العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > سـوالــف إســلامــيـة > عندما سئل شيخ الإسلام ابن تيمية ...
المشاركة في الموضوع
أبوالدحداح أبوالدحداح غير متصل    
مراقب سوالف اسلامية  
المشاركات: 871
#1  
عندما سئل شيخ الإسلام ابن تيمية ...
بداية :


(( صبر نفسك في القراءة لكي تستفيد ان شاء الله ))




هذه بعض الأسئلة التي سئل عنها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :





سئل عن (إحياء علوم الدين) و(قوت القلوب)... إلخ


المفتي: شيخ الإسلام ابن تيمية
الإجابة:

سُئِلَ عن ‏[‏إحياء علوم الدين‏]‏ و ‏[‏قوت القلوب‏]‏‏.‏‏.‏ ‏.‏ إلخ‏.

‏‏ فأجــاب‏:‏

أما ‏[‏كتاب قوت القلوب‏]‏ و ‏[‏كتاب الإحياء‏]‏ تبع له فيما يذكره من أعمال القلوب‏:‏ مثل الصبر والشكر، والحب والتوكل، والتوحيد ونحو ذلك‏.‏

وأبو طالب أعلم بالحديث والأثر، وكلام أهل علوم القلوب من الصوفية وغيرهم، من أبي حامد الغزالي، وكلامه أسد وأجود تحقيقًا، وأبعد عن البدعة مع أن في ‏[‏قوت القلوب‏]‏ أحاديث ضعيفة وموضوعة، وأشياء كثيرة مردودة‏.

‏‏ وأما ما في ‏[‏الإحياء‏]‏ من الكلام في ‏[‏المهلكات‏]‏ مثل الكلام على الكبر، والعجب والرياء، والحسد ونحو ذلك، فغالبه منقول من كلام الحارث المحاسبي في الرعاية، ومنه ماهو مقبول ومنه ماهو مردود، ومنه ما هو متنازع فيه‏.‏

و‏[‏الإحياء‏]‏ فيه فوائد كثيرة، لكن فيه مواد مذمومة، فإنه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدوًا للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين‏.‏

وقد أنكر أئمة الدين على أبي حامد هذا في كتبه‏.

‏‏ وقالوا‏:‏ مرضه ‏[‏الشفاء‏]‏ يعني شفاء ابن سينا في الفلسفة‏.

‏‏ وفيه أحاديث وآثار ضعيفة، بل موضوعة كثيرة‏.‏

وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وترهاتهم‏.‏

وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة، ومن غير ذلك من العبادات والأدب ما هو موافق للكتاب والسنة، ما هو أكثر مما يرد منه؛ فلهذا اختلف فيه اجتهاد الناس وتنازعوا فيه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - الجزء العاشر.












السؤال :
هل يصح عند أهل العلم‏:‏ أن عليًا رضي اللّه عنه قاتل الجن في البئر‏؟‏ ومدَّ يده يوم خيبر، فعبر العسكر عليها‏؟‏ وأنه حمل في الأحزاب فافترقت قدامه سبع عشرة فرقة‏؟‏ وخلف كل فرقة رجل يضرب بالسيف يقول‏:‏ أنا علي‏؟‏ وأنه كان له سيف يقال له‏:‏ ذو الفقار، وكان يمتد ويقصر، وإنه ضرب به مرحبًا وكان على رأسه جُرْن من رخام فقصم له ولفرسه بضربة واحدة، ونزلت الضربة في الأرض، ومناد ينادي في الهواء‏:‏ لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا عليّ‏؟‏ وأنه رمي في المنجنيق إلى حصن الغراب‏؟‏ وأنه بعث إلى كل نبي سرًا، وبعث مع النبي صلى الله عليه وسلم جهرًا‏؟‏ وأنه كان يحمل في خمسين ألفًا، وفي عشرين ألفًا، وفي ثلاثين ألفًا وحده‏؟‏ وأنه لما برز إليه مرحب من خيبر ضربه ضربة واحدة فَقَدَّه‏ [أي‏:‏ قطعة‏] ‏طولًا، وقد الفرس عرضًا، ونزل السيف في الأرض ذراعين أو ثلاثة‏؟‏ وأنه مسك حلقة باب خيبر وهزها فاهتزت المدينة، ووقع من على السور شرفات، فهل صح من ذلك شىء‏؟‏‏!‏

المفتي: شيخ الإسلام ابن تيمية
الإجابة:

الحمد للّه، هذه الأمور المذكورة كذب مُخْتَلَقٌ باتفاق أهل العلم والإيمان، لم يقاتل عليّ ولا غيره من الصحابة الجن، ولا قاتل الجنَّ أحدٌ من الإنس، لا في بئر ذات العلم ولا غيرها‏.
‏‏
‏‏ والحديث المروي في قتاله للجن موضوع مكذوب باتفاق أهل المعرفة، ولم يقاتل عليّ قط على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لعسكر كان خمسين ألفًا أو ثلاثين ألفًا، فضلا عن أن يكون وحده قد حمل فيهم، ومغازيه التي شهدها مع رسول اللّه وقاتل فيها كانت تسعة‏:‏ بدرًا، وأحدًا، والخندق، وخيبر، وفتح مكة، ويوم حنين، وغيرها‏.‏

‏‏ وأكثر ما يكون المشركون في الأحزاب وهي الخندق، وكانوا محاصرين للمدينة، ولم يقتتلوا هم والمسلمون كلهم، وإنما كان يقتتل قليل منهم وقليل من الكفار، وفيها قتل عليّ عمرو بن عَبْد ود العامري، ولم يبارز عليّ وحده قط إلا واحدًا، ولم يبارز اثنين‏.
‏‏
‏‏ وأما مرحب يوم خيبر، فقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لأعطين الراية رجلًا يحب اللّهَ ورسولَه، ويحبه اللّهُ ورسولُه، يفتح اللّه على يديه‏" ، فأعطاها لعلي، وكانت أيام خيبر أيامًا متعددة، وحصونها، فتح على يد عليّ رضي اللّه عنه بعضها‏.‏

‏‏ وقد روي أثر أنه قتل مرحبًا، وروي أنه قتله محمد بن مسلمة، ولعلهما مرحبان، وقتله القتل المعتاد، ولم يقده جميعه، ولا قد الفرس، ولا نزل السيف إلى الأرض، ولا نزل لعلي ولا لغيره سيف من السماء، ولا مد يده ليعبر الجيش، ولا اهتز سور خيبر لقلع الباب، ولا وقع شىء من شرفاته، وإن خيبر لم تكن مدينة وإنما كانت حصونًا متفرقة، ولهم مزارع‏.
‏‏
‏‏ ولكن المروي أنه ما قلع باب الحصن حتى عبره المسلمون، ولا رمي في منجنيق قط، وعامة هذه المغازي التي تروى عن عليّ وغيره، قد زادوا فيها أكاذيب كثيرة، مثل ما يكذبون في سيرة عنترة والأبطال‏.
‏‏ وجميع الحروب التي حضرها علي رضي اللّه عنه بعد وفاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثلاثة حروب‏:‏ الجمل، وصفين، وحرب أهل النهروان ‏.
‏‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد الرابع (العقيدة)















السؤال :
سُئلَ عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ هل يعلم وقت الساعة ‏؟‏


المفتي: شيخ الإسلام ابن تيمية
الإجابة:

أما الحديث المسؤول عنه، كونه صلى الله عليه وسلم يعلم وقت الساعة، فلا أصل له، ليس عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحديد وقت الساعة نص أصلًا، بل قد قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 187‏]‏ أي‏:‏ خفى على أهل السموات والأرض، وقال تعالى لموسى‏:‏ ‏{‏‏إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا‏}‏‏ ‏[‏طه‏:‏15‏]‏‏.‏
قال ابن عباس وغيره‏:‏ أكاد أخفيها من نفسي فكيف أطلع عليها‏؟‏
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة وهو في مسلم من حديث عمر‏:‏" أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له‏:‏ متى الساعة‏؟‏ قال‏:‏ ‏ما المسؤول عنها بأعلم من السائل‏"‏‏‏.‏
فأخبر أنه ليس بأعلم بها من السائل، وكان السائل في صورة أعرابي، ولم يعلم أنه جبريل إلا بعد أن ذهب وحين أجابه لم يكن يظنه إلا أعرابيا، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال عن نفسه‏:‏ إنه ليس بأعلم بالساعة من أعرابي، فكيف يجوز لغيره أن يدعي علم ميقاتها‏؟‏‏!‏ وإنما أخبر الكتاب والسنة بأشراطها، وهي علاماتها، وهي كثيرة تقدم بعضها، وبعضها لم يأت بعد‏.‏
ومن تكلم في وقتها المعين، مثل الذي صنف كتابًا سماه ‏[‏الدر المنظم في معرفة الأعظم‏] وذكر فيه عشر دلالات بين فيها وقتها، والذين تكلموا على ذلك من [‏حروف المعجم‏] والذي تكلم في [‏عنقاء مغرب] وأمثال هؤلاء، فإنهم وإن كان لهم صورة عظيمة عند أتباعهم، فغالبهم كاذبون مفترون، وقد تبين لديهم من وجوه كثيرة أنهم يتكلمون بغير علم؛ وإن ادعوا في ذلك الكشف ومعرفة الأسرار، وقد قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ‏}‏‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 33‏].‏


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد الرابع (العقيدة)

















السؤال :
َسُئلَ عن الشفاعة في أهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم‏,‏ وهل يدخلون الجنة أم لا‏؟‏

المفتي: شيخ الإسلام ابن تيمية
الإجابة:

إن أحاديث الشفاعة في أهل الكبائر ثابتة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم‏,‏ وقد اتفق عليها السلف من الصحابة‏,‏ وتابعيهم بإحسان‏,‏ وأئمة المسلمين‏,‏ وإنما نازع في ذلك أهل البدع من الخوارج‏,‏ والمعتزلة‏,‏ ونحوهم‏.‏
ولا يبقى في النار أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان‏,‏ بل كلهم يخرجون من النار ويدخلون الجنة‏,‏ ويبقى في الجنة فضل‏.
‏‏ فينشئ اللّه لها خلقًا آخر يدخلهم الجنة‏,‏ كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏.‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد الرابع (العقيدة)










السؤال :
سئل عن الانحناء عند التحية?


المفتي: شيخ الإسلام ابن تيمية
الإجابة:

وأما الانحناء عند التحية‏:‏ فينهى عنه، كما فى الترمذى عن النبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ أنهم سألوه عن الرجل يلقى أخاه ينحنى له ‏؟‏ قال‏:‏ ""لا‏" ولأن الركوع والسجود لا يجوز فعله إلا لله عـز وجـل؛ وإن كـان هـذا على وجـه التحية فى غير شريعتنا، كما فى قصة يوسف‏:‏ ‏{وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ} ‏[‏يوسف‏:‏ 100‏]‏ وفى شريعتنا لا يصلح السجود إلا لله، بل قد تقدم نهيه عن القيام كما يفعله الأعاجم بعضها لبعض، فكيف بالركوع والسجود ‏؟‏ وكذلك ما هو ركوع ناقص يدخل فى النهى عنه‏.









السؤال :
وسئل الإمـام أبـو العباس‏:‏ أحمد بن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ عن النهوض والقيام الذى يعتاده الناس، من الإكرام عند قدوم شخص معين معتبر، هل يجوز أم لا ‏؟‏
وإذا كان يغلب على ظن المتقاعد عن ذلك أن القادم يخجل، أو يتأذى باطنًا، وربما أدى ذلك إلى بغض وعداوة ومقت، وأيضا المصادفات فى المحافل وغيرها، وتحريك الرقاب إلى جهة الأرض والانخفاض، هل يجوز ذلك أم يحرم ‏؟‏
فإن فعل ذلك الرجل عادة وطبعًا ليس فيه له قصد، هل يحرم عليه أم لا يجوز ذلك فى حق الأشراف والعلماء، وفيمن يرى مطمئنًا بذلك دائما هل يأثم على ذلك أم لا ‏؟‏ وإذا قال‏:‏ سجدت لله هل يصح ذلك أم لا ‏؟‏


المفتي: شيخ الإسلام ابن تيمية
الإجابة:

الحمد لله رب العالمين‏.
‏لم تكن عادة السلف على عهد النبى صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، أن يعتادوا القيام كلما يرونه ـ عليه السلام ـ كما يفعله كثير من الناس، بل قد قال أنس بن مالك‏:‏ لم يكن شخص أحب إليهم من النبى صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له، لما يعلمون من كراهته لذلك، ولكن ربما قاموا للقادم من مغيبه تلقيًا له، كما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم"" أنه قام لعكرمة"، وقال للأنصار لما قدم سعد بن معاذ‏:‏ ‏""قوموا إلى سيدكم‏" وكان قد قدم ليحكم فى بنى قريظة لأنهم نزلوا على حكمه‏.‏
والذى ينبغى للناس أن يعتادوا اتباع السلف على ما كانوا عليه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم خير القرون، وخير الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يعدل أحد عن هدى خير الورى، وهدى خير القرون إلى ما هو دونه‏.‏ وينبغى للمطاع ألا يقر ذلك مع أصحابه، بحيث إذا رأوه لم يقوموا له إلا فى اللقاء المعتاد‏.‏
وأما القيام لمن يقدم من سفر ونحو ذلك تلقيًا له فحسن‏.‏ وإذا كان من عادة الناس إكرام الجائى بالقيام ولو ترك لاعتقد أن ذلك لترك حقه أو قصد خفضه ولم يعلم العادة الموافقة للسنة فالأصلح أن يقام له؛ لأن ذلك أصلح لذات البين ،وإزالة التباغض والشحناء، وأما من عرف عادة القوم الموافقة للسنة، فليس فى ترك ذلك إيذاء لـه، وليس هـذا القيام المذكور فى قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏""‏مـن سره أن يتمثل لـه الرجال قيامًا فليتبوأ مقعده من النار‏" فإن ذلك أن يقوموا له وهو قاعد، ليس هو أن يقوموا لمجيئه إذا جاء؛ ولهذا فرقوا بين أن يقال‏:‏ قمت إليه وقمت له، والقائم للقادم ساواه فى القيام، بخلاف القائم للقاعد‏.‏
وقد ثبت فى صحيح مسلم‏:‏ أن النبى صلى الله عليه وسلم لما صلى بهم قاعدًا فى مرضه صلوا قيامًا أمرهم بالقعود، وقال‏:‏ ‏""‏ لا تعظموني كما يعظم الأعاجم بعضها بعضًا‏"‏ وقد نهاهم عن القيـام فى الصـلاة وهـو قاعـد، لئلا يتشبه بالأعاجـم الذين يقومـون لعظمائهـم وهـم قعود‏.‏ وجماع ذلك كله الذى يصلح اتباع عادات السلف وأخلاقهم، والاجتهاد عليه بحسب الإمكان‏.‏ فمن لم يعتقد ذلك ولم يعرف أنه العادة وكان فى ترك معاملته بما اعتاد من الناس من الاحترام مفسدة راجحة، فإنه يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما، كما يجب فعل أعظم الصلاحين بتفويت أدناهما‏.‏











السؤال :
سئل عن من فسر القرآن برأيه



المفتي: شيخ الإسلام ابن تيمية
الإجابة:

وَسُئِلَ رحمه اللَّه عن قوله صلى الله عليه وسلم "من فسّر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار‏"‏ فاختلاف المفسرين في آية واحدة إن كان بالرأي فكيف النجاة‏؟‏ وإن لم يكن بالرأي فكيف وقع الاختلاف، والحق لا يكون في طرفي نقيض‏؟‏ ‏‏.

‏ ‏ فأجاب رحمه اللّه تعالى‏:‏ ‏

‏ ينبغي أن يعلم أن الاختلاف الواقع من المفسرين وغيرهم على وجهين‏:‏ ‏

‏ أحدهما‏:‏ ليس فيه تضاد وتناقض، بل يمكن أن يكون كل منهما حقًا، وإنما هو اختلاف تنوع أو اختلاف في الصفات أو العبارات، وعامة الاختلاف الثابت عن مفسري السلف من الصحابة والتابعين هو من هذا الباب؛ فإن اللّه سبحانه إذا ذكر في القرآن اسمًا مثل قوله‏:‏ {‏‏اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ‏‏‏‏} ‏[‏الفاتحة‏:‏6‏]‏ فكل من المفسرين يعبر عن الصراط المستقيم بعبارة يدل بها على بعض صفاته، وكل ذلك حق، بمنزلة ما يسمى اللّه ورسوله وكتابه بأسماء،كل اسم منها يدل على صفة من صفاته،فيقول بعضهم‏:‏‏ ‏{الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ‏ ‏‏} كتاب اللّه أو اتباع كتاب اللّه،ويقول الآخر: {‏الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ‏}‏ هو الإسلام أو دين الإسلام، ويقول الآخر‏:‏ ‏ {‏الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ‏}‏ هو السنة والجماعة، ويقول الآخر‏:‏ ‏ {‏الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ‏}‏ طريق العبودية، أو طريق الخوف والرجا والحب، وامتثال المأمور واجتناب المحظور، أو متابعة الكتاب والسنة، أو العمل بطاعة اللّه أو نحو هذه الأسماء والعبارات. ‏

‏ ومعلوم أن المسمى هو واحد وإن تنوعت صفاته وتعددت أسماؤه وعباراته، كما إذا قيل‏:‏ محمد هو أحمد، وهو الحاشر، وهو الماحي، وهو العاقب، و هو خاتم المرسلين، وهو نبي الرحمة، وهو نبي الملحمه. ‏

‏ وكذلك إذا قيل‏:‏القرآن هو الفرقان، والنور، والشفاء، والذكر الحكيم، والكتاب الذي أحكمت آياته ثم فُصِّلَت‏" وكذلك أسماء اللّه الحسنى‏‏ {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم‏‏‏} [‏الحديد‏:‏3‏]‏ وهو {‏‏الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى‏‏‏} ‏[‏الأعلى‏:‏2 ـ 5‏]‏، {‏‏هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ‏ ‏‏} ‏[‏الحشر‏:‏22- 23‏]‏ {‏‏هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ‏‏} ‏‏[‏الحشر‏:‏24‏]‏ وأمثال ذلك‏.‏‏

‏ فهوسبحانه واحد صَمَد، وأسماؤه الحسنى تدل كلها على ذاته ويدل هذا من صفاته على ما لا يدل عليه الآخر، فهي متفقة في الدلالة على الذات متنوعة في الدلالة على الصفات؛ فالاسم يدل على الذات والصفة المعينة بالمطابقة، ويدل على أحدهما بطريق التضَمُّن، وكل اسم يدل على الصفة التي دل عليها بالالتزام؛ لأنه يدل على الذات المتكنى به جميع الصفات، فكثير من التفسير والترجمة تكون من هذا الوجه‏.‏

‏ ‏ ومنه قسم آخر، وهو أن يذكر المفسر والمترجم معنى اللفظ على سبيل التعيين والتمثيل، لا على سبيل الحد والحصر؛ مثل أن يقول قائل من العَجَم‏:‏ ما معنى الخبز‏؟‏ فيشار له إلى رغيف، وليس المقصود مجرد عينه وإنما الإشارة إلى تعيين هذا الشخص‏.‏

‏ ‏ وهذا كما إذا سئلوا عن قوله‏:‏ {‏‏فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ‏ ‏‏} [‏فاطر‏:‏32‏]‏ أو عن قوله‏:‏{ ‏‏إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ‏‏‏‏} ‏[‏النحل‏:‏128‏]‏ أو عن ‏[‏الصالحين‏]‏ أو ‏[‏الظالمين‏]‏ ونحو ذلك من الأسماء العامة الجامعة، التي قد يتعسر أو يتعذر على المستمع أو المتكلم ضبط مجموع معناه؛ إذ لا يكون محتاجًا إلى ذلك، فيذكر له من أنواعه وأشخاصه ما يحصل به غرضه، وقد يستدل به على نظائره‏.‏‏

‏ فإن الظالم لنفسه‏:‏ هو تارك المأمور فاعل المحظور‏.‏‏

والمقتصد‏:‏هو فاعل الواجب وتارك المحرم‏‏.‏‏

‏ والسابق‏:‏ هو فاعل الواجب والمستحب، وتارك المحرم والمكروه‏.‏‏

‏ فيقول المجيب بحسب حاجة السائل‏:‏ الظالم‏:‏ الذي يفوت الصلاة والذي لا يُسبِغُ الوضوء، أو الذي لا يتم الأركان ونحو ذلك‏‏.‏‏

‏ والمقتصد‏:‏ الذي يصلي في الوقت كما أمر‏‏‏‏‏‏‏.

والسابق بالخيرات‏:‏ الذي يصلي الصلاة بواجباتها ومستحباتها، ويأتي بالنوافل المستحبة معها، وكذلك يقول مثل هذا في الزكاة، والصوم، والحج، وسائر الواجبات‏‏.‏‏

وقد روى عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أنه قال‏:‏ التفسير على أربعة أوجه‏:‏ تفسير تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا اللّه، فمن ادَّعى علمه فهو كاذب‏‏.‏‏

والصحابة أخذوا عن الرسول لفظ القرآن ومعناه، كما أخذوا عنه السُّنَّة، وإن كان من الناس مـن غيََّر السنة فمن الناس مـن غَيَّر بعض معاني القرآن؛ إذ لم يتمكن من تغيير لفظه‏‏.‏‏

‏ وأيضًا، فقد يخفى على بعض العلماء بعض معاني القرآن، كما خفى عليه بعض السنة؛ فيقع خطأ المجتهدين من هذا الباب، واللّه أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - الجزء الثالث عشر.
















السؤال :
سئل عن [الحمد والشكر] ما حقيقتهما؟ هل هما معنى واحد، أو معنيان؟


المفتي: شيخ الإسلام ابن تيمية
الإجابة:

سئل عن ‏[‏الحمد والشكر‏]‏ ما حقيقتهما‏؟‏ هل هما معنى واحد، أو معنيان ‏؟‏ وعلى أي شيء يكون الحمد‏؟‏ وعلى أي شيء يكون الشكر‏؟‏‏.‏

فأجاب‏:‏

الحمد لله رب العالمين، الحمد‏:‏ يتضمن المدح، والثناء على المحمود بذكر محاسنه، سواء كان الإحسان إلى الحامد، أو لم يكن، والشكر لا يكون إلا على إحسان المشكور إلى الشاكر، فمن هذا الوجه الحمد أعم من الشكر؛ لأنه يكون على المحاسن والإحسان، فإن الله تعالى يحمد على ما له من الأسماء الحسنى، والمثل الأعلى، وما خلقه في الآخرة والأولى؛ ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ‏}‏‏ ‏[‏الأنعام‏:‏1‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏‏الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ‏}‏‏ ‏[‏سبأ‏:‏1‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏‏الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء‏}‏‏ ‏[‏فاطر‏:‏1‏]‏‏.‏

وأما ‏[‏الشكر‏]‏ فإنه لا يكون إلا على الإنعام، فهو أخص من الحمد من هذا الوجه؛ لكنه يكون بالقلب واليد واللسان، كما قيل‏:‏

أفادتكم النعماء مني ثلاثــــة**يدي، ولساني، والضمير المحجبا ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً}‏‏ ‏[‏سبأ ‏:‏13‏]‏‏.‏

والحمد إنما يكون بالقلب واللسان، فمن هذا الوجه الشكر أعم من جهة أنواعه، والحمد أعم من جهة أسبابه، ومن هذا الحديث"الحمد لله رأس الشكر، فمن لم يحمد الله لم يشكره"‏‏ وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏"إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها‏"‏‏ والله أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - الجزء الحادي عشر.









منقول من موقع طريق الإسلام صفحة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

http://www.islamway.com/?iw_s=Fataw...es&mufti_id=234

أبوالدحداح غير متصل قديم 19-11-2007 , 01:34 PM    الرد مع إقتباس
أبوعبيدة أبوعبيدة غير متصل    
كاتب فعال الكويت  
المشاركات: 1,055
#2  

ما شاء الله معلومات قيمة من العلامة شيخ الاسلام

جزاك الله خير

أبوعبيدة غير متصل قديم 21-11-2007 , 12:23 AM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.