فلسطين فيك وجوه مخيفة .............


(1)
جنود يحملون في جيوبهم بندق ، يتسلون في فترات راحتهم
يكسرون البندق.
يلعقون قشور الفستق .

يطلقون رصاصة صوب البيت
صوت مدفع في ظلمة الليل

هناك بجانب البيت شجرة فستق.
هل تذوقتم طعم البندق؟
والفستق؟

(2)

في بلادنا كان الأهل يزرعون البندق والفستق.
وكانوا يقطوفنه فرحين .
وكانت حلقات الرقص تدور
تدور وتدور.
تحت القمر الجميل.

دوى صوت مخيف ، قتلت رصاصة الليل .
وقتلوا الطفل الصغير .
ثم عادوا يستريحون .يكسرون البندق.
ويلعقون قشور الفستق

(3)


جاء الشيخ لحقله .
أنهى الجندي لعقه .
وقتل الشيخ بأرضه
وبكت شجرة الزيتون
وبكت عليه السنون .
وبكي الوطن المجنون
المسافر في جسده الدافيء

ثم عادوا يكسرون البندق
ويلعقون قشور الفستق

(4)

في تلك الأرض الجميلة ، تعيش حبيبتي جميلة .
كلمتها كثيراً كثيرا
عن عمر الزيتون وسنينه
وعن دفئ اليانسون
والرقص المجنون


قالت لي معذبة أنا في ليلي الطويل.

قلت لها تعالي ، إلى أرض الأحلام .

قالت ، سأجلب معي وردة من بيسان.
وسأجلب معي شالي وحجر من مهد الإنسان .

قلت لها أجل ، فهنا لا وجود للإنسان .

دوى صوت مخيف ، قتلت رصاصة الليل.
ثم عادوا يكسرون البندق.
ويلعقون قشور الفستق .

(5)

جاءت إلي جميلة ، إلى أرض الاحلام .
ونزل المطر غزيرا
فصارت مبللة كثيرا
شعرها ندي ندي ، ترتعش برداً
قلت لها أستندي استندي

قالت أخجل منك يا سندي
فثوبي التصق بجسدي.

لم تكن تخجل جميلة
كانت خائفة كثيرا

وبان جمال جميلة
فكانت الأرض الحبيبة .
ورائحة الزيتون العتيقة .

ولازالوا
يكسرون البندق في أوقات راحتهم
ثم يلعقون الفستق
وبعدها يقتلون الطفل الصغير
والشيخ الجليل
وشجرة الزيتون القديم .

ثم يعودون
يكسرون البندق في أوقـ.............




أكل الجند البندق.