|
|
مشرف سوالف السياسة
|
|
المشاركات: 1,347
|
#40
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إقتباس:
|
المشاركة الأصلية بواسطة مدثر
يقول الحق تعالى ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) ، و هو كذلك ..!! ، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان حقاً ..!! ، بيد أن شيئاً من تعاليم الآية الكريمة لم يكن ليتحرك في فؤاد النظام الأردني عندما أريد للعراق أن يهلك ..!! ، فلا شك أن المطلع على حقيقة العلاقة العراقية الأردنية سيعرف ـ قطعاً ـ أن في عنق النظام الأردني ديناً ثقيلاً و فضلاً معروفاً جميلاً لم يوفه للعراق ..!!
|
هناك مثل عربي شعبي يقول " فرخ البط عوّام "
من يعود إلى وثائق المخابرات المركزية الأمريكية السرية منذ عام1957 وحتى عام 1975 التي أفرج عنها والتي تتعلق بالملك الراحل حسين يرى أن هذا الأخير الذي يدعي أنه ( حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم ) كان أهم عميل للمخابرات المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط كما تذكر وثائق المخابرات ... وهو الأعلى أجرا فقد كان يتقاضى مرتبا شهريا مقداره مليون دولار وقد بدأ عمله كعميل للمخابرات المركزية الأمريكية منذ عام 1957 أي منذ أن كان في الحادية والعشرين من عمره .
من قبل كان في عنق النظام الأردني ـ على زمن الملك الراحل حسين والد الملك الحالي ـ ديناً ثقيلاً و فضلاً معروفاً لم يوفه للكويت ودول الخليج .
وأذكر أنه خلال حرب الخليج الثانية أطلق الملك الراحل حسين لحيته ولقب نفسه بالشريف حسين تيمنا بجد أبيه وقيل يومها أن صدام حسين وعد الملك حسين بإخراج السعودية من الحجاز واعادة تسليمها إلى الملك حسين على اعتبار أن الملك عبد العزيز آل سعود هو الذي طرد الهاشميين من الحجاز وقضى على طموح جدهم الحسين بن علي الذي وعدته به إنجلترا وهو أن تقوم بتعيينه ملكا على العرب إن هو ساعدها في القضاء على الخلافة الإسلامية .
أما اليوم نرى أن الآية قد انعكست فأصدقاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم، ومن يطلع على مراجع تاريخية عربية وأجنبية محترمة عن الدور الأردني في غزوا العراق سيصاب بالحزن والدهشة لأن مواقف الملك الحالي لا تختلف عن مواقف والده الراحل من حيث الممارساته الأخلاقية والدينية التي لا علاقة لها بالشرف ولا الشرفاء ... وهي بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي .
وقد يكون كتاب الجنرال تومي فرانكس مرجع مهم يضع النقاط على الحروف ويكشف عن دور الملك عبد الله في الكذب على الأمريكيين بخصوص أسلحة الدمار الشامل في العراق .
والكتاب جاء ليحسم الحوار حول بعض ما ورد فيه من معلومات نشرتها الصحف الإنجليزية بخاصة فيما يتعلق باللقاءات الخاصة التي عقدها الجنرال مع بعض قادة ورؤساء الدول العربية قبل غزو العراق .... والكتاب الذي يقع في 590 صفحة ويحمل اسم " جندي أمريكي "يورد ذكر الملك عبد الله في تسعة مواقع ... والفقرة المثيرة للجدل حول أسلحة الدمار الشامل وردت في صفحة رقم 418 حيث يصف الجنرال لقاءه الثاني مع الملك في قصر البركة وبعد أن يقارن بين فخامة قصر البركة وتواضع قصر رئيس اليمن يقول إن الملك عبد الله وبعد أن سلم عليه قال له بعد ظهر يوم الخميس الموافق يناير23 :
General , from reliable intelligence sources , i believe the iraqies are hiding chemical and biological wepons
وقد وضع فرانكس هذه العبارة في أقواس حتى يكون دقيقا في نقل كلام الملك ... وكان فرانكس قد وصف علاقته بالملك وكيف انه في أول لقاء بينهما امتدح الملك لحم الشواء في تكساس وكان من الواضح أن اللقاءات بين الطرفين كانت حميمة وقال الملك لفرانكس أن أمريكا بامكانها الاعتماد كليا على الدعم الأردني .
الأمر مختلف بالنسبة للرئيس مبارك ... فالرئيس كما يقول فرانكس كان متحفظا على تطور الأوضاع في العراق باتجاه الحرب وقال لفرانكس ان صدام حسين رجل مجنون وقد يستخدم ما لديه من أسلحة دون رادع ... هذا الكلام لا يمكن تفسيره على انه إخبارية عن وجود أسلحة دمار شامل وإنما هو - بالعرف الشعبي - حديث فك مجالس ويمكن أن يفسر لصالح الرئيس مبارك الذي لم يكن مرتاحا للتوتر في المنطقة وهو أمر لا يقاس بموقف الملك عبد الله الذي بدا متعاطفا ومؤيدا للموقف الأمريكي والذي قدم لفرانكس معلومة عسكرية هامة نسبها إلى نشاط مخابراتي أردني في العراق .
ومع أن الأردن نفى أن يكون الملك قد أدلى بهذه المعلومة للجنرال فرانكس إلا أن أي قاريء عادي لكتاب الجنرال وأي متتبع لتصريحات الملك في السنوات الأخيرة والتي يتراجع عنها وينفيها يميل إلى تصديق الجنرال فرانكس أكثر من تصديق الملك خاصة وان الجنرال معروف بدقته وهو يوثق لأحداث لم يمر عليها وقت طويل بعد .
الحوار دار بين فرانكس والملك باللغة الإنجليزية التي يتقنها الملك أكثر من فرانكس نفسه .... لا بل إن الملك لا يعرف العربية بقدر معرفته الإنجليزية وبالتالي لا يمكن القول أن الجنرال فرانكس قد اختلط عليه الأمر بسبب الترجمة أو بسبب ضعف الملك باللغة الإنجليزية ... والجنرال كان واضحا في تعريف الذين التقى بهم من الرؤساء والملوك العرب ... فقد أشار مثلا إلى أن الرئيس مبارك يتحدث الإنجليزية بوضوح ولكن بلكنة ... كما أشار إلى أن رئيس اليمن سأل إن كان مطلوبا منه تمرير رسالة لصدام وهكذا .
لقد دأبت أجهزة الإعلام الأردنية الرسمية بعد انتهاء الحرب على مهاجمة احمد الجلبي واتهامه بأنه كذب على الأمريكيين بخصوص أسلحة الدمار الشامل في العراق .... ولم تقول هذه الأجهزة أي شيء عن ملكها عندما كشف الجنرال الأمريكي الذي قاد الحرب على العراق النقاب عن أن الملك عبد الله - وليس أحدا غيره - هو الذي مرر هذه المعلومات إلى الأمريكيين ونسبها لأجهزة مخابراته التي تنشط في العراق ؟
وللحديث بقية بعون الله
مع أطيب التمنيات
|
|
28-09-2006 , 07:27 AM
|
الرد مع إقتباس
|