العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة > أسمــــــــــــــــــــــــــــــــاء
المشاركة في الموضوع
فتى دبي فتى دبي غير متصل    
عضو نشيط جدا دبي  
المشاركات: 845
#1  
أسمــــــــــــــــــــــــــــــــاء
قصة محزنة توقظ الضمير:

حفرت كلمة احبك بدمها وماتت


قصة على لسان صاحبها

وهو شاب في أواخر العشرينات من السعودية , يقول:

تعودت كل ليلة أن امشي قليلا ،

فأخرج لمدة نصف ساعة ثم أعود..

وفي خط سيري يوميا كنت أشاهد طفلة لم تتعدى السابعة من العمر.. كانت تلاحق فراشا اجتمع حول إحدى أنوار الإضاءة المعلقة في سور أحد المنازل ...

لفت انتباهي شكلها وملابسها ..

فكانت تلبس فستانا ممزقا ولا تنتعل حذاءاً ..

وكان شعرها طويلا وعيناها خضراوان ..

كانت في البداية لا تلاحظ مروري ..

ولكن مع مرور الأيام ..

أصبحت تنظر إلي ثم تبتسم ..

في أحد الأيام استوقفتها وسألتها عن اسمها

فقالت أسماء ..

فسألتها أين منزلكم ..

فأشارت إلى غرفة خشبية بجانب سور أحد المنازل ..

وقالت هذا هو عالمنا

أعيش فيه مع أمي وأخي خالد..

وسألتها عن أبيها ..

فقالت آبى كان يعمل سائقا في إحدى الشركات الكبيرة ..

ثم توفي في حادث مروري ..

ثم انطلقت تجري عندما شاهدت أخيها خالد

يخرج راكضا إلى الشارع ..

فمضيت في حال سبيلي ..

ويوما بعد يوم ..

كنت كلما مررت استوقفها لأجاذبها أطراف الحديث ..

سألتها : ماذا تتمنين ؟

قالت كل صباح اخرج إلى نهاية الشارع ..

لأشاهد دخول الطالبات إلى المدرسة ..

أيشاهدهم يدخلون إلى هذا العالم الصغير ..

مع باب صغير.. ويرتدون زيا موحدا ...

ولا اعلم ماذا يفعلون خلف هذا السور ..

أمنيتي أن أصحو كل صباح ..

لألبس زيهم ..

واذهب وادخل مع هذا الباب لأعيش معهم

وأتعلم القراءة والكتابة ..

لا اعلم ماذا جذبني في هذه الطفلة الصغيرة ..

قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبة ..

وقد تكون عينيها ..

لا اعلم حتى الآن السبب ..

كنت كلما مررت في هذا الشارع ..

احضر لها شيئا معي ..

حذاء .. ملابس .. ألعاب .. أكل ..

وقالت لي في إحدى المرات ..

بأن خادمة تعمل في أحد البيوت القريبة منهم

قد علمتها الحياكة والخياطة والتطريز ..

وطلبت مني أن احضر لها قماشا وأدوات خياطة ..

فأحضرت لها ما طلبت ..

وطلبت مني في أحد الأيام طلبا غريبا ..

قالت لي : أريدك أن تعلمني كيف اكتب كلمة احبك.. ؟

مباشرة جلست أنا وهي على الأرض ..

وبدأت اخط لها على الرمل كلمة احبك ..

على ضوء عمود إنارة في الشارع ..

كانت تراقبني وتبتسم ..

وهكذا كل ليلة كنت اكتب لها كلمة احبك ..

حتى أجادت كتابتها بشكل رائع ..

وفي ليلة غاب قمرها

... حضرت إليها ..

وبعد ان تجاذبنا أطراف الحديث ..

قالت لي اغمض عينيك ..

ولا اعلم لماذا أصرت على ذلك ..

فأغمضت عيني ..

وفوجئت بها تقبلني ثم تجري راكضة ..

وتختفي داخل الغرفة الخشبية ..

وفي الغد حصل لي ظرف طارئ

استوجب سفري خارج المدينة لأسبوعين متواصلين ..

لم استطع أن أودعها ..

فرحلت وكنت اعلم إنها تنتظرني كل ليلة

.. وعند عودتي ..

لم اشتاق لشيء في مدينتي ..

اكثر من شوقي لأسماء ..

في تلك الليلة خرجت مسرعا

وقبل الموعد وصلت المكان

وكان عمود الإنارة الذي نجلس تحته لا يضيء..

كان الشارع هادئا ..

أحسست بشي غريب ..

انتظرت كثيرا فلم تحضر ..

فعدت أدراجي ..

وهكذا لمدة خمسة أيام ..

كنت احضر كل ليلة فلا أجدها ..

عندها صممت على زيارة أمها لسؤالها عنها ..

فقد تكون مريضة ..

استجمعت قواي وذهبت للغرفة الخشبية

طرقت الباب على استحياء..

فخرج أخاها خالد ..

ثم خرجت أمه من بعده ..

وقالت عندما شاهدتني ..

يا إلهي .. لقد حضر ..

وقد وصفتك كما أنت تماما ..

ثم أجهشت في البكاء ..

علمت حينها أن شيئا قد حصل ..

ولكني لا اعلم ما هو ؟!

عندما هدأت ألام

سألتها ماذا حصل؟؟

أجيبيني أرجوك ..

قالت لي : لقد ماتت أسماء ..

وقبل وفاتها ..

قالت لي سيحضر أحدهم للسؤال عني فأعطيه هذا

وعندما سألتها من يكون ..

قالت اعلم انه سيأتي .. سيأتي لا محالة ليسأل عني؟؟

أعطيه هذه القطعة ..

فسالت أمها ماذا حصل؟؟

فقالت لي توفيت أسماء ..

في إحدى الليالي أحست ابنتي بحرارة وإعياء شديدين ..

فخرجت بها إلى أحد المستوصفات الخاصة القريبة ..

فطلبوا مني مبلغا ماليا كبيرا مقابل الكشف والعلاج لا أملكه ..

فتركتهم وذهبت إلى أحد المستشفيات العامة ..

وكانت حالتها تزداد سوءا.

فرفضوا إدخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى ..

فعدت إلى المنزل ..

لكي أضع لها الكمادات ..

ولكنها كانت تحتضر .. بين يدي ..

ثم أجهشت في بكاء مرير ..

لقد ماتت .. ماتت أسماء ..

لا اعلم لماذا خانتني دموعي ..

نعم لقد خانتني ..

لأني لم استطع البكاء ..

لم استطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها ..

لا اعلم كيف اصف شعوري ..

لا أتستطيع وصفه لا أستطيع ..

خرجت مسرعا ولا أعلم لماذا لم اعد إلى مسكني ...

بل أخذت اذرع الشارع ..

فجأة تذكرت الشيء الذي أعطتني إياه أم أسماء ..

فتحته ... فوجدت قطعة قماش صغيرة مربعة ..

وقد نقش عليها بشكل رائع كلمة أحبك ..

وامتزجت بقطرات دم متخثرة ...

يا الهي ..

لقد عرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمة ..

وعرفت الآن لماذا كانت تخفي يديها في آخر لقاء ..

كانت أصابعها تعاني من وخز الإبرة التي كانت تستعملها للخياطة والتطريز ..

كانت اصدق كلمة حب في حياتي ..

لقد كتبتها بدمها .. بجروحها .. بألمها ..

كانت تلك الليلة هي آخر ليلة لي في ذلك الشارع ..

فلم ارغب في العودة إليه مرة أخرى..

فهو كما يحمل ذكريات جميلة ..

يحمل ذكرى ألم وحزن ..



تعليق على القصة :

البرواز المكسور..

رسالة إلى كل أم ..

تصحو صباحا ..

لتوقظ أطفالها ..

فتغسل وجه أمل ..

وتجدل ظفائرها. .

وتضع فطيرتين في حقيبتها المدرسية ؟؟

وتودعها بابتسامة عريضة ؟؟

ألا تستحق أسماء الحياة؟؟؟

رسالة إلى كل رجل أعمال ..

يشتري الحذاء من شرق آسيا بثمن بخس ..

ليبيعه هنا بأضعاف أضعاف ثمنه ؟؟

ألا تستحق أسماء الحياة ؟؟

رسالة إلى كل صاحب مستشفى خاص ..

هل اصبح هدفكم المتاجرة بأرواح الناس؟؟

ألا تستحق أسماء الحياة؟؟

رسالة إلى كل طبيب في مستشفى حكومي عام

آو آي إنسان ضميره حي ..

هل تناسيتم هدفكم النبيل في مساعدة الناس للشفاء من الأمراض بعد إذن الله ..

ألا تستحق أسماء الحياة..؟؟

رسالة إلى كل من مر بالشارع الذي تقيم فيه أسماء ..

ونظر إلى غرفتهم الخشبية وابتسم ..

ألا تستحق أسماء الحياة ؟؟؟

رسالة إلى كل من دفع الملايين ..

لشراء أشياء سخيفة ..

كنظارة فنانة وغيرها الكثير ..

ألا تستحق أسماء الحياة...؟؟

رسالة إلى كل من يقرأ هذه القصة ..

ألا تستحق أسماء الحياة؟؟

رسالة إلى الجميع ..

أسماء ماتت ؟؟

ولكن هناك ألف أسماء وأسماء ..

أعطوهم الفرصة ليعيشوا حياة البشر ..


تعالوا نوقظ قلوبنا .. ولو مرة ..

فما اجمل أن تجعل أنسانا مسكينا يبتسم وعلى خده دمعة ..

ولماذا بدأنا نفقد قيمتنا الإنسانية

فتى دبي غير متصل قديم 03-11-2008 , 01:25 PM    الرد مع إقتباس
FOUZIA FOUZIA غير متصل    
مبدع فائق التميز الجزائر يا حكاية حبى  
المشاركات: 7,692
#2  

والله اخي فتى دبي لقد بكيت لدرجة اني اجهشت بالبكاء يارب لقد ماتت قلوبنا
كم من اسماء في كل الدول العربية
ا ربي يجازي هذا الشاب كل خير لما اعطاه لاسماء لدرجة انها عبرت عن حبها له
ياريت كل واحد فينا يحس بهذه الفئة وخصوصا الاطفال والله ما اصعب دمعة في عين طفل بريء
ولا اجد ما اقوله فقد وفيت وكفيت فوالله انت عرفت كيف توصل الفكرة باحاسيس جميلة و مؤثرة
شكرا لك اخي للمرة المليون لهذاالموضوع الذي يحمل معاني الحب والعطاء وفي نفس الوقت معانات الكثير منا الله يرحم اسماء ويصبر اهلها عليها

FOUZIA غير متصل قديم 03-11-2008 , 02:37 PM    الرد مع إقتباس
ابداع2004 ابداع2004 غير متصل    
مشرف سوالف السيارات ¨°o.O ( دار بو متعب ) O.o°¨  
المشاركات: 12,246
#3  

قصة ابكتني .. قصه اعطتني دروس وحكم ..

كان حباً صادقاً .. كان املاً لأسماء بأن تتعلم وحلم لم يتحقق ..

الله يغفر لها ويعوضها بدار خيراً من دارها ..

سلمت يمناك اخي فتى دبي على القصه الرائعه والسرد الاروع بارك الله فيك ..

اجمل تحيه ..

ابداع2004 غير متصل قديم 03-11-2008 , 04:00 PM    الرد مع إقتباس
FOUZIA FOUZIA غير متصل    
مبدع فائق التميز الجزائر يا حكاية حبى  
المشاركات: 7,692
#4  

والله احببت ان اقراها مرة اخرى
ربي يرحمك اسماء
اجمل تحية اخي فتى دبي

FOUZIA غير متصل قديم 09-11-2008 , 03:36 PM    الرد مع إقتباس
FOUZIA FOUZIA غير متصل    
مبدع فائق التميز الجزائر يا حكاية حبى  
المشاركات: 7,692
#5  

اخي فتى دبي
قصة رائعة فتقبل مروري المتكرر
واتمنى لو يقرؤها كل الاعضاء
تحياتي

FOUZIA غير متصل قديم 23-12-2008 , 09:47 PM    الرد مع إقتباس
احمد كيوت احمد كيوت غير متصل    
كاتب فعال السعوديه //  
المشاركات: 1,434
#6  

والله ياخوووي قصه عن جد محزززنه وتبكي الله يرحمها
تسلم علي هدي القصه المحززن التي قطعه قلبي والله

تقبل مروري

احمد كيوت غير متصل قديم 24-12-2008 , 06:03 AM    الرد مع إقتباس
المحامي المحامي غير متصل    
عضو نشيط في ربى نجد  
المشاركات: 84
#7  

مرااحب فيك اخوي المبدع / فتى دبي ...

بصراحه قصه مبكيه توقظ ضمير كل حي حتى ولو لم يكن له ضمير ..

هناك الكثير في عالمنا مثل اسماء .. ولكن الليل ارخى عليهم سدوله حتى لانراهم ..

اشكرك ياعزيزي على هذه القصه ..

فقد نالت اعجابي بكل المقاييس ..

تحياتي ...

.: المحامي :.

المحامي غير متصل قديم 28-12-2008 , 05:24 PM    الرد مع إقتباس
زهرة الكركديه زهرة الكركديه غير متصل    
مشرفة سوالف الاصدقاء `•.¸¸.•¯`••._.• أفتــــــــــــــخر بالإمارات`•.¸¸.•¯`••._.•  
المشاركات: 4,761
#8  

أعتقد أني قرأت هذه القصة مرتين وهذه الثالثة وفي كل مرة كاني أقرؤها اول مرة ...

ماعرف ليش الألم ولحظات الظلام أكثر من لحيظات السعادة ...

وليش الدنيا تكون بهاي القسوة وليش العالم يغلب عليه اللون الرمادي وليش الناس قلوبها قاسية وليش وليش وليش...!

مادري ....!

زهرة الكركديه غير متصل قديم 29-12-2008 , 04:07 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.