العودة سوالف للجميع > سوالف شخصيه وثقافيه ادبيه > سوالف الأدب والثقافة > الدينار
المشاركة في الموضوع
لؤي سالم اقنيبر لؤي سالم اقنيبر غير متصل    
كاتب فعال جدا ليبيا  
المشاركات: 1,874
#1  

الدينـــــــــار
العلامة الحمراء ثانيةً السيارة جائعة تريد وقوداً .. إنها لا تشبع هناك في آخر الطريق محطة للوقود ..المركبات كثيرة انه طابور إجباري .. لا أدري لماذا تنذرني دائماً بوجبتها ساعة الظهيرة ؟!! تحت الشمس الحارقة وفي يوم صيفي مزعج وبعد وقت ليس باليسير سألني مشغل المحطة بكم؟؟ .. نعم انه يتكلم عن النقود لا أظن أن أحداً لا يعرف هذه المصطلحات.. أجبته بأن يملأها حتى التخمة .. انزعجت مركبتي إنها تعلم بأنني لا أتعامل مع الحلول الوسطى أبداً .. أدخل الخرطوم في أحشائها .. العلامة انطفأت .. والسيارة تريد توقف الفيضان.. تساءلت عن الحساب .. أربعة دنانير .. أعاد لي ديناراً مشوهاً ملصوقاً عليه بصمات وذكريات آلاف البشر .. أجلست الدينار جانبي وعلى أنغام الموسيقى .. شكراً .. شعرت لوهلة بالجنون ..قد نطق ديناري .. لقد تعبت .. تلاقفتني اليوم أياد كثيرة رحلتي اليوم شاقة جداً .. أنت الوحيد الذي أعطيتني حريتي في الاسترخاء على الأقل .. عجبي دينار يتكـلم .. ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍سعدت للحظة جنوني وطلبت منه أن يحكي لي قصته عل هذا يذيب الزحام من حولي .. أنت لا تستطيع أن تعيش يوماً من أيام حياتي .. أنتم البشر لا تحسون بحالنا أبداً من يد إلى يد .. أحياناً أكون في جيب هذا أو ذاك وأنتقل إلى محفظة ذلك وأحياناً أرى نفسي وسط ظلمات حقيبة بين زجاجة العطر وأحمر الشفاه وأحياناً يقبلوني ..وأحياناً يحتقروني .. لكم أتمنى أن أكون عشرة دنانير كلا أن أكون فرداً في رزمة العشر دنانير حتى لا يتداولني البشر ويحترمونني كما كانوا مع أجدادي الدنانير .. أحياناً أكون سبباً في النصب والإجرام .. ألم تسمع باثنين اقتتلا من أجل دينار ؟‍‍ توقف مرور السيارات عند مفترق للطرق وطرق على زجاج نافذتي سائل محتاج ولا يوجد لدي إلا هذا الثرثار المستاء .. وبمكر شديد .. انك لا تصلح إلا لعمل الخير سأعطيك لهذا السائل .. أحذرك ألا تفعل فأنا أعرفه جيداً .. انه يتظاهر بعدم الإبصار .. واجهت السائل ففر .. انك على صواب .. هلا قلت لي عن أنسب مكان ترتاح فيه علي أريحك و أريح نفسي من هذا الجنون .. هذا سهل يسير انقلني إلى المصرف بين اخوتي .. وأدعو لي أن أظل هناك وألا يعيدونني للعالم الخارجي أو يعدمونني لسوء هيئتي .. ولكن قبل إيصالي للمصرف أتمنى أن أعيش يوماً معك وصدقني سأكون أنيساً و لن أكون مزعجاً ‍‍‌.. قررت ألا أعود للعمل اليوم .. وسأمر على حجرتي وأجلب بعض الدنانير لأبدأ رحلتي مع الدينار .. ولاح سؤال في خاطري لو جلبت بعض الدنانير قد تصيبهم عدوى الكلام فبدل المشكلة تكون عشرات المشاكل .. ولكن الدينار طمأنني بأنه جماد وانه لا ينطق في وجود الدنانير .. تقافز في ذهني أن أجوب به شوارع المدينة ليحكي لي عن أخباره وأخبار العالم من حوله .. توقفت لأشتري مشروباً بارداً عل هذا يطفي من حرارة الجو حولي .. أخذت الدنانير وتركت صاحبي مستلق على الكرسي .. عدت فلم أجد الدينار .. يا الهي لقد رحل .. كلا انه لا يتحرك ..(( لقد سرق ديناري )) .. أين أنت يا دينار ؟؟!! في مركز الشرطة .. أبلغتهم عن فقدان الدينار .. نعتوني بالجنون .. فهل هناك من يفتقد ديناراً في هذا الزمن .. ولم يصدقوا بأن ديناري ليس ككل الدنانير .. قررت أن أنساه .. فعذراً يا صاحبي .. في اليوم التالي .. ما هذا ؟!! العلامة الحمراء مجدداً .. انزعجت مركبتي إنها تريد الراحة ..الطابور الإجباري .. بعد أن أخذت وقودي وتركت محطة الوقود .. مرحباً .. قفزت مجدداً والفرحة تغمرني .. لقد عدت لي ثانيةً .. ضحك الدينار .. دعني أرتاح قليلاً و سأحكي لك الحكاية .
لؤي سالم اقنيبر
طرابلس –1998

لؤي سالم اقنيبر غير متصل قديم 11-08-2001 , 02:12 AM    الرد مع إقتباس
بنت العرب بنت العرب غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,135
#2  

أخي لؤي


مرحبا بك في سوالف الأدب...أتمنى لك طيب الإقامة وغزارة المشاركات




أحياناأتساءل...حين يلامس كفي دينارا ترك الزمن أثاره عليه بوحشية...
كم قبلي لامس هذا الدينار....وهل كانت يدهم نظيفة؟!
هذه الصراحة


قصة سلسة مسلية ومغزاها يأتي بعد القليل من التفكير بما بين السطور..




أحسنت






تحياتي
بنت العرب

بنت العرب غير متصل قديم 11-08-2001 , 09:16 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.