العودة سوالف للجميع > سوالف شخصيه وثقافيه ادبيه > سوالف الأدب والثقافة > قسم الكـــــــــــتـــــاب > مانيفستو شعراء العالم
المشاركة في الموضوع
أبو يحى أبو يحى غير متصل    
عضو نشيط جداً  
المشاركات: 361
#1  
مانيفستو شعراء العالم
Luis Arias Manzo



شعراء العالم،

لقد آن الأوان لنوحّد قوّانا من أجل ضمان تواصل الحياة.

نحن حماة السّلم ورسل مرحلة جديدة للإنسانية. نحن شعراء النّور، النّور هو المركب الذي سيقودنا إلى حدود التزام لن نكفّ عن تمجيده لأي سبب كان.نحن نعيش اليوم في سياق موت مرحلة ولّت وميلاد عهد جديد سيكون للشّاعر دور هامّ ومحدّد فيه.

تعيش الإنسانية اليوم راهنا مصيريا لتؤمّن عيشها.فإمّا أن تواصل طريقها نحو المنحدرالذي سيقودها إلى الامّحاء أو أن تغيّر وجهتها لتفوز بالخلاص وتغنم وجودا أرحب اعتمادا على إرادة جمعية صادقة.

منذ تلك الأزمان القديمة التي يتذكّرها الإنسان والوجود البشريّ مرتهن بالتعايش مع المجالات الحيوية التي ضمنت له إمكانية العيش وماتزال. ولكن الإنسان في المقابل وبشكل مفارق وهو الذي يتزايد يوما بعد يوم استنزف الأرض استنزافا يجعل احتمال وجود الجنس البشري ضعيفا. فإذا لم يغيّر الإنسان تصرّفاته حالا سيكون هناك أسباب حقيقية لتكرهنا الأجيال القادمة.



و في نفس هذا الإطار فلن تكون الرّغبة في أن نصبح أكثر عددا وأن نعيش سببا في تضاؤل الموارد المادّية لكوكبنا فحسب بل في تضاؤل الموارد الإنسانية أيضا وهو ما سيقودنا إلى جحيم الصراع بين الإنسان والإنسان.ألا نشهد اليوم تقاتلا من أجل العيش، أو من أجل التكاثر، أو من أجل التفاخر وقول كلام من قبيل:

)أنا كذا وكذا. أو أنا أمتاز عليك ب......)

وبذات الأسباب التي تدفعنا إلى تحطيم كوكبنا بشكل متواصل وذلك باستغلال موارده الطبيعية والإنسانية نصنع أسلحة دمار شامل قادرة على محو الإنسانية في ساعات قليلة. إنّ امتلاك القوّة يتمركز دائما في أيد نعرفها اليوم بكونها إمبراطورية أو إمبراطوريات.

ولكن لحسن الحظّ، ليس كلّ شيء بهذه السلبية. الفوضى الأخلاقية، الفوضى القيميّة، الفوضى السياسية بهذه الحروب الوحشية والمخجلة،الفوضى الاقتصادية وحقائقها العبثية ليست سوى مظاهر دالّة على ولادة التّاريخ. حينما تضع امرأة مولودا تنتهي مرحلة ومنها تنبثق أخرى جديدة.



1- في مواجهة هذا العطش للسيطرة المطلقة التي ستقودنا بلا ريب إلى تحطيم الذّات وستجعلنا نواجه وحشية كبيرة، ولاستقبال أنوار الأزمان الجديدة التّي بدأت تظهر بوادرها، نحن شعراء العالم، نختار طريق المعارضة وطريق بناء فجر جديد سيقودنا إلى تحرير الإنسان نهائيّا.



2- نحن، شعراء العالم، شعراء العالم فحسب، لأنّ كلّ شعراء العالم ليسوا مستعدّين لأن يقولوا: ' نحن' بدلا عن ' أنا '. نحن نقصد أولئك الجاهزين لمغادرة ' الذات الأنوية ' التي تقتلنا ببطء وأولئك



القادرين على النّظر إلى الآخر بآعتباره شبيها لهم. معا سنباشر هذه الرّحلة الجماعية حول العالم سيكون بإمكاننا بناء صرح الشعر لخدمة الإنسانية.



3- أن تكون شاعرا لا يعني أن تكتب شعرا جميلا فحسب بل أن تعيشه أيضا. وأن تعيشه لا يعني أن تحسّه فحسب بل أن تضعه حيز التّطبيق. وأن تضع الشعر حيز التّطبيق هو عمل يوميّ بل هو عمل دائم، مادامت لنا عقول تفكّر وقلوب تحسّ.



4- أن تكون من شعراء العالم ليس أمرا هيّنا. إنّه يعني أن تكون في مستوى هذا البيان في جوهره، أن تعمل على الدّفاع عن الحياة، وعن الاختلاف، وعن الحرّية، وأن تكون قادرا على أن تقول: ' أهب حياتي من أجل الحياة رغم حبّي لحياتي'. ولهذه الأسباب نقول: يكفي من الغباء يكفي من حبّ الذّات الذي لن يقود إلى السّعادة لا جماعيا ولا فرديّا، ولنضع فنّ الشّعر في خدمة الوجود الإنسانيّ.



5- أن تكون من شعراء العالم هو أن تكون محاربا أو أن تكوني محاربة تركض في سهول الوجود الإنسانيّ وهو دور الشاعر منذ الأزل بحثا عن تجويد العيش والتّطوير الطبيعيّ للحياة. من أجل هذا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام الجرائم التي ترتكب كلّ يوم بآسم الحرّية، سنرفع أصواتنا سيفا من الضّوء و سنرعب الجبان. من أجل هذا سنصنع من الكلمات أسلحة لم يعرفها المجرم على مرّ التّاريخ.

6- نقرّ بإجلال سعي شعراء العالم الثّمين لتطوير الإنسانية عبر القرون الخوالي. أولئك الذين تركوا لنا



أسماءهم منقوشة على مئات من كتب التّاريخ الكونيّ وفي الذاكرة الإنسانية جمعاء. كما نقرّ بدور

الشّعراء المجهولين الذين أدّوا واجبهم بشجاعة لدى مرورهم بهذه الأرض عبر مختلف العهود. نحن نؤمن بالقيمة الدلالية التّي أضافها هؤلاء العظماء إلى عصورهم وإلى عصرنا كذلك. نحن اليوم في فجر مرحلة إنسانية جديدة. نحن شعراء القرن الحادي والعشرين لا نريد أن نعوج على شؤون

الماضي لنحسن مواجهة الحاضر والمستقبل. نحن شعراء العالم الذين ينتمون إلى هذا القرن، مدعوّون

إلى أن نكون خلاّقين وأن نعمل خيالنا لنجد بالتّالي إجابات وتفسيرات تنادي بها الإنسانية اليوم وتطلبها بإلحاح أمام الفشل الذي نتحمل فيه المسؤولية أيضا.



7- نحن شعراء العالم نعلن أنّنا متساوون كلّنا، المشهورون والأقلّ شهرة، الأعلام منّا والمجهولون، الأغنياء والفقراء، البيض والسّود، السّمر والصّفر، مهما كان موقعنا على الأرض؛ سنمسك بمقابض سيوفنا وسنقاوم معا ما يقتل الحياة متعاضدين في جبهة واحدة من أجل العدالة [ نفس العدالة للجميع]، ومن أجل المساواة [ الفعلية بين كلّ سكّان الأرض ]، ومن أجل الحريّة [الحقيقيّة وليست الاصطناعية]، ومن أجل حقّ الشّعوب في الوجود والعيش في سلام.



8- شعراء العالم يعلنون أنّ كلّ مكان هو ملكهم وحلبتهم الشّخصية لمقاومة الشرّ. ولتحقيق هذا بإمكانهم اختيار قصور السّلطة الفخمة أو مغاور الأحياء الشعبية أو العشب الذي يشتغل عليه ساكن الأرض أو أعماق المناجم حيث يبصق العمّال دما. لا ينسى الشّاعر أيّ مكان أو حيّ، إنّه يبذر كلماته كما الأمطار تهطل على الأرض وتترك مشهدا متجمّدا، تراه الإنسانية ورودا. سيكون الشاعر النّور الذي يقود المحارب تماما مثلما تقود الهضاب المسافر.



9- نحن شعراء العالم، نعلن أنّنا مسالمون دون أن يعني ذلك أنّنا جبناء أو سلبيون؛ نحن ضدّ العسكرة ولكنّنا لسنا مغفّلين. نحن عاطفيّون بالطّبيعة طالما أنّ التعبير الفنّي و لون الكتابة دم أرواحنا. نحن نعيش في فخاخ داخل لذة سحرنا الفنّيّ إلى أن نبلغ الارتعاشة المؤلمة للإبداع.وبفضل هذا الإبداع سيكون الهدف محدّدا دائما ألا وهو تجويد الحياة، حياتنا [ الفرديّة] وحياة الجميع [الجمعية]. نحن

مسالمون نبحث عن السّلم الكونيّ. ولكنّ السّلم لا يتحقّق دون فعل، يجب أن نستحقّه وأن نناضل من

أجله. ولهذه الأسباب نقدّم أنفسنا على أنّنا محاربون. السّلم لن يتحقّق دون عدالة. لن يكون سّلم إلاّ إذا

سادت العدالة أي بآعتباره نتيجة لهذه العدالة. وإلاّ ظلّ السّلم كما هو عليه اليوم في مملكة الإمبراطوريات: سلم المقابر.



10- لتكون من شعراء العالم عليك أن تكون جاهزا لتطوّر ذاتك بلا كلل، ولتكون سعيدا داخل الاختلاف ولقبول التنوّع بنفس الطّريقة التي نتقبّل بها الوجود في تعقّده. إنّ جيش شعراء العالم يهدي دائما فضاء للمقاومة كيفما كنتم مؤمنين أو غير مؤمنين، لائكيّين أو متديّنين، من ذوي الميل الجنسي الطّبيعي أو غير الطّبيعيّ المهمّ أن تعشقوا الحبّ النّبيل، إن كنتم من محاربي الأمس أو مقاتلي اليوم ولكنّكم محاربو الخير. سيثبّت الشّعراء هذه السّلسلة التّي توحّد العالم، هؤلاء الشّعراء الذين ينشرون الأمل والبسمة طوال هذة المقاومة التي ولدت منذ فجر الزمان.



11- عادة ما يحمّل الإنسان شخصا آخر أخطاءه. إنّ التّحدّي الذي نرفعه هو أن يتحمّل كلّ منّا مسؤوليته تجاه ذاته بروحه الخالصة دون اللّجوء إلى الغير لإخفاء أخطائه وخساراته. أملنا هو أن



نرتفع بفضل كلمتنا وأن نضيء الفعل في قلب كل واحد منّا، وفي الجهة الأخرى للجبال، وفي الليل

المختنق للرّوح، وفي الغلاف الذي يحرس أحشاء الطبيعة؛ علينا أن نستشرف المستقبل منذ الصّباح من أجل أن يبني كلّ واحد منّا روحه بالحبّ وبالكلمات.

الشّعر ينتمي إلى العالم وعلينا أن نتحمّل مسؤوليتنا تجاهه.

انضمّ إلى هذه المعركة من أجل الوجود الإنساني.

كن حلقة من حلقات هذا العقد اللازم لتستمرّ الحياة.

أبو يحى غير متصل قديم 30-03-2006 , 03:36 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML غير متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.