من أول ايام الحمل ... تتوالى المعجزات الربانية .. لهذا المخلوق الصغير
يخرج إلى الدنيا ليرى .. أن الله قد رعاه داخل رحم أمه.. و الان خارجه .. فأول ما يرى وجه امه ... و لبنها .. أول ما يغذيه و يحميه
سيدتي ... ماذا تعرفين عن ... لبنك ؟؟
الثدي هو غدة دهنية تحتوى على أنسجة ليفية، يربطها بجدار الصدر رباط يسمى برباط كوبر cooper’s ligament واللبن يتكون في أنسجة الغدد داخل الثدي, والتي تمر بعدة تغيرات أثناء الحمل وبعد الولادة تحت تأثيرات هرمونات الجسم لإنتاج اللبن للطفل الرضيع.
لكل مرحلة لبنها
بعد الولادة يبدو اللبن مسكرا ورفيعا وهو مناسب لروي عطش الطفل في هذه المرحلة، والذي لا يحتاج إلى الكثير من الطعام. يسمى اللبن في هذه الفترة باللبأ أو colostrum والذي يبدو أن مهمته الرئيسية هي خدمة جهاز المناعة لحماية الطفل من العدوى.. وحصانة الطفل ضد الحساسية, وكلما تقدم سن الطفل يصبح اللبن أكثر سمكاً وغنيا بالمواد الدهنية ليوازن حاجة الطفل في كل مرحلة, كما أن درجة حرارة لبن الأم دائماً في انضباط صيفاً أو شتاء.
المكونات المتميزة للبن الأم تعطي للطفل غذاء متوازناً لا يحتاج معه إلى أي تعويض طوال الستة أشهر الأولى (في الحالات الطبيعية) فهو مليء بالبروتينات والسكريات والموالح والدهون (الأحماض الدهنية) الماء والأحماض الأمينية، المعادن. وكلها نسب متوازنة تتغير من وقت لآخر مع كل مرحلة للنمو.. كما أنها تتغير من ثدي إلى ثدي للأم الواحدة، وتتغير بين امرأة وأخرى. بل خلال الوجبة الواحدة نفسها. وخلايا اللبن مشابهة جداً لخلايا الدم مما يجعله "سائل حي" يحتوي على 100 مكون لا يمكن للألبان الصناعية توفيرها.
أيضا ...... هو وسيلة حماية .... يصعب اختراقها
لبن الأم جدار واقٍ للطفل ضد العديد من المخاطر التي تهدده في مراحل عمره الأولى وأهم وسائل الحماية وحوائط الصد في هذا الجدار:
- الوقاية من العديد من الأمراض: فوجود الأجسام المضادة وخلايا المناعة مثل الخلايا الملتهمة Macrophage القاتلة للبكتيريا والفطريات والفيروسات التي تشكل 80% من خلايا لبن الأم, تحمي الطفل من العديد من الأمراض بداية من اللبأ colostrums كما ذكرنا إلى اللبن ذاته.. مثل الأنيميا، نقص الفيتامينات Vit deficiency ، نقص الكالسيومCa deficiency ، الالتهاب السحائي ، الالتهاب الرئوي ، التهابات القناة البولية ، الإكزيميا ، التسمم ، ضيق التنفس ، الحصبة الألمانية ، الأنفلونزا.. ومن حكمة الله سبحانه أن الأم تنتج في لبنها أجساما مضادة لأي مرض موجود في البيئة المحيطة بها لتحمي طفلها منه.
- العناية بالجهاز الهضمي: فبما أن الطفل في مراحله الأولى معرض للعديد من الأمراض البكتيرية فإن لبن الأم فيه عناصر مثبطة لنمو البكتيريا الضارة وعناصر أخرى مشجعة للبكتيريا النافعة مثل lactobacillus لمساعدته في هضم غذائه مع إنزيمات الهضم الأخرى الموجودة. بروتينيات اللبن في حد ذاتها سهلة الهضم.. فبالتالي تقلل من أمراض الإمساك والإسهال والتقلصات (وجدت دراسات حديثة أن الأطفال الذين يرضعون من لبن أمهاتهم أقل في الإصابة بالإمساك وحفاظاتهم رائحتها أفضل ممن يتناولون اللبن الصناعي).
- الحماية ضد أنواع الحساسية: اللبن الصناعي مصنوع أصلا من لبن بقري والذي يدخل في تكوينه عناصر كثيرة مسببة للحساسية.. فطفل اللبن الصناعي معرض للحساسية منذ الشهر الأول أو الثاني.. بينما لبن الأم يقلل الإصابة بحساسية الجلد، وحساسية الأنف، والإسهال والقيء الناتجين عن الحساسية وإن كان لا يمنعها بالكامل, ومادة اللبأ أيضا بها عناصر تساعد في نضوج حاجز الأمعاء، ومن ثم تحمي الطفل من الحساسية ضد أطعمة عديدة فيما بعد, كما أن قطرات من لبن الأم في العين تحميها من الإصابة بالتهابات الملتحمة.
- تكوين الدماغ والرؤية vision: فالأحماض الدهنية تلعب دوراً رئيسياً فيها (خرجت دراسة هولندية على اختبارات الذكاء أجريت على 3.253 شاب تحت العشرين وفوق العشرين أن الشباب الذين رضعوا لبن أمهاتهم في الصغر حصلوا على نتائج أعلى من الآخرين, أرجعت الدراسة ذلك إلى العناصر الغذائية التي تساعد على تطور الدماغ والقرب النفسي والعضوي أثناء الرضاعة.
توطيد العلاقة بين الطفل وأمه: ( أروع جوانب الرضاعة) فعند الولادة يرى الطفل أمامه بمقدار 12 إلى 15 بوصة.. وهي المسافة بين الطفل ووجه أمه، فالرضاعة تقوي الرابطة بين الأم وطفلها دون مجهود، كما أنها تشعره بالحنان والاطمئنان فيخرج طفلا سويا نفسياً، وقد أثبتت دراسات حديثة أن الرُّضَّع سن أسبوع يفضلون رائحة لبن أمهاتهم ويديرون وجوههم بعيداً عن لبن الأخريات.
- كمية أقل من لبن الأم تغني بإشباع الطفل وهذا يلعب دوراً هاماً في وزن الطفل خلال الحياة.
هل بعد كل ما عرفتيه عزيزتي الأم عن لبنك ... سوف تحرمين طفلك الصغير و الجميل منه؟؟
لبن الأم هبة من عند الرحمن ... فلا تفرطي بها ابداً .. و لا تحرمي طفلك منها
أرق تحياتي للجميع
جوني