إن المأزق الحقيقي الذي نعاني منه ، نحن المنتسبون لأعظم حضارة عرفتها البشرية ( الحضارة الإسلامية ) ، هو أن الفرد منا إذا تقلد منصبًا ساميًا في أي جهاز من أجهزة الدولة سيتحول بين ليلة وضحاها من شخص لديه المبادئ و الأخلاق الحميدة و المدافع عن حقوق المستضعفين ، الذين زكوه لهذا المنصب ، إلى شخص ثاني همه الوحيد الجري وراء ما يذره عليه المنصب من نفوذ وأموال و جاه ، متناسيًا الأشخاص الذين إنتخبوه أو عينوه في ذلك المنصب ، و تصبح غايته إشباع حاجاته الخاصة و العائلية - إلا من رحم ربك - و كأن القيم السامية و مناشدة الخير هي كلمات و عبارات إستهلاكية تنتهي مهمتها بمجرد الوصول إلى المنصب المنشود الذي يذر العجب العجاب ..هل هذه هي أزمتنا في هذه الأيام ؟ و هل نحن بحاجة إلى أجهزة مراقبة فعالة تقوم بعملية التوازن بين الحاجات الخاصة للّفرد و الحاجات الوطنية التي تتطلبها المصلحة العليا للّوطن ؟أم أن الأجهزة المتخصصة في هذه المهة تخلت عنها و أصبح بعض المسؤولين فراعنة زمانهم ؟ أم أن الحرمان الذي عشناه خلال فترة الإستعمار أنجب بيننا هذا النوع من المسؤوليين ؟