إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة قمة الجبل
اذا احد طالع فيك وانت تاكل في مكان عام .. لا تنحرج ...
قله : أتفضل معانا ! ( حتى لو باقي في الصحن حبة رز واحدة ! )
هذه الكلمة راح تخليه ينحرج .. وما يطالع فيك مرة ثانية !
جربها
|
قمة الجمل وماذا إذا حدث له ما ذكره الجاحظ في البخلاء حيث يقول :
(( وحدثني إبراهيم بن السندي، قال: كان على ربع الشاذروان شيخ لنا من أهل خراسان. وكان مصححاً، بعيداً من الفساد، ومن الرشا، ومن الحكم بالهوى. وكان حفياً جداً. وكذلك كان في إمساكه، وفي بخله وتدنيقه في نفقاته، وكلن لا يأكل إلا ما لابد منه، ولا يشرب إلا ونشهد أن محمداً عبده ورسوله لابد منه.
غير أنه كان في غداة كل جمعة يحمل معه منديلاً فيه جردقتان، وقطع لحم سكباج مبرد، وقطع جبن، وزيتونات، وصرة فيها ملح، وأخرى فيها أشنان، وأربع بيضات، ليس منها بد. ومعه خلال.
ويمضي وحده، حتى يدخل بعض بساتين الكرخ. ويطلب موضعاً تحت شجرة، وسط خضرة، وعلى ماء جار. فإذا وجد ذلك جلس، وبسط بين يديه المنديل، وأكل من هذا مرة، ومن هذا مرة. فإن وجد قيم ذلك البستان رمى إليه بدرهم، ثم قال: اشتر لي بهذا، أو أعطني بهذا رطباً، إن كان في زمان الرطب، أو عنباً، إن كان في زمان العنب. ويقول له: إياك إياك أن تحابيني، ولكن تجود لي، فإنك إن فعلت لم آكله، ولم أعد إليك. واحذر الغبن، فإن المغبون لا محمود ولا مأجور.
فإن أتاه به أكل كل سيء معه، وكل شيء أتى به. ثم تخلل وغسل يديه. ثم يمشي مقدار مائة خطوة. ثم يضع جنبه، فينام إلى وقت الجمعة. ثم ينتبه فيغتسل، ويمضي إلى المسجد. هذا كان دأبه كل جمعة.
قال إبراهيم: فبينا هو يوماً من أيامه يأكل في بعض المواضع، إذ مر به رجل فسلم عليه، فرد السلام. ثم قال: هلم - عافاك الله! فلما نظر إلى الرجل قد انثنى راجعاً، يريد أن يطفر الجدول، أو يعدي النهر، قال له: مكانك، فإن العجلة من عمل الشيطان! فوقف الرجل فأقبل عليه الخراساني وقال: تريد ماذا؟ قال: أريد أن أتغدى. قال: ولم ذلك؟ وكيف طمعت في هذا؟ ومن أباح لك مالي؟ قال الرجل: أو ليس قد دعوتني؟ قال: ويلك! لو ظننت أنك هكذا أحمق ما رددت عليك السلام. الآيين فيما نحن فيه أن نكون إذا كنت أنا الجالس وأنت المار، تبدأ أنت فتسلم. فأقول أنا حينئذ مجيباً لك: وعليكم السلام. فإن كنت لا آكل شيئاً أنا، وسكت أنتن ومضيت أنت، وقعدت أنا على حالي! وإن كنت آكل فهاهنا بيان آخر: وهو أن أبدأ أنا، فأقول: هلم، وتجيب أنت، فتقول: هنيئاً. فيكون كلام بكلام. فأما كلام بفعال، وقول بأكل، فهذا ليس من الإنصاف! وهذا يخرج علينا فضلاً كثيراً! قال: فورد على الرجل شيء لم يكن في حسابه. فشهر بذلك في تلك الناحية، وقيل له: قد أعفيناك من السلام ومن تكلف الرد. قال: ما بي إلى ذلك حاجة. إنما هو أن أعفي أنا نفسي من هلم وقد استقام الأمر! ))
فهل يتصرف هذا التصرف ؟
وإن فعل هذا فسيفضح وينتشر ويشتهر خبره بالبخل !!