العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة > صرخات سجين (قصة من الواقع )
المشاركة في الموضوع
زهرة الندى زهرة الندى غير متصل    
مشرفة سوالف بيتك في أرض الله الواسعة  
المشاركات: 712
#1  
صرخات سجين (قصة من الواقع )
أسير في سجونهم أسيـر...........أسير في سجونهـم حقــير
يدنس عزتي علج رماني ...........على الرمضاء يلفحني الهجير

أحسست بارتجاف يدي و هي تريد أن تخط لكم كلمات عن الأسرى أسرنا في كل مكان و مرارة تعصر قلبي لتطلع للوجود كلماتي الساخنات لعلها تبعث في النفوس دفء المشاعر التي نتقاسمها مع إخوة لنا و أخوات أذاقتهم كؤوس السجن من مرارتها
و غيبوا عن الدنيا فلا يعلموا لها ليلا و لا نهارا
كلمات حارقة أخنقت صوتي و لكن مرارتها و قسوة حالها كسرت جدران الكتمان و خرجت مدوية في الأفق لتحمل لكم صرخات السجين تكتب لكم بالدموع بيانها لتخبركم أنتم الأحبة بما دهاها
و تنقل صورة عنها إليكم ترون فيها المأسي و الألام
إنها صرخات إخوة لنا و أخوات كانوا شرفاء أعزاء فجرعتهم أيادي الظلم المذلة و القهر
كانوا أقوياء فكسرت شوكتهم أيادي جبارة ببطشها و قلوب أقسى من حجر الصوا ن و شلت حركتهم بعدما قيدتهم بسلاسل الجبروت و الطغيان
كانوا أسود ا فتكالب عليهم كلاب متشردة ناقمة عن الشجاعة و البطولة و العزة و الإباء
هذه الصرخات التي تطلب منكم أن تجد مكانها في قلوبكم و طريقها إلى النور لتحي من جديد بينكم

أكتب لكم قصة حقيقية و أتمنى أن تجد ملمس الرحمة و الموعظة و الدعاء الطيب
و لنكن ممن يدعوا نفسه دعوة صادقة
فيقدم ما يجود به لسانه من دعاء لإخوانه و أخواته
و يبذل بسخاء ما تجود به يديه من عطاء مادي
و ما يجود به قلبه من تخصيص مكان لهؤلاء ليسكنوا شغاف القلوب و يفوزوا بالسويداء
و ما تجود به الأقلام أقلامنا نحن لمناصرة أولئك الضعفاء بالكلمة الطيبة و التذكرة بهم
و ما تجود به النفوس نفوسنا نحن من الرقة لحالهم و الإحساس بعظيم مصابهم و إستشعار غربتهم و التفكير فيهم دائما و قتل نسيانهم و محوه من الوجود
إنهم الأسرى و الاسيرات المسلمين و المسلمات في كل بقاع الدنيا
و إليكم القصة

كان شابا متدينا بارا بوالديه حسن الخلق و الخلق عطوفا على إخوانه و أخواته حباه الله من أفضاله الشيء الكثير فيه الرحمة و الحكمة و الأدب كان يحب مجالس العلم و مجالس الذكر قلبه متعلق بالمساجد رغم أنه لم يتجاوز العشرين من عمره
ذات ليلة في جنح الظلام و القوم جلهم نيام أوى الشاب على غير عادته مبكرا لينام و يرخي ذلك الجسد ليعطيه قسطه من الراحة ففي إنتظاره يوم حافل بالأشغال و الأعمال و ليست ككل الأعمال إنها الدعوة لله
تقدمت أيدي الغدر و الطغيان لتنتشل تلك الريحانة التي ملأت البيت نورا إنه نور الإيمان و كست الجدران حبا إنه حب الدعوة
أخذ على غفلة منه بعدما كسر باب البيت أناس ينسبونهم للبشر و أخذوه من فراشه مجرورا على وجهه الذي ما دنسه في طلب متاع الدنيا و لا أخضعه لباب سلطان أو ذو جاه
كان مشهدا رهيبا فلا تسمع إلا صرخات فؤاد أم تمزق و قلب أب إحترق و جوانح إخوة و أخوات أذهلهم المصاب و كبلهم
تسحب الأم على الأرض و هي تحاول أن تتعلق بذلك الشاب ذلك الأمل الذي بنت عليه أحلامها و تمنت أن تفوز به بنت الحلال
الأب يجر زوجته خوفا عليها و قد وضع الطاغوت سلاحه بلا رحمة ووجهه إليها مهددا لها إن لم تتراجع فسيسقيها من كأس الموت
تعيش بعده الأسرة سنوات البؤس و الحزن و البعاد شوق يقطع القلوب إلى معرفة أخبار الغائب الحبيب لا أحد يعلم عنه هل هوحي فوق الترى فتنتظره و ما أقصى الإنتظار
أم أن سهام الموت أسكنته بدار رمس فتفقد أمل اللقاء و تعزى بعزاء الوداع
تتدهور بعدها صحة الأم الحنون حسرة على فقد فلدة كبدها التي لا يفتر لسانها عن ذكره و تزداد معاناتها بصمت قاتل كما قتل في قلبها تلك الأحلام ووأدها
يراودها حلم اللقاء و تتطلع للأخبار هل من خبر جديد هل من أثر عن الحبيب
تطلع يعقبه تخوف من الأخبار السيئة التي قد تزيد من الجراح عمقا و من الأس تغلغلا و من كأس الأخزان علقما
و بعد طول إنتظار و صبر و إصطبار يأتي الخبر اليقين و يعلم الإخوة عن موقع السجين و مكانه
و لكن الخبرجاء في وقت محرج فالأم تنتظر يوما واحدا لتدخل المستشفى و تنام على سريره الأبيض لتجرى لها عملية جراحية خطيرة
فهل يخفي عنها أبناؤها ذلك الخبر الذي طالما كانت تنتظره خوفا عليها من الصدمة فللفرحة صدمة بل صدمات
أم أنهم يخبرونها و يتركون أمرهم لله
و هل ستكتب لها الحياة من جديد لتعيش على أمل اللقاء بذاك الحبيب
أم أنها سترحل عن الدنيا الدنية و تبيع المكت فيها بالذهاب

أسير في سجونهم أسيـر .............أسير في غياهبهم حقيــر
يدنس عزتي علج رماني .............على الرمضاء يلفحني الهجير
يدنس كرامتي حينا و حين.............يقهقه و هو خمار سكيــر


يتبع

زهرة الندى غير متصل قديم 06-11-2005 , 05:11 PM    الرد مع إقتباس
زمردة زمردة غير متصل    
مبدع فائق التميز  
المشاركات: 19,033
#2  

لا حول ولا قوة إلا بالله ..


نسأل الله العفو والعافية ..

ونسأله سبحانه أن يمن عليهم بالفرج القريب وهو على كل شيء قدير ..

سجين عند أعدائي :
http://saaid.net/flash/8766.htm

الحرية للأقصى :
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?t=214783


أسرى غوانتانامو :
http://207.44.240.96/~alasra/

زمردة غير متصل قديم 07-11-2005 , 08:12 AM    الرد مع إقتباس
زهرة الندى زهرة الندى غير متصل    
مشرفة سوالف بيتك في أرض الله الواسعة  
المشاركات: 712
#3  

نتابع صرخات سجين (قصة من الواقع)

تضاربت أراء أفراد الأسرة في إيصال الخبر للأم و لكن الأمر إستقر على أن يكون بعد إنهاء العملية و خروجها بالسلامة
و كانت رحمة الله سابقة لقدره فقد كتب لها البقاء و العيش لعلها أن تحقق ذلك الحلم الموؤد
حلم اللقاء و تطفئ ذلك الشوق الملتهب شوق لرؤية الإبن الغالي فلدة كبدها
تريد أن ترى ذلك النور من جديد فبذهابه و غيابه إنطفأت أنوار الحياة و أشعلت نيران البعد و لوعة الفراق
تتلقى الأم الخبر السعيد و تنسى أنها تحتاج للراحة بعد نجاح العملية فتتمرد على الألم و على كل الجراح و تطالب الأسرة بأن تزور إبنها السجين
و هيهات هيهات أن تثني من عزمها نصيحة طبيب أو حرص قريب
السجن بعيد يبعد ساعات و ساعات باستخدام السيارة و لا طائرة تحمل إليه إلا أطياف الفكر و نسمات الوجدان
صاح الحب الذي غرس في قلب الأم و آذن بالسفر للقاء الإبن البار
إستأجرت سيارة و أعدت للأم و أحد أبنائها ليقطعوا بها تلك المسافات و الأشواق تدفعهم ليقتلوا تلك الساعات الطوال يريدون طي الأرض طيا طلبا في اللقاء لقاء مشتاق لطالم تحدر دمعه الرقراق
أكثر من ثمان ساعات تقضيها الأم و هي تتحمل المتاعب و العناء و هي في صراع بين صور متفرقات و كثرت تساؤلات لطالما قضت مدجعها و سممت عيشتها و أسكبت دموعها الحارات تلفح تلك الخدود لتنزل كالجمار على الفؤاد الضرير لا يطفؤها إَلا ماء الصبر و الإحتساب

أم تكابد حرقة التعبار
تصارق قسوة الأشواق و قد إلتزمتها تساؤلاتها و صارت لها أفى الأخلاء
ما ذنب طفلي أن يغيب في غياهب السجون
لم يكن من المجرمين
لم يكن من السياسيين
لأنهم يقولون أن السياسة جريمة لا تغتفر
لم يكن سيء الخلق
فلم يتعدى على جار و لا ضيف و لا قريب و لا بعيد
كان يرحم حتى الحيوانات
تعرفه القطط فكثيرا ما كانت تلتف حوله تنشد نصيبها اليومي من قطع الطعام التي كان يقتطعها من طعامه ليشبع جوعتها
لماذا إقتطعوا هدوء الليل منا و من أجوائنا سرقوا شذانا
كانت دائما تسأل عن معنى الإرهاب لكترة ما ترددت تلك الكلمة في كل وسائل الإعلام حتى العجائز و الشيوخ يقولونها
تريد أن تعرف معنى تلك الكلمة و لمن ينسبونها
أللمجرمين أم للصالحين ؟
أللساقطين أم للعباد الزاهدين ؟
أللمارقين أم للمتدينين ؟
أتنسب لمن ينهب خيرات البلاد و العباد في السر و العلن ؟
أم تنسب لمن يحافظ عليها و يجند قلبه و لسانه للدفاع عنها ؟
أتنسب لزوار ما قبل الفجر ليسرقوا نعمة الأمن و الأمان و يقطعوا بأشواك غدرهم الورد و الريحان ؟
أم لرواد المساجد المشائين في الظلمات طمعا في نور الله التام ؟

ألستم تبصرون دخان غدر........ و إرهاب به الباغي رماني
و ما إرهاب هذا العصر منا ......و لا فينا و لا هو من هدانا

تساؤلات تريد لها جواب و تخاب من الجواب
هل ياترى تغير إبني ؟ هل أصيب بمرض ؟ حتما سيخفي ذلك عني
و هل غيرت محاسن محياه قساوة السجن و قسوة الجلاد ؟
هل يأكل هناك و هل يسمح له أن ينام ؟
سمعت أنهم يعذبون السجناء هناك و يضربونهم حتى بالسياط
سمعت أنهم يعاقبونهم بأشد العقاب فيجردونهم من تيابهم في الشتاء و يتركونهم تحت المطر و لسعات البرد القارص
و في الصيف يتركونهم تحت لفح الشمس تحرق جلودهم و تلهب رؤوسهم و لا يدخلون بعدها إلا من يفقد وعيه
سمعت أنهم يمنعونهم من الحديت و يلجمونهم بالصمت و يا ويل من يتكلم أو ينبس ببنت شفة
سمعت أنهم يلقون لهم الطعام كما يلقي أحدهم الطعام للكلاب
سمعت أنهم يحرمونهم من أدنى حقوق الأدمي
سمعت أن السجناء يسكنون زنزانات أكلت جدرانها الرطوبة و هرأت زواياها
مكان مظلم يسكن البؤس في القلب و يملأ النفس بالحزن و الكآبة و كأنه ملتقى للأشباح
كم سمعت الأم و كم سمعت عن تلك الحكايات فصمت آدانها حتى لا تزيد من أحزانها

أسير في سجونهم أسير.............أسير في غيابهم حقير
يدنس عزتي علج رماني ...........على الرمضاء يلفحني الهجير
و أنات الأسارى شاهدات ..........على ملياركم أين الطرير
و أين الفارس المغوار يأتي .........يفك القيد أعياني الزفير
و لو أن القطيع لنا جوار ............لما طابت لسكنانا الحمير
أيهنأ عيشكم إني أجرع ............كأس حنضلهم مرير

زهرة الندى غير متصل قديم 12-11-2005 , 08:06 PM    الرد مع إقتباس
زهرة الندى زهرة الندى غير متصل    
مشرفة سوالف بيتك في أرض الله الواسعة  
المشاركات: 712
#5  

أشكرك أختي الكريمة زمردة على المتابعة
و مازالت للقصة نهاية مأساوية و لا حول و لا قوة إلى بالله

زهرة الندى غير متصل قديم 03-12-2005 , 01:34 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.