العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة > القصص الشعبية بين قصص ألف ليلة وليلة وقصص التراث العالمي
المشاركة في الموضوع
صفحة 3 من 4 < 1 2 3 4 >
بشاير بشاير غير متصل    
مراقبة سوالف الاصدقاء قلب زايد  
المشاركات: 7,838
#51  

مؤلم أن يكون كل هذا الحقد بين الاخوة لدرجة سعي أحدهم لتخلص من الأخر

أسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا وأن يجعل المسلمين كلهم اخوة متحابين فيه

سلمت يداك أخي الطارق وننتظر بقية القصة

بشاير غير متصل قديم 12-09-2007 , 04:07 PM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#52  

حياك الله أختي بشاير

للأسف يحدث ما بين الإخوان مثل هذا وأكثر ولولا ذلك لقلت أن هذه القصة من المبالغات في القصص الشعبية ، وما يؤكد ذلك قصة أخوة يوسف عليه السلام ..
كما في التاريخ من الحوادث ما يؤكد هذه الحقيقة من الصراع بين الإخوان والعداوة والبغضاء والتاريخ شاهد على ذلك وهناك سلسلة طويلة تؤكد هذا ..

نسأل الله صلاح الحال وزيادة المحبة بين جموع المسلمين في الله ..
وجزاك الله خير أختى الفاضلة على تعقيبك الكريم ..

الطارق غير متصل قديم 14-09-2007 , 02:28 AM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#53  
الجزء الثاني من قصة الشاب والنسر والبنتان
قال الراوي :

(( واما الفتى الشجاع فإنهما لما رميا عليه الحبل وقالا له ما قالا قال : الثور الأبيض غلب الثور الأسود ، ولم يشعر إلا وهو تحت طبقات الأرض فمشى قليلاً ورأى ثعباناً متسلقاً يريد أن يأكل أفراخ النسر والنسر يحاول عبثاً أن يفتك أفراخه دون جدوى فاستل الفتى الشجاع سيفه الذي اكتسبه من السعلي وقد ذهبت عنه ظاهرة الرنان بقتل صاحبه وضرب الثعبان بالسيف فقسمه قسمين فرفرف عليه النسر وأظهر من الود والحنان ما لا غاية بعده .

قال الراوي : ومضى الفتى الشجاع في طريقه فوجد نهراً وعليه فتاه تجلس على شاطئ حزينة فسألها عن أمرها ، قالت : أنا بنت سلطان هذه البلاد وزراعة بلادنا قائمة على هذا النهر ويوجد سعلي يستولي على النهر وفي رأس كل سنة يقدم له أهل البلد بنتاً بالقرعة فيأكلها ويجري النهر وإذا ما قدمت له هذه البنت يوقف مجرى النهر عنا فتموت مزارعنا وفي هذه السنة وقعت القرعة علي وقدموني أهلي قرباناً له وهو سيأتي إلى الآن ويأكلني ويجري النهر .

وفيما هي تحدثه أقبل السعلي فقالت : ها هو السعلي قد أتى ، فلما دنى منهما حمل الفتى الشجاع عليه وضربه بسيفه ضربه هائلة على عاتقه أخرجه يلمع ما بين علائقه .

وذهبت الفتاة تجري إلى أهلها فرشقوها بالحجارة خوفاص من أن تكون هاربة من السعلي وهو وراءها فيأكلهم جميعاً ولكنها قالت : لقد أنقذني فتى شجاع وقتل السعلي وهو هناك على البئر .

فذهبوا اليه بتخوف ولما رأوا السعلي قتيلاً فرحوا وسألوا الفتى عن قصته فأخبرهم بكل ما مر عليه ونهضوا معه في أمر إعادته إلى بلده وقال النسر : أنا أوصله إلى بلده ولكن زودوني بكفايتي من اللحم فذبحوا له ذبيحة من الغنم وقسموها له سبعة أقسام ثم حمله النسر على ظهره وطار به في الجو وكلما التفت إليه ناوله قسماً من اللحم وقبل المرحلة الأخيرة نفد اللحم فالتفت النسر إلى الفتى فقطع له الفتى بعضاً من فخذه فرأى النسر اللحم حاراً فلم يأكله وضغط عليه بين أسنانه ولما وصل إلى بلدته أنزله ومضى .
ولما رآه يعرج في مشيته عاد إليه ورأى مكان اللحم المقطوع من فخذه فأعاده إلى موضعه ومسح عليه فعاد كما كان .

قال الراوي : ووصل الفتى إلى بيت أمه وقد تغير كثيراً فأعلن عن نفسه وقالت الفتاة : إن كنت صاحبي في البئر فاخرج فردة هذه الأسورة فأخرجها من جيبه فتأكد لهم أنه هو وأحضر أخويه وقد أضاعا كل ما بيديهما فقسم كل ما جاء به من بلاد سلطان أرض النهر وما أعطاه النسر بينهم أثلاثا وقال : عفا الله عما سلف . وتزوج بالفتاة وأكرم أمه وعاشوا جمسع في أحسن حال وأهدأ بال ))

الطارق غير متصل قديم 14-09-2007 , 02:32 AM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#54  
الأساطير الشعبية بين النهل والاقتباس والابتكار !


(( كطالب قرن جدعت أذنه ))

اشتهر هذا المثل عند عرب الجاهلية وذكروا في أدبهم القصصي سبب تولد وسبب هذا المثل فقالوا كما يذكر الميداني في مجمع أمثاله [ كتاب إلكتروني ] :

(( كطالب القرن جدعت أذنه
العرب تقول: ذهب النعام يطلب قرناً فجدعت أذنه، ولذلك يقال له: مصلم الأذنين وفيه يقول الشاعر:
مثل النعامة كانت وهي سائمة ... أذناء حتى زهاها الحبن والجبن
جاءت لتشري قرناً أو تعوضه ... والدهر فيه رباح البيع والغبن
فقيل أذناك ظلم ثمت اصطلمت ... إلى الصماخ فلا قرن ولا أذن

ويقال: طالب القرن الحمار. قال الشاعر:
كمثل حمار كان للقرن طالباً ... فآب بلا أذن وليس له قرن
يضرب في طلب الأمر يؤدي بصاحبه إلى تلف النفس. ))

الطريف في الأمر أن هذا المثل وقصته كان معروف ومشتهر لدى السومريين والعبرانيين واليونانيين ، يقول إحسان عباس في كتابه ملامح يونانية في الأدب العربي [ كتاب إلكتروني ] : ((
قصة الحيوان الذي ذهب يطلب قرنين فعاد مجدوع الأذنين: هذا الحيوان في الأمثال والخرافات السومرية هو الثعلب ، وفي الأمثال العبرية هو الجمل ، وكذلك هو عند إيسوب ، أما في الأمثال العربية فيقال إنه الحمار ولكن الأشهر أنه الظليم (أو النعامة)، وقد جرى المثل العربي على إسقاط اسم الحيوان المقصود ؟عمدا فيما يظن - فجاء على هذه الصورة: " كطالب القرن، جدعت أذنه " ، ولكن الظليم ؟أو النعامة - قد ذكر في الشعر القديم ، وإطلاق المثل على الظليم أنسب لأنه يوصف بأنه " أصلم " ؟أي مقطوع الأذنين - كما أن اسمه قد يدل على ما لحق به من ظلم حين قطعت أذناه ، وحين يذكر الثعلب أو الحمار في هذا المثل فإن ذلك لا يقصد إلى تعليل خاصة فيزيولوجية ثابتة وإنما يشير إلى حادثة بعينها. أما أين ذهب ذلك الحيوان، فأمر تتجاهله الرواية العبرية والعربية بينا تنص عليه الروايتان السومرية واليونانية، فهو في الأولى قد ذهب إلى إنليل وفي الثانية إلى زوس (Zeus). ويبدو أن نقله إلى خرافات إيسوب قد تم عن السومرية والعبرية، بعد أن أجري التحوير الضروري المطلوب عليه، ولكن من الصعب أن نجد تفسيرا لتغيير الثعلب السومري وجعله جملا في خرافات العبرانيين واليونانيين، إلا أن يكون صغر أذني الجمل بالنسبة لجسمه هو السبب في ذلك.
وترد الخرافة في كليلة ودمنة عن الحمار ، وهي هناك حافلة بتفصيلات لا نجدها في أية رواية من الروايات الأخرى سواء أكانت سومرية أو يونانية أو عربية. ويدخل فيها عنصر الأيل الذي رآه الحمار وهو يشرب فأعجب بقرونه وأحب أن يكون له مثلها، وظل يتحين الفرصة حتى ذهب إلى الدار التي يعيش فيها الأيل، وخاطبه فلم يستطع أن يفهم لغة الحمير، وضاق صاحب الأيل به ذرعا فضربه، فارتد إليه الحمار فكدمه، فعندئذ عمد الأيل إلى أذني الحمار فجدعهما. وأغلب الظن أن الأيل هنا تحريف عن " انليل " ، والا فليس في المألوف أن يكون الأيل مما يدجن ويأخذه صاحبه إلى الماء ليسقيه. وربما كان حلول الحمار محل الظليم ؟أو النعامة - في الشعر العربي من تأثير كليلة ودمنة، إذ نجد الإشارة إلى ذلك في شعر محدث، فقد نسب إلى بشار قوله:
فصرت كالعير غدا طالبا ... قرنا فلم يرجع بأذنين ومثله قول الآخر:
ذهب الحمار ليستعير لنفسه ... قرنا فآب وما له أذنان وقول ثالث:
كمثل حمار كان للقرن طالبا ... فآب بلا أذن وليس له قرن ))

وإحسان عباس لا يكتفي بهذا بل يذكر في كتابه سالف الذكر أيضاً مثلاً أخر أو قصة أخرى وهي : ((قصة البعوضة (أو الذبابة) التي حطت على ثور (أو فيل) ثم قالت له: استمسك كيما أطير:
وجدت هذه الخرافة في مجموعة أمثال أشورية نسخت سنة 716 ق.م. عن نسخة أقدم ، وقد وردت كذلك خرافات إيسوب ، ولم أعثر عليها منسوبة إلى الجاهلية، ولكن لابد أن تكون قد عرفت في دور مبكر قبل نهاية القرن الثاني الهجري، فقد وردت في رسالة بعث بها إبراهيم بن الأغلب (196/811) إلى خريش بن عبد الرحمن الكندي يقول فيها: " أما بعد فإن مثلك مثل البعوضة التي قالت للنخلة إذ سقطت عليها استمسكي فإني أريد الطيران، فقالت النخلة: ما شعرت بسقوطك فيكربني طيرانك " ، وبوضع " النخلة " بدل " الثور " أو " الفيل " يتحاشى ضارب المثل تشبيه نفسه بالحيوان، ومن الطريف أن هذا المثل ظل يحتفظ بصورته هذه في الأمثال العربية العامية حتى وقت متأخر، فقد عده الابشيهي من أمثال النساء، ونصه: " باتت ناموسة على جميزة، قالت: صبحك الله بالخير، قالت: مين دري بك قبله )) ..

ولو كانت هذا التشابه بين العرب ومن سبقهم ولحقهم في ضرب الأمثال لهان الأمر واعتبرنا أن هذا مجرد توارد في الأفكار ولضربنا الكثير من الأمثلة في هذا الجانب في تشابه الأمثال وتقاربها بين أمم الأرض – أطلعت على كتاب يتحدث فيها عن حكم احيقار الأشوري والذي يزعم البعض أنه لقمان الحكيم ويذكر مؤلف الكتاب بعض أمثاله ثم يضرب ما يشابهها من الأمثال اللبنانية الدارجة – لكن الإشكاليه أن هذه الأمثال تتشابه كثيراً في عنونها وفي رواية قصتها مما يدل على أن عرب الجاهلية قد نهلوا كثيرا من أساطير الأمم المعاصرة لهم والاقدم منهم ..

ومما يؤكد ذلك ما ذكرناه من قبل في قصة حمامة نوح التي هي مذكورة في أساطير البابليين وعرفت عند العبرانيين وسجلت في التوراة وقد أضاف إليها العرب أيضا من بعض ما لديهم من الابتكار وهذا ليس بغريب على القصص والأساطير الروائية فهو جزء من صفاتها ومميزاتها ..

ومثال لذلك لدى العرب ، قصة الهامة عند عرب الجاهلية يقول المسعودي في مروج الذهب : (( وطائفة منهم تزعمِ أنه - النفس طائر ينبسط في جسم الإِنسان، فإذا مات أو قتل لم ينزل مطيفاَ به متصوراً إليه في صورة طائر يصرخ على قبره مستوحشاً، وفي ذلك يقول بعض الشعراء وذكر أصحاب الفيل:

سلط الطير و المنون عليهم ... فلهم في صدَىَ المقابر هَام

لأن هذا الطائر يسمونه الهام، والواحدةِ هامة، وجاء الإسلام وهم على ذلك حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا هَاَمَ ولا صَفَر " .
ويزعمون أنَّ هذا الطائر يكون صغيراً، ثم يكبر حتى يصير كضرب من البوم وهي أبداً تتوحش وتَصْدَع، وتوجد أبداً في الديار المعطلة والنواويس، وحيث مصارع القتلى وأجداث الموتى. )) .

وإن أطلعت على هذا قطعاً سيذكرك بما نراه في الأفلام الأمريكية من قصة أرواح المقتولين التي لا ترتاح إلا بعد إن تنتقم من قاتلها بقتله أو كشف جريمته ..

بل حتى الأدب الشعبي نهل من القصص العربية القديمة وخير مثال ما ذكرناه من قبل عن قصة بر الهدهد بأمه حتى دفنها أعلى رأسه كما تذكر قصص العامة عند الإعراب والعرب كما يذكر الجاحظ وفي القصص الشعبية ما يشبه ذلك حتى وصفوا الهدهد بأبي قابر وعرف عنه أنه يدفن والديه في أعلى رأسه كما يذكر البعض في قصصهم الشعبية ..

بل إن بعض القصص الشعبية تتشابه كثير في الشخصيات الخرافية حتى لا تعجب من تطابق بعض الشخصيات الخرافية وتشابهها رغم أن قصة الأساطير تختلف ومثال ذلك قصة السعلي أو العفريت الذي بسبعة رؤوس – عرف التنين مثل هذا - والذي لا يتم قتله إلا بسيفه المعلق ولا يتم قتله إلا في رأسه الاصغر على أن لا تعيد الضرب عليه مرة أخرى ، وقد ذكرناها من قبل في قصة ( الشاب والنسر والبنتان ) وهي – أقصد هذه الشخصية الأسطورية – مذكورة عند الجهيمان في كتاب ( أساطير شعبية ) في قصة ( مزنة مع العفريت ) ج1 ص 205 على الرغم من الاختلاف الكامل في القصة وعلى الرغم أن هذه الشخصية الأسطورية غير مشهورة ولا متداولة لدى الكثير منا ، وقد يدل على أن هذه الشخصية كانت مشهورة ومتعارف عليها لدى العامة منذ فترة طويلة من الزمن ( مائة سنة أو أكثر ) وإن لم تستطع البقاء في الذاكرة الشعبية حتى زماننا أو لم تلقى ذلك الأشتهار الذي عرفت به بعض الشخصيات الأسطورية كالدجيرة مثلا والتي لا زالت شخصية متعارفة حتى زماننا هذا ومتداولة من حيث الشهرة ..

وبالمناسبة فالدجيرة تشبه شخصيتها مع قصة الغول أو الغولة ذات كراع الحمار والتي ذكرها الجاحظ في الحيوان وقد ذكرنا ذلك من قبل وهي مشتهرة في كثير من مناطق العالم العربي وإن اختلفت مواصفاتها فلدينا في منطقتنا يزعم البعض أن لكي تقضي على ضحيتها فإنها تقوم بدغدغته حتى الموت بينما قرأت في بعض مواقع النت هذه المعلومات عن النت يقول كاتبها :

((هي كما ورد في القصص والكتب والمراجع انها من الجن الحسان تخصصت في مداعبة شبان البلد ولمن يتأخر عن منزله لما بعد منتصف الليل
وقيل انها متمردة خرجت على والديها ونذرت نفسها لغواية الشباب وهي تبحث عن شاب من الانس لتتزوج منه ))

ومما يشبه هذا الصنع أسطورة ( النداهة ) و هي كائن أسطوري أشبه بالجن معروفة في مصر وهي على شكل امرأة طويلة تمشي بين البيوت وتنادي على الأطفال فيستجيبون لها ويستيقظون من نومهم لكي يتبعوها لترمي بهم في النيل .
كما من ميزاتها أنها تتشكل على كل شكل كالغولة وإذا رأت فلاح فهي تتشكل على شكل حمار لكي يرتقي علي فترمي به لتكسر رجله وتتضاحك من ذلك [ راجع كتاب عاشوا في حياتي ص 31 لأنيس منصور ] ..

ومن القصص المتشابه في التراث الشعبي ما ذكرناه في قصة (( الشاب والنسر والبنتان )) وما حدث له مع النسر عندما حمله وأطعمه من الطعام الذي خصص له وعندما نفذ قطع جزء من عضده ليأكله النسر ليكمل مسيرته ، وقد قرأت ما يشبه هذا في قصص الجهيمان وأساطيره وهي في قصة ( الانسي الذي حاكمه الجن ) [ ج1 / ص 274 ] فبعد براءة الإنسي بعد محاكمته من الجن حملوه على وحش شرس فسار به الطبقات السبع وكان الجن قد خصصوا بعض الطعام لكي يطعم الوحش في مراحل سفره السبع ومن الفرح أعطاه قطعتين في احد المراحل وفي الطبقة السادسة التفت الوحش إليه طالباً الطعام فقال له انه نفد فقال له الوحش : (( من زندك وإلا مت )) التي أصبحت مثلاً ، فقطع قطعة من عضده وأعطاها الوحش يتخلص منه ...

وليس ذكري لهذه القصص إلا لضرب الأمثال عن التشابه الذي يحدث في القصص الشعبية والأسطورية والذي تحتار بعدها كيف ظهرت ونمت تلك القصص الشعبية والأسطورية ؟!
وهل هذه القصص متوالدة من البيئة التي خرجت منها ؟!
وأن سبب تشابهاه هو توارد الخواطر وتشابه النظرة للأشياء ؟ أما أنها نتاج تأثر وامتزاج بين قصص وشعوب العالم المختلفة ؟!

الطارق غير متصل قديم 22-09-2007 , 03:21 AM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#55  
قصتان في الفروسية
تمهيد : هذه قصتين عن الفروسية والشجاعة عند أجدادنا وهي تشبه قصص الفروسية التي نعرفها عن العرب في جزيرة العرب ..
القصة الأولى اسمها (( قصة الفتى الفارس )) والقصة الثانية (( الفارس أبو حمد )) وهي تتشابه من ناحية الأحداث وإن اختلفت بعض الشيء ففي القصة الأولى تتحدث عن بطلنا الفارس الذي غادر والده وزوجة والده بعد أن عاني من معاملتها السيئة ليعيش في حي من العرب ، ثم للتعرض هذه القبيلة لهجوم أعداءها فيظهر هذا الفارس شجاعته فيكون ذلك سبب تزوجه من ابنة رئيس القبيلة .

وهذا ما يحدث أيضا في القصة الثانية لبطلنا أبو حمد وإن اختلف سبب انتقال بطلنا هذا حيث تصبح الدية هي السبب في هجران أبو حمد إلى أحد القبائل ، وينجح في تخليص ركائب شيخ القبيلة ويكن سبب في دفع الشيخ لدية بطلنا ثم زواجه من أبنت شيخ القبيلة ..

وإن اختلفت القصة في بعض التفاصيل فقصة بطلنا في الأول يظهر شجاعته منذ البدأ بينما أبو حمد يظهر تمسكنه في البدء حتى يخلص ركائب شيخ القبيلة ولا يظهر شخصيته إلا ببعض العلامات وهذا ما ستراه في القصة ..

والقصتان تتشابه تماماً مع قصة ذكرها الجهيمان في كتابه أساطير شعبية وهي قصة (( محماس ووفرسه السحرية )) [ ج5 ص 207 )) وتتشابه قصة محماس في الجزء الأول مع القصة الأولى ( قصة الفتى الفارس ) وإن كان غضب زوجة أبيه بسبب حبها لأبنائها من أبيه مما جعلها تحاول التخلص من محماس ولا ينجده إلا فرسه العجيبة الملاك في شكل فرس ! التي تنجيه من محاولات قتله باسم من زوجة أخته !!

كما تتشابه قصة محماس مع قصة أبو حمد عند انتقاله إلى بلدة ( بدل القبيلة ) التى سكنها خاصة مع إخفاء نفسه على شكل درويش أو مسكين وإن اختلفت تفاصيل كشف شخصية محماس حيث يكون للأمير ( بدلا من الشيخ ) دور في هذا حينما قام بجرح ذلك الفارس المجهول ( محماس ) عند مشاهدته لبطولاته برميه برمح بعد أن حاول الفرار من موقعة المعركة خوفاً من كشف شخصه ، وهكذا يكون الجرح سبب لمعرفة محماس ..

غير أنه بدلا من أن يرغب الامير في تزويج ابنته بمحماس يرفض هذا
بعد أن رغبت أبنت الأمير من الزواج من محماس إلا أن البنت تصمم على ذلك فيعاقبها بإن يزوجها بمحماس ويتم الزواج في حظيرة والتي تحولها فرس العجيبة والتي استدعها بمسح خاتم أعطته تلك الفرس عند الحاجة لتحوله إلى قصر رائع الجمال في ما طاب ولذ من الأكل والشرب ، فيكتشف الأمير ذلك ويعجب من محماس ويقربه ويعلم بقصته ويثق به حتى يبلغ منزلة عاليه عنده حتى يتوفى الأمير فيخلفه محماس في الإمارة ثم يعود إلى أهله ( أبوه وزوجة أبوه وأخوته ويرىحالة الفقر التي يعيشونها فينقلهم إلى بلده ويعيشون في هنا وصفاء ) وتنتهي هذه القصة ..

وقصة الفرس هذه تشبه قصة فرس دويدة وهي موجودة لدى الجهيمان باسم جوزاء في قصة ( حصان أخوي خضير ) [ ج1 ص 17 ] الذي هو (( جني في شكل حصان )) ويظهر أن الفرس أو الحصان قد عرف ببعض هذه المواصفات في كثير من أساطير الامم الاخرى فقد اشتهر الفرس المجنح في الأساطير اليونانية القديمة ، كما ذكر في قصص ألف ليلة وليلة قصة الفرس الطائر في قصة الحمال والثلاث بنات في حديث الصعلوك الثالث :

((ورأيت بابا فقلت في نفسي ما الذي في هذا المكان، فلابد أن أفتحه وأنظر ما فيه ثم فتحته فوجدت فيه فرسا مسرجا ملحما مربوطا ففككته وركبته فطار بي إلى حطني على سطح وأنزلني وضربني بذيله فأتلف عيني وفر مني ))

كما ذكر في قصة سندباد في ألف ليلة وليلة عن حصان من خيول البحر ويكون سبب لإنتاج مهرة تساوي خزانة مال !!

الطارق غير متصل قديم 01-10-2007 , 03:44 AM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#56  
12 - قصة الفتى الفارس
قال الراوي :

(( بلغني يا سادة يا كرام أنه كان هناك فتى قد مارس الفروسية ومارسته وعركها وعركته وكان له أب وزوجة أب وكانت زوجة أبيه تحرض عليه والده دائماً فيسبه ويشتمه ويسكت الفتى على مضض وقد لاحظ أن زوجة أبيه لها صاحب يجتمع معها في أوقات غياب والده ولاحظت هي وصاحبها أنه قد أحس بها فوضعا له السم في الطعام مرة وفي الماء مرة أخرى بقصد الخلاص منه ولكنه فطن لكل ذلك فرفض تناوله وأراد أن ينقل الخبر إلى آذان والده ولكنه عرف أن والده لا يخرج عن طوع زوجته وخشى أن تفهم والده أنها وشاية كاذبة منه لأنه يكرهها من أجل حبها لوالده كما تزعم له ذلك دائماً .

ولما لم يتحمل ذلك هام على وجهه في البر والصحراء فرأى فريقاً من البدو فمر بهم وعرضوا عليه العمل فعمل معهم وكان للرجل الذي عمل عنده ( مولى ) وكان المولى يفخر بشجاعته وفروسيته ويعدونه فارس الفريق .

وذات يوم غزت الفريق قبيلة من العدو بقيادة أحد فرسان العرب المعروفين بالشجاعة والفروسية وورد الصريخ للفريق من الرعيان بأن قوماً هجموا على الإبل والحلال فانتدب الناس للفزعة ولما خلا الحي من الناس أخذ الفتى حصاناً من خيل معزبه واختار سلاحاً من أسلحته وغير هيئته وحمل على القوم الغازين وعمل فيهم الهوائل .

واستغرب الناس من هذا الفارس فانهزم الأعداء ولحق بفارس القوم وقتله وقطع رأسه وترك الرأس في ساحة المعركة واقتطع اللسان منه وحمله معه .

وأتى المولى فرأى الرأس مقطوعاً فحمله على رأس رمحه وآتى به إلى مضارب الفريق وقدمه إلى عمه وهو شيخ الفريق وقال : لقد قتلت الفارس فلاناً وهذا رأسه فأثنى عليه الجميع ، وقال الفتى: أفتح فمه يا أبا الفوارس ففتح فمه . قال الفتى : هل رأيت شيئاً ، قال المولى : لا .

قال الفتى : وأين لسانه فنظر المولى وقال : الظاهر أنه بغير لسان فهو لم يتكلم عندما قتلته .

فضحك الحاضرين ورمى الفتى باللسان ، فقال الحاضرون : وهل أنت قتلته ، قال الفتى : نعم .

وخجل المولى فعرض الشيخ على الفتى الزواج من ابنته والبقاء عندهم فقبل ذلك وبقى هو فارس القبيلة المغوار وحامي الحلال والديار . ))

الطارق غير متصل قديم 01-10-2007 , 03:46 AM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#57  
13- قصة الفارس أبو حمد
تمهيد : في الرواية بعض الاضطراب ملاحظ في حديث الراوية في بداية الأمر وفي حديثه عن مشاهدة بنت الشيخ لبطلنا وعرفت شخصه رغم أنه جهلت سبب طلبه للحناء ، الطريف في الأمر أنه وفي قصة محماس شاهدت البنت محماس وأعجبت بشجاعته وكان ذلك سبب في إصرارها على الزواج منه ...

أما الأبيات التي رواها الراوي فيظهر لي أنها من وضع راويتنا وإن كانت الراوية تذكر بث البطل والبطلة بعض الأبيات وإن كانت لم تحفظ .

وهنا يجب أن أوضح أني لا أعرف في الشعر شيء لذا جرى التنبيه أنه إن كان هناك من خطا في الوزن أو اللفظ فهو نتاج عدم إلمامي بالشعر وخطاي في قراءة الأبيات ..



قال الراوي :

(( قال الصديق قال صديقي ، قال الراوي وقال أمي رحمها الله يحكى أن وتضاربت أقوال الطرفين وربطت بينها رابطا منطقياً والقصة تتلخص في أن رجلاً فارساً حكمت عليه الظروف أن يغرم دية وحدد له عامان لدفعها ولم يكن لديه منها شروى نقير فامتطى حصانه وتنكب ساحه وفرج ليترفد أو يعمل عند بعض الناس ليجمع هذه الدية ومشى في طريقه فرأى فريقاً من البدو ويتوسطهم بيت كبير فخرج بحصانه إلى موضع وعمل له مخبأ واخفى سلاحه بهذا المخباً وغير ملابسه بملابس خلقة مهلهلة ومر بالفريق ( القوم ) وقصد البيت الكبير وهو في هيئة رجل ضيف أبله ونادى يا أخل البيت فخرج له أحد أبناء صاحب البيت وأدخله إلى مجلس الرجال وقدم له الماء والقهوة والطعام ولم حضر صاحب البيت وهو عقيد الفريق ورأى هيئته الزرية اشفق عليه وشغله لديه يعد القهوة ويساعد البنات في الحطب وجلب الماء وطحن الحب على الرحى وكان كل النساء والبنات والرجال يسخرون منه ولكن بنت شيخ الفريق الفتاة الجميلة ترى فيه مخايل الشجاعة وعراية الأصل والمحتد خاصة عندما لاحظت حركة رجله عندما يضععها بجانب رجلها وهي تغني أهازيج الحرب والبطولة وكان في ضحى ومغرب كل يوم يخطف رجله فيصل إلى مخبأ حصانه فيعطيه العلف والماء ويخرجه فيركبه وينطلق به دون أن يحس به أحد وعندما تسأله بنت صاحب البيت عن سر غيابه يقول إنه يخرج وينفرد بنفسه ليطرد عنه الملل .

وفي يوم عمل الشيخ سباقاً للخيل وميداناً فسيحاً للفروسية حضرهما كل شباب الحي ولما عرض عليه الشيخ الذهاب معهم لمشاهدة المهرجان قال : أنا سأبقى بالفريق وأحمي النساء . فضحك منه الشيخ والرجال والنساء وقال الشباب : أتركوا الأبله الجبان .

وذات يوم غزاهم قوم ونهبوا جميع ركائب الشيخ التي كانت ترعى مع الرعيان وجاء الرعيان يتصايحون فقال الشيخ : الذي يرد الركائب أزوجه ابنتي فلانه ، وفزع الرجال والشباب ولكن دون جدوى ورآها الرجل الغريب فرصة لعمل شيء قد يجني من ورائه مساعدته في دفع الدية فانسل وذهب إلى حصانه فأخرجه وامتطاه وتنكب سلاحه وذهب من وراء القوم الغزاة وقال لهم : ردوا ما بأيديكم فضحكوا منه فحمل عليهم وجندل جملة منهم ثم حمل حملة أخرى ففروا وتركوا ركائب الشيخ فأتى إليها وجمع أرسانها وربطها مع بعضها ثم جمعها كلها ووضعها تحت صخرة كبيرة حملها لهذا الغرض وكان قد مر ببنت عمه صاحبة البيت فوجدها تحني يديها ورجليها فأخذ بعضاً من الحناء ولما سألته عن الغرض من أخذ هذه الحناء قال وهو يظهر التألم لأحني بها يدي التي تجرحت من جذب دلاء الماء فضحكت منه ولكنه وضع الحناء في كفه ثم خبط به في فخذ إحدى الركائب حتى ارتسم كفه على الفخذ ومضى .

وجاء البشير بأن الركائب عادت وهي مربوطة بأرسانها في صخرة كبيرة فجاء الشيخ ومعه الرجال إلى مكان الركائب ورأى رسم الكف بفخذ الذلول وادعى كل شخص من الشباب آنه هو الذي رد الركائب ليخطب بنت الشيخ وكل من ادعى ذلك جعله الشيخ يضع كفه على الرسم فلا توافق الكف للرسم ومن قال أن هذه كفه ولكنه كان مستعجلاً في الاول امتحنه بزحزحة الصخرة فيعجز عن ذلك .

ولما أراد الشيخ أن يعود بالركائب دون أن يعرف شخصية من أعاد الركائب دنت البنت من والدها بعد أن حضرت مع النساء وكانت قد رأت الرجل الغريب عندما دحر القوم ورد الركائب وسمعته كلما سطا على أحد القوم سقول له خذها مني وأنا أبو حمد فقالت : دع خادمنا الغريب يضع كفه على الرسم ، فسخر منها الشباب وقال هو : با الله أبعدوني عن الركائب فإنني أخشى أن تأكلني فزادت سخرية الشباب منه .

ولكن البنت أصرت على قولها وأخذت يده ووضعتها على الرسم فإذا هي مفصلة عليه تفصيلاً وذهل القوم ولكن الشباب قالوا : بقى امتحان الصخرة فسحبته البنت إلى الصخرة فحملها بين يديه وألقاها بعيداً فهاجت عواطف البنت وقالت :

جاك الهوى من عشاقة من الراس ** عساك ما تبخل بروحك عليه
يا معجعج الدخان يا فارس الناس ** يا مدعي بالربعه الأحمدية

فرد عبيها يقول :

مالي هو يا بو خديد كما الماس ** مالي هوى لو سمت روحك هدية
روحك علي راضه وروحي على ياس ** طلاب رفد من الوجيه الندية

ثم أخبر والدها الشيخ بقصته فدفع له كامل الديه وقبل نهاية الشهر كان في ديار الشيخ وتزوج ببنته وعاشا سعيدين ))

الطارق غير متصل قديم 01-10-2007 , 03:49 AM    الرد مع إقتباس
بشاير بشاير غير متصل    
مراقبة سوالف الاصدقاء قلب زايد  
المشاركات: 7,838
#58  

الله يعطيك العافية أخي الطارق

كلما أقول القصة طويلة سأقرأها فيما بعد

أقرأ أول سطر ثم أتشوق لقراءة بقية القصة

إن لتراثنا الشعبي حكم وقصص وعبر تصلح أن تكون آيه لمن بعدهم من الأمم

جزاك الله خير أخي الطارق وبارك الله فيك

زادك الله من العلم النافع وبلغك العشر الأواخر من رمضان وأعانك على طاعته والسعي لمرضاته

بشاير غير متصل قديم 01-10-2007 , 01:30 PM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#59  

حياك الله أختي بشاير
وجزاك الله خير على تعقيبك ومتابعتك الكريمة ..
بالفعل في تراثنا الكثير من الحكم والقصص التي تسحتق أن تدون
وتسجل للتعرف الأجيال القادمة على ذلك التراث ..

بارك الله فيك أختي الفاضلة ..

الطارق غير متصل قديم 04-10-2007 , 04:17 AM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#60  
14 - جبل الأرزاق
تمهيد : هذه القصة يغلب عليه الأسطورة فهي تتحدث عن رجل يبحث عن رزقه حتى يجده في جبل يسمى جبل الأرزاق ثم تصحف حال رزقه ثم تعرفه على ملك الموت الذي يتسبب كما تزعم الأسطورة في مساعدته في تكسب الرزق عن طريق الحياة والموت !!

القصة على ما يبدو أنها متداولة ومشهورة فقد سمعت عنها من شخص أخر ، كما انها تتشابه مع قصة ((الرجل الذي يبحث عن حظه النائم )) ذكر الجهيمان في كتابه (( أساطير شعبيه [ ج5 ص 281 ] )) بعض الشيء في بحث الرجل عن حظه أو رزقه كما تتشابه في النهاية المفجعة لبطلي القصتين ..


قال الراوي :

(( يا حضرات السادة يا حضرات السيدات خذوا مني هذه الأسطورة كما هي وإلا فنحن نؤمن بأن الله هو الذي يدبر الأرزاق ويقدر الأعمار .

قال الراوي يذكر أن رجلاً فقير الحال إن أفطر ما تعشى وإن تعشى ما أفطر فقال في نفسه سأبحث عن جبل الأرزاق فلعلني أعثر عليه وأغير طريقة رزقي .

وسعى في أنحاء الأرض حتى وجد جبلاً قيل له هذا جبل الأرزاق فصعد إليه ووجد منابع مياه تخرج من جوف الجبل فرأى منابع غزيرة ومنابع متوسطة فسأل عنها فقيل له هذه أرزاق فلان وهذه أرزاق فلان لأناس يعرفهم في بلده ورأى حجراً صغيراً ضيقاً تخرج منه نقطة ثم يقف ساعة كاملة فينقط نقطة أخرى ، قال : هذا لمن . قيل له : هذا رزقك . قال هل تسمحون أن أشتغل فيه فأوسعه . قيل له : لا بأس فأخذ عوداً صغيراً من الشجر وأدخله في الحجر فانكسر العود فيه وتوقفت النقط كلياً وحاول المستحيل في إخراج العود ولكن دون جدوى .

وقال : الآن انقطع رزقي فماذا أعمل . وتمنى الموت فضحك منه ملك الموت حتى استلقى على قفاه وهو الذي لم يضحك في طول حياته فقال له : خذ هذه المكحلة وهذا المرود واعمل من نفسك طبيباً فإذا عرض عليك مربض فتكحل من هذا الكحل فمن رأيتني عند رجليه فلا تعالجه لأن أجله قد انتهى ، ومن رأيتني عند رأسه فداوه بما شئت فسوف يشفى .

فذهب وعمل من نفسه طبيباً وأخذ يداوي الناس حتى نال شهرة عظيمة وجمع ثروة كبيرة وذات يوم مرض وزاد به المرض فأخذ الكحل وتكحل منه فرأى ملك الموت عند رجليه ففزع وصرخ في أهله : غيروا وضعي على الفراش . فغيروا وضعه وتكحل مرة أخرى فرأى ملك الموت عند رجليه وأخذ يصرخ في أهله أن يغيروا من وضعه وأخذ يكرر ذلك وملك الموت عند رجليه حتى قبض روحه ولم ينفعه احتياله في شيء .. ))

الطارق غير متصل قديم 13-11-2007 , 12:49 AM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#61  
قصتان من القصص الشعبي عن تزاوج الجن تشبه قصة بلقيس
التمهيد : هاتان قصتان عن زواج الإنس بالجن وقد عرف عند العرب في القديم مثل هذه القصة وذكر الجاحظ في كتاب الحيوان والراغب الأصفهاني في محاضرات الأدباء بعض القصص عن التزاوج لذي حدث بين رجل ونساء من الجن والأنس وذكر أمثل عليهم مثل عمرو بن يربوع وسنان بن أبي حارثة وطالب بن أبي طالب وعمرو بن عدي اللخمي وعمارة ابن الوليد بن المغيرة وخرافة وغيرهم ..
غير أن أشهر من عرفت بهذا بلقيس التي زعموا أنها ولدت من نتاج تزاوج ما بين أبيها الهدهاد بن شرحبيل وهو أحد ملوك اليمن وفتاة من الجن اسمها رواحة بنت سكن أو ريحانة بنت السكن ويقال الحرور أبنة اليلب بن صعب العرمي .

وفي هاتين القصتين بعض التشابه مع قصتين ترويان في طريقة زواج الهدهاد ورواحة أو ريحانه الحرور أو الحروراء كما تذكره مؤلفة كتاب ( الملكة بلقيس التاريخ والأسطورة والرمز ص 19 ) بلقيس إبراهيم الحضراني .

وسأذكر هنا القصة التي رواها راويتنا في قصصة الشعبية ثم أتبعها بالقصة التي تشبهها والتي تتحدث عن سبب زواج الهدهاد برواحة ..

الطارق غير متصل قديم 24-12-2007 , 03:37 PM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#62  
15- الشاب وأزواج أخواته :
قال الراوي :

(( قالت الوالدة رحمها الله يحكى أن رجلاً قد حضرته الوفاة وكان له ابن شاب وثلاث بنات فأوصى ابنه ألا يزوج أخوته إلا لرجل يخطبهن ليلاً فامتثل للوصية وفي إحدى الليالي جاءه خاطب في الليل للبنت الكبيرة فزوجها له وكذلك زوج الأختين الوسطى والصغرى وبعد مدة طرأ عليه أن يخرج للصيد والقنص فامتطى حصانه وتقلد سلاحه وخرج فصادف في طريقه غزالة فراح يطردها وهي إذا دنا منها تهرب وإذا أبعد عنها توقفت حتى اشتد النهار واشتد عليه العطش فرأى بيتاً مقاماً في الصحراء فقصده ليطلب الماء من أهله ولما فتحت صاحبة الدار الباب رآها أخته الكبرى فسلم عليها وسلمت عليه وأدخلته البيت وأعدت له الماء والطعام وقدمت لحصانه الماء والعلف وبعد قليل آتى زوجها وهو في هيئة ذئب فقالت له : أرجع فإن لدينا ضيفاً هو أخي فرجع وهو في هيئة رجل من أجمل وأحسن الرجال شكلاً ورونقاً وملبوساً وسلم على صهره واعتنقه وقام له بالواجب في القرى ثم استأذن الشاب من صهره وأخته فأعطاه صهره قليلاً من شعر الذئب وقال له إذا احتجت لشيء فأحرق شعره من هذا الشعر تجدني أمامك فشكره وخرج وامتطى حصانه وتوشح سلاحه وعندما مشى عدة خطوات رأى الغزالة أمامه فمضى يطاردها على الطريقة السابقة حتى تعب وعطش فرأى آمامه بيتاً فنصاه ودق الباب على أهله ولما فتحت راعية البيت الباب رأت أخاها ماثلاً أمامها فسلمت عليه بشوق وسلم عليها بحنان وقامت له بالواجب وإذا بزوجها قد آتى من السماء في صورة صقر فقالت لزوجها : أرجع فإن أخي عندنا .

فرجع وآتى في أحسن هيئة للرجال وجلس الشاب عند أخته حتى استراح ثم ودعها هي وزوجها بعد أن أعطاه رحيمه بعضاً من ريشه وقال له مثل ما قال عديله .

وركب الشاب حصانه وتنكب سلاحه فرأى الغزالة في انتظاره فأخذ يطاردها على جاري عادته حتى تعب وعطش ورأى أمامه بيتاً فذهب إليه وطرق بابه ولما فتح له الباب رأى أخته أمامه فتعانقا بشوق وحنان ودخل معها البيت وبعد قليل دخل زوجها في شكل ضفدع فقالت له : أرجع فإن لدينا ضيفاً فرجع وعاد في أحلى وأجمل شكل .

وبعد أن أخذ الشاب حصته من الطعام والشراب والراحة لاحظت أخته بعض التغير عليه فسألته عن سر ذلك فأخبرها بقصة الغزالة فأخبرته أن تلك الغزالة هي بنت أحد ملوك الجان ونصحته بتركها ولكنه صمم على مواصلة المشوار حتى الظفر بها فودعاه وأعطاه رحيمه بعضاً من جلده وقال له عبارة صهره الذئب في حرق جلده عند الحاجة .

وعند خروجه من بيت أخته الصغرى عرضت له الغزالة وظل يطاردها حتى أقبلت على بيت فخم في الصحراء فدخلت به وتبعها هو ودق الباب فقابله الخدم والحشم وأدخلوه البيت وبعد أن قابل والد الغزالة والتي هب في حقيقتها ابنته خطبها منه فوافق على ثلاثة شروط فاستعد الشاب بالشروط الثلاثة ولما انتصف الليل أحضره عنده وأراه حوشاً وقال له : شرطي الأول أن أرى في صباح غد هذا الحوش مملوءاً بالغنم .

فسكت وخرج من عنده وظل الشاب ساهراً حتى تذكر شعرة الذئب فأحرق منه بالنار وإذا بصهره قد هل عليه فأخبره بالشرط فقال له صهره : : نم ولا تهتم فنام وقام الذئب فاستفزع بقومه ففي ساعة واحده ملأوا الحوش بالغنم .

وفي الصباح أطلع والد البنت على الغنم فسكت ، وفي نصف الليل من الليلة آحضره عنده وقال له : أما الشرط الثاني فهو هذا . ورمى بفص كان معه في البحر وقال له : لا تطلع الشمس إلا وهذا الفص عندي . فامتثل للأمر وظل مفكراً ثم تذكر جلد صهره الضفدع فأطلق منه في النار وإذا به أمامه فسأله الضفدع عن أمره فأخبره بأمره فقال له صهره : نم ولا تخف . وجمع الضفدع كل جماعته من الضفادع وغاصوا في البحر وأخرجوا الفص فسلمه له وفي منتصف الليلة الثالثة أحضره وأراه مخزناً مملوءاً بالحبوب وهي من الأرز والحنطة والعدس والذرة والشعير وهي مختلطة في كوم واحده وأحضر له عدة أكياس وقال له : ضع كل نوع في أكياس خاصة . فانصرف من عنده ، بينما ظل الشاب ساهراً يفكر حتى تذكر ريش صهره الصقر فأحرق منه في النار فأتى له الصقر وسأله عن شأنه فأخبره بالقصة . قال له صهره الصقر : نم ولا يشغلك الأمر ، ثم جمع قومه من الطيور وفي خلال ساعة واحدة كان كل شيء قد وضع في مواعينه .

وفي الصباح أرى والد البنت الحبوب بأكياسها فأحضر البنت وعقد له عليها فتزوج بها وعاد بها إلى بلاده ... ))

الطارق غير متصل قديم 24-12-2007 , 03:39 PM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#63  
القصة التي تشبهها من التراث العربي ( في قصة بلقيس )
وتقول القصة الاولى في كتاب ( وصايا الملوك لدعبل الخزاعي [ كتاب إلكتروني ] :

((ويقال: إن أم بلقيس بنت الهدهاد امرأة من الجن، كان سبب تزويجها للهدهاد بن شرحبيل أنه خرج للصيد في جماعة من خدمه وخاصته، فرأى غزالة يطردها ذئب وقد أضافها إلى مضيق ليس للغزالة منه مخلص، فحمل الهدهاد بن شرحبيل على الذئب حتى طرده عن الغزالة، وخلصها منه، وانفرد يتبعها، لينظر أين منتهى ما به. قال: فسار في أثر الغزالة، وانقطع عنه أصحابه، فبينما هو كذلك إذ ظهرت مدينة عظيمة، فيها من كل شيء دعاه الله باسمه من الشاء والنعم والنخل والزرع وأنواع الفواكه. قال: فوقف الهدهاد بن شرحبيل دون تلك المدينة متعجباً مما ظهر له، إذ أقبل عليه رجل من أهل تلك المدينة التي ظهرت له يسلم عليه، ورحب به وحياه. ثم قال له: أيها الملك إني أراك متعجباً مما ظهر لك في يومك هذا. قال: فقال الهدهاد بن شرحبيل بن عمرو بن يشدد بن الفظاظ بن عمرو بن عبد شمس: إني لكما ذكرت، فما هذه المدينة؟ ومن ساكنها؟ قال له: هذه مأرب، سميت باسم بلد قومك، وهي مدينة عرم، حي من الجن، وهم سكانها، وأنا اليلب بن صعب ملكهم وصاحب أمرهم، وأنت الهدهاد بن شرحبيل ملك قومك وسيدهم وصاحب أمرهم. قال: فبينما هو معه في هذا الكلام إذ مرت بهما امرأة لم ير الراؤون أحسن منها وجهاً، ولا أكمل منها خلقاً، ولا أظهر منها صباحة، ولا أطيب منها رائحة. قال: فافتتن بها الهدهاد بن شرحبيل، وعلم ملك الجن أنه قد هويها وشغف بها. فقال له: يابن شرحبيل، إن كنت قد هويتها فهي ابنتي وأنا أزوجكها. قال: فجزاه الهدهاد بن شرحبيل خيراً على كلامه، وقال له: من لي بذلك؟ فقال اليلب: أنا لك بما عرضت عليك من تزويجي إياها منك، وجمعي بينكما على أسر الأحوال وأيمنها، فهل عرفتها؟ فقال له الهدهاد: ما عرفتها قبل يومي هذا، فقال اليلب للهدهاد: هي الغزالة التي خلصتها من الذئب، ولأكافئنك على جميع فعالك أبداً بأحسن من محبواتها، فتأهب لدخولك عليها، فقد زوجتك إياها بشهادة الله وشهادة ملائكته، فإذا أردت ذلك فقدم إلينا بخاصتك من قومك وأهل بيتك وملوك قومك ليشهدوا ملاكك ويحضروا وليمتها، وميعادك الشهر الداخل. قال: فانصرف الهدهاد بن شرحبيل على الميعاد، وغابت المدينة عنه، فإذا هو بأصحابه حوله يدورون. فقالوا له: أين كنت؟ فنحن في طلبك مذ فارقتنا، ولم نترك شيئاً من هذه الفلوات إلا وقد قلبناه عليك وطلبناك فيه. فقال لهم: لم أبعد ولم أغب وأقبل يسير وهو يقول: " من البسيط "
عجائِبُ الدَّهرِ لا تَفَنى أوابدُهَا ... والمرءُ ما عاشَ لا يخلُو مِنَ العَجَبِ
ما كُنتُ أَحسِبُ أنَّ الأرضَ يعمُرُها ... غيرُ الأعاجِمِِ في الآفاقِ والعَربِ
وكُنتُ أُخبرُ بالجِنِّ الخُفاةِ فلا ... أرُدُّ أخبارَهَا إلاَّ إلى الكَذبِ
حتَّى رأيتُ أقاصيرَاً مُشيَّدةً ... للجِنِّ محفُوفةَ الأبوابِ والحُجُبِ
يحُفُّهَا الزَّرعُ والمَاءُ المَعِينُ بها ... معَ المواقيرِ مِنْ نخلٍ وَمِنْ عِنبِ
ما بينها الخيلُ مِنْ طَرفٍ ومِنْ تلدٍ ... والخُورُ فيها من الأنعامِ والكَسَبِ
وكُلُّ بيضاءَ تحكِي الشَّمسَ ضاحِيةً ... هيفاءَ لفَّاءَ من موصُوفةِ العَربِ
مضى جمادُ ويأتِي بعدهُ رجبٌ ... وسوفَ أُسرِيْ على المِيعادِ في رَجبِ
حتَّى أُوافِيَ خيرَ الجِنَّ مِنْ عَرمٍ ... ذاكَ ابنُ صَعْبٍ هُوَ المَعروفُ باليَلَبِ
أبغِي لَدَيهِ الَّذي أرجُوهُ مِنْ سببٍ ... مِنْ التَّواصُلِ والإصهارِ والنَّسَبِ
ويقال: إن الهدهاد بن شرحبيل خرج على الميعاد إلى أصهاره الجن في خاصة قومه وخدمه حتى وافاهم، فوجد قصراً بناه له الجن في فلاة من الأرض، تحفه النخل والأعناب وألوان الزروع وأنواع الفواكه، تجري فيه الأنهار الجارية. قال: فتعجب القوم من ذلك تعجباً شديداً، ورأوا ملكاً عظيماً، فنزلوا في القصر معه على فرش لم يروا مثلها، وقربت لهم موائد، عليها من طيبات المأكول وألوانها التي لم يأكلوا قط أطيب منها طعماً ولا أزكى رائحة، وسقوا من الشراب ما لم يشربوا قط أهضم منه ولا ألذ ولا أمرأ ولا أخف منه. فمكثوا معه ثلاثة أيام بلياليها في ذلك. ورفعت إلى الهدهاد بن شرحبيل امرأته الحرور بنة اليلب بن صعب العرمي ملك الجن. قال: وأذن الهدهاد لبني عمه وخاصة عشيرته بالانصراف إلى مواضعهم، وصار ذلك القصر دار مملكته.
ويقال إنه مكث زماناً طويلاً مع الحرور بنة اليلب بن صعب، وولد منها بلقيس بنة الهدهاد بن شرحبيل بن عمرو بن يشدد بن الفظاظ بن عمرو بن عبد شمس. قال: فلما ترعرعت بلقيس توفي أبوها الهدهاد، ولم تعش بعده أمها الحرور بنة اليلب إلا قليلاً، وبقيت بلقيس بنة الهدهاد بن شرحبيل مع أخوالها العرميين من الجن. ))

الطارق غير متصل قديم 24-12-2007 , 03:45 PM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#64  
16- الرجل والرديف :
تمهيد : القصة الثانية عن تزاوج الانس والجن في القصص الشعبية :

قال الراوي :

(( قالت أمي يرحمها الله : حدثت أن رجلاً له ثأر لدى قوم فركب فرسه وخرج في طلب ثأره ولما أرخى الليل سدوله لم يشعر إلا وشخص يركب خلفه على مؤخره الفرس فقال له بعد أن لمس جسمه : أهب ما أرطب جسمك . فرد عليه الشخص : أهب ما أقوى قلبك .
قال الشخص الرديف : إلى أين قال صاحب الفرس لي ثأر عند بني فلان وحان وقت استرداده . قال : وأنا لي ثأر هناك .

ولما قربا من المنازل قال الشخص الرديف : وهو على شكل داب سام : أنا سأدخل وألدغ خصمي وإذا صرخ واجتمع الناس وأوقدت النيران سيظهر لك خصمك وترميه .
واتفقا على ذلك فذهب الداب إلى المنازل ولدغ خصمه وخرج الناس وأشعلوا النيران فرأى الرجل خصمه فأطلق عليه النار ثم ركبا الفرس وعادا راجعين ، فقال الداب : لقد قرصته في إبهام الرجل فلو سقوه لبن الناقة في الفاقة لسلم – والفاقة طاسة الرأس من فوق – وقال الرجل أثبت العيار على القلب فلو أخطأ الطلق القلب لسلم .

وكان هناك في الظلام يختبئ شخص فسمع العبارتين ونقلهما لأهل المصابين فنظروا لصويب الطلق الناري فوجدوا الطلقة قد جانبت القلب فعالجوه بالمراهم والأدوية فشفي أما القريص فحلبوا له لبن ناقة تلد لأول مرة في طاسة رأس تيس وأسقوه إياه فشفي .

أما الرجل والداب فعادا قافلين إلى ديارهما قال الرجل للداب : هل لديك أخوات . قال الداب : نعم . قال الرجل : أتزوجني واحدة منهن قال الداب : ولكن قوانيننا تخالف قوانينكم فإذا تفل الرجل على المرأة فهي طلقة ، وإذا تفل تفلتات فهما طلقتان ، أما التفلة الثالثة فهي الطلاق المثبت . قال الرجل : وأنا طوع لقوانينكم .

وتزوج أخته وحملها إلى دياره وأنجب منها ولدين وبنتاً ومرة مر ‘عصار من جانب البيت فحملت جراب الدقيق وفتحت فمه ونثرت الدقيق في الإعصار فقال لها : لماذا هذا . فلم تجب فقال : تف .
قالت : هذه طلقة .

ومر إعصار آخر فأخذت قربة الماء وأفرغت ماءها داخل الإعصار ، قال لها : أهكذا تعملين بالماء ونحن في حاجته . فلم تنبس ببنت شفه . قال : تف . قالت : وهاتان طلقتان .

ومرت كلبه من خلف البيت فحملت الولدين والبنت ورمتهم للكلبة . قال : أترمين عيالي للكلبة ، تف . قالت : لقد طلقتني بتاتاً ، وسأشرح لك أمر ما فعلت ، في المرة الأاولى رأيت أخوتي يمرون من جانب داري وقد نفذ زادهم فرميت لهم الزاد ، وفي المرة الثانية رأيتهم يمرون والعطش يكاد أن يقتلهم فأسعفتهم بالماء ، وأما الكلبة التي رميت لها العيال فهي أمي أخذتهم لتربيهم .

وحضر أخوها وقال : والآن سنتحاكم في العيال ، سنجعل لكما ميداناً هي في جانب منه وأنت في الجانب الآخر وسنزف كل واحد من العيال في موكب من موضع أمه إليك فإذا رفعت نظرك في الموكب فالولد لأمه وإذل لم ترفع عينك فالولد لك والآن سنبدأ بالولد الأول .

وبدءوا يزفونه في موكب عظيم بين غناء وصفيق وتزمير وتطبيل من أول الميدان حتى آخره ووصل الولد عند والده ولم يرفع عينه فقالوا : الولد لأبيه وتسلمه .

وكذلك عملوا مع الولد الثاني ووصل إلى أبيه دون أن يرفع نظره وسلموه له فجزعت المرأة وزادت من الزعيق والنعيق وزفوا البنت ولما كادت أن تصل إلى أبيها رفع نظره فقالوا : البنت لأمها ، وسلموها لأمها وتسلم الرجل الولدين وذهب بهما إلى دياره وتسلمت الام البنت وعادت بها إلى ديارها ولكن علاقة الود والصداقة ظلت باقية بين الرجل ورديفه الداب ))

الطارق غير متصل قديم 24-12-2007 , 03:49 PM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#65  
القصة الثانية و الشبيه لقصتنا الشعبية من التراث العربي عن بلقيس
القصة الثانية التي تروى عن تزوج الهدهاد برواحة وتشبه قصتنا التي ذكرناها قبل قليل ، ذكرها وهب بن منبه المتوفي سنة ( 114هـ ) في كتابه ( كتاب التيجان في ملوك حمير ) ص 145 حيث يقول :

(( قال أبو محمد ، حدثنا ابن لهيعة عن مكحول عن أبي صالح عن ابن عباس قال : أنه لما ولي الهدهاد بن شرحبيل ، زحف إليه عمرو ذو الأذعار وبرز إليه الهدهاد والتقوا بموضع معروف باليمن فتحاربوا أياماً فلما فصل العسكران ، وبرز بعضهما إلى بعض ، خرج الهدهاد على ناقة في زي اعرابي حتى وصل إلى عساكر عمرو ذي الاذعار ، فطاف به وتدبر عساكره ، ثم سمع لغطهم وما يتوعدون به عمراً ذا الاذعار من الخذلان واستراق ما يريدون له فزاده ذلك عزماً إلى لقاء عمرو ، فانصرف الهدهاد يريد عساكره ، فسار حتى بلغ إلى شرف العالية في يوم قائظ أجرهد فيه الصخور ، والتهبت الهواجر .

وقال الضب : فنظر إلى شجاع أسود عظيم هارب وفي طلبه شجاع رقيق أبيض فأدركه فاقتتلا حتى لغبا ، ثم افترقا ، ثم أقبل الشجاع الأبيض إلى الهدهاد فتثبت مع ذراع الناقة حتى بلغ رأسه إلى كتفها ففتح فمه كالمستغيث ، فرد يده الهدهاد إلى سقائه . فصب الماء في فيه حتى روي ، ثم عطف في طلب الأسود فأدركه فاقتتلا طويلاً فلغبا فافترقا ، وأقبل الأبيض إلى الهدهاد كما فعل أولاً كالمستغيث فصب الهدهاد الماء في فيه حتى روي ، ثم أقبل على الأسود وأخذه ، فلم يزل الأبيض حتى قتل الأسود ، ثم مضى على وجهه حتى غاب عنه .

ومضى الهدهاد إلى شعب عظيم فاختفى فيه ، فبينما هو مستتر بشجر اراك إذ سمع كلاماً فراعه فسل سيفه فأقبل إليه نفر جان حسان الوجوه عليهم زي حسن فدنوا منه فقالوا : عم صباحاً يا هدهاد . لا بأس عليك وجلسوا وجلس فقالوا له : أتدري من نحن ؟ قال : لا . قالوا : نحن من الجن ولك عندنا يد عظيمة . قال : وما هي ؟ قالوا له : هذا الفتى أخونا من أبناء ملوكنا هرب له غلام أسود فطلبه فأدركه بين يديك فكان ما رأيت وفعلت فنظر الهدهاد إلى شاب أبيض أكحل في وجهه آثار خداش . قال له : أنت هو ! قال : نعم ، قالوا له : ما جزاؤك عندنا يا هدهاد إلا أخته نزوجها منك وهي رواحة بنت سكن .

فزوجوه إياها وقالوا له : عليك شرط لا تسألها عن شيء تفعله مما تستنكر منها فإن سألتها فهو فراقها قال : نعم . قالوا له : أرجع إلى قصرك بينون فإنها تأتيك ليلة كذا ارجع فلا تقم لأن عمر ذا الاذعار رجع إلى غمدان بعد انصرافك عنه ، فرجع الهدهاد وفرق عساكره ، ولحقه الخبر أن عمراً رجع فجلس في الليلة التي أمروه أن يجلس فيها مرتقباً حتى أحس ثقلاً في القصر وهرب جميع من معه في القصر من ثقل الذي أحسوه ووحشة داخلت قلوبهم حتى أتوا بها إليه فأدخلوها عليه وأولدها ولداً وذكراً ، فلم شب وصار ابنه سنة ، فبينما هو يناعيه اذ أقبلت كلبة من باب المجلس فأخذت برجل الطفل وجرته حتى ذهبت به عنه فغاب فنظر إلى رواحة فسكتت وسكت ، ثم ولدت أنثى ، فلما صارت بذلك السن أتت الكلبة فجرت برجلها وهو ينظر فسكت وغابت عنه ، ثم ولدت ذكراً ، فلما بلغ سن أخيه وأخته أتت الكلبة وفعلت كما فعلت أولاً قال لها : يا رواحة ، قالت له : كيف ؟ قال لها : أكف ما نال هؤلاء الأطفال ؟ قالت له : فارقتك يا هدهاد أعلم أنه لم يجر منهم أحد بل هم محمولون وتلك درة تحملهم وتربيهم حتى يبلغوا خمس سنين فيأتوك أنقياء . فأما ابنك الأول فقد مات أحسن الله عزاءك وأما الآخر فإنه يأتيك وليس يعيش بعد أبي وهو يموت ، وأما ابنتك فانها تأتيك وتعيش لك . ثم ذهبت عنه فلم يرها بهدها ووجد في الفراش ابنه وبنته بلقيس فمات الصبي وعاشت بلقيس .. )) انتهت القصة ..


وتعلق بلقيس الحضراني في كتابها ( الملكة بلقيس التاريخ والأسطورة والرمز ) ص 75 عن هذه القصة فتقول : (( إلا أنهم قبل أن يزوجوه اشتراطوا عليه أن لا يسألها عن أي شيء تفعله مهما بدأ غريباً . وفي هذا تناظر مع القصص الخرافية التي تجعل من السؤال أو التحذير من فتح باب أو صندوق طريقاً مؤديا إلى الهلاك أو الفراق مما يضع الإنسان في صراع مع المجهول .. )) ..



وهكذا نرى التشابه والتناظر بين القصتين قصة الملك الهدهاد وزواجه بالجنية رواحة بنت سكن وقصة صاحب الثأر وزواجه من تلك الجنية ، ثم التطابق في قصة الكلبة وحملها للأطفال وقصة فراق كلا البطلين لزوجيهما بسبب جهل البطل واستغرابه من بعض تصرفات الزوجة التي هي من عادات الجن !!!

وهذا التشابه والتقارب قد يدل على أن تلك القصة التي رواها ابن المنبه هي أساس تلك القصص الشعبية التي تعرف عند أجدادنا ، وإن صدق هذا الأمر فإننا لنعجب كيف أن الرواية بقت محفوظة في الذاكرة الشعبية عند العرب لمئات السنين خاصة إذ علمنا أن ابن المنبه هو أحد الكتاب المبكرين في تاريخ التدوين لدى العرب ، وفي كتابه كثير من الأساطير العربية واليمنية بالذات اعتمد عليها الكثير من الكتاب في تاريخ التدوين العربي والإسلامي ...

الطارق غير متصل قديم 24-12-2007 , 04:04 PM    الرد مع إقتباس
شيروود شيروود غير متصل    
عضو نشيط جداً بلجيكا غالبا  
المشاركات: 210
#66  

أخي الطارق
الله يسعد ايامك ويديم اشراقك واهتمامك ..

كم هي جميله هذه الإضمامة من القصص والحكايات ..دروس وعبر وخيال وسعة صدر ...قليل منها سبق لي سماع مايقاربه وان اختلف معه نوعا ..ومعظمها لم اسمع به ابدا لذا تمتعت بقراءة كل المكتوب هنا ..ووجدت انك قد بذلت جهدا مشكورا في جمع وترتييب والتعليق على القصص ومقارنتها بالمحلي مما يماثلها نسقا وغاية ..وحسبيك الجهد في الطباعة والاخراج مع المناقشة والردود ...مع التوثيق .زولم تفقد الحكايات جمالها ..مع التصرف حيال بعض الكلمات بمايناسب ..
آمل منك تحقيق رغبتين اجزم انهما طلب الكل وليس وحدي ..
الرغبة الأولى : الاستمرار بطرح كل مايتوفر من الحكايات والقصص وان كان على المهل لا على العجل فلا نرغب بارهاقك وحسبك الاضافة كل يومين الى اسبوع حكاية واحده

ثانيا : اتمنى لو تجمع كل الحكايات وتضعها في كتاب ضمن اي سلسلة مثلا (حكايات قبل النوم ... او حكايات للشباب ...او غذاء العاطفه من الحكايات الهادفه :الاخير كنه تاريخي نوعا ما ...)
المهم ان نحفظ التاريخ القصصي للأطفال من الاجيال القادمه ونحميه من الضياع .

المراد ان لا نفقد هذا التنوع والثراء المعرفي الهادف ويصبح بمتناول ايدي الشباب وربما تتحول لاحقا لأفلام كرتون مثل الجميلة والوحش وعلاء الدين وغيرها من ابداعات السينما العالمية ,,, وهي ملك ماديا لمن رتبها وحقوقها الفكرية للمجتمع لانها تراث..

عموما الله يوفقك واتمنى ان نرى المزيد
تحيات اخوك شيروود ..؛

شيروود غير متصل قديم 26-12-2007 , 02:48 AM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#67  

حياك الله اخي شيروود ..
أشكر لك أخي الكريمه هذه الكلمات المشجعة
وجزاك الله عنا خير الجزء ..

الحق يقال أن دوري لا يخرج عن نسخ هذه القصص عن راويتنا وتسجيل المقدمة والتمهيد والمقرانة بينها وبين بعض القصص التي قرأتها ، أما الفضل الأكبر في تسجيل هذه المواضيع فهي لا راويتها وكاتبها كما ذكرت من قبل للاخت الفاضلة زهرة الكركديه ..

ولا زالت لدي هناك الكثير من القصص الشعبية فهي حوالي 60 قصة ، هذا بالإضافة إلا أن راويتنا وأديبنا - حفظه الله وأطال في عمره - لا زال يسجل مورثنا الشعبي والتاريخي الذي يخصنا ويخص منطقتنا ولازلت أطلع على كتاباته وإن كنت لم أضفر بعد بنسخه من تلك الكتابات لإنه لم ينهي مراجعتها كما ذكر لي

أما عن رغبتكم الأولى أخي الكريم فيسعدني تلبيتها وأنا أحاول قدر ما أستطع أن أسجل بعض هذه القصص ونسخها غير أن مشاغل الحياة تحول أحيان عن إنهاء هذا ، وعن إنها كثير مما يخصني أو نسخ كتابات ممن يحيط بي على الرغم من مداومتي الكتابة والنسخ أحيانا وبشكل شبه يومي ! . ولهذا السبب فالموضوع له أكثر من خمسة أشهر وأنا أسجل فيه

أما الرغبة الثانية : فأتمنا والله هذا ، لكن كما قلت سابقاً أن هذا من حق راويتنا واديبنا فهو صاحب الحق في هذه الكتابات أولاً وأخيراً ...

(( المهم ان نحفظ التاريخ القصصي للأطفال من الاجيال القادمه ونحميه من الضياع ))
(( المراد ان لا نفقد هذا التنوع والثراء المعرفي الهادف ))

وكان هذا السبب طلبي وإلحاحي في البداية لأديبنا ورايتنا حفظه الله ورعاه في تدوين ما يرويه لنا عن تراث منطقتنا الشعبي والقصصي والشعري وقد سجل أديبنا الكثير من ذلك التراث يحتفظ به وأحتفظ بنسخ منه حتى ( نحميه من الضياع ) و (لا نفقد هذا التنوع والثراء المعرفي ) ..

بارك الله فيك أخي الفاضل
ووفقك الله لم يحب ويرضى ..

الطارق غير متصل قديم 27-12-2007 , 09:50 AM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#68  
17- قصة أسرة الصنجان ( الصم ) :
التمهيد : هذه قصة متداولة ومشهورة ويضرب فيها الكثير من القصص عن التنكيت على ثقلاء السمع ( الصنجان باللغة العامية ) ، وهي أيضاً ترمز أيضاً إلى أن تفكير الإنسان واهتمامه ينصب على ما يشغله !

أما قول الراوي : (( وذكرتني هذه القصة بقصة الشخص الذي يقال بأنه يكتب غير ما يقال له ويقرأ غير ما يكتب )) فيظهر لي انه يقصد كيسان النحوي مستملي أبوعبيدة فقد عرف عنه في كتب الأدب أنه : ((كان يكتب غير ما يسمع، ويقرأ غير ما يكتب )) وقد ذكر الجاحظ عنه هذا !

وهو صاحب القصة التي ذكرها الصفدي في وافي الوفيات قال : ((وقال أبو زيد: جاء صبي إلى كيسان يقرأ عليه شعراً حتى مر ببيت فيه ذكر العيس فقال: الإبل البيض التي يخلط بياضها حمرة. قال الصبي: وما الإبل؟ قال: الجمال، قال وما الجمال؟ فقام كيسان على أربع ورغا في المسجد وقال: الذي تراه طويل الرقبة وهو يقول بوع. ))


قال الروي :

(( يقال أنه كانت أسرة مكونة من رجل وزوجته وابنته وأم زوجته وكان من قدر الله عليهم أن كل واحد منهم أصم لا يسمع وكانت للرجل مزرعة يحرثها ويسقيها من الآبار عن طريق ثورين يملكهما أحدهما أبيض اللون والآخر أسود .

وذات مساء مر عليه أحد معارفه من الجيران وقال : له السلام عليكم .
فقال الرجل الأصم : باقري الأبيض ما عندي فيه بيع . ورد الجار عليه السلام مرة أخرى فرد عليه بنفس العبارة فتركة ومضى .

وبعد صلاة المغرب قال لزوجته وهما يتعشيان : أرأيت جارنا فلانا قليل العقل يسوم مني ثوري الأبيض ، فقالت له زوجته : إذا كان الدقيق ناعماً أو خشناً فهو طحين بنتك .

فذهبت إلى بنتها وقالت لها أبوك يشتكي ويقول أن الطحين خشن ، فقالت البنت لأمها : والله الأمر لكم والذي ترضونه أنا راضية به .

وذهبت البنت إلى جدتها وقالت : أريت يا جدتي بنتك التي لا تستحي تشاورني على العريس وأنا بنت خجول ، قالت الجدة : الطعام الذي تعملونه آكل منه سواء لهيده أو ثريد أو قرصانا وكله فضل من الله وهذا ماعوني عندكم !

قال الراوي : وذكرتني هذه القصة بقصة الشخص الذي يقال عنه بأنه يكتب غير ما يقال له ويقرأ غير ما يكتب . ))

الطارق غير متصل قديم 04-04-2008 , 01:15 AM    الرد مع إقتباس
الضبع الضبع غير متصل    
مشرف المسابقات والتصوير ۩ السعـوديـــــة ۩  
المشاركات: 4,206
#69  

اخي الطارق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم الحمد لله أن الله يسر وسهل عليك تكملة القصص وهذا يدل على صدق ماقلته سابقاً اخي الطارق ولكن هي الحياة ومشاغلها..
نعد انفسنا بقصص رائعه من انسان رائع مثلك ،،، سر على بركة الله وسهل الله لك كل عسير...
تقبل تحياتي اخي العزيز.

الضبع غير متصل قديم 04-04-2008 , 01:42 AM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#70  
عدة روايات في قصة دويدة ( دويدة أم الذبان )
سبق أن ذكرنا قصة دويدة أو ( دويدة أم الزبان ) وكنت أعجب في هذه القصة من تصرفات الحصان أو الفرس مع دويدة وما سببها حتى وجدت بحث كتبه أبو أوس إبراهيم الشمسان الآستاذ في كلية الآداب بجامعة الملك سعود على هذا الرابط :

http://www.aboaws.com/MALAFAAT/HIKAYATMINNAJD.doc

عن الحكايات الشعبية في نجد ذكر من ضمنها قصة دويدة وروى في بحثه السالف الذكر رواية أخرى منتشرة في نجد تذكر أن للقصة مقدمة قد تبين هذا الأضطراب الذي تبدأ به القصة !

ودويدة هي بطلة قصة مشهورة من القصص الشعبية في نجد والحجاز ، وتتشابه هذه القصة في نهايتها بقصة السندريلا .

والقصة تحكي قصة فتاة وجاريتها وأخيها وفرس لأخيها وكان هذا الفرس متجنس ( أي جني في شكل حصان ) وكان هذا الفرس كلما رأى دويدة صهل وجن جنونه حتى أنه قام أخيها ( يسميه عبد الكريم الجهيمان خضير ، بينما في بعض الروايات أن الحصان يعرف بهذا الاسم وسنذكر ذلك بعد قليل ) بسكان أخته أعلى منزله المسقف ومنع عنها جميع الادوات الصلبة حتى عظام الأكل .

حتى طلبت من جاريتها أن تعطيها العظم لاشتيقها له وبعد أن تحاول كسر عظمة من العظام بالسقف ينهار جزء منه فيشاهدها هذا الفرس المتجنس فيجن جنونه فيكون ذلك سبب في أن يأمر الأخت بالمقادرة مع جاريتها ويطارد ذلك الفرس دويدة وجارتها حتى يقترب منهم ولا يعصمها إلا شجرة ترتقيها هي وجاريتها ويحاول الفرس الوصول إليهما ولا يتمكنان من الخلاص منه إلا بمقص ترميه دويده عليه فيبتلعه الفرس ويموت بسبب ذلك .

ثم تسير دويدة وجاريتها حتى تجدان ناراً فترسل دويدة جاريتها وعندما تصل إلى النار إذا بها ناراً لرجل أكل للحوم البشر ( غول ) فيذبحها ويعلقها ولما تاخرت جارية دويدة تذهب دويدة إلى النار فترى ما حدث لها كما يعجب الرجل بدويدة وجمالها فتحتال عليه حتى تلقي به في التنور .

ثم تلبس رداء جاريتها وتسود وجهها حتى تصل إلى منزل كبير أو قصر للسلطان وتعيش خادمة في ذلك القصر وتعامل على أنها خادمة ، حتى يأتي مناسبة أو حفل أو عرس ويذهب جميع النساء للعرس ويدعون دويدة فتمتنع ، وبعد رحيلهم تلبس أجمال ملابسها وتتزين بمجوهراتها وتذهب إلى العرس فتبهر الجميع بجمالها ورقصها وتصبح جميلة الحفل ثم تقادر باكراً من الحفل ( العرس ) فتصبح حديث البلدة والمدينة بجمالها مما تثير إعجاب ابن السلطان أو ابن صاحب المنزل الكبير ( تختلف هذه حسب الرواية ) .

ثم يحدث عرس أو حفل أخر فتذهب دويدة ويعجب بها من بالحفل ويترصدها ابن السلطان أو هذا الفتى المعجب عند خروجها غير أنها تفلت منه بعد أن سحبت خاتم يده .

ثم تجد دويده نفسها في ورطة مع هذا الخاتم وترغب في التخلص منه فتتحين الفرصة وتضعه في عجينة القرصان ( تختلف هذا القصة في إعادة الخاتم فالبعض يقول أنها تعيده وهي تصنع الفطير مع أم صاحبة المنزل ، والبعض يقول أن السلطان أمر بأن يصنع نساء شعبه فطائر ويرسل وعاء لك النسوة مسجل اسمهن عليه بطريقة سرية فتضع دويدة الخاتم في العجين فيتعرف عليه ) وعندما يجد الفتى الخاتم يعلم أن دويدة هي صاحبة الحفل فيتزوج منها ..

وقد ذكر عبد الكريم الجهيمان هذه القصة في كتابه ( أساطير شعبية ) في قصة ( حصان أخوي أخيضر ) [ ج 1 ص 17 ] غير أن نهاية القصة تختلف اختلاف كثير في نهايتها مع ما ذكرناه هنا ، فالجهيمان يذكر أنه وبعد أن تخصت دويدة من ذلك الرجل المستوحش سارت حتى وصلت إلى بستان كبير ووجدت بعض الطعام في طبق فأكلته ثم نامت في مكان أخر ، وكان هذا الطعام قد جهز من الخادم لصاحب البسات فعجب صاحب البستان من هذا وتكرر المشهد عدة مرات حتى كمن البستاني في مكان وهو يراقب ما يحدث فيرى دويده فيغرب بها ويطلب الزواج منها فتقبل به ويتزوجا ..

والجهيمان لا يسمى بطل القصة بدويدة بل يسميها ( بجوزاء ) كما يذكر الجهيمان قصة ( دويد أم الذبان ) ج2 ص 363 من كتابه سالف الذكر وتحكي القصة قصة فتاة وابن عمها تربيا معاً وكانت الفتاه في طفولتها ذات رائحة نتنه غير نظيفة حتى تسمى ( بدويد أم الذبان ) وتكبر دويدة وابن عمها ويتوفى والد دويدة وتتزوج دويدة من رجل أخر فتسكن دويدة في منزل عمها ويرغب والدي الفتى في تزويجه من دويدة غير أن الصورة التي علقت برأسه عن دويد لم تزل مترسخه في رأسه فيرفض ذلك بل ويعيرها بدويد أم الذبان ، مما يجعل والد الفتى والفتاة يقبلون خطبة دويد لأي خاطب ولو غريب .

ويتم ذلك ويخطبها رجل غريب ، وفي يوم من الأيام يرى ابن عم دويد صدفة ويعجب بجمالها الأخذ ويسال عنها فيقال له أنها دويد ابنة عمه فيندم أشد الندم على ما فاته ويتزوج الغريب دويد ويرحل بها ويكون صاحبهم ابن عم دويد وفي سفرهم وقد عشق ابن عم دويد دويد يوذكر ابيات يسجل فيها آلامه وحرقته على زواج ابنة عمه ويلمح لزوجها الغريب عن حبه لدويد فيكون ذلك سببا لتعاطف الغريب مع ابن عم دويد فيطلقها ويتزوجها ابن عمها . وتنتهي القصة .

بينما يروي أبو أوس إبراهيم بن الشمسان في كتابه حكايات من نجد ( كتاب إلكتروني ) قصة دويدة التي ذكرتها -وإن اختلفت بعض التفاصيل وخاصة في بداية القصة حيث يذكر أن اسم الحصان ( خضير ) وإن كان له عدة محاولات للظفر بدويده - ويسميها بـ ( دويده أم الذبان ) رغم أنه يذكر أن معنى دويد (( ومعنى دويدة أي ذات الرائحة النتنة فالشيء المدود الذي فاحت رائحته الخبيثة وهو في الأصل مأخوذ من الجلد المنتن الذي أكله الدود أما (الذبان) فجمع ذباب )) !


وقد ذكرنا كل هذا من قبل ولم نبقى إلا أن نذكر مقدمة القصة والتي تجلو الأضطلااب عن القصة في مقدمتها يقول أبو أوس إبراهيم بن الشمسان : ((تقول الحكاية: "سبحان الله العظيم سبحان المعتلي مكانه، يقولون هاك البنت اللي(التي) بلغ من جمال وجهها وطول شعرها واعتدال قوامها أنها كانت تفتن كل من يراها، حتى إن كائنًا خرافيًّا يسمى (خضيّر) هام بها حبًّا، وكان من شأنه أنه يتحول بأشكال مختلفة ليلازمها، ولكنها كانت تفلح كلَّ مرة في التخلص منه. يقال إنه سمع عن رغبتها في خواتم فطلب من صاحب له أن يتولى بيعه عند تحوله إلى خواتم إلى أخ الفتاة، وهكذا فرحت الفتاة بالخواتم اللماعة ولبستها، ولكنها ما لبثت تحس حكة في أصابعها أزعجتها أيما إزعاج فرمت بها إلى أخيها ليبيعها بأرخص الأثمان. وحين أقبل الحج خرج أخوها يطلب جملاً قويًا يحمل أخته عليه إلى مكة فسمع من ينادي ويقول: (من يشتري البعير بملى اذنه شعير) فتزاحم القوم حوله كل يدفعه الطمع ليفوز بهذا البعير الرخيص. ولكن أحدًا من الناس لم يستطع الفوز به فهو يوالي ملء الأذن بالشعير وهي لا تمتلئ وتتابع الرجال واحدًا بعد واحد حتى استيأسوا وتفرقوا عنه وحسبوه لغزًا عصي الحلّ وكاد أخو الفتاة تنصرف عنه لمّا رأى صنيع القوم لولا نظرة تشجيع من البائع فأقدم وحاول أن يملأ أذن البعير بالشعير فامتلأت وفاز ببعير رخيص قوي ومضى به إلى أخته. وكان يوم الرحيل إلى مكة وزمت الحمول وشدت الرواحل واعتلت الفتاة ظهر (عليّان) وهو الاسم الذي أطلقته على جملها ومشى بها مع القوم وفي ظاهر البلدة وقفت القافلة لتسقي الرواحل قبل المضي في الصحراء وارتوت الرواحل وهموا بالمسير غير أن الفتاة تستمهلهم ليرتوي علينان الذي يعب من الماء ولا يكتفي حتى ضج الناس فقالوا سنتقدم وأنت كوني في ساقتنا بعد أن يروى عليان، ولما غابت القافلة عن الأنظار تكلم عليان وقال لها ما لك مفرّ إن نزلت من رجلي اليمنى أو اليسرى صقلتك (رفستك) وإن نزلت من إيدي اليمنى أو اليسرى خبطتك وإن نزلت من رقبتي عضيتك. ما لك إلا إنك تزوجيني أو آكلك، فاختاري. أرتج على الفتاة وتحيرت في أمرها ولم تنبس ببنت شفه من خوفها وهلعها. وفي هذه الأثناء بصر بها أبا الحصين (الثعلب) وأدرك ما هي فيه من همّ وغمّ فقال لها: أساعدك ولي حقّ؟ (مكافأة)، قالت: لك ما تريد. فأخذ الثعلب يدلي ذيله في الماء ويرفعه وهو يغني فأدهش فعله عليان وأدام مراقبته وأشر الثعلب لها أن تنفخ قربة وترفعها فوق السنام ليكون لها ظل يخدع عليان، وهكذا فعلت وانسلت بهدوء وهو مشغول بمراقبة الثعلب. وبعد أن اطمأن الثعلب أنّ الفتاة بلغت مأمنها قال لعليان: وين(أين) صاحبتك؟ قال: فوق اظهري (ظهري)، ثم التفت وحرك جسده وفطن إلى الخدعة أما الثعلب فانتهز فرصة انشغاله وهرب إلى الفتاة ليطالب بحقه. وعاد الأخ إلى أخته التي أبلغته بخبرها وبخلوصها من شرّ ذلك المخلوق. ولما كان أخوها في السوق ذات يوم رأى حصانًا بريًّا نشيطًا فأعجبه فاشتراه وأسرع به إلى أخته ليكون عوضًا من ذلك البعير، وربطه في بيته وسافر في طلب الرزق على أن يعود لعسفه (ترويضه) وإعداده للركوب. أما الحصان فلم يكن سوى (خضيّر) بصورة حصان. وكان لا يفتأ يحاول الانفلات من أسره لينقض عليها فقد غضب منها وهددها بأن يلتهمها. فما كان منها إلا أن أمرت عبدتها بخفية أن تجمع ما خف من ثيابها وزينتها وهربتا. فلما علم بأمر هربهما لاحقهما وهما هائمتان في الصحراء وكانت الفتاة على يقين أنه ملاحقها .. )) إلى أخر القصة على الرابط السابق ..

الطارق غير متصل قديم 04-04-2008 , 01:45 AM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#71  
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الكريم ..
وجزاك الله خيرا
وأرجو أن أكون عند حسن الظن ..

أي والله أخي الكريم هي الحياة وما فيها من مشاغل
لا يعلمها إلا الله ، وأرجو أن ييسر على الجميع

كما هي النفس التي قد تكون في أعلى تألقها في فترات
وتصبح في أدنى المراحل فتقل الهمة والنشاط

نرجو أن يفرج على الجميع

تحياتي أخوي ..

الطارق غير متصل قديم 04-04-2008 , 02:44 AM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#72  
18- من قصص الجن ( 1 ) :
قال الراوي :
(( وفي صباح اليوم السادس عشر قال الراوي يا سادة يا كرام وفرغ بنا الوفاض بعد أن زاد وفاض فرجعنا إلى قصص الجان واستعذنا بالله من الشيطان ، قال الراوي عفا الله عنه حدثت أن رجلاً كان يزمر على البوص المقرون فيخرج إلى الرمال وينفرد بنفسه وفي احدى الليالي خرج له بنتان من الجان ورقصنا على غناء البوص حتى شبعنا ورميتا له كيساً مملوءاً بالذهب وقالتا له : أحضر في كل ليلة في هذا المكان وفي هذا الموعد وزمر لنا ونحن نرقص ونعطيك في كل ليلة مثل هذا الكيس .

وتعاهدتا معه على ألا يفشي سرهما واستمر على هذا المعول وكان في النهار يأخذ من هذه الدنانير ويصرف ببذخ فشك فيه أهل السوق وقالوا لأخيه : أن أخاك يأتينا كل يوم ومعه دنانير ويشتري كل ما أراد ونخشى أن يكون قد سطا على مال أحد ، فشكرهم وفي الليل خرج وراء أخيه حتى وصل إلى الرمال ومزر بالبوص فخرج له البنتان فتحرك الأخ ورآه البنتان فظنتا أنه قد آفشى السر فرمتا في عينيه حفنه من التراب وانصرفتى . فعمي ونادى : يا من تسببت لي أخرج وأحملني .

فحمله وظل عاماً كاملاً يعالج ولكن دون جدوى فأشار عليه بعض أصدقاء له أن يحمله إلى الرمال ويتركه فحمله وتركه بالرمال ، فزمر وجاءت إحدى البنتين ورمت له الكيس ومسحت على إحدى عينيه فبرئت وأبصر بها ، فقال لها : والعين الأخرى . قالت : إن صاحبتها قد ماتت ولا أستطيع عمل شيء لها . وأمضى بقية حياته على هذا الحال .

قال الراوي : يحكى أن رجلاً كان يقال له الجويري كان يحكم بين الجن ويقضي بينهم فيرضون بحكمه وقضائه فتزوج جني من أهل حضرة قعسقع إمراة من أهل حضرة زهلول واشترطت عليه عند عقد النكاح أن يبني لها بيتاً عند أهلها ويقيم معها فيه وامتثل للأمر وبنى البيت وبعد مدة اختلفا عند هذا الأمر فاحتكما عند الجويري فحكم للجنية على الجني وقال :

يا عاشق المبيض حشمهن ** وانزل بهن كل زهلولي

فامتثل الجني للحكم ثم عاد للجويري وضربه على أذنه بكف وقال : " يا جويري ذق كف المرد " .

قال الراوي : وحكى أن امرأة يقال لها أم ربيعة ولها ثلاث بنات وكن يحشن القبة بجانب حضرة قعيقع ورأت أمهن قطعة أرض خضراء من حشيش القبة فقالت : الذي عينك منه عين الرجال منه ، فو تركنا هذه القطعة للصباح سبقنا الرجال عليها فلنسهر الليل ونحشها .

فسهرن عليها وكن يسمعن في حضرة قعيقع لعباً ورقصاً وغناءاً كأنه زواج فغنت أم ربيعة وبناتها بأغان يمدحن فيها العريس والعروس ثم نمن ولم تشعر أم ربيعة إلا وصوت نسائي يناديها باسمها قاستيقظت ورأت امرأة معها صحن وبه رز ولحم وقالت لها : هذا من أهل الفرح تعشي أنت وبناتك ولا تذكر تلك الكلمات ، وهي تعني البسملة فايقظت بناتها وأكلوا .

ويقال أن الصحن بقى معهم حتى فنوا . ))

الطارق غير متصل قديم 05-04-2008 , 10:12 PM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#73  
19- من قصص الجن ( 2 ) :
قال الراوي :

(( روى لي من آثق بحديثه أن فتى كان ذاهباً في طريق قباء وكان يتقن الغناء على البوص وذهب وهو يغني بها بعد مغرب ذات يوم فقابله شخص بموضع يسمى ( الصيران ) وقال له : أعطني هذا البوص لأغني به وعند عودتك من قضاء غرضك تجدني هنا في انتظارك لأرده لك ، فوافق الفتى وقضى غرضه وعاد ولكنه لم يجد ذلك الشخص وانتظر وقتاً طويلاً ولكنه لم يعد فمضى في حاله .

قال الراوي ، وقال الصديق : إنهم ظلوا وقتاً طويلاً يسمعون صوت البوص في الليل في ذلك الموضع .


ويروى أن رجلاً اشترى لحمة من الخان وجاء بها لامرأته ولكن امرأته غضبت منه لسبب ما ورمت باللحمة أمام قط أسود واقف بطرف المنزل ، فقال الرجل يقصد المزح والمداعبة : يا قط خذ اللحمة . فأخذ القط اللحمة وخرج بها من البيت والرجل وراءه دون أن يشعر القط به ، ولما وصل القط إلى مكان خال بحي قبا رأى أمامه أناساً لم يرهم الرجل في حياته فتحول القط الأسود إلى إنسان وجلسوا يتبادلون حكاياتهم وقص القط حكايته مع الرجل وزوجته واللحمة وكان الرجل مختبئاً وراء شجرة فعاد أدراجه إلى المنزل وأصبح ينهي عن إيذاء القطط خاصة ذوات اللون الأسود منها خاصة .

وقيل أن رجلاً أتى إليه العيد وهو لا يملك شروى نقير وعاد إلى أهله في الليل وهو فارغ الوفاض فرأى خروفاً أسود مهملاً في إحدى الحارات فقال : يا رب إن الحرام يحل على هذه في هذه الليلة . وقبض على الخروف وسحبه معه إلى بيته وفي الصباح ليس ملابسه وصلى صلاة العيد وفك الخروف من رباطه وألقاه على الأرض ليذبحه ، فقال له الخروف : ماذا تريد أن تعمل بي . قال الرجل : أريد أن أذبحك قال الخروف : اعتقني وأغنيك عن الناس إن شاء الله .

فلما أطلقه قال الخروف : هل تريد منحة بنت ليلتها كما يقولون أم منحة دائمة سارية المفعول . قال الرجل : الدائم خير من الزائل .

فطلب منه قلماً وورقاً فأعطاه قلماً وورقه فكتب فيها كتابة غير معروفة ، وقال للرجل : إذا انتهى العيد وفتح الناس دكاكينهم فاذهب إلى التاجر فلان في سوق الحبابه وأخبره بطلباتك .

فلما انتهت أيام العيد ذهب الرجل إلى التاجر على الوصف وسلم له الورقة فقرأها ووضعها على رأسه وقال : على رأسي ، فما الذي تريد . فذكر له جميع ما يريده من مصاريف فكال ووزن له المطلوب وقال له التاجر : : كل ما انتهت مصاريف بيتك تعال هنا .

واستمر الرجل عدة سنوات يأخذ جميع مصاريفه من هذا الرجل وفي صباح يوم جاء على جاري العادة فوجد بالدكان رجلاً غير الذي يأتيه دائماً فسأله عن الرجل فقل له : لقد توفي ، فقدم له الورقة فلم يفهم ما بها وانقطعت عن الرجل تلك العادة .


وذكروا أن رجلاً كان يشتغل عاملاً يخرج لعمله بعد الظهر من كل يوم ولا يعود لمنزله إلا في وقت متأخر من الليل وكان يتغذى ويترك جزءاً من غذائه ليتعشى به عندما يعود ويضعه في قدر ويضع عليه حجراً ولكنه كلما عاد إلى منزله وجد القدر مفتوحاً والأكل الذي به مأكولاً فأوصى أحد أصدقائه ليبقى بمنزله ويرصد هذا اللص الذي يأكل عشاءه كل يوم .

وجلس الصديق بالمنزل للحراسة وبعد المغرب رأى قطاً أسود يتسلل ويفتح القدر ويأكل ما فيه ولما جاء صاحبه أعلمه بغريمه .

وفي اليوم التالي طلب العامل من إدارة عمله اجازه لمدة يوم واحد فحصل عليها ولما جاء المغرب وصلى وأقبل الظلام جهز له عصا غليظة وانتظر وإذا بالقط قد حضر وكشف وأكل الطعام فضربه بالعصا وقتله وذهب ليأتي بلوح خشب ينقله عليه ، واستغرب إذ لم يجد له أثراً ، وقال في نفسه : يقال أن القط له سبعة نفوس فربما أنه قام وهرب فنام .

وفي آخر الليل سمع طرقاً على الباب فقال : اللهم أجعله خيراً ، فمن هذا الذي يطرق الباب في آخر الليل ، ولما خرج ليرى الطارق وجد عسكريين يقولون له : كلم السلطان .

فخرج معهما وأدخل قصراً لم يره في طول حياته ومثل أمام السلطان وحياه بتحية السلطنة ، قال السلطان : لماذا قتلت هذا وأشار إلى رجل مسجى ، فاحتار في أمره ثم تذكر قصة القط ، فحكى الحكاية للسلطان كما هي ، فسأل السلطان جماعته عن صحة ذلك فصدقوه ، فأمر السلطان منادياً يقول : كل من تصور في غير صورته وآذى الناس ولحقه مكروه فدمه تحت قدمه ، وقال للرجل : أذهب فأنت برئ . فسلم الرجل وكأنه لم يسلم . ))

الطارق غير متصل قديم 05-04-2008 , 10:20 PM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#74  
20- من قصص الجن أيضاً :
قال الراوي :

(( يحكى أن رجلاً كان يعمل حطاباً بالغابة وله زوجة ولديهم قط أتى لهم فربوه وسموه ( نوياً ) وكانوا يحبونه ويطعمونه ويسقونه مما يأكلون ويشربون في وقت الضيق ووقت اللين وكان اسم الرجل لؤي .

ومرة وهو يحتطب في الغابة سمع شخصاً ينادي : يا لؤي . فقال : خير . قال الداعي : قل لنوي ، المرأة ولدت طفلاً والفرس ولدت فلواً والديه قتلت . فسكت لؤي .

وعندما عاد إلى بيته جلس مع زوجته على الغذاء والقط بجانبهما فقال الرجل لزوجته : لقد سمعت اليوم عجباً فقد ناداني شخص باسمي ولما أجبته قال كذا وكذا .. وروى القصة كما هي فقفز القط وقال : الحين ولا العشى . واختفى .

ولما حل الليل سمع الرجل وزوجته طرقاً على الباب فخرج الرجل ليرى من الطارق وإذا برجل يقف على الباب وقال : أنا قطكم ( نوي ) كنت جالياً عن أهلي فقد قتلت شخصاً عن طريق الخطأ وهربت والشخص الذي زهم عليك هو أحد جماعتي يخبرني أن أهل القتيل قد عفوا عن الدية وأن زوجتي التي تركتها وهي حامل قد أتت بولد وأن فرسي أتت بفلو .

ثم أخرج من صدره كيساً مملوءاً بالجنيهات الذهبية وقال له : هذا جزءا معروفك معي .

وحكي أن رجلاً كان له قط مفضل لديه وقد سماه ( فريجاً ) ولما مات الرجل اختفى القط وكان للرجل ابن فذهب ليبحث عن الرزق فوجد شيخاً مغربياً فقال له : هل تشتغل لدي يا فتى ، قال : نعم .

فذهب الفتى إلى أمه وأخبرها أنه وجد عملاً ورجع إلى المغربي فسار به إلى بيت منفرد عن القرية وقال له : أنا سأتلوا فإذا انفتحت ظاقة في هذا الموضع ورأيت الذهب بها فادخل وأخرج الذهب . فوافق الفتى وأخذ المغربي يتلو حتى انفتحت الطاقة وظهر الذهب وذهب الفتى ليخرج الذهب من الطاقة فقابله قط والده المختفي ( فريج ) وقال له : أرجع ودع المغربي يدخل للذهب . ولكن الفنى صمم على الدخول ولم يشعر إلا والقط قد حمله ورماه بعيداً وأخذ من الذهب بكلتا يديه ثلاث حثيات ورماها عليه ثم حمل المغربي ورماه داخل الطاقة وقفل الطاقة عليه فحمل الفتى الذهب وذهب إلى أمه وأخبرها بالقصة فقال له : إن المعروف لا يضيع حتى مع الحيوان .

وذكر أن جمالاً كان يسير بجماله في ظلام الليل فسمع صريخاً وزعيقاً فرمى بعصاه فسكت الصوت ولما نام الجمال أتاه شخص وسلم له عصاه وأعطاه كيساً مملوء الجنيهات الذهب وقال له : هذا جزاء ما أنقذتني من الذئب فقد قبض علي الذئب علي حين غفلة فلو لم يرمش لأكلني ، وإذا أرمش تخلصت منه ، فلما رميت أنت العصا رمش وأنجاني الله بك وهذا جزاء معروفك معي .

ويقال أن الذئب له في أكله أربعة أسابيع فأسبوع يأكل الحلال ( الغنم ) ، وأسبوع يأكل الإنسان وأسبوع يأكل الجن وأسبوع يأكل الهواء . والله أعلم ))

الطارق غير متصل قديم 05-04-2008 , 10:22 PM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#75  

تتحدث موسوعة الخوف عن شبح أسطوري هي (( أم شلاشل)) ففي موسوعة الخوف ص 26 : (( شبح ومشخ مصري عبارة عن شيطانة تتزين ( بالكردانات ) و ( الخلاخيل ) تمشي ليلاً فتصدر أصواتاً مميزة والغرباء تعساء الحض هم فقط من يرونها . هذه واحدة من أساطير ( الصلاصل ) في قرية ( الشروانة ) الموجودة في صعيد مصر بين قنا وأسوان . والقصة تبدأ بزوج وجد في الحقل ثوباً نسائياً غارقاً في الدم ، فأخذه وغسله وأهداه لأمرأته .. كان هذا خطأ فادحاً لأن الزوجة وجدت أن الثوب يختفي أحياناً لتظهر مكانه هرة صغيرة . قرر الزوج التخلص من الثوب في البئر ، وكانت هذه غلطة أكثر فداحة لأن أم الشلاشل لم تترك القرية منذ ذلك الحين .
( أنظر : الأشباح ، الجن ) )) انتهى .

ويشبه هذا كائن أسطوري في منطقة المدينة المنورة يعرف بـ (( أبو جلالجل )) وهو كائن ذكوري وليس أنثوي كما أنه جمل وليس إنسان يسمع له صوت جلجلة في الليل يتخوف الناس منه !

استغرب كثيراً هذا التشابه في الأسطورتين ( أم شلاشل ) ، ( أبو جلالجل ) وإصدارهم أصوات الجلجلة ، وإن كان هناك تطور في شخصية الكائن الأنثوي الذي يعيش في قرية ( الشروانة ) بمصر فقد ابتكرت لهذه الشخصية الأسطورية قصة أسطورية عن مسببات ظهورها وهي هنا تتشابه كثيراً مع بعض الأساطير الأخرى كما تذكرنا ببعض أفلام الرعب عندما يحدث سبباً ما ليولد بعدها مخلوق مرعب أو شبح جهنمي !

الطارق غير متصل قديم 16-04-2008 , 04:32 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع
صفحة 3 من 4 < 1 2 3 4 >


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.