عرف عن شعب الجزيرة العربية منذ القدم حب القنص والصيد للطيور والحيوانات منذ آلاف السنين وشاهد ذلك تلك الرسومات الأثرية على بعض الصخور التي توضح عدة الصيد وأنواع الحيوان التي تم اصطيادها ، ولا زالت هذه الموهبة أو الرياضة - سمها ما شئت - تسري في دماء أبناء جزيرتنا العربية - أبلغ دليل على ديمومتها من أقدم العصور ومع توالي العصور وحتى زماننا هو انقراض كثير من الحيوان والطير في الجزيرة العربية - وليس أدل من استمرار هذه الموهبة حتى حاضرنا البهي وحتى زماننا هذا ما تشهد به صحاري الباكستان وبلدان المغرب العربي من معارك القنص التي خاضها شبابنا الأشاوس في تلك البلدان !!
وفي هذه الفترة انتشرت هذه الأيام تقليعة لدى شباب السعودية وهي تقليعة جديدة للمقناص أكاد أجزم أنها لم تعرف لدى شعب أخر في العالم أجمع وأكاد أجزم أنه لم تخطر في عقل أي شعب من قبل وربما من بعد ، وهي صيد وقنص الطائرات عبر توجيه أشعة الليزر نحو الطائرة أو بمعنى أصح نحو عيني كابتن الطائرة !!!
ولا يذهب عقلك هنا فتعتقد أن مقصد هذا وليعاذ بالله هو الإضرار بالطائرة وركابها ، ولا يشطح عقلك بعيداً فتعتقد أن هذا العمل يراد به القيام بعملية إرهابية ، لا معاذ الله فليس المقصود بهذا العمل إلا المداعبة والمزاح والتسلية ما بين الشباب لا غير كما يظهر ذلك من زعم جميع الذين تم " كمشهم "
ومن تأكيدهم أن هذا العمل مجرد طيش شباب والمقصود به التسلية والعبث بالطائرة وكابتنها وركابها لا غير !
وكعادة الظواهر والتي تظهر فجأة فإنا لا نعلم من مبتدع ومبتكر هذه الفكرة الجهنمية – والتي يظهر لي أنها لم تخطر حتى في عقل ((إبليس أبو لعنات ))
ورغم ذلك فقد خطرت بعقل هذا المبتكر العظيم - والذي ابتكر هذه الحيلة الجهنمية لمداعبة – رغم ثقالة هذه المداعبة وسماجتها - كابتن الطائرة وبالتالي الطائرة وركابها !!
ورغم عدم علمنا بمبتكر هذه الحيلة كما ذكرنا من قبل – ويستحق هذا دراسة تاريخيه حول أول منطقة عرفت أو ظهر منها هذه الظاهرة الغريبة وإن كان هذا مما يصعب تحقيقة بسبب انتشاره السريع والمباغت الذي يشبه الانفجار الشديد الذي لا يعرف مصدره
- إلا أن الظاهرة انتشرت بين بعض شبابنا العابث انتشار شديد وتوسعت في كل مناطق المملكة فقد تسابقت الصحف في الفترة الأخيرة على نقل بعض الأخبار عن هذه الظاهرة العجيبة الغريبة في عدة مناطق من المملكة شملت المدينة المنورة وجدة والحناكية والمنطقة الشرقية والمنطقة الجنوبية وغيرها من المناطق والمدن !
ورغم صدور بعض العقوبات التعزيرية بالجلد والسجن على القائمين بهذه الأعمال العابثة إلا أن هذه العقوبات وللأسف الشديد لم تردع هذه الظاهرة وهذا العبث بل على العكس أخذت تنتشر هذه الظاهرة من العبث الليزري في الآونة الأخيرة فأصبحت الصحف تنقل عن هذه الظاهرة بشكل شبه يومي !!
وكنت أتخوف من تنتشر هذه الظاهرة الليزرية والتي يراد بها العبث مع الطائرات وقنصها أكثر من هذا القدر فتصبح حقيقة مسلم بها ولا حل لها كالحوادث الكثيرة المنتشرة في ربوع بلادنا هذه الأيام والتي لم يوجد لها حل حتى تاريخه ..
فأخذت أتفكر في هذا الأمر وهذه الحالة وأتدارسها فوجدت أن الأمر صعب بل وخطير وإن لم يتدارك فإن الأمر سيصبح فوضى تتساقط فيها الطائرات - لا سمح الله - مره بعد أخرى وفي فترات متقاربة بسبب هذا العبث فنصبح منافسين للهند وبعض دول أفريقيا في تساقط الطائرات – حدثت في السودان في الفترة الماضي بعض حوادث سقوط الطائرات ولا أدري ما سببها ومما نحمد أن السعوديين لم يتهموا بذلك
– وكنت أتفكر في ذلك معاهداً نفسي بالابتعاد عن ركوب أي طائرة للسفر خوف من حلول كارثة بسبب هذا العبث ، فتزاحمت بعد ذلك برأسي الخيالات والاستنتاجات فاعتقدت يقيناً أن هذا التفكير سيشمل شريحة كبيرة من المسافرين فيقاطعوا الطيران عبر الجو فيؤثر ذلك على الطيران المدني بمملكتنا الحبيبة والذي هو أصلاً يعاني الكثير من المشاكل والخسائر رغم ارتفاع التذاكر مع سوء الخدمة !!!
وكنت قد توصلت إلى نظرية وبعد دراسة هذه الظاهرة من جميع الجوانب اعتبرت فيها أن هذه الظاهر – ظاهرة قنص الطائرات - ستنقلب إلى حقيقة وتدوم كديمومة أعمال القنص في جزيرتنا الحبيبة ، حتى برقت في رأسي نظرية أخرى حطمت هذه النظرية وأزحت نظريتي الأولى حول ديمومة هذه الظاهرة ..
فبعد دراستي لهذه الظاهرة من الجانب الأمني وجدت أن هذه الظاهرة تتسبب في اختراق أمني خطير قد تستقل فيها عمليات القنص لقنص أهداف وطائرات عسكرية ومن أجل القيام ببعض العمليات الإرهابية ، وقد يبلغ الحال أن تنتشر أعمال القنص الليزرية إلى بلدان مجاورة فتنتقل أعمال القنص من الباكستان والهند والجزائر والمغرب إلى العراق مثلاً - خاصة أن هناك طائرات كثيرة والمقناص كبير هناك
- أو أفغانستان أو الصومال أو غيرها من بلدان التوتر المعروفة ، كما أن بعض العلماء والمفتيين قد يؤيدون المقناص في تلك البلدان بما أنها بلاد حرب فيفتون بشرعية هذا العمل
ومما لا شك فيه هنا مما يزيد الظاهرة فتتسع دائرة انتشارها بين الشباب وغيرهم من الفئات السنية المختلفة فتصبح ظاهرة خطيرة جداً تهدد السلم العالمي والمجتمع المدني !
وبما أن المسئولين يتدارسون هذا الأمر وخطره وتأثيره على الإرهاب العالمي وعلى صورتنا في العالم وربما قد توصلوا إلى النتائج التي توصلت إليها فإنه مما لا شك أنه سيفعل عند إذن قرارات حضر أجهزة أشعة الليزر وستمنع هذه الأجهزة بتاتاً ومن غير المستبعد في هذه الحالة أن تمنع هذه الأجهزة حتى في المستشفيات والمستوصفات ..
ناهيك عن ما يمثله خطر هذا السلاح الليزري بيد العرب والمسلمين مما يستدعي حضر دولي عبر الأمم المتحدى والدول الحرة لحظر بيع هذا الجهاز على الدول العربية والإسلامية وهذا ليس بالمستبعد خاصة بعد ما حدث عند حصار العراق عند منع بعض الأدوية وبعض المواد الغذائية بزعم أنها جزء من صناعة أسلحة الدمار الشامل ، وما يقوم به المجتمع العالمي من حصر ضد إيران بسبب احتمالية صنع إيران للسلاح النووى رغم زعمها وتأكيدها أن المفاعلات النووية للاستخدام السلمي !!!
ورغم هذا فقد يرى البعض أن في هذه القرارات إجحاف بالعرب والمسلمين وأنها ليست في صالح الأمة والإسلامية والعربية ، إلا أنه مما يحمد هنا أن لهذه القرارات بعض الفوائد - دوماً أقول أنه يجب أن لا ننظر إلى الكوب الفارغ بل علينا أن ننظر للكوب الممتلئ - في منع انتشار ظاهر قنص الطائرات في بلادنا وانتشارها في مناطق كثيرة في العالم وتحويلها إلى ظاهرة عالمية وبذلك يكون لهذه القرارات دور في استتباب السلم الاجتماعي مع الأمن العالمي أجمع وبذلك اعتقد يقينا أن هذه الظاهرة من خلال استقرائي للوضع الأمني العالمي والمحلي واستنتاجاتي الخاصة أنه لن تدوم هذه الظاهرة كثيراً ، وأنها ستكون مجرد تقليعة ظهرت في زمن معين ووئدت بالقوة في وقتها وزمانها ..
عرض نسخة للطّباعة |
ارسل هذه الصفحة لصديق]
!!
هذا السلاح والله بلاش !! 
سأحاول ان انقل هذه الفكرة عندنا بفلسطين لنسلط اضواء الليزر على عيون كباتن الطائرات الحربية لعلها تكون ذات تأثير ولو بسيط عليهم