر كثيرا
جزاك الله خير الجزاء
أنا على يقين أنك تعرف أكثر مني في مثل هذه القضية ،، ولكن أراك على خلق عظيم
ومع هذا فأنا أرغب أن تشاركني في إثراء هذا الموضوع ،، بارك الله فيك

أسد الدين شيركوه غير متصل قديم 20-03-2006 , 05:26 PM    الرد مع إقتباس
أسد الدين شيركوه أسد الدين شيركوه غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 214
#4  
الحلقة الثانية
أسئلة الفطرة يقابلها دلائل الفطرة في الكون ،
فبراهين وجود الله سبحانه كثيرة للغاية ،،

ومنها ما قاله الأعرابي حين سئل كيف عرفت الله ، فقال :
البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ،
وسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، وبحار ذات أمواج ،
أفلا يدل ذلك على القدير الخبير ؟!

وسئل أحد العارفين عن الله يوما فقال للسائل :
ألم تركب البحر ؟ قال : بلى . قال : فهل حدث لك مرة أن هاجت بكم الريح عاصفة ،
وانقطع الأمل من كل سبب ؟ قال نعم .
قال : فهل خطر في بالك وانقدح في نفسك أن هناك من يستطيع أن ينجيك إن شاء
ولذا كنت تصيح وتنادي أنت ومن معك يا الله يا الله !
قال : نعم . قال : فذلك برهان الفطرة في نفسك على وجود الله .

وقد عرض القرآن الكريم إلى مثل هذا مرات كثيرة ، ومنها :
( وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين )
( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه )

والأمثلة كثيرة جدا على أدلة الفطرة في الكون وفي النفس .

ثم هناك شهادات علماء العصر ، ومنها ما قاله أحد علماء الغرب :
( لا تشكوا في الخالق ، فإنه مما لا يعقل أن تكون المصادفات وحدها هي قاعدة هذا الوجود )
ذلك لأن الإتقان والإبداع ظاهرة في تركيب هذا الكون ..

ويقول عالم آخر :
( إن العالم الذي يرى قطرة الماء فيعلم أنها تتركب من الأوكسجين والأيدروجين بنسبة خاصة ،
بحيث لو اختلفت هذه النسبة لكانت شيئا آخر غير الماء ، ليعتقد اعتقادا راسخا
بعظمة الله وكمال قدرته .)

وأيضا هذه الأقوال على لسان علماء العصر كثيرة جدا جداً ..

وهناك أدلة القرآن الدامغة ومنها قوله تعالى :
( أم خلقوا من غير شيء ، أم هم الخالقون ؟ أم خلقوا السماوات والأرض ؟؟)

وهم بداهة لم يُخلقوا من غير شيء !
وطبعا لم يخلقوا أنفسهم !
ولم يدّعي أحد منهم أنه خلق السماوات والأرض !

فمن الخالق إذن ؟ لا جواب سوى : إنه الله القدير العظيم

ومن هنا نكون عرفنا الجواب على السؤال الأول والأهم في تلك الأسئلة
يبقى كيف نعرف مراد الله منا ؟
كيف نعرف حكمته من خلقنا ؟
كيف نتصل به ؟ من يدلنا عليه ؟
من يخبرنا ما مصيرنا بعد الموت ؟

هذا ما سنحاول التعريج عليه في الحلقة القادمة ..

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ..

أسد الدين شيركوه غير متصل قديم 20-03-2006 , 05:27 PM    الرد مع إقتباس
افكر كثير افكر كثير غير متصل    
كاتب فعال جداً الكون - كوكب الأرض - قارة اسيا - الجزيرة العربية --------->  
المشاركات: 1,738
#5  

السام عليكم ورحمة اللة وبركاتة


اخي الحبيب اسد الدين :


اشتقنى لتكملة الطرح فاسلوبك رائع جداً. واضح سهل مفهوم متسلسل بديع . اكمل كملك الله بالايمان واثابك على ماكتبت خيراً كثيراً.

انا انتظر الجزء الثالث بشوق كبير .


اخوك افكر كثير.

افكر كثير غير متصل قديم 21-03-2006 , 08:29 PM    الرد مع إقتباس
AL_MARED AL_MARED غير متصل    
عضو جديد أبو ظبي  
المشاركات: 20
#6  

جزاك الله خير الجزاء وضاعف الله لك الأجر

AL_MARED غير متصل قديم 22-03-2006 , 06:42 AM    الرد مع إقتباس
أسد الدين شيركوه أسد الدين شيركوه غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 214
#7  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا أخي الكريم / أفكر كثيرا

وجزاك الله خير وبارك فيك

= =
أخي الفاضل / المارد
جزاك الله خير على المتابعة

أسد الدين شيركوه غير متصل قديم 22-03-2006 , 05:13 PM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#8  
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الحبيب / اسد الدين
.........ملأ الله قلبك بأنوار الإيمان

أحسنت صنعا باختيار هذا الموضوع

وجميل عرضك المبسط ، واسلوبك الميسر ..

وأسمح لي أن اسوق هذه المشاركة لعل فيها فائدة :
= = =
أذكر أنتي سمعت الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى يوماً يسوق مثالا رائعا في هذا الباب ..
قال .. بتصرف في العبارة ..

لنتخيل طياراً يحلق بطائرته فوق صحراء مترامية ، وفجأة أصاب محرك الطائرة خلل ،
جعلها تهوي وتتحطم في وسط هذه الصحراء القاحلة المخيفة ، ونجا الطيار بإذن الله ،
وشرع يمشي على غير هدى ، يخبط في كل اتجاه ، وقدماه تغوصان في هذه الرمال ،
حتى أدركه الإعياء ، وايقن بالهلاك تحت حرارة الشمس التي تشوي حتى الصخور ،
وسقط يلهث ثم أغمي عليه ..

لم يدر كم مر عليه من الزمن .. غير أنه فتح عينيه في جهد ، ليرى أمامه مائدة عريضة
عليها ألوان من الطعام اللذيذ الشهي ، وألوان من الشراب !!
وظن أنه يحلم ، أو أنه يرى سراباً ، لكنه تيقن أنها حقيقة !!

قال الشيخ ..
ومما لا شك فيه أنه قبل أن يمد يده ليتناول لقمة واحدة ، سيثور في ذهنه سؤال ولابد ،
حتى لو لم يحرك به شفتيه :
ترى من جاء بهذه المائدة ؟ وماذا يريد بذلك ؟

ولن ينتظر جوابا ، وسيشرع في الأكل بعد ذلك ..

يقول الشيخ :
فهذا الكون كله بعجائبه وغرائبه وبدائعه إنما هو بمثابة المائدة العامرة عليها مختلف الألوان ،
وكان على العاقل أن يسأل نفسه من وراء هذا الكون البديع ، من أوجد هذه العجائب كلها ،
من أتقن هذا بناء هذه الحياة كلها ؟!
وسيصل إلى الله سبحانه ..!
- -
انتهى كلام الشيخ ، وسأكمل الآن القصة من عندي ..!!

ولنفترض أن هذا الرجل الضائع في هذه الصحراء ، التفت بعد أن أنهى طعامه ، وردت عليه روحه ،
وارتوت عروقه ، التقت فإذا هو يرى رجلاً جليلا يقف جانبا ، وينظر غليه باسماًُ ، ويقول له :

أنا رسول من أرسل إليك هذه المائده لينقذك ، فإن تبعتني وسرت على اثري ،
أنجيتك من الهلاك في هذه الصحراء ، بل وأوصلتك إلى ذلك الملك الذي تعطف عليك
وساق إليك أسباب النجاة ..!

فهل يظن عاقل أن هذا الرجل سينفض يده من هذا الدليل ،
ويقرر أن يتبع هواه ليسير بلا مرشد في مناكب هذه الصحراء لتأكله حيواناتها !؟
أم أن العقل يحتم هاهنا أن على هذا الرجل أن ( يتشبث ) بكل قواه بهذا الدليل
الذي ستكون نجاته على يديه ..!!
- -
فهذه الصحراء هي الحياة الدنيا بما فيها من مواطن هلكة ..!
وهذا الطيار هو أنت أيها الإنسان ..!
وهذه المائدة بألوانها المختلفة ، هي بدائع هذا الكون كله !
وهذا الدليل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ..!!
فمن قرر أن يتابع هذا الرسول الكريم ، كان في ذلك نجاته !!
ومن قرر أن يعرض عنه ، فلا يلومن إلا نفسه ..

= =
جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك ، ورزقنا وإياكم الصدق والإخلاص لوجه الله الكريم
اللهم آمين

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 22-03-2006 , 05:17 PM    الرد مع إقتباس
عقد الياسمين عقد الياسمين غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 330
#9  

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
فمن الخالق إذن ؟ لا جواب سوى : إنه الله القدير العظيم

ومن هنا نكون عرفنا الجواب على السؤال الأول والأهم في تلك الأسئلة
يبقى كيف نعرف مراد الله منا ؟
كيف نعرف حكمته من خلقنا ؟
كيف نتصل به ؟ من يدلنا عليه ؟
من يخبرنا ما مصيرنا بعد الموت ؟

هذا ما سنحاول التعريج عليه في الحلقة القادمة ..
أولا
جزاك الله كل خير بل الخير نفسه و رفعك الله عنده و أسكنك الجنة
موضوع ممتاز ونحن بحاجة إليه بل أنا في أشد الحاجة إليه و أتمنى تثبيته
ممتاز جدا أن نجد من يقدم لنا مثل هذه المواضيع بأسلوب جديد يحرك العقل و الروح ويجعلها تقف و تفكر
لذلك ننتظر حلقات هذا الموضوع .
بارك الله فيك ونفع بك

شيخنا الفاضل بو عبد الرحمن
بارك الله لك في علمك

فهذه الصحراء هي الحياة الدنيا بما فيها من مواطن هلكة ..!
وهذا الطيار هو أنت أيها الإنسان ..!
وهذه المائدة بألوانها المختلفة ، هي بدائع هذا الكون كله !
وهذا الدليل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ..!!
فمن قرر أن يتابع هذا الرسول الكريم ، كان في ذلك نجاته !!
ومن قرر أن يعرض عنه ، فلا يلومن إلا نفسه ..
أتمنى لو تشارك بالردود في هذا الموضوع فنجد الفائدة الكبرى
بارك الله في الجميع ونفع بكم و لا حرمكم الأجر
وبالله التوفيق

عقد الياسمين غير متصل قديم 23-03-2006 , 08:59 AM    الرد مع إقتباس
أسد الدين شيركوه أسد الدين شيركوه غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 214
#10  
السلام عليكم ورحمة الله
الأخت الفاضلة : عقد الياسمين

سعدت بمرورك من هنا
وسررت بمثل هذه المشاركة
وجزاك الله رب العالمين خير الجزاء على تشجيعك لنا
وارجو مواصلة المتابعة
لا بل أرجو مشاركتنا في الطرح
بارك الله فيك

أسد الدين شيركوه غير متصل قديم 24-03-2006 , 05:18 PM    الرد مع إقتباس
أسد الدين شيركوه أسد الدين شيركوه غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 214
#11  
السلام عليكم ورحمة الله
اخونا الغالي : ابو عبدالرحمن
الله يسعدك ويرضى عنك
اعذرني أن قدمت ردي على تعقيب الأخت الفاضلة
وذلك لأبداء من حيث انتهيت أنت
على كلٍ ....
رائع جداً أخي ابو عبد الرحمن ،،
وهذا الذي نرجوه ،، أن يشاركنا الآخرون فيما نطرح
حتى نشبع القضية
كل واحد باسلوبه ،
وكل واحد وطريقة عرضه ..

جزاك الله خير الجزاء ،،
وارغب أن تواصل ما بدأت ..

ومن حيث انتهيت نبدأ ، باسم الله ..

أسد الدين شيركوه غير متصل قديم 24-03-2006 , 05:20 PM    الرد مع إقتباس
أسد الدين شيركوه أسد الدين شيركوه غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 214
#12  
السلام عليكم ورحمة الله
نعم ،، بعد أن عرف الإنسان :
أنه مخلوق مربوب ، وأن لهذا الكون خالقا مدبرا بديعا ..

كيف نعرفه إذن ؟
أو بعبارة أخرى :
حين يصل العاقل بعد تفكره في هذا الكون ، إلى أن وراء هذا كله قوة قاهرة قادرة
متقنة مبدعة ، مالكة مسيطرة ، مدبرة رازقة الخ ..

يبقى يتلهف لمعرفة هذه القوة بشيء من تفصيل يريح حيرته ..

هنا تأتي مهمة الرسول عليهم أفضل الصلاة والسلام جميعاً ..

يأتي الرسول لتعريف هذا الإله الحق ..
من هو ؟ ما صفاته ؟ ما أسماؤه ؟ ما منهجه ؟
ماذا يريد ؟ ماذا يكره ؟
ماذا أعد لمن أطاعه ؟ وماذا أوعد من خالفه ؟
ومثل هذه الأمور الغيبية .

ولكن هنا سؤال مهم :
كيف يطمئن الناس إلى صدق هذا الرسول الذي يبلغهم خبر الله !؟

هنا تأتي مهمة المعجزة ودورها في التأكيد على صدق الرسول ..
فيقول : أنا رسول هذا الإله الحق وهذه معجزتي !

والمعجزة أمر خارق للعادة ، لا يمكن أن يستطيع مثله الناس عادة ..
ثم أن هذا الرسول يكون في الأصل قد تحلى بصفات راقية جداً ..
مثل أن يكون مشهورا بالصدق والأمانة والفطانة وقوة الإخلاص لما يدعو إليه ،
والزهد فيما ايدي الناس ، بل الزهد في الدنيا كلها ، فهو ينفق نفقة من لا يخشى الفقر ..
وغير هذه الصفات الملفتة للنظر .

ثم سيما وجهه الذي من تأمله يعرف يقينا أن هذا الوجه لا يمكن أن يكون لكذاب .
ثم ما يحمله من قيم وأفكار وشعارات ، يسوقها إلى الناس جميعا بلا تمييز بينهم .
وغير هذه من صفات وسمات ودلائل وبراهين تؤكد صحة دعواه بأنه رسول من عند الله عز وجل ..

وتكون وظيفة الرسول هي التعريف بالله ، يقول للناس :
ربكم الله .. فاتقوه وأطيعونِ ..فمن فعل ذلك فجزاءه جنة عرضها السماوات والأرض ،
ومن كفر فقد أعد الله له عذابا شديدا ..
وحول هذه القضية يدندن ، ويواجه صور من الإيذاء والعنت ، ويصبر ويصابر
ويرابط حتى يلقى الله وهو أرقى نموذج على التمسك بهذا المنهج الذي أتى به .

والخلاصة :
أن إجابات تلك الأسئلة الواردة في أول الموضوع وغيرها كثير
يحملها الرسول عليه الصلاة والسلام بوضوح وبدون أي لبس ..

وهذا ما سنحاول التعريج عليه في الحلقة القادمة بعون الله

أسد الدين شيركوه غير متصل قديم 24-03-2006 , 05:22 PM    الرد مع إقتباس
بيوتي شيك بيوتي شيك غير متصل    
عضو نشيط جداً الامارات  
المشاركات: 217
#13  

قال تعالى : (((( وما خلقت الانس والجن الا ليعبدون ))) فالعاقل يدرك بما وهبه الله من عقل وما اودعه فيه من فطرة ان الكون الذي بني على نظام دقيق والانسان الذي خلق في احسن تقويم لابد ان يكون وراء خلقهما هدف عظيم وغاية سامية.

وقال تعالى ((( افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون )))


صدق الله العظيم

مشكورين على الموضوع واتمنى ان يكون في ميزان حسناتكم

بيوتي شيك غير متصل قديم 24-03-2006 , 06:05 PM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#14  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمح لي أن أعود إلى النقطة السابقة >>
فهي الأصل الأصيل في الموضوع كله ..

من جميل ما سمعت حول تأصيل قضية التوحيد ..
وأن الإله الحق واحد ولا يمكن أن يكون له شريك بحال من الأحوال ..

بالطبع الأدلة على هذه القضية أكثر من أن تحصى في مثل هذا المقال ..
ولكني أسوق من أجمل وأروع ما سمعت في هذا الباب :

الذين يتخذون غير الله سبحانه إلهاً ، يقال لهم :
ما منهج هذا الإله ..!؟
بماذا أمر ؟ وعماذا نهى ؟
وماذا أعد لمن أطاعه ؟
وماذا توعد من عصاه !؟
وأين هم رسله الذين يحملون منهجه ويعرفّون الناس به !؟

لاشيء من هذا كله ..
لم نسمع أن قوما عبدوا شيئا من دون الله ذكروا شيئا من هذا أبداً ..!!

فيا عجبا لإله لا منهج له !!
ولا رسل له !! ولا ثمرة لعبادته بعد الموت!!
ولا يعد من أطاعه بشيء ..!!
ولا يتوعد من عصاه بشيء !!

ثم شيء آخر ..
حين يقول الله سبحانه في محكم آيات كتابه الكريم :
أنه هو الإله الحق وحده ..
وأنه هو الذي خلق ورزق وملك ،
وأعطى وأمدّ ، وقدّر وهدى ونحو هذا كثير جدا في القرآن ..

حين يقول هذا كله ويكرره كثيرا ..
هل سمعت تلك الآلهة _ المفتراة _ هذا أم لم تسمع !؟
أن لم تكن سمعت ، فكيف يقال أنها آلهة مع الله وهي لا تسمع !!؟
وإن سمعت ، فمالها قاتلها الله ، لم ترد ولم ترفع صوتها بالاعتراض
وتقول أنها وأنها أيضا !؟

فلا إله إلا الله وحده لا شريك له ..
هو الإله الحق وحده آمنا به وصدقنا رسله .

وكما قلت هناك الكثير من الأدلة على تقرير قضية التوحيد
منها مثلا :
قصة تكون الماء ، ودورته في الحياة .. من تأمل هذه القصة
وتسلسل مراحلها ، يشهد يقينا أن وراء هذا التدبير العجيب لتكوّن الماء
قوة قادرة مبدعة تدّبر أمر الحياة والأحياء بمنتهى الحكمة ..
ولن تكون تلك القوة إلا قوة وحيدة في الكون ، لا شريك معها ولا ند لها ..
ذلك هو الله رب العالمين ..

كذلك مظاهر الإبداع والاتقان العجيب ، والحكمة البارعة في مشاهد هذا الكون كله

يدل دلالة واضحة أنه لا يمكن أن يكون لهذا الكون أكثر من إله واحد ،
هو الإله الحق الذي ينبغي أن تمتلئ القلوب بمحبته جل في علاه ..

أكتفي بهذا القدر .. وأعتذر على الإطالة أولاً ..
وعلى أني قطعت تسلسل حديثك ثانياً ..
فامض على بركة الله فيما أنت فيه ..نفع الله بك ، وبارك الله فيك ..

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 26-03-2006 , 06:37 PM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#15  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعود لأفصل بعض المجمل في كلامي السابق .. :-)

فقد كتبت ما كتبت على عجل لأدرك الصلاة ..
أما وقد وفقني الله لأداء الفرض مع الجماعة ..ونسأله أن يتقبل منا جميعاً ،
فإني أرى أن أعود لأفصل بعض ما أجملناه قبل قليل :

- -
يقول الحق سبحانه :
(إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) .. سورة طـه

فأين تلك الآلهة المدعاة ؟ هل سمعت هذا أم لم تسمع !!؟
إن كانت سمعت ، فلماذا لم تعترض ، ويصيح كل منها : بل وأنا إله أيضا !!!
وما دمنا لم نسمع صوتاً يعترض ، فإن الدعوى تسلم لصاحبها حتى يظهر معترض!!
ولا ظهور لمعترض أصلاً ..!!!

وما قيل في هذه الآية يقال في آيات كثيرة في القرآن مثل :

( .. اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) .. سورة البقرة
( ... وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) .. سورة البقرة
(وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ) سورة النحل
(يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ ) سورة العنكبوت

والآيات كثيرة تقرر هذا المعنى وترسيخ القضية وتغذي القلب بتوحيد الرب سبحانه .

وايضاً ..
حين يقول الحق عز وجل :
(...وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) سورة الأعراف
(اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ
لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) سورة الرعد

( اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ
وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ ) سورة إبراهيم

( وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ) سورة إبراهيم
(وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) سورة النحل

(وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا
وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) سورة النحل

(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ
وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) سورة البقرة

(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) سورة الروم

فيقال هاهنا ما قيل في الآيات السابقة :
مثل هذه التقريرات المتوالية في القرآن الكريم ، وهي كثيرة جداً :

ترى هل سمعت بها تلك الآلهة المدعاة أم لم تسمع !!؟
أن كانت سمعت فلماذا لم تعترض !!؟
ويقول كل منها : بل أنا خلقت وسخرت ورزقت وقدرت وجعلت و..و..الخ

فلا إله إلا الله وحده لا شريك له .

وأقول ناصحا نفسي وأخواني جميعا :
كلما قرأت القرآن أو سمعته من غيرك ، ومررت بمثل هذه الآيات تذكر هذه القضية

لتقرر قضية توحيد الله في قلبك دائما ، وهي أهم قضية على الإطلاق ،
ويكفيك في هذا قول الحق سبحانه وتعالى:

(إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء
وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ) سورة النساء

وقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :

" يقول الله تبارك وتعالى : ياابن آدم !
... لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا ، لأتيتك بقرابها مغفرة "..

فقضية التوحيد ينبغي أن نوليها جل اهتمامنا ، ونتفقدها باستمرار في قلوبنا
حتى لا نقع في شيء من الشركيات التي تسخط الله علينا ..والعياذ بالله ..
فلابد أن : نذكر أنفسنا دائما بها ، ونذكر الآخرين بها أيضا ، ولا نمل ولا نكل ..

.. نسأل الله أن يرزقنا إيماناً صادقا ، ويقينا راسخاً .. اللهم آمين .
وبالله التوفيق ...

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 26-03-2006 , 07:32 PM    الرد مع إقتباس
أبومروان أبومروان غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 580
#16  
السلام عليكم
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموضوع الأكثر من رائع ...........
ومساهمة في هذا الموضوع الحساس أعرض هذا النقل :
= = =
كان اهتمام القرآن بقضية تقرير التوحيد ، من خلال تكرار البراهين عليها ،
بمختلف الأساليب والوسائل ، يفوق اهتمامه بكل القضايا الأخرى رغم أهميتها ..

فنراه يقيم الأدلة الثابتة على وجود الله سبحانه ، ويلفت الأنظار إلى خالق هذا الكون ،
وإلى آثاره العظيمة العجيبة ، الدالة على كمال الخالق وإبداعه ، ويغلق الطريق دون تسرب
الشبهات الطارئة ، بما يورده من أدلة عقلية ، وشواهد الآثار ، وأدلة الفطرة النقية ..
وسارت الآيات الكريمة لتوقظ عقل الإنسان من سباته ، وأخذت تشده إلى السير في الطريق السوي ،
وتبسط أمامه شواهد الخلق ، وآثار الصنعة ، وتنبهه على دقائق الكون وحقائقه ،
وتلفت نظره إلى حكمة الخالق في هذا كله ، وتوصله من خلال هذه الجولة العقلية بأناة وقناعة
ويقين إلى التسليم أن وراء هذا الكون إله عظيم جليل ، يتجه القلب إليه العبادة الخالصة ..

....فيصل إلى اليقين التام :
إلى أن الله تعالى خالق هذا الكون كله ومنشؤه ومصوره ومبدؤه ومبدعه ،
لأن الصنع لابد له من صانع ، والكتاب لابد له من كاتب ، والبناء لابد له من بانٍ ...
ويستحيل غاية في الاستحالة أن يكون هذا الإتقان كله من صنع الصدفة ..! ..
بل وغاية في الاستحالة أن يكون في هذا الكون أكثر من إله ..!
فإنما هو إله واحد قيوم على كل شيء ، عليم بكل شيء سبحانه وتعالى عما يشركون ...
اللهم ثبت قلوبنا على دينك ....

أبومروان غير متصل قديم 27-03-2006 , 05:27 PM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#17  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نناشد أخانا الفاضل أن يستمر معنا ويكمل ما بدأ

فالموضوع هام لجديدنا وقديمنا

والملتزم منا ..

والراغب في التوبة ..

والذي لا زال شاردا غافلا ..

فموضوع تقرير التوحيد هو أس القضايا ولبها وروحها

نأمل أن يكون أخانا الفاضل بصحة طيبة وحال حسنة

وأن لا يشغله الله في غير طاعته ..

اللهم آمين

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 01-04-2006 , 07:40 PM    الرد مع إقتباس
عقد الياسمين عقد الياسمين غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 330
#18  

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
موضوع ممتاز و إضافة في مكانها تقدم الفكرة بأكثر من أسلوب
أتمنى الاستمرار و الفائدة للجميع
أحب إضافة هذه الكلمات و التي أتمنى من الله أن أكون وفقت في اختيارها و تكون مفيدة
إن التوحيد هو أول ما فرض الله على العباد فهو أصل الدين وأساسه وهو القاعدة الكبرى والحقيقة العظمى الذي بموجبه يتوجه العبد إلى خالقه فيعبده ويطيعه
قال تعالى: ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ،)
وقال تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
والتوحيد هو إفراد الله بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته،
قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله: وكلما ازداد القلب حباً لله ازداد له عبودية وكلما ازداد له عبودية، ازداد له حباً وحرية عما سواه، والقلب فقير بالذات إلى الله من جهتين، من جهة العبادة، ومن جهة الإستعانة والتوكل، فالقلب لايصلح ولا يتلذذ ولا يسر ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه، من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه.
وقال: ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد إلا إياه، ولا يستعين إلا به، ولا يتوكل إلا عليه ولا يفرح إلا بما يحبه ويرضاه. ثم قال: وتحقيق شهادة أن لا إله إلا الله أن ينفي عن قلبه ألوهية ما سوى الحق، ويثبت في قلبه ألوهية الحق. وقال ابن القيم رحمه الله: ومن اشتغل بالله عن نفسه كفاه الله مؤنة نفسه ومن اشتغل بالله عن الناس كفاه الله مؤنة الناس ومن إشتغل بنفسه عن الله وكله الله إلى نفسه، ومن إشتغل بالناس عن الله وكله الله إليهم، وبهذا التوحيد أرسلت الرسل وأنزلت الكتب وكل سورة وكل آية في القرآن متضمنة لنوعي التوحيد شاهدة به وداعية إليه، وركنا التوحيد هما الصدق والإخلاص.
فإن معرفة التوحيد فرض لازم وضرورة قائمة ليسلم للمسلم دينه ويبني عبادته وتوجهه إلى ربه على أساس صحيح، وينبغي أن يخاف على توحيده من الشرك الأكبر والأصغر
وليحذر المسلم من نواقض الإسلام فليدرسها ويفهمها وينظر موقعه منها وليسعى في تحقيق توحيده ويكن تحقيق التوحيد بتهذيبه وتصفيته من الشرك الأكبر والأصغر ومن البدع القولية والاعتقادية والبدع الفعلية العملية ومن المعاصي وذلك بكمال الإخلاص لله في الأقوال والأفعال والإرادات، لأن الشرك ينافى التوحيد بالكلية، والبدع تنافي كماله الواجب، والمعاصي تقدح فيه وتنقص ثوابه،
وحقيقة التوحيد هي: انجذاب الروح إلى الله فلا يكون في قلبه شيء لغيره، ولا إرادة لما حرم الله، ولا كراهية لما أمر الله
قال تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )
والظلم هنا هو الشرك.


وبالله التوفيق

عقد الياسمين غير متصل قديم 03-04-2006 , 12:18 AM    الرد مع إقتباس
افكر كثير افكر كثير غير متصل    
كاتب فعال جداً الكون - كوكب الأرض - قارة اسيا - الجزيرة العربية --------->  
المشاركات: 1,738
#19  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مشاء الله تبارك الله . موضوع رائع جداً زادت روعته بالمشاركات من الجميع . يعود الفضل بعد الله عز وجل لأخينا الفاضل اسد الدين شيركوه في اختياره للموضوع . وللمشاركين في هذه الإضافات القيّمة .

احببت ان اشارك معكم ان سمحتم لي ولكني لن اشرح شيئاً في مشاركتي . ولكن هنالك ايات في كتاب الله عز وجل من سورة المؤمنون اتوقف عندها دائما . ففيها طريقة بديعه في الاستفهام عن اسئلة الفطرة وتسلسلها عجيب . ساكتفي بوضع الأيات وارجوا استمرار الطرح بالأخص من الاخ اسد الدين فهو من بداء هذا السيل الجارف .

قال تعالى :


( وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَّا تَشْكُرُونَ

وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ

بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُونَ

قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ

لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ

قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ

قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ

سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ

قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ

بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ

مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ

عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )

المؤمنون ( 78-92 )

افكر كثير غير متصل قديم 03-04-2006 , 01:46 AM    الرد مع إقتباس
عقد الياسمين عقد الياسمين غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 330
#20  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

احببت رفع الموضوع
و أسأل هل أنتهى الموضع الى هنا أم له بقية
لآنه موضوع مهم و مهم جدا وكلنا بحاجة إليه
تذكرته اليوم فقلت أرفعه

وبالله التوفيق

عقد الياسمين غير متصل قديم 11-06-2007 , 02:45 PM    الرد مع إقتباس
أبومروان أبومروان غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 580
#21  
السلام عليكم ورحمة الله
نفس سؤال الأخت الفاضلة عقد الياسمين .......... وننتظر الإجابة .............. جزاكم الله خير

أبومروان غير متصل قديم 15-06-2007 , 03:05 PM    الرد مع إقتباس
أبومروان أبومروان غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 580
#22  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لتحريك هذا الموضوع الرائع ................... اشارك بهذه القراءة التي تتعلق بالموضوع :
- -
طريقة القرآن فى تقرير التوحيد ونفى ضده

يكاد القرآن أن يكون كله لتقرير التوحيد ونفى الشرك ، وفى أكثر الآيات يكرر الله تعالى
توحيد الإلهية وإخلاص العبادة لله تعالى وحده لا شريك له .
قال تعالى : ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾[التوبة:31] .

ويخبر تعالى أن جميع الرسل تدعو قومها إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا.
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾[النحل:36]

وذكر نماذج متعددة في سور كثيرة ، لأنبياء دعوا قومهم إلى هذا الأصل .....
مثل : ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ﴾[الأعراف:65]،
وقال تعالى: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ..) ....

ويقرر الله تعالى أنه ما خلق الجن والإنس إلا ليعبدوه وأن الكتب والرسل اتفقت على هذا الأصل الذى هو أصل الأصول .
قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾[الذريات:56]،
وقال عز من قائل: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾

ومن لم يدن بهذا الدين ـ الذى هو إخلاص العمل لله ـ فعمله باطل .
قال تعالى: ﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾[الزمر:65]
قال تعالى ﴿ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام:88]،

ويدعو الله تعالى عباده إلى ما تقرر فى فطرهم وعقولهم من أن المنفرد بالخلق والتدبير والمتفرد بالنعم الظاهرة والباطنة
هو الذى لا يستحق العبادة إلا هو ، وأن سائر الخلق ليس عندهم نفع ولا ضر ولادفع ولن يغنوا عن أحد من الله شيئا...
وانظر فى هذا قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿21﴾ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[البقرة:21/22]

ويدعوهم الله تعالى إلى هذا الأصل بما يمتدح به ويثنى على نفسه الكريمة من تفرده
بصفات العظمة والمجد والجلال والكمال وأن من له هذا الكمال المطلق الذى لا يشاركه فيه مشارك
أحق من أخلصت له الأعمال الظاهرة والباطنة والآيات فى ذلك أكثر من أن تحصى
فمنها قوله تعالى فى أعظم آية فى القرآن:
﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾[البقرة:255]، وغير ذلك ..

..... ومن طريقة القرآن فى تقرير التوحيد الدعوة إليه بذكر ما رتب عليه من الجزاء الحسن فى الدنيا والآخرة
والحياة الطيبة فيهما وما رتب على ضده من العقوبات الآجلة والعاجلة وكيف كانت عواقبهم أسوأ العواقب وشرها
وبالجملة فكل خير عاجل وآجل فإنه من ثمرات التوحيد وكل شر عاجل وآجل فإنه من ثمرات ضده

والله أعلم

أبومروان غير متصل قديم 17-06-2007 , 07:16 AM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#23  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلما عرجت على هذا الموضوع ، أجدني أنتفع مجددا .. وأجد أن بالإمكان مواصلة الكلام فيه وحوله

فالحديث في مثل هذه القضية ذو شجون وذيول وفضول

اسأل الله أن يعينني للعودة مجددا إليه ، وأن ييسر الله لي ما أنفع به غيري ..

اللهم آمين

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 21-06-2007 , 12:37 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.