العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > سـوالـف الـسـيـاسـيـة > العوامل الضرورية لإقامة لوبي إسلامي قوي في روسيا يؤثر في صنع القرارات السياسية فيها
المشاركة في الموضوع
ثابت الجنان ثابت الجنان غير متصل    
مشرف سوالف السياسة  
المشاركات: 1,347
#1  
العوامل الضرورية لإقامة لوبي إسلامي قوي في روسيا يؤثر في صنع القرارات السياسية فيها

كتبت في إحدى مقالاتي السابقة عن القوى الليبرالية في روسيا الموالية للغرب وأمريكا وإسرائيل والتي لا تستطيع أن ترى لروسيا مكانة خارج إطار نفوذ الغرب، وبالتالي هي ضد أي تقارب لروسيا مع العالم الإسلامي وتنسف كل محاولات التعاون معه، وعن القوى الموالية للمصالح القومية و الوطنية الروسية ( وفيها يدخل وجهاء المسلمين في عموم روسيا ) والتي تبذل كل جهد في سبيل إقامة علاقات وطيدة مع حضارات مختلفة غير الغربية و من ضمنها العالم الإسلامي .

القوى الليبرالية قوية ومسيطرة على السلطة والمال والإعلام وموارد البلاد ومرتبطة بإسرائيل وأمريكا والغرب، أما القوى الوطنية ما زالت ضعيفة مالياً وإعلامياً رغم كثرة عدد أنصارها وليس بامكانها اليوم أن تقف في وجه مخططات القوى الليبرالية .

http://www.swalif.com/forum/showthread.php?t=230449

والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم : ما هو المطلوب من وجهاء المسلمين في عموم روسيا، الذين يدخلون ضمن عداد القوى الوطنية الضعيفة، لإقامة لوبي إسلامي قوي في روسيا يؤثر في صنع القرارات السياسية فيها واستغلالها لصالح القضايا العربية والإسلامية .

أعتقد أنٌ الأهداف الاستراتيجية والتكتيكية لوجهاء المسلمين الروس اليوم (السياسيين والإعلاميين والعلماء والمثقفين ورجال الأعمال والفنٌ) تكمن في:

1.تكوين أمة إسلامية حقيقية في روسيا تمثٌل الإسلام والمسلمين و تدافع عن حقوقهم و مصالحهم .
2.تقوية روسيا باعتبارها وطنا مشتركا للمسلمين والأرثوذكس ذات سيادة وقادرة على أن تردٌ على العدوان الغربي وتحترم الإسلام وتتودٌد إلى المسلمين وتلعب دورا إيجابيا في حلٌ القضية الفلسطينية على أساس عادل .
3.تقوية "حزب" المسلمين في السلطة و توسيع رقعة نفوذه التدريجي و من ثمٌ تحييد اللوبي الموالى للغرب في الساحة الروسية.
4.توسيع وتوطيد العلاقات والتعاون بين المنظمات الإسلامية في البلاد العربية والإسلامية وبين وجهاء المسلمين في روسيا من خلال المؤسسات غير التجارية ووسائل الإعلام .

كل هذه القضايا لا تُحل في ليلة وضحاها بل لا بدٌ لها من برنامج عمل ومشروعات مناسبة لحلٌها على مراحل وعلينا أن لا ننسى أيضا أنٌ الوقت كذلك لا ينتظر لأن العدوٌ بدوره لم و لن يهدأ وما يزال يفكٌر ويعمل وعلى الأرجح يبدو أسرع من المسلمين الذين دائما يتأخرون في الردٌ المماثل والمناسب وأنهم اليوم ـ أي المسلمين ـ في أمسٌ الحاجة إلى استراتيجية ضغط فعٌالة توجد للأعداء مشاكل لا يعرفونها ولم يألفوها تربطهم وتشلٌهم وتقضى على مخططاتهم العدوانية .

وهذه المشاريع المطروحة لا بدٌ وأن تجد التفاهم والقبول من قبل المسئولين والوطنيين الروس لأن الخطر الذي يهدٌد روسيا ومصالحها كبير, وهم بحاجة إلى حلفاء من الخارج وأعني العالم العربي والإسلامي .

وهناك عامل داخلي للمسلمين في روسيا سبٌب له غياب أمٌة إسلامية حقيقية في البلاد – أمٌة المسلمين المجتمعين على قيم وأهداف واحدة و على رؤية مشتركة لمكانتها و دورها في البلاد وكذلك لمستقبلها ومستقبل روسيا نفسها .

في روسيا ما زالت العادات والأعراف في إدارة الشؤون الدينية على أساس التبعية والتقليد سائد عندما تصبح القواعد والمؤسسات غير المنبثقة من تعاليم الإسلام منتشرة بين المسلمين و مهيمنة على حياتهم و معوقا لتطوٌرهم في جميع مجالات الحياة . فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك مساجد سمٌيت بأسماء توحي بتبعيتها لعرق معين بذاته (العرق التتري) ناسين أنٌ مبادئ الشورى و قواعد الإدارة الجماعية مقدٌمة على الحدود والعقائد القومية والعرقية وغيرها فضلاً عن أنٌ محاولات حصر كلٌ مصالح المسلمين المتعدٌدة في روسيا و جعلها في يد عدٌة إدارات دينية (و هي مؤسسة أنشأتها إمبراطورة روسيا القيصرية "يكاتيرينا الثانية" في النصف الثاني من القرن الثامن عشر وكانت تهدف من خلالها إلى بسط سيطرتها على المسلمين) تؤثر سلبا على قدرة المسلمين لتدبير أمورهم بأنفسهم وتعوٌق عملية تكوين أمة إسلامية حقيقية متكاملة .

إنٌ الأمة الحقيقية التي يجب على المسلمين في روسيا بناءها هو إتحاد من مئات وآلاف الجماعات والجمعيات والمؤسسات التجارية وغير التجارية المختلفة لجميع المسلمين في روسيا بدون استثناء والذي يعمل كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
ليس مهما أن تسمى هذه المؤسسة أو تلك إسلامية, بل المهمٌ أن تكون أفعالها و مبادئها منبثقة من شريعتنا و مطابقة لقيم الإسلام و تعليماته (على القدر المسموح بقوانين البلاد) .

هذا هو الأسلوب الوحيد الذي يجعل المسلمين في روسيا دعاة إلى الخير، وبالتالي يستطيعون دعوة المجتمع ومن حولهم إلى الإسلام بالتي هي أحسن . وإذا استخدمنا المقارنة التاريخية فإن المسلمين اليوم في روسيا يعيشون ويعملون في ظروف مشابهة للفترة المكية من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كانت السياسة المعادية للإسلام و مطاردة المسلمين والحصار عليهم يشتدٌ ويخفٌ, وإن كانت اليوم نفس السياسة المعادية انتقلت إلى مجالات أخرى مثل وسائل الإعلام و حقوق الإنسان وغيرها .

إن تكوين الأمٌة التي ينشدها المسلمون في روسيا لن يكون أمرًا مستحيلاً بإذن الله مع الالتزام بالشروط التالية:

1.إذا وجدت نواة اجتمعت على قيم و أهداف وأساليب تعتمد على مبادئ و قواعد الإسلام .
2.إذا كان الشركاء العاملون في هذا الاتجاه ينسٌقون فيما بينهم تنسيقًا وثيقا و خاصٌة في ما يخصٌ مؤسسات الدولة والحكومة والإدارات الدينية و غيرها .
3.تمرير مشاريع و أجندة معينة بالتوافق الجماعي و حسب الأولويات في المهمات .

السؤال الآخر الذي يجب طرحه لماذا أخفق المسلمون في روسيا ولم ينجحوا في تحقيق هذا الأمر إلى اليوم؟

الجواب: لأن كل من يتطلٌع إلى لعب هذا الدور وهذا النفوذ فردا كان أو جماعة أو مؤسسة هناك من يقف وراءه و يحركه و يشير عليه وفي الغالب بعيدا عن مصالح الأمة و تطلٌعاتها, وهذه التبعية للآخرين داخليا كانت أم خارجيا تحول دون الوصول إلى الهدف المطلوب والمرتجى . إن المسلمين في روسيا يعيشون في أماكن نائية، وكما هو عادة الأماكن النائية فإن للعوامل العرقية والإقليمية والثقافية تأثيرًا كبيرًا فيها, والجهل في الفقه والشريعة والمعايير الإسلامية شائع بل هو مركٌب, ولا يزال مستوى العلوم الإسلامية وتطبيقها ضعيفًا ومتدنٌيًا للغاية .

ورغم كل ذلك فإن المستقبل واعد بإذن الله .

ثـابـت الـجنـان

آخر تعديل بواسطة ثابت الجنان ، 23-03-2008 الساعة 12:56 PM.

ثابت الجنان غير متصل قديم 23-03-2008 , 09:36 AM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.